وكشف الرئيس الرواندي، خلال برنامج "لقاء خاص" على شاشة الجزيرة، أن الاتفاق يبني على تفاهمات سابقة أُبرمت خلال العام الماضي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب أبدت اهتماما استثنائيا بإيجاد حل لهذه القضية التي عانت طويلا من غياب حراك دولي فاعل.

وسلّط كاغامي الضوء على المحاور الأساسية للاتفاق، موضحا أنه يتناول الهواجس السياسية داخل الكونغو الديمقراطية التي أنتجت المشكلات أصلا، إضافة إلى الهواجس الأمنية لرواندا المتعلقة بمجموعات مسلحة في شرق الكونغو تضم مرتكبي إبادة عام 1994.

ووجّه اتهامات مباشرة لحكومة الكونغو بدعم هذه المليشيات ودمجها في قواتها المسلحة، متسائلا عن سبب بقاء هذه المجموعات كل هذه المدة رغم انتشار عشرات الآلاف من قوات الأمم المتحدة وإنفاق مليارات الدولارات.

وفي سياق متصل، دافع الرئيس الرواندي عن موقف بلاده من حركة "إم 23"، مؤكدا أن أي حديث عن انتشار قوات رواندية في الكونغو يجب أن يُقرن بتفسير أسباب هذا الانتشار إن صحّ، وربطه بالهواجس الأمنية وحقوق المواطنة للاجئين الذين بلغ عددهم 130 ألف شخص اقتُلعوا من شرق الكونغو.

وانتقد كاغامي بشدة خطاب الكراهية العرقية الذي وصفه بأنه يسود في المستويات الرسمية العليا بالكونغو، مشيرا إلى عمليات اقتلاع وطرد لمواطنين كونغوليين من أراضيهم بسبب انتمائهم العرقي.

الدور الأميركي

وفي شأن العلاقات المستقبلية مع الولايات المتحدة، أبدى كاغامي ترحيبه بالمصالح الاقتصادية التي تُحرّك واشنطن، لا سيما في ما يتعلق بالمعادن النادرة، معتبرا أن لا مشكلة لديه إن كانت هذه المصالح هي الدافع ما دامت ستجلب السلام والمنفعة للجميع.

وأشار إلى أن الاتفاق يتضمن خططا لتكرير المعادن المستخرجة من الكونغو في رواندا، مع عدم استبعاد الكونغو من عمليات التكرير، في إطار ركيزة التكامل الاقتصادي التي تُعدّ إحدى الركائز الثلاث للاتفاق إلى جانب الحوار السياسي والأمن.

ومن جهة أخرى، أثنى الرئيس الرواندي على دور قطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في دعم مسار السلام، مذكّرا باستضافة الدوحة في مارس/آذار الماضي محادثات جمعته مع الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، فضلا عن رعايتها مفاوضات بين حركة "إم 23" والحكومة الكونغولية.

وفي ختام المقابلة، أعرب كاغامي عن تفاؤله بنجاح الاتفاق، مؤكدا أن الرئيس ترامب والولايات المتحدة طرف جاد قادر على دفع المسار إلى خواتيمه، مشددا على أن السلام ضرورة حتمية للمنطقة وأن غيابه سيُكلّف الجميع خسائر فادحة.

يذكر أن الشرق الكونغولي، الغني بالمعادن والموارد الطبيعية، ظل ساحة صراع دموي منذ تسعينيات القرن الماضي.

وقد تصاعدت حدة العنف مطلع عام 2025 مع سيطرة حركة "إم 23" المدعومة من رواندا، على مدينتي غوما وبوكافو.

Published On 4/12/20254/12/2025|آخر تحديث: 17:20 (توقيت مكة)آخر تحديث: 17:20 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الرئیس الرواندی

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة ترحّب بانضمام المجر وماليزيا والفلبين لاتفاقية أرتميس

هنّأت الولايات المتحدة، كلا من المجر وماليزيا والفلبين على انضمامها إلى الاتفاق الدولي المنظم للاستكشاف الفضائي السلمي "أرتميس"، بعد توقيع الدول الثلاث عليه في مراسم متفرقة خلال شهر أكتوبر الماضي، ليصل عدد الدول المنضمة حتى الآن إلى 59 دولة حول العالم.

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، اليوم الأربعاء، أن وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، وقّع الاتفاق نيابة عن حكومته خلال اجتماع ثنائي مع نظيره الأمريكي في 22 أكتوبر، كما أقدمت ماليزيا على التوقيع في 26 أكتوبر خلال اجتماعات قادة دول جنوب شرق آسيا في كوالالمبور، وبعدها بيوم واحد، وقّعت الفلبين على الاتفاق بحضور مسؤولين حكوميين أمريكيين في العاصمة الماليزية.

وتأسس هذا الإطار الدولي عام 2020 بمبادرة من الولايات المتحدة وعدد من الدول، بهدف وضع مبادئ عملية تضمن الاستكشاف المدني المسؤول والمستدام للفضاء. 

وتشارك وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الفضاء الأمريكية في جهود تنفيذ الاتفاق والتواصل مع الدول المنضمة له.

واختتمت الخارجية الأمريكية بيانها بالقول إنه بانضمام المجر وماليزيا والفلبين، يُجدد التأكيد على التزام 59 دولة حتى الآن بهذه المبادئ.

وتستند الاتفاقية إلى المبادئ الأساسية المنصوص عليها في معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، وتحدد إرشادات رئيسية تهدف إلى تحقيق استكشاف مستدام وتعاوني للفضاء، وتشمل هذه المبادئ: الشفافية في الأنشطة، والمشاركة المسؤولة للبيانات العلمية، وإدارة الموارد الفضائية بشكل مستدام.

ومن خلال توفير إطار عمل يقوم على الاحترام المتبادل، تسعى الاتفاقية إلى صياغة نهج موحد للتعامل مع تعقيدات استكشاف الفضاء سواء كان ذلك ضمن حدود الغلاف الجوي للأرض أو في أغراض استكشاف الأجرام السماوية الأخرى مثل القمر والمريخ.

طباعة شارك الولايات المتحدة المجر وماليزيا والفلبين الاتفاق الدولي المنظم للاستكشاف الفضائي السلمي أرتميس مراسم متفرقة خلال شهر أكتوبر وزارة الخارجية الأمريكية وزير الخارجية المجري

مقالات مشابهة

  • رئيس رواندا يثمن اتفاق السلام التاريخي مع الكونغو الديمقراطية ويشيد بدور قطر
  • الرئيس السيسي يبعث برقيات تهنئة إلى رؤساء إفريقيا الوسطى وفنلندا ولاوس الديمقراطية الشعبية
  • الولايات المتحدة ترحّب بانضمام المجر وماليزيا والفلبين لاتفاقية أرتميس
  • روبيو: ترامب الرئيس الوحيد القادر على إنهاء الصراع بأوكرانيا
  • أنهى حياة ابنته.. حكم نهائي على الملاكم المصري-الأمريكي| إيه الحكاية؟
  • واشنطن تلغي رسومها الجمركية على الأدوية البريطانية.. تفاصيل الاتفاق
  • استبعاد مفاجىء لنجم نيوكاسل من تشكيلة منتخب الكونغو الديمقراطية لامم افريقيا
  • البيت الأبيض: ترامب يستضيف زعيمي رواندا وجمهورية الكونغو الخميس المقبل
  • قائمة الكونغو الديمقراطية لكأس الأمم الإفريقية 2025