صالح بن دخيل المشرف العام على الجناح السعودي لـ «العرب»: نستعد لاستضافة العالم في إكسبو الرياض 2030
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
إكسبو الدوحة حدث عالمي مميز لتبادل الخبرات والتجارب
نظمنا فعاليات تعكس قيمة وثراء التراث الوطني السعودي
حريصون على استعراض مشاريع المملكة المتعلقة بالمسار البيئي
التفاعل الجماهيري دليل وعي المجتمع بأهمية المعرض
أشاد السيد صالح بن عبدالمحسن بن دخيل المشرف العام على الجناح السعودي بمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة بمستوى التنظيم والتفاعل مع المعرض، وقال في حوار لـ « العرب « إن المعرض حدث عالمي مميز، يهدف إلى تحقيق غايات نبيلة لحياة الإنسان على الأرض، وتنمية البيئة ومعالجة التحديات البيئية وفرض الحلول المستقبلية لها.
وثمن السيد صالح الفعاليات التي استضافها المعرض من مؤتمرات وورش العمل، والتي تسلط الضوء على محاور المعرض الأربعة بين الزراعة الحديثة وأساليبها، الوعي البيئي واهميته للفرد والمجتمع، التكنولوجيا والابتكار ومدى الاستفادة منها.
وحول فعاليات الجناح السعودي والتفاعل الجماهيري أكد السيد صالح أن الجناح المستوحى من جبل « طويق « لفت أنظار الزوار من مختلف أنحاء العالم، بما يحتويه من تنوعٍ مُبهر يعكس ثراء طبيعتها وتضاريسها المتعددة، وبما يقدمه من تجربة رقمية مبتكرة لمشاريع الاستدامة الزراعية والبيئية، وأفضل الممارسات والابتكارات، واستعرض مشاريع ومبادرات سعودية ناجحة بلغ عددها أكثر من (80) مبادرة، تتمحور حول الأهداف الرئيسية للمعرض. وقال نسعى دائمًا في المملكة العربية السعودية لتقديم أفضل تجربة ممكنة ومتطورة من خلال التجارب العالمية السابقة، وكيفية تطويرها بحيث تكون تجربة مختلفة وفريدة. فيما يلي تفاصيل الحوار:
◆ حدثنا عن مشاركة المملكة العربية السعودية في إكسبو الدوحة؟
■ تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا في الحضور والمشاركة في المحافل الدولية واستضافتها، والعمل على الحلول البيئية المختلفة. ونرى ذلك من خلال المبادرات والمشاريع التي تطلقها المملكة في مختلف المجالات والتي تضع جودة الحياة وخلق بيئة صحية للإنسان في قمة أولوياتها.
واستوحى تصميم جناح المملكة المشارك في معرض إكسبو الدوحة 2023م للبستنة، من جبل طويق، الذي شبه به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- همة السعوديين قائلًا: «همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض»، حيث شكل التصميم هوية المعرض السعودية، وجمع بين التاريخ والثقافة والتراث.
واحتوى الجناح على العديد من الأقسام المبتكرة التي تعكس تنوع وثراء المملكة في الحاضر والمستقبل، واستعرض كذلك تنوع تضاريس المملكة ودورها في تمكين الزراعة، عبر مبادرات رؤيتها الطموحة؛ الحالية والمستقبلية، ومشاريعها الكبرى التي ترتكز على الاستدامة، تحقيقًا للأهداف البيئية محليًا ودوليًا، ومساهمتها في وضع حلول للتحديات والقضايا البيئية حول العالم، وصولًا إلى تحقيق الازدهار والاستدامة.
◆ ما هي أبرز المشاريع والمبادرات البيئية التي يستعرضها جناح المملكة؟
■ المشاركة في إكسبو الدوحة 2023 للبستنة، تهدف الى تعريف المجتمع الدولي حول المبادرات والمشاريع التي تقدم حلولاً مبتكرة لمكافحة التصحّر والحفاظ على البيئة ودعوة أيضاً لاستكشاف جهود المملكة المستمرة لتحقيق الاستدامة لكل ما يخص قطاع البيئة والزراعة والمياه، سعيًا للوصول إلى مستقبل أخضر على المستويين المحلي والدولي.
وضم الجناح مجموعة من أبرز المبادرات والمشاريع التي تنفذها المملكة في الوقت الحالي؛ لتحقيق الأمن المائي وزيادة الرقعة الخضراء، وتعزيز استخدام المياه المعالجة والطاقة المتجددة في مختلف المشاريع، فضلاً عن استعراض مبادرة زراعة (40) مليار شجرة في دول الشرق الأوسط، و(10) مليارات شجرة داخل المملكة، وغيرها من المبادرات التي تنفذها الجهات المختلفة.
