غزة.. حكاية مُلهمة أبعد من فلسطين
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
لليوم الثالث والأربعين بعد المائة يواصل الغزيون ومعهم الفلسطينيون بشكل عام، والأمة من ورائهم، انتفاضتهم ومعركتهم ضد العدوان الصهيوني البغيض.. نقول معهم الأمة بشعوبها المغلوبة على أمرها لعقود، والمغيّبة عن عالم السياسة والفعل السياسي، بفعل أنظمة استبدادية خنقت شعوبها لهذه اللحظة، فكانت مكافأتها وجائزتها البقاء على سدة الحكم، حيث أن تواطأها مع العدوان الصهيوني كان أشبه ما يكون بمثابة بوليصة تأمين على كرسي حكمها طوال السنوات الماضية وربما للسنوات اللاحقة، أسفل هذا الكرسي حقيقة وواقعا ربما مئات الآلاف من القتلى، وأضعافهم من المعتقلين والمعذبين والمشردين.
لليوم الثالث والأربعين بعد المائة تسطر غزة الملاحم تلو الملاحم، متحدية الصمت العربي الرسمي وتخاذله وتواطـأه قبل أن تتحدى العجرفة الصهيونية والأمريكية، وإخوانهما يمدونهما بالبطش والإرهاب والتنكيل، ومع هذا تواصل مقاومة غزة إبداعاتها اليومية واللحظية ربما في التصدي لهذا العدوان البغيض؛ إبداعات أحبطت من خلالها الأمل الصهيوني وليكوده العربي بأن يُسكت بنادق المقاومة للحظة واحدة، بل ويعلن وزير صهيوني أن أنفاق المقاومة لا تزال غالبيتها سليمة فضيحة بجلاجل ومكتملة الأركان، ليس للجيش العبري، وإنما لكل الجيوش العربية التي لم تصمد سوى لأيام وربما لساعات أمام جيش العدوان الصهيوني في الحروب الهزلية السابقة التي نُكب بها العربعلى الرغم من طول العدوان، ولا زلنا نرى يوميا تساقط جنود الاحتلال صرعى، تعكسهم عدسات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي، وهي فضيحة بجلاجل ومكتملة الأركان، ليس للجيش العبري، وإنما لكل الجيوش العربية التي لم تصمد سوى لأيام وربما لساعات أمام جيش العدوان الصهيوني في الحروب الهزلية السابقة التي نُكب بها العرب.
كان المجرم رئيس الوزراء الصهيوني الراحل إسحاق رابين يتمنى أن يستيقظ يوما، وقد ابتلع البحر غزة وأهلها، لما يراها ويتنبأ بها من مخاطر غزة على الدولة العبرية، واليوم يرى ويلمس أسلاف وأحفاد رابين ما فعلته غزة في العدوان الصهيوني، الذي يدخل يومه الـ143 وهي مصرّة على انتزاع حقها وحياتها وصمودها من فكي الوحش الصهيوني المدعوم بالآلة الحربية والسياسية والإعلامية الغربية والليكودية العربية، ولولا هذا الدعم اللامحدود لما تمكنت تل أبيب من التمادي في عدوانها طوال هذه الفترة الطويلة، حيث لم يسبق أن طالت أي معركة صهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ومن قبله الشعوب العربية، أكثر من 18 يوما. أما اليوم فبفضل هذا التآمر العالمي والدعم اللامشروط في إبادة أهل غزة، تواصل الدولة العبرية جرائمها المسكوت عنها ضد الفلسطينيين، وبتواطؤ عربي رسمي غير مسبوق.
الحكاية الملهمة ستتحول يوما ما إلى قصة ملهمة عالمية، وإن كان العالم الغربي وعملاؤه يسعون إلى تهميش وطمس وتشويه مثل هذا الصمود الأسطوري، ولكنه بالتأكيد سيجد يوما طريقه إلى عالم الواقع العالمي في مناطق جغرافية أخرى، بحيث تُستلهم مثل هذه المعارك، ومثل هذا الصمود في مناطق وزوايا عالمية أخرى، ولعل هذا أكثر ما يقلق الغرب، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى حرمان وسلب العالم العربي والإسلامي النصر العسكري
في المقابل، هذه الحكاية والسردية الفلسطينية في القتال والصمود والتحدي سيكون لها ما بعدها، فهي قصة مُلهمة ليس للشعب الفلسطيني وأجياله المقبلة فقط، وإنما ستكون قصة مُلهمة لما بعد فلسطين، وإن تخاذل البعض، أو استسلم الآخر، وبدأ يُنغّم على الحل السلمي التخاذلي لينفذ بجلده كما حصل مع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، وكأنه يتكلم بلسان محايد في أحسن الأحوال، وبلسان الحريص على الدولة الصهيونية من مزيد من البهدلة والشرشحة برأي البعض الآخر، فإن الشعب الفلسطيني الذي يقف خلف مقاومته مصمم على نيل كرامته وصونها بعد كل الذي فعله الكيان الغاصب من قتل وتدمير وتشريد.
