لجريدة عمان:
2024-06-12@08:26:12 GMT

سلطنة عمان ومواقف وطنية مشهودة

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

كما يقال دومًا تنتهي الحروب والصراعات والأزمات ويبقى الأثر الإيجابي الذي تتحدث عنه الشعوب قبل القيادات. وبلادنا سلطنة عمان ومنذ أكثر من نصف قرن وهي نموذج للدولة المحبة للسلام التي تسعى بكل مواقفها وجهودها إلى إصلاح ذات البين بين الدول الشقيقة وحتى الصديقة، وهناك نماذج عديدة بذلت فيها سلطنة عمان جهودًا كبيرةً من خلال الحوار والموضوعية والصدق، مما أكسب تلك الجهود مصداقيةً إقليميةً ودوليةً واحترامًا واسعَ النطاق على صعيد المجتمع الدولي.

ولعل نموذج الملف النووي الإيراني والأزمة اليمنية والموقف المشرف والشجاع لقيادتنا التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه- تجاه القضية الفلسطينية يعطي مؤشرًا واضحًا على عمق تلك المواقف السياسية والوطنية لسلطنة عمان.

ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي بين قوات الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية والرأي العام الدولي والعربي ووسائل الإعلام والمراقبين ينظرون باهتمام كبير إلى مواقف بلادنا سلطنة عمان الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهناك إجماع عربي ودولي على أن مواقف سلطنة عمان تعد الأكثر بروزا على الساحة العربية والدولية من خلال الوقوف مع الحق الفلسطيني ومع ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد منطقة تتمتع فيها شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار. ولعل الانسجام في موقف بلادنا سلطنة عمان جاء متناغمًا ومنسجمًا مع الموقف السياسي الرسمي، حيث كلمات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- التي كان آخرها في دور الانعقاد الأول للفترة الثامنة في مجلس عمان، حيث خص القضية الفلسطينية بالاهتمام ووقوف سلطنة عمان مع حقوق الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الغاشم. وكان هذا هو الموضوع الخارجي الوحيد في كلمة جلالته -حفظه الله- على صعيد القضايا الخارجية، وهذا يعطي مؤشرا على اهتمام القيادة السياسية بالقضية الفلسطينية وتواصل الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني. كما أن الشعب العماني سجل مواقف مشهودة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني الذي تعرض ولا يزال لأكبر المجازر البشعة في التاريخ الحديث. كما أن مواقف سماحة المفتي العام لسلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي أيضا جاءت منسجمة مع مواقف سلطنة عمان الرسمية والشعبية، علاوة على وقوف الصحفيين العمانيين مساندين لزملائهم الذين استشهدوا دفاعا عن الكلمة وإظهار الحقيقة للرأي العام العالمي والجرائم الكبرى التي ارتكبها الكيان الصهيوني وجيشه ضد الشعب الفلسطيني، حيث استشهد ما يقارب من ٣٠ ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء وقصف المدارس والمستشفيات وكل شيء يتحرك على الأرض. إن المواقف الوطنية لبلادنا سلطنة عمان تنم عن مبادئ راسخة ثابتة وعن حضارة إنسانية عريقة وقيم أصيلة لدى الشعب العماني وقياداته المتعاقبة طوال تاريخ سلطنة عمان العريق.

لقد سجلت سلطنة عمان واحدا من أهم المواقف السياسية والشعبية والإعلامية والإنسانية تجاه قضية الشعب الفلسطيني من خلال كلمات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وبيانات وزارة الخارجية والتصريحات المتواصلة والاتصالات التي يجريها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية مع عشرات من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة ووقف المجازر ضد المدنيين. ومن هنا فإن المواطن العماني يفتخر بمواقف بلاده المشرفة والشجاعة لنصرة الحق والعدل لتواصل سلطنة عمان تقديم نموذج راقٍ في مجال السياسة الخارجية والعلاقات الدولية وإيصال صوت الحق بكل صراحة وصدق. ومن هنا فإن الشعب الفلسطيني يكنّ كل الحب والتقدير والاحترام لسلطنة عمان قيادة وشعبا على تلك المواقف المشهودة التي تنم عن الضمير الإنساني الحي من خلال وصول أطباء عمانيين إلى قطاع غزة عبر معبر رفح لعلاج الجرحى من الشعب الفلسطيني رغم خطورة الوضع، حيث لا يتوقف القصف الهمجي الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين. وعلى ضوء ذلك فإن الدبلوماسية العمانية تواصل تحركاتها في كل مكان لإيصال صوت الحق الفلسطيني.

