فان دايك عن تهميش صلاح: «لا أحد يملك رصيداً غير محدود»!
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
ليفربول (أ ف ب)
رأى قلب الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك أن «لا أحد يملك رصيداً غير محدود»، في إطار تعليقه على استبعاد زميله المصري محمد صلاح عن التشكيلة الأساسية لليفربول في مباراتيه الأخيرتين في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وجلس صلاح على مقاعد البدلاء، من دون أن يشارك في الفوز على وستهام 2-0 خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، ثم بدأ مباراة الثلاثاء ضد سندرلاند خارج التشكيلة الأساسية، قبل أن يدخل في الشوط الثاني، من دون أن يحدث فارقاً في لقاء انتهى بتعادل شاق في أنفيلد 1-1.
وهذه المرة الأولى خلال مسيرته مع ليفربول التي لا يبدأ فيها صلاح أساسياً في مباراتين توالياً في الدوري الممتاز.
وسجل المصري أربعة أهداف فقط في الدوري الممتاز لفريق المدرب الهولندي أرني سلوت الذي يعاني جداً في حملة الدفاع عن لقبه، مقارنة بـ29 هدفاً الموسم الماضي.
وسُئل قائد ليفربول فان دايك بعد مباراة سندرلاند، عما إذا كان استبعاد صلاح يحمل رسالة لغرفة الملابس، فأجاب «الحال دائماً هكذ، لا تملك كلاعب رصيداً غير محدود، الجميع يجب أن يقدم الأداء المطلوب، صلاح كان يفعل ذلك، لكن المدرب اتخذ هذا القرار في آخر مباراتين، نحن جميعاً نريد الأفضل للنادي».
وتابع «أنا متأكد تماماً من أن صلاح سيظل جزءاً كبيراً مما نحاول تحقيقه لأنه لاعب مذهل وأثبت ذلك باستمرار».
وأشاد فان دايك بلاعب الوسط الألماني فلوريان فيرتز الذي اعتقد أنه افتتح رصيده مع «الحمر» بإدراكه التعادل في الدقيقة 81، إلا أن الهدف احتسب في النهاية لمصلحة الفرنسي نوردي موكييلي بالخطأ في مرمى فريقه الذي كان قريباً جداً من حسم النقاط الثلاث لولا تدخل البديل الإيطالي فيديريكو كييزا لإبعاد الكرة قبل دخوله المرمى في الوقت بدلاً من الضائع.
ويظهر الألماني الذي انضم إلى ليفربول من باير ليفركوزن في فترة الانتقالات الصيفية مقابل 116 مليون جنيه إسترليني (155 مليون دولار)، مؤشرات مشجعة بعد بداية صعبة في أنفيلد.
وقال فان دايك إن «هناك سبب وجيه يجعل نادياً مثلنا يشتريه (لفيرتز)، إنه لاعب رائع من الطراز العالمي في نظري، ويمكنه أن يصبح أفضل، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت».
ورأى أنه «بالنسبة له، عليه أن يبقى متزناً، ألا ينجرف إلى العالم الخارجي، عندما تكون الأمور جيدة أو سيئة، وألا ينجرف إلى لعبة الأرقام، في الوقت الحاضر، هناك الكثير من العيون الشاخصة باتجاهك إن سجلت أهدافاً أو صنعت تمريرات حاسمة أو حافظت على نظافة الشباك، لكن الأمر يتعلق أيضاً بما تراه والمساهمة التي تقدمها للفريق».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإنجليزي البريميرليج ليفربول أرني سلوت فان دايك
إقرأ أيضاً:
صلاح الدين الأيوبي .. القائد الذي صنع المجد وكتب التاريخ
القائد صلاح الدين الأيوبي، ذلك الاسم الذي يلمع في صفحات التاريخ كرمز للعدل والشجاعة والوطنية، كان أكثر من مجرد قائد عسكري؛ كان فكرا وروحا امتزجت فيها الحكمة بالعزم، والإيمان بالقدرة على صناعة التاريخ.