وفيما يتعلق بمشاريع الاستدامة، أبرز الجناح مشروع المياه المحلاة، والبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب، وتضمن عرضًا لمبادرة تعزيز استخدام المياه المعالجة في الزراعة، إضافة إلى أبرز الإنجازات المساهمة في الأمن الغذائي والوفرة، وعرض مرئي لمحمية نيوم، ومشاريع ومبادرات المملكة في مدينة الرياض، كما خصص جزءًا لمشروع حديقة الملك سلمان الأكبر في المنطقة، كما تم استعراض مبادرات وجهود حماية الحيوانات من الانقراض، فضلاً عن عرض تأثير الدرون على البيئة من خلال شاشة تفاعلية، وكيفية معالجة العواصف الرملية وتقليل الانبعاثات الكربونية، وعرض عن المحميات الملكية، بالإضافة إلى ابراز أهمية استخدام الطاقة المتجددة في مختلف المشاريع، وقدم للزوار نبذة تعريفية عن برنامج ريف السعودية الذي يهدف إلى تطوير المناطق الريفية ودعم الإنتاج الزراعي في المملكة من خلال الممارسات المستدامة ودعم المزارعين وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
◆ ما هي الفعاليات التي ينظمها الجناح وما أهميتها؟
■ تتنوع الفعاليات والأنشطة التي يقيمها الجناح السعودي بين اتجاه علمي لجانب المعرفة والتطوير تتمثل في المؤتمرات والندوات وورش العمل لمختلف المواضيع المتعلقة بالبيئة واستدامتها، وبين اتجاه ثقافي يتمثل في الفنون التقليدية والعروض الفلكلورية التي تعكس قيمة وثراء التراث الوطني السعودي لخلق جانب ممتع وتجربة فريدة لمختلف الزوار.
وكذلك يحرص الجناح على الاحتفاء بالأيام الدولية والمناسبات التي لها علاقة بالبيئة بشكل عام.
كما احتفى معرض إكسبو الدوحة 2023 للبستنة، بـ «اليوم السعودي» في منطقة الإكسبو هاوس بحضور نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي، وشرف الاحتفال سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية السابق، وصاحب السمو الأمير منصور بن خالد بن فرحان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة قطر، وعدد من سفراء وممثلي الدول المشاركة في المعرض، حيث شمل اليوم تقديم عروض فلكلورية وتراثية وتاريخية جسّدت التراث السعودي.
◆ حدثنا عن الفعاليات التراثية التي ينظمها جناح المملكة ؟
■ عملنا في الجناح السعودي على استعراض التنوع الثقافي والعمق الأصيل للتراث السعودي، وذلك بالتعريف بالقيم الأصيلة في الضيافة والترحيب من خلال القهوة السعودية والمأكولات الشعبية، التنوع الثقافي في جغرافيا المملكة المتنوعة واختلاف الأزياء للمناطق، والعروض الفلكلورية المختلفة احتفاءً بتقاليدنا واحتفالاً بزوارنا وخلق تجربة استثنائية ومتجددة.
◆ كيف وجدتم الإقبال الجماهيري على الجناح في الفترة الماضية؟
■ حرصنا على تقديم تجربة متنوعة في الجناح السعودي لمختلف الأعمار، بحيث يكون التعريف بالمبادرات والمشاريع رسالة يمكن ايصالها عن طريق التجارب التفاعلية واسلوب العرض، أو تطبيقها كنماذج واقعية من خلال التصميم الكامل للجناح، بالإضافة الى التجربة الثقافية، لذلك كان الإقبال الجماهيري يفوق التوقعات خلال فترة المشاركة بشكل كامل.
ولفت الجناح أنظار الزوار من مختلف أنحاء العالم، بما يحتويه من تنوعٍ مُبهر يعكس ثراء طبيعتها وتضاريسها المتعددة، وبما يقدمه من تجربة رقمية مبتكرة لمشاريع الاستدامة الزراعية والبيئية، وأفضل الممارسات والابتكارات، واستعرض مشاريع ومبادرات سعودية ناجحة بلغ عددها أكثر من (80) مبادرة، تتمحور حول الأهداف الرئيسية للمعرض.