لقد عبرت بلادنا سلطنة عمان عن موقفها الذي يستنكر المواقف الغربية وخاصة موقف الولايات المتحدة الأمريكية السلبي في مجلس الأمن، حيث استخدام الفيتو بشكل ينم عن عدم مسؤولية وإصرار وتشجيع رئيس حكومة الكيان الصهيوني على الاستمرار في الحرب وقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين، كما أدت الصحافة والإعلام العماني دورًا مميزًا على صعيد التغطية الصحفية.

وعلى ضوء ذلك فإن تلك المواقف الوطنية لبلادنا سلطنة عمان وقيادتها الحكيمة هي محل فخر ليس فقط للشعب العماني ولكن للشعوب العربية وأيضا التعليقات الصحفية التي وضعت سلطنة عمان في مصاف الدول ذات المواقف السياسية الثابتة، ولعل المرافعة القانونية لسلطنة عمان أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي تعبر عن مصداقية وصدق الموقف العماني المشرف الذي نعتز ونفخر به جميعًا. حفظ الله بلادنا وسلطاننا والشعب العماني العزيز.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی لسلطنة عمان حفظه الله من خلال عمان ا

إقرأ أيضاً:

تاريخ حافل ومواقف حاسمة للدور المصري تجاه الأشقاء في فلسطين

تتعامل مصر مع القضية الفلسطينية من منطلق أنها قضية أمن قومى فى المقام الأول، كما تبنت الدولة المصرية سياسة ثابتة تجاه أسلوب الحل، حيث تؤكد القيادة السياسية فى كافة المحافل الإقليمية والدولية أن الاستقرار فى المنطقة لن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية، تعيش فى أمن وسلام واستقرار بجوار دولة إسرائيل، على أن يتم كل ذلك من خلال المفاوضات السياسية.

كما ترتبط مصر بعلاقات قوية مع السلطة الوطنية، وكذا مع كافة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية دون استثناء، وهو ما أتاح لمصر أن يكون لها دور متميز فى هذه القضية، إضافة إلى علاقتها الجيدة مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة. ويمكن تحديد أهم المحطات التى تؤكد مدى فاعلية الدور المصرى فى القضية من خلال استضافة العديد من الاجتماعات التى شهدت محاولات الحل، والتى كان من أبرزها اتفاق أوسلو 1994 ومفاوضات طابا 2001، فضلاً عن تسهيل عملية انتقال السلطة الفلسطينية بعد وفاة الرئيس عرفات ونقلها بكل سلاسة إلى أبومازن.

إنجاز صفقة تبادل أسرى بين «الفصائل وإسرائيل»

ومن الأمور التى تؤكد فاعلية الدور المصرى الإشراف على الانسحاب الإسرائيلى الكامل من قطاع غزة فى سبتمبر 2005، وفتح معبر رفح البرى بصورة دائمة، بجانب توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية فى القاهرة فى مايو 2011، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى فى قضية شاليط فى نوفمبر 2011 حيث تم الإفراج عن أكثر من 1000 أسير فلسطينى مقابل جندى إسرائيلى واحد.

عقد مؤتمر القاهرة للسلام أكتوبر الماضى

ومن ناحية أخرى، تحركت مصر بشكل مكثف عقب اندلاع العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر، حيث تحركت القيادة السياسية، وما زالت تتحرك، فى حقل ألغام من خلاله تم تأكيد الثوابت التى تحكم موقف مصر وأهمها، رفض سياسات العقاب الجماعى والتهجير القسرى أو تصفية القضية الفلسطينية، بجانب التأكيد على أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعد خطاً أحمر لن تسمح به.

إدخال المساعدات لقطاع غزة بكميات كبيرة

كما تم عقد مؤتمر القاهرة للسلام فى 21 أكتوبر، من أجل إيصال رسالة للعالم أن الحل السياسى، أساس الاستقرار والأمن فى المنطقة، فضلاً عن إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بكميات كبيرة.

التوصل إلى هدنة إنسانية

والتوصل إلى هدنة إنسانية أسهمت فى زيادة المساعدات الإنسانية وإنجاز صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل والفصائل.

اتصالات مكثفة مع دول العالم لحل القضية..والسعى المستمر للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار

وما زالت مصر تبذل كل الجهود الممكنة حيث يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى باتصالات مكثفة للتوصل إلى هدنة إنسانية تقود إلى وقف إطلاق النار.