ولد صلاح الدين في تكريت شمالي العراق عام 1138م، لأب كردي نبيل، وكان لمولد صلاح الدين أثر كبير في تشكيل شخصيته، فقد نشأ في بلاط نور الدين محمود، حيث ترسخت فيه قيم الشجاعة والإخلاص والوفاء، وتعلم فنون الحرب والسياسة، لكنه لم يغفل عن العلوم والمعرفة، فقد أحب التعلم منذ صغره، وأبدع في العلوم الدينية والفقهية، ودرس الرياضيات والهندسة، وحفظ الشعر، وعرف كيف يوازن بين القوة والعلم، بين البأس والرحمة.
لقد تأثر صلاح الدين بعمه أسد الدين شيركوه، الرجل الذي كان مثالا للشجاعة والإقدام، ورافقه في حملاته ضد الفاطميين في مصر، وهناك بدأت رحلة ابن تكريت في تشكيل نفسه قائدا حكيما ومحنكا.
لم تكن مصر مجرد مكان للتوسع أو السلطة بالنسبة لصلاح الدين، بل كانت أرضا يحتاج أن يحميها ويعزز وحدتها ويؤسس فيها عدلا حقيقيا.
ومع وفاة عمه، تولى صلاح الدين الوزارة في سن الحادية والثلاثين، وواجه تحديات جسام، منها هجوم الصليبيين على دمياط، فتصدى لهم وهزمهم، وعزز بذلك مكانته في مصر وقلوب الناس فيها.
ثم جاء دوره التاريخي الأكبر، القضاء على الدولة الفاطمية، لكنه فعل ذلك بأسلوب رحيم وحكيم، إذ لم يكن هدفه الانتقام، بل تأسيس دولة مستقرة قائمة على العدل والشريعة.
أسس الدولة الأيوبية، وأرسى قواعدها في مصر، وحافظ على الوحدة الوطنية، وعمل على تعليم الناس المذهب السني من خلال المدارس الكبيرة التي أنشأها، ولم ينس المصريين شعورهم بالانتماء، فحرص على أن يكون حكامه وأعوانه من أقاربه وأهل الثقة، ليضمن أن تكون الدولة قوية ومستقرة.
جهاد صلاح الدين لم يقتصر على الداخل، بل امتد ليشمل الدفاع عن الأمة ضد الصليبيين، بعد وفاة نور الدين، أخذ صلاح الدين على عاتقه توحيد البلاد العربية، ومواجهة الأخطار من أي جهة كانت، فعمل بين 1174 و1187م على جمع البلدان تحت رايته، وبدأ يبني القوة العسكرية والسياسية، ويشيد القلاع مثل قلعة المقطم، ويمتد نفوذه إلى اليمن وفلسطين ودمشق وحلب، مظهرا قدراته في التخطيط والحرب والقيادة.
أما معركته الشهيرة مع الصليبيين فكانت علامة فارقة في التاريخ، فقد هزمهم في موقعة حطين عام 1187م، وحرر بيت المقدس، وفرض احترامه على أوروبا كلها.
لم يكن النصر مجرد انتصار عسكري، بل كان انتصارا لقيم العدل والوطنية والكرامة، وأظهر أن القوة الحقيقية ليست في السلاح وحده، بل في العقل والسياسة والإيمان بالحق.
وبعد صلح الرملة مع ريتشارد قلب الأسد، أعاد التوازن إلى المنطقة، وحول الهجوم الصليبي إلى دفاع، محدثا بداية النهاية للغزوات الصليبية في الشرق.
وفاته في عام 1193م تركت فراغا كبيرا، لكن إرثه بقي حيا في قلوب الناس، وفي تاريخ الأمة كلها، لقد علمنا صلاح الدين أن القائد الحقيقي هو من يجمع بين الشجاعة والرحمة، بين القوة والعدل، وأن الوطنية ليست مجرد كلمات، بل أفعال يومية تتطلب التضحية والعمل من أجل الوطن والأمة.
القائد صلاح الدين الأيوبي لم يكن مجرد ملك أو قائدا، بل كان رمزا للكرامة، وقدوة لكل من يؤمن بأن الأمة يمكن أن تتقدم وتزدهر عندما يقودها من يتمتع بالعقل، بالحكمة، وبحب الناس والعدل بينهم.