◆ هل يتم استعراض خطة استضافة إكسبو الرياض في جناح المملكة؟
■ نسعد ونفخر باستضافة المملكة العربية السعودية لإكسبو 2030م، الذي يأتي تتويجًا لرؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله-، لمستهدفات رؤية 2030م الملهمة لتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام.
ونحتفي ونحتفل بمنجزات المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات العلمية والثقافية والرياضية، ونستعد لاستضافة العالم في الرياض من خلال معرض إكسبو 2030، ونحرص من خلال المشاركة في اكسبو الدوحة 2023 للبستنة على استعراض المبادرات والمشاريع المستدامة والمتعلقة بالمسار البيئي والتي تسهم بشكل أساسي في جودة حياة الإنسان.
◆ هل لفتت انتباهكم مشاريع أو مبادرات بيئية ومستدامة يمكن تطبيقها في المملكة؟
■ نسعى دائماً للتطوير، وتقديم كل الحلول الممكنة لتحقيق استدامة بيئية وتطبيقها في المملكة، ومشاركتها مع العالم.
وتعمل المملكة وفقًا لرؤية طموحة للارتقاء بجودة الحياة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، حيث تُكرّس جهودها للوصول إلى مستقبل أخضر مستدام، من خلال تحوُّل «رؤية 2030» الطموحة إلى واقعٍ ملموس، وفي هذا تتم دراسة كل ما هو مناسب لبيئة المملكة.
ويعتبر الجناح فرصة مناسبة للتعرف على ما تعرضه الدول المشاركة من مبادرات وبرامج تحقق المستهدفات المشتركة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة التي تمكننا من الاستفادة من جميع التجارب.
◆ كيف وجدتم التفاعل الجماهيري مع معرض إكسبو الدوحة؟
■ الاقبال الجماهيري دليل وعي المجتمع بأهمية المواضيع التي يستعرضها المعرض، واهتمامهم الكبير بالحلول والاستفادة من التقنيات الجديدة، وزيادة المعرفة حول الزراعة الحديثة والمبادرات التي تقدمها الدول المشاركة.
وشهد الجناح الذي يعد أكبر الأجنحة المشاركة تفاعل آلاف الزوار، وقدم لزواره تجربة رقمية مبتكرة عبر أقسام متنوعة تستعرض مشاريع الاستدامة الزراعية والبيئية، وأفضل الممارسات والابتكارات في مجال البستنة، بجانب جهود المملكة الرامية إلى تحقيق الاستدامة.
وقدم الجناح، عروضا مرئية للمبادرات الطموحة والمشاريع التي تعمل وفقًا لأحدث التقنيات والابتكارات، حيث عملت المملكة على الاستفادة من كل النباتات المحلية الصحراوية في تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وتزين الجناح بعدد من أنواع الأشجار الفريدة التي تعكس الطبيعة الجغرافية للمملكة مثل: السدر، الخزامى، الريحان، الغاف الرمادي وغيرها من الأشجار، مما لفت أنظار آلاف الزوار وحفزهم على التفاعل والمشاركة.
◆ ما رأيكم في الفعاليات التي استضافها ونظمها المعرض خلال الأشهر الماضية؟
■ استضاف المعرض العديد من الفعاليات والمؤتمرات وورش العمل، والتي تسلط الضوء على محاور المعرض الأربعة بين الزراعة الحديثة وأساليبها، الوعي البيئي واهميته للفرد والمجتمع، التكنولوجيا والابتكار ومدى الاستفادة منها، بالإضافة إلى الاستدامة البيئية في كل المبادرات والمشاريع وإبراز اثرها للزوار.
◆ كيف وجدتم حجم المشاركة الدولية في هذا الحدث العالمي؟
■ معرض «إكسبو 2023 الدوحة للبستنة»، يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط ويستمر لمدة (6) أشهر، وشهد مشاركة فاعلة ومميزة من حوالي (80) دولة وهيئة ومنظمة غير حكومية وخبراء دوليين، بالإضافة إلى شركات من القطاع الخاص، وجامعات ومختبرات بحث، وجميعهم يعملون من أجل تطوير آليات ووسائل تدعم القطاع الزراعي في المناطق الصحراوية، وتكرّس استخدام التقنيات الحديثة لاستدامة الموارد.
وهو حدث عالمي مميز، انطلق تحت شعار «صحراء أفضل، بيئة أفضل»، لتحقيق هدف أصيل لحياة الإنسان على الأرض، وتنمية البيئة ومعالجة التحديات البيئية وفرض الحلول المستقبلية لها.
