الجزيرة:
2025-07-03@02:30:05 GMT

فلنتحدث بلغة تفهمها إسرائيل

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

فلنتحدث بلغة تفهمها إسرائيل

هجمات الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد شعب غزة الأعزل وصلت يومها الـ 146. لم تتوقف عمليات الإبادة الجماعية يومًا واحدًا، بل تواصلها إسرائيل بشكل غير مسبوق، من غزة إلى رفح، وفي كل يوم تنخفض معاييرها الأخلاقية عما سبقه.

الاحتجاجات ضد العدوان تتواصل أيضًا بلا توقف. ومع ذلك، فقد ثبت أن إسرائيل ومن يدعمها ماضون في طريقهم دون أن يرفّ لهم جفن، مستهدفين الأطفال والشيوخ والنساء والأطباء والصحفيين والمعلمين والطلاب والرضع والمرضى، ما يدفع للبحث عن لغة وأسلوب جديدَين تفهمهما إسرائيل.

كان للاحتجاجات معنى في المراحل الأولى من العدوان، وربما كان هناك أملٌ أيضًا أن توقف الهجمات. لكن العدوان استمر وتشجيعه الأميركي الأوروبي استمر أيضًا، مما يجعل استمرار اعتماد الاحتجاج بنفس الطريقة أمرًا بلا معنى.

أصبح من الضروري الآن الانتقال إلى مرحلة أخرى من الفعل. كلامي موجّه بالطبع، إلى من يهتمون بالأمر حقًا. ومن بين هؤلاء تركيا التي كانت في طليعة الدول التي وقفت إلى جانب شعب فلسطين ضد إسرائيل، وقد أصبح متحتمًا أن تغير خطابها من مستوى "يجب على إسرائيل وقف هجماتها" إلى "يا إسرائيل.. نفد صبرنا، أوقفي الهجمات فورًا وإلا…" بكل ما يتطلبه ذلك من معانٍ ووسائل.

إسرائيل تفهم القوة وليس الكلمات. حتى الآن، لم تكن الانتقادات والشجب والإدانة هي التي كبحت تقدمها. الشيء الوحيد الذي فعل ذلك كان المقاومة القوية وقوة الهجوم المضاد التي أظهرتها حماس

إذا لم ندرك اليوم أنه لا يمكن انتظار أن تقوم قوة أخرى بإيقاف إسرائيل، فإنما نكون كمن يطحن الماء في "هاون" فلا يعود بشيء. أولئك الذين ننتظر منهم إيقاف إسرائيل عند حدها هم في الواقع حلفاؤها. انتظارنا إنصافَهم، يعني قبل كل شيء، أننا لم نقرأ الموقف جيدًا.

في هذه المرحلة، فإن التصريحات التي تكتفي بإظهار الدعم تظهر عجز الدولة لا وزنها. لهذا، يجب ألا نصدر أي تصريحات على الإطلاق، وألا نتوقع العون من الولايات المتحدة المتواطئة في الإبادة، أو من أي جهة أخرى، بل يجب على الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية أن يفعلوا ما يلزم.

صحيح أن شعب غزة قال بوضوح إنهم لا يتوقّعون شيئًا من أحد: "نحن لا ننتظر أن تدعمونا بأسلحتكم وجيوشكم، فلم نتوقع مساعدة من أحد عندما بدأنا هذا الطريق". لكن أحدًا لم يكن يتوقع أن تصل جرائم الإبادة إلى هذا الحد، ولا أن تستهدف حياة الأطفال والعائلات بهذه الوحشية أمام أعين العالم فيبقى صامتًا، ولا أن توضع كل هذه العراقيل والقيود في وجه إيصال المساعدات، ويعجز القادة المسلمون عن إزالتها.

الاحتجاجات الموجهة إلى إسرائيل وإلى قادة الدول المسلمة الذين عجزوا حتى عن تقديم المساعدات الإنسانية، تتجه الآن نحو مسار آخر، داعية الحكومات لاتخاذ تدابير أكثر فاعلية وعقابية. ويتحدث بولنت يلدريم عن إطلاق حملة "مافي مرمرة" جديدة، فيما قرأ رئيس الشؤون الدينية التركي الأستاذ الدكتور علي أرباش آيات تحضّ على الجهاد ضد إسرائيل.

إسرائيل تفهم القوة وليس الكلمات. حتى الآن، لم تكن الانتقادات والشجب والإدانة هي التي كبحت تقدمها. الشيء الوحيد الذي فعل ذلك كان المقاومة القوية وقوة الهجوم المضاد التي أظهرتها حماس.

تستطيع إسرائيل مواصلة استخدام حماس كذريعة لعدوانها، وقد تظل حججها في هذا الشأن صالحة لدى حلفائها وداعميها الإعلاميين، مثل: شبكة CNN، أو BBC، أو وسائل الإعلام والمنابر السياسية الغربية. لكن لرؤية هذه الأكاذيب بوضوح، يكفينا النظر إلى حيث لا توجد حماس.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحتى اليوم، وصل عدد الانتهاكات والهجمات التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة (التي لا تحكمها حماس) إلى 30458 هجومًا. قتلت خلالها 394 فلسطينيًا، بينهم 70 طفلًا. وتجاوز عدد الجرحى 3918 جريحًا وفقًا لبيانات وزارة الصحة. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول اعتقلت في الضفة 7040 فلسطينيًا، بينهم 260 طفلًا تحت سن 18.

بالإضافة إلى