محلل فلسطيني: مصر «شعبا وجيشا وقيادة» تريد لشعبنا الأفضل دائماً

من جانبه، أكد زيد الأيوبى، المحلل السياسى الفلسطينى، فخر الشعب الفلسطينى دائماً بالدور المصرى الكبير تجاه القضية والساعى دائماً لتجنيب الشعب الفلسطينى تبعات الدمار والحرب الإسرائيلية التى خلفت عشرات المجازر وآلاف الشهداء بجانب الدمار الشامل الذى لحق بقطاع غزة، مشيراً إلى أن مصر، شعباً وجيشاً وقيادة، وعلى رأسها موقف الرئيس السيسى، دائماً تريد للشعب الفلسطينى الأفضل.

وتابع: «نحن كفلسطينيين ندرك أنه كلما كانت مصر قوية، كانت القضية الفلسطينية حاضرة باعتبار أن مصر قاطرة هذه المنطقة، وننظر للدور المصرى بأمل جديد دائماً وأبداً، وذلك فى ظل الوفاء الكبير الذى يميز المصريين تجاه القدس والشعب الفلسطينى سواء قطاع غزة أو الضفة الغربية أو القدس».

وأضاف «الأيوبى» أن الفلسطينيين يستندون إلى الدولة المصرية فى جميع طموحاتهم السياسية فى ظل العدوان الغاشم، لافتاً إلى أن لم يبقَ لهم سوى الالتزام دائماً بتوجهات القيادة المصرية، لافتاً إلى الدور المصرى فى الانتصار بمعركة التهجير القسرى الذى كان يرغب بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى فى تنفيذها، حيث تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.

واستكمل المحلل السياسى حديثه عن فشل مخطط دولة الاحتلال، قائلاً: «السبب فى الفشل هو شجاعة قائد عظيم مسئول وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وقف فى مواجهة هذا المخطط وبسبب ذلك سجلت مصر انتصاراً كبيراً لصالح القضية الفلسطينية، كما أثبتت الدولة المصرية أنها قادرة على حماية كل المنطقة رغم كل المؤامرات للنيل منها».

وأشار «الأيوبى» إلى أن مصر رائدة الشرق الأوسط لها كل التحية والتقدير فى رغبتها المستميتة حفظ الأمن والسلام، مطالباً جميع كل دول العالم أن تحذو مسار الدولة المصرية، التى تحاول مؤخراً الوساطة من أجل وقف إطلاق نار دائم فى غزة واستكمالها للمفاوضات بشكل مستمر رغم كل المحاولات للتقليل من جهودها.

أستاذ بجامعة القدس: على رأس الدول التى تريد هدوءاً بمنطقة الشرق الأوسط

وأشار الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إلى أن دول العالم، وعلى رأسها مصر والولايات المتحدة، نادت بوقف إطلاق النار على غزة حتى تهدأ منطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن ما يجرى حالياً فى غزة من حرب إبادة شاملة من جانب العدوان الإسرائيلى بشكل متواصل ومستمر على الشعب الفلسطينى من شأنه أن يسبب حالة من الاضطرابات بمنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل.

وأضاف «الحرازين» أن جميع الدول بدأت الربط بين أهمية توقف تلك الجرائم بقطاع غزة، وملاحظة أن دولة الاحتلال هى السبب فى اشتعال أزمات المنطقة بشكل كبير، مؤكداً أن إسرائيل لا تزال تدير ظهرها لمنطقة الشرق الأوسط من أجل تحقيق أهداف شخصية، خاصة إطالة أمد حكومة «نتنياهو»، وأهدافه بشأن ترسيخ الصورة الذهنية بأهمية تحقيق النصر ومواصلة العملية العسكرية بأى ثمن، دون أهمية لما يحدث فى المنطقة، حتى إن كان هناك رد محدود أو متفق عليه.

مقالات مشابهة

  • ركائز التكامل في سلطنة عمان
  • أبو مازن للسيسي: نقدر مواقف مصر الداعمة للقضية الفلسطينية ومنع تصفيتها
  • "غزة تنادي".. الأمريكية بيلا حديد تدعم الشعب الفلسطيني
  • صور تحتضن النسخة الثالثة من "معرض النيازك في سلطنة عُمان"
  • صوت من البعيد «8»: الشعر والتاريخ في ديوان «صقر عماني»
  • مفتي سلطنة عمان يدعو جميع المسلمين لإمداد الفلسطينيين في غزة بالقوت والسلاح
  • مفتي سلطنة عمان يدعو جميع المسلمين "للإنفاق من حر أموالهم لإمداد الفلسطينيين في غزة بالقوت والسلاح"
  • تاريخ حافل ومواقف حاسمة للدور المصري تجاه الأشقاء في فلسطين
  • التعاون الخليجي يدين العدوان الإسرائيلي المستمر على رفح الفلسطينية.. ويدعو لوقف فوري ودائم لإطلاق النار
  • أمانة العاصمة المقدسة تهيئ مواقف حجز السيارات خلال موسم حج 1445هـ