عواصم " وكالات ": قال الرئيس فلاديمير بوتين في مقابلة نُشرت اليوم الخميس إن روسيا ستسيطر بالكامل على منطقة دونباس الأوكرانية بالقوة إذا لم تنسحب القوات الأوكرانية، وهو أمر رفضته كييف بشدة.

وأرسل بوتين عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في فبراير 2022 بعد ثماني سنوات من القتال بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الأوكرانية في دونباس التي تضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك.

وفي مقطع فيديو بثه التلفزيون الرسمي الروسي، قال بوتين لمجلة (إنديا توداي) قبيل زيارته إلى نيودلهي "إما أن نحرر هذه الأراضي بقوة السلاح، أو أن تغادرها القوات الأوكرانية".

وتقول أوكرانيا إنها لا تريد أن تُهدي روسيا أراضيها التي لم تتمكن موسكو من السيطرة عليها في المعارك، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه ينبغي عدم مكافأة موسكو على حرب بدأتها.

وأكدت روسيا مرارا رغبتها في السيطرة على كامل منطقة دونباس في مناقشاتها مع الولايات المتحدة حول اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب، وأن على الولايات المتحدة الاعتراف بسيطرة موسكو بشكل غير رسمي.

واستقبل بوتين المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في الكرملين يوم الثلاثاء الماضي، وقال إن روسيا قبلت ببعض المقترحات الأمريكية بشأن أوكرانيا وإن المحادثات يجب أن تستمر.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوتين قوله إن اجتماعه مع ويتكوف وكوشنر كان "مفيدا للغاية"، وإن المحادثات استندت إلى المقترحات التي تمت مناقشتها مع الرئيس دونالد ترامب في ألاسكا في أغسطس.

وفي سياق متصل بالشأن الروسي، يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمره الصحافي التقليدي لنهاية العام في 19 ديسمبر الحالي ويرد فيه على أسئلة مواطنين وصحافيين، على ما أعلن الكرملين اليوم الخميس، وسط حراك دبلوماسي لإنهاء حرب أوكرانيا المستمرة منذ قبل أربع سنوات.

وافاد الكرملين في بيان بأن "الرئيس سيعرض حصيلة السنة المنصرمة بصورة مباشرة وسيرد على أسئلة الصحافيين ومواطني بلادنا"، مشيرا إلى أن المؤتمر الصحافي سيبدأ في الساعة التاسعة بتوقيت جرينيتش.

ويستغرق هذا التقليد بصورة عامة عدة ساعات يرد الرئيس خلالها على أسئلة حول مواضيع متنوعة، تتراوح من مسائل جيوسياسية إلى السياسة الداخلية فضلا عن مشكلات محلية تتعلق بالبنى التحتية أو حتى بحياة الروس اليومية.

وأعلنت موسكو في الأيام الأخيرة عما وصفته بـ"نجاحات" في الحرب في أوكرانيا حيث تواصل قواتها تقدمها البطيء رغم تكبدها خسائر فادحة.

ولم تُفضِ المحادثات التي باشرتها واشنطن بين كييف وموسكو من أجل التوصل إلى وقف الحرب عن أي اختراق بعد.

وعلى الصعيد الاقتصادي، استفادت روسيا من عائدات صادراتها من المحروقات إلى الهند والصين منذ 2022، فيما كانت التوقعات تتكهن بانهيار اقتصادها على وقع العقوبات الغربية الصارمة المفروضة عليها بعد حربها في أوكرانيا.

لكن بعد سنتين من النمو المدعوم من المجهود الحربي وارتفاع الإنفاق العسكري، يبدي الاقتصاد الروسي بوادر نهوض، ويتوقع البنك المركزي نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 0.5 و1% عام 2025، فيما لا يزال التضخم مرتفعا.

وفي عرضه حصيلته السنوية في نهاية 2023، جمع بوتين بين مؤتمره الصحافي الاعتيادي وبرنامج "خط مباشر" مع المواطنين الروس، وهما برنامجان كانا حتى ذلك الحين يُنظمان بصورة منفصلة.