◆ هل يمكن الاستفادة من تجربة الدوحة في تنظيم إكسبو الرياض؟
■ نشكر دولة قطر الشقيقة على تقديمها تجربة متكاملة في استضافة وتنظيم معرض إكسبو الدوحة 2023، وذلك في إعداد البنية التحتية وتجهيز الخدمات اللوجستية وتنظيم الفعاليات المصاحبة للمعرض، ونسعى دائمًا في المملكة العربية السعودية لتقديم أفضل تجربة ممكنة ومتطورة من خلال التجارب العالمية السابقة، وكيفية تطويرها بحيث تكون تجربة مختلفة وفريدة.
◆ هناك اشادة واعجاب ولي العهد حول مشروع الشرق الأوسط، هل يمكنك أن تحدثنا عن المشروع وهل يتم استعراضه في الجناح؟
■ تقدم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر خريطة طريق طَموحة وواضحة لتسريع العمل المناخي الإقليمي من خلال العمل على التشجير للوصول الى 50 مليار شجرة وخفض الانبعاثات الكربونية، وفي جناح السعودية نستعرض عددا كبيرا من المبادرات والمشاريع المتخصصة في زيادة معدلات التشجير ومكافحة التصحر، وخفض الانبعاثات الكربونية ومعالجتها.
وزراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط تعادل استصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وستتم زراعة 10 مليارات شجرة منها داخل المملكة، وسيتم زراعة 40 مليار شجرة في جميع أنحاء المنطقة خلال العقود القادمة.
ومبادرة بهذا الحجم ستسهم في توفير فرص عمل جديدة وزيادة قدرة المجتمعات النائية على التكيف، علاوةً على ذلك، ستعود الأشجار بالعديد من الفوائد الأخرى، مثل تثبيت التربة، والحماية من الفيضانات والعواصف الغبارية، والمساهمة في خفض مستويات الانبعاثات الكربونية حول العالم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة الجناح السعودي إكسبو الرياض 2030 المملکة العربیة السعودیة الانبعاثات الکربونیة المبادرات والمشاریع الدوحة 2023 للبستنة معرض إکسبو الدوحة مشاریع الاستدامة إکسبو الدوحة 2023 الدول المشارکة والمشاریع التی الجناح السعودی بالإضافة إلى الشرق الأوسط جناح المملکة الاستفادة من ا فی المملکة المشارکة فی على استعراض المملکة فی فی مختلف من خلال تحقیق ا
إقرأ أيضاً:
التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة بالبلاد
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
في رسالة مرئية قصيرة نشرها شاب عُماني من رواد الأعمال الصغار على إحدى المنصات كان يتساءل فيها حول إلزام إحدى الجهات العُمانية له بدفع مبلغ 275 ريالًا عُمانيًا (715 دولارا أمريكيا تقريبا) للحصول على شهادة الانتساب دون أن يذكر اسم تلك الجهة.
ومثل هذه الشهادات إما تصدر عن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أو غرفة تجارة وصناعة عُمان، أو الجهة التي تُدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البلاد. وكان يُشير في رسالته بأنَّه وأمثاله من الباحثين عن العمل قد اضطرتهم الظروف للتوجه نحو العمل الحر والريادة، ولا يجب مقارنتهم بالتجار الكبار منتقدًا الجهات التي تتحدث عن "الريادة"، والتي تُعرقل أمور الراغبين في ممارسة أعمال الريادة والتجارة. ويقارن هذا الشاب بما تقوم به الدول الأخرى في المنطقة التي تقدّم كل الخدمات والتسهيلات لراغبي العمل التجاري من المواطنين وتحفيزهم للتوجه نحو هذا المسار، مؤكدًا أنَّ مثل هذه الإجراءات سوف تُنفِّر الراغبين من أبناء البلد في ممارسة العمل التجاري، في الوقت الذي نرى فيه صدور الكثير من القرارات التي تعرقل أعمال المؤسسات الصغيرة وتدفع أصحابها إلى ترك العمل التجاري.
هذه الرسالة المرئية في بعض المنصات تداولتها الكثير من المواقع، وتدفعنا للوقوف عليها والتحدث قليلًا عن أهمية المؤسسات الصغيرة في العالم، وأهميتها للاقتصادات العالمية؛ فهذه المؤسسات (SMEs) تؤدي دورًا محوريًا في اقتصادات العالم، وتمثل ركيزة استراتيجية للتنويع الاقتصادي في كثير من دول العالم، وتعد العمود الفقري للاقتصاد العالمي؛ حيث تُشكل غالبية الشركات حول العالم، وتسهم بنصيب كبير من الوظائف؛ حيث يُقدّر أن حوالي 90% من الأعمال التجارية في العالم تدار من قبل المؤسسات الصغيرة وفق بيانات منظمات الأمم المتحدة، وتوفر ملايين فرص العمل للمواطنين. كما إنَّ لها دورًا كبيرًا في المساهمة في القيمة المضافة للكثير من القطاعات الاقصادية أيضًا. وبسبب صغر حجمها نسبيًا فإنه يمكنها التكيف سريعًا مع التغيرات السوقية، واحتضان ابتكارات أو أفكار جديدة في مختلف الأعمال؛ مما يجعلها محركًا للابتكار والتنويع الاقتصادي، وخاصة في مثل دولنا التي تعتمد على مصدر ريعي واحد للدخل.
والحقيقة أن المؤسسات الصغيرة تمنح الاقتصادات قدرة على النمو المستدام، ولديها قدرة في توظيف أوسع، وتتسم بالتنويع الاقتصادي.
وفي سلطنة عُمان فإن الحكومة تعمل على جعل هذا القطاع ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني في إطار رؤية "عُمان 2040"؛ بهدف تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، وتقدّم لها الدعم من خلال برامج التمويل بجانب تقديم حوافز وتسهيلات؛ الأمر الذي يتطلب ضرورة تسهيل إجراءات التأسيس للراغبين في بدء مشاريعهم التجارية دون تحملهم المبالغ الكبيرة عند التأسيس. الحكومة تعتبر هذه المؤسسات الصغيرة ركيزة أساسية في خطة الدولة للاستدامة، وتوظيف الشباب، والاستمرار في التنويع الاقتصادي، وفتح آفاق تصدير المنتجات والخدمات.
هذا الأمر يتطلب ضرورة القضاء على التحديات والصعوبات التي تواجه هذه المؤسسات، والتي تتمثل بعضها في صعوبة الحصول على التمويل؛ باعتبار أن الكثير من الداخلين في هذه المشاريع لا يملكون ضمانات كافية مثل (رهن عقاري أو أصول)؛ مما يجعل البنوك مترددة في منح القروض لهم. كما إن هناك إجراءات بيروقراطية مطولة في عملية التأسيس أو التقديم للتمويل تتسم بالتعقيد والبطء؛ الأمر الذي يقلل من جاذبية الاستثمار أو المرونة في الاستجابة. في الوقت نفسه نجد أن بعض رواد الأعمال العُمانيين حديثي العمل في هذه المؤسسات تنقصهم الخبرة الإدارية والتخطيط والمهارات في إدارة الأعمال، وخاصة في مجالات التخطيط والتسويق وغيرها؛ مما يؤدي بهم إلى ضعف في الأداء والتعثر والفشل مبكرًا في بعض الأحيان.
وهناك أيضًا منافسة تجاه هذه المؤسسات الصغيرة من شركات دولية أكبر من حجمها بعشرات المرات بسبب قيامها باستيراد أدوات وسلع أجنبية أرخص منها لتوزيعها في الأسواق. كما إن بعض المؤسسات الصغيرة تُعاني من محدودية الطلب وتتميز بقلة الربحية في العمل اليومي؛ الأمر الذي يشكّل تحديًا لها في التوسع أو الاستدامة وتتعثر أو تنهار، فيما تعاني بعضها من ضعف البنية الأساسية في مجالات التقنيات والمهارات الرقيمة.
وجميع هذه التحديات يمكن حلها من خلال العمل على تقديم تمويل ودعم أكبر للمؤسسات الصغيرة والتسهيل في تقديم القروض والضمانات لها، بجانب تعزيز برامج التدريب وإدارة المعرفة لأصحابها من خلال تنظيم ورش عمل في مجالات الإدارة، والتخطيط والتسويق والرقمنة، لمساعدهم في التنافس والبقاء. إضافة إلى ذلك يتطلب تبسيط الإجراءات الإدارية لأصحابها وتقليل البيروقراطية، والإسراع في منح التصاريح لهم ببدء أعمالهم التجارية دون تحملهم مبالغ مالية كبيرة، بجانب تشجيع ثقافة الريادة وتعزيزها من خلال الجامعات، ووسائل الإعلام والمجتمع المدني، إضافة إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مختلف المجالات التي تهم المؤسسات الصغيرة.
رابط مختصر