تلك الحكاية الملهمة ستتحول يوما ما إلى قصة ملهمة عالمية، وإن كان العالم الغربي وعملاؤه يسعون إلى تهميش وطمس وتشويه مثل هذا الصمود الأسطوري، ولكنه بالتأكيد سيجد يوما طريقه إلى عالم الواقع العالمي في مناطق جغرافية أخرى، بحيث تُستلهم مثل هذه المعارك، ومثل هذا الصمود في مناطق وزوايا عالمية أخرى، ولعل هذا أكثر ما يقلق الغرب، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى حرمان وسلب العالم العربي والإسلامي النصر العسكري، لأن هذا النصر العسكري سيعني فرض إرادته بعيدا كل البعد عن الارتهان، والمساومة، وبعيدا أيضا عن تفاوضاته ومساوماته التي ينتزع من خلالها دسم النصر، وهو ما أتقنه خلال العقود الماضية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيون غزة المقاومة الاحتلال الصمود فلسطين غزة الاحتلال المقاومة صمود مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الصهیونی فی مناطق
إقرأ أيضاً:
دار التقويم القطري: الأرض تصل إلى أبعد نقطة من الشمس غدا
أعلنت دار التقويم القطري أن كوكب الأرض سوف يصل إلى أبعد نقطة في مداره حول الشمس "نقطة الأوج" عند الساعة العاشرة و54 دقيقة من مساء غد "الخميس" بتوقيت الدوحة، حيث ستكون الأرض على مسافة قدرها 152 مليون كيلومتر من الشمس تقريبا، وبفارق خمسة ملايين كيلومتر تقريبا عما كانت عليه خلال شهر يناير الماضي.
وتعد هذه الظاهرة من الظواهر الطبيعية، والتي لا تحدث آثارا سلبية على سكان الكرة الأرضية، كما أن التغير في المسافة بين الأرض والشمس لا يعد سببا في حدوث الفصول الفلكية الأربعة، فيما يلعب دورا هاما فقط في التأثير على عدد أيام تلك الفصول.
وأوضح الدكتور بشير مرزوق الخبير الفلكي بدار التقويم القطري أن الأرض دائما تصل إلى أبعد نقطة في مدارها حول الشمس "نقطة الأوج" خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو من كل عام، بينما تصل إلى أقرب نقطة في مدارها حول الشمس "نقطة الحضيض" خلال الأسبوع الأول من شهر يناير من كل عام.
وأضاف: "هناك مفارقة غريبة، فعلى الرغم من أن الأرض تكون عند أبعد نقطة من الشمس في فصل الصيف، تكون درجة الحرارة مرتفعة، إلا أنه حينما تكون عند أقرب نقطة من الشمس في فصل الشتاء، تكون درجة الحرارة منخفضة".
وأرجع ذلك إلى أن زاوية سقوط أشعة الشمس في فصل الصيف تكون عمودية على سكان النصف الشمالي للكرة الأرضية خلال شهر يوليو، فتخترق مسافة أقصر من الغلاف الجوي ولا تفقد جزءا كبيرا من حرارتها، بينما تكون زاوية سقوط أشعة الشمس في فصل الشتاء أكثر ميلانا على سكان النصف الشمالي للكرة الأرضية خلال شهر يناير، فتخترق مسافة أطول من الغلاف الجوي وتفقد جزءا كبيرا من حرارتها، فيما يكون الوضع معاكسا بالنسبة لسكان نصف الكرة الجنوبي.
وتعد الأرض كغيرها من الكواكب التي تدور حول الشمس في مدار إهليجي "قطع ناقص"، وتكون الشمس في إحدى بؤرتي هذا المدار، ولذلك فإن الأرض تكون في نقطة قريبة في مدارها حول الشمس تسمى "نقطة الحضيض"، وفي نقطة أخرى بعيدة في مدارها حول الشمس تسمى "نقطة الأوج".
يشار إلى أن كوكب الأرض يعد أكبر الكواكب الداخلية، وهو الكوكب الوحيد بين الكواكب الصخرية الذي يمتلك غلافا مغناطيسيا قويا يحميه من العواصف والرياح الشمسية.