ويعقد بوتين جلسة الأسئلة والأجوبة مع الصحافيين منذ العام 2001، بعد عام على دخوله الكرملين، باستثناء فترة 2008 إلى 2012 حين تولى منصب رئيس الوزراء، قبل أن يعود لتسلم الرئاسة.

كما لم يجر المؤتمر الصحافي وجلسة الرد على أسئلة المواطنين عام 2022، فيما كان الجيش الروسي تكبد نكسات كبرى في أوكرانيا ولا سيما مع انسحابه من مدينة خيرسون الجنوبية.

بريطانيا والنرويج: نشر اسطول فرقاطات مشتركة

من جهة اخرآ، وقعت المملكة المتحدة والنروج اليوم الخميس اتفاق تعاون دفاعي جديدا ينص على نشر أسطول فرقاطات مشترك "لرصد الغواصات الروسية" في شمال الأطلسي، وفقا لوزارة الدفاع البريطانية.

وذكر بيان الوزارة أن هذا الاتفاق يأتي بعد أشهر قليلة من إعلان النروج شراء خمس فرقاطات على الأقل من طراز "تايب 26" من مجموعة "بي إيه إي سيستمز" البريطانية بقيمة عشرة مليارات جنيه إسترليني (13,4 مليار دولار).

وينص الاتفاق الجديد على أن ينشر البلدان أسطولا يضم 13 فرقاطة على الأقل، ثماني منها بريطانية والأخرى هي تلك التي اشترتها أوسلو.

وأوضح البيان أن هذا الأسطول القادر على "الانتشار بسرعة في أي مكان"، سيتولى "رصد الغواصات الروسية وحماية البنية التحتية البريطانية الحيوية"، من دون أن يحدد موعد بدء نشره.

ورصدت لندن زيادة في نشاط الغواصات الروسية في المياه الإقليمية البريطانية بنسبة 30% خلال العامين المنصرمين، مع تصاعد التوترات مع موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "علينا العمل مع شركائنا الدوليين لحماية أمننا القومي في هذه المرحلة التي تشهد انعداما عالميا عميقا للاستقرار، وفي ظل تزايد عدد السفن الروسية التي تُرصد في مياهنا".

وأضاف "هذا الاتفاق التاريخي مع النروج يعزز قدرتنا على حماية حدودنا والبنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها بلدنا".

وكان وزير الدفاع البريطاني جون هيلي حذّر روسيا بعد رصد السفينة الحربية الروسية "يانتار" في المياه البريطانية للمرة الثانية هذا العام

وأوضح هيلي أن "يانتار" باتت متمركزة عند تخوم المياه البريطانية شمال اسكتلندا، وأنها وجّهت للمرة الأولى أشعة الليزر نحو طياري سلاح الجو الملكي البريطاني الذين كانوا يراقبون أنشطتها.

وأعلنت النروج في آ أغسطس أنها اختارت عرضا لشراء فرقاطات من مجموعة "بي إيه إي سيستمز" البريطانية، مفضّلة إياه على المجموعة الفرنسية "نافال غروب".

ومن المقرر تسليمها إلى البحرية النروجية اعتبارا من سنة 2030، وكانت ألمانيا والولايات المتحدة أيضا تسعيان إلى الفوز بهذا العقد.

تركيا: إبقاء البنى التحتية للطاقة في منأى عن القتال

من جهة اخرى، دعت أنقرة موسكو وكييف إلى "إبقاء البنى التحتية للطاقة في منأى عن الحرب"، بعد ضربات أوكرانية استهدفت مرسى نفطيا في روسيا وسفنا تابعة للأسطول الشبح الذي تستخدمه للالتفاف على العقوبات الغربية.

وصرّح وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار في تصريح أمام صحافيين "نقول للطرفين، روسيا وأوكرانيا: أبقِيا البنية التحتية للطاقة في منأى عن هذه الحرب، لما لها من تأثير كبير على الحياة اليومية للناس".

وشدّد الوزير التركي في معرض تعليقه على استهداف كل من روسيا وأوكرانيا البنية التحتية للطرف الآخر على ضرورة "الحفاظ على تدفقات الطاقة من دون انقطاع في البحر الأسود، وفي مضائقنا، وفي خطوط الأنابيب"، محذرا من أن أي اضطراب ستكون له تداعيات على الأسواق العالمية.

وأطلقت أوكرانيا التي تواجه حربا منذ قرابة اربع سنوات، زوارق مسيّرة الأسبوع الفائت ضد مرسى نفطي روسي مهم وناقلتي نفط تابعتين لموسكو، على بُعد بضع عشرات من الأميال البحرية من الساحل التركي الواقع على البحر الأسود.

كذلك اتهمت موسكو أوكرانيا باستهداف سفينة ثالثة في البحر نفسه هذا الأسبوع، ترفع العلم الروسي وتحمل زيت دوار الشمس، وهو ما نفته كييف.

وبعدما ندد بما وصفه أعمال "قرصنة"، هدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء بـ"حرمان أوكرانيا من منفذ بحري"، فيما أعرب نظيره التركي رجب طيب إردوغان عن أسفه إزاء "تصعيد مقلق".

وقال مصدر في وزارة الدفاع التركية الخميس إن أنقرة تعمل "لمواجهة التهديدات البحرية المرتبطة بالحرب" بين كييف وموسكو، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وردا على سؤال عن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دعا تركيا أواخر سبتمبر إلى الكفّ عن شراء النفط الروسي، أكد وزير الطاقة التركي أن موسكو "مورِّد موثوق به جدا" لأنقرة.

وأفاد بيرقدار بأن روسيا زودت تركيا نحو 40 % من مجمل وارداتها من الغاز عام 2024، مقارنة بـ60 % في بعض السنوات السابقة.

وأضاف "أمن الواردات النفطية هو أولويتنا القصوى"، مضيفا أن أنقرة "لا تريد الاعتماد على دولة أو شركة واحدة".

وأكّد الوزير حاجة بلده "إلى الغاز الروسي، والغاز الإيراني، والغاز الأذربيجاني، والكثير من المصادر الأخرى"، مشيرا إلى أن أنقرة وموسكو تجريان مناقشات لتمديد عقد غاز ينتهي في 31 ديسمبر.

الأوروبيين: خطر اندلاع الحرب مع روسيا ممكنة

ومع زيادة حجم التوترات ما بين روسيا والدولي الغربية، يعتقد عدد كبير من الأوروبيين أن هناك خطرا كبيرا باندلاع حرب مع روسيا، وهذا وفق ما أظهر استطلاع للرأي أجري في تسع دول في الاتحاد الأوروبي ونشرته الخميس مجلة "لو غران كونتينان" الفرنسية.

وبحسب الاستطلاع الذي شارك فيه 9553 شخصا، فإن أكثر من نصف (51%) المشاركين يعتقدون أن هناك خطرا "مرتفعا" أو "مرتفعا جدا" باحتمال اندلاع حرب بين روسيا وبلدانهم في السنوات المقبلة.

والدول التسع هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا والبرتغال وكرواتيا وبلجيكا وهولندا، مع عينات تزيد عن ألف شخص في كل منها.

وكان السؤال الذي طرحته مجموعة "كلاستر 17" في نهاية نوفمبر لصالح مجلة "لو غران كونتينان"، "برأيك، هل يمكن روسيا أن تخوض حربا مع بلدك خلال السنوات المقبلة؟".

ويختلف إدراك خطر صراع مفتوح مع روسيا من بلد إلى آخر.

في بولندا، المجاورة لروسيا وحليفتها بيلاروس، رأى 77% من المشاركين أن هذا الخطر مرتفع أو مرتفع جدا. وبلغت هذه النسبة 54% في فرنسا و51% في ألمانيا. وعلى عكس البولنديين، رأى 65% من الإيطاليين المشاركين في الاستطلاع أن الخطر منخفض أو معدوم.

وأظهر الاستطلاع أن أغلبية كبيرة (81%) لا تعتقد أن هناك حربا مع الصين في السنوات المقبلة.

من جهة أخرى، شكك المشاركون في الاستطلاع في القدرات العسكرية لبلدانهم ضد موسكو. ورأى أكثر من ثلثيهم (69%) أنها "غير قادرة إطلاقا" أو "بالأحرى غير قادرة" على الدفاع عن نفسها ضد عدوان روسي.

لكن في فرنسا، الدولة الوحيدة في القائمة التي تملك أسلحة نووية، كان المشاركون أقل تشاؤما بحيث رأى 44% منهم أن بلادهم قادرة "إلى حد ما" أو "بشكل معقول" على الدفاع عن نفسها. في المقابل، رأى البلجيكيون والإيطاليون والبرتغاليون بأغلبية ساحقة أن بلدانهم غير قادرة على الدفاع عن نفسها (87% و85% و85% على التوالي).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی أوکرانیا على أسئلة

إقرأ أيضاً:

عقب مباحثات بوتين وويتكوف.. موسكو: حل أزمة أوكرانيا لم يقترب

قال الكرملين، الأربعاء، إن المحادثات مع الولايات المتحدة "مفيدة" لكن ما زالت هناك حاجة لـ"كثير من العمل" لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وبعد محادثات استمرت لساعات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنر، قال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف ردا على سؤال أحد الصحافيين بشأن الأراضي الأوكرانية التي سيطرت روسيا عليها "حتى الآن لم نتوصل إلى تسوية لكن من الممكن مناقشة بعض المقترحات الأميركية".

وأوضح أن "المحادثات كانت مفيدة ومثمرة وبناءة للغاية" لكن "لا يزال هناك الكثير من العمل" للتوصل إلى اتفاق.

وذكر الكرملين أن "المباحثات بين الرئيس فلاديمير بوتين وويتكوف تناولت عدة خيارات لخطة تسوية الوضع في أوكرانيا".

وأضاف أن: "بوتين طلب من ويتكوف نقل عدد من الإشارات السياسية المهمة إلى ترامب بشأن أوكرانيا".

ووفق الكرملين فقد "اتفقنا مع زملائنا الأميركيين على عدم الكشف عن جوهر المفاوضات التي جرت".

وأشار الكرملين إلى أن "المبعوثين الأميركيين سيعودون إلى الولايات المتحدة ويعرضون نتائجهم على ترامب ويتواصلون معنا".

وشدد على أن "الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا مستمرة".

 

مقالات مشابهة

  • ترامب: بوتين يرغب في إنهاء حرب أوكرانيا.. واجتماع موسكو كان جيدا
  • بوتين: روسيا ستحرر دونباس ونوفوروسيا بالوسائل العسكرية أو بغيرها
  • بوتين: تحرير دونباس ونوفوروسيا «مسألة وقت» وبجميع الوسائل
  • رقم ضخم .. روسيا تشن 900 هجوم على مقاطعة زابوروجيا الأوكرانية
  • موسكو: بوتين ناقش مع الأميركيين 4 وثائق إضافية بشأن أوكرانيا
  • مساعد الرئيس الروسي: بوتين وويتكوف بحثا عدة مسائل مرتبطة بالتسوية في أوكرانيا
  • مساعد الرئيس الروسي: اجتماع بوتين وويتكوف بشأن التسوية الأوكرانية كان بناءً وهادفًا
  • عقب مباحثات بوتين وويتكوف.. موسكو: حل أزمة أوكرانيا لم يقترب
  • بوتين: الخسائر الكبيرة التي تتكبدها أوكرانيا في القتال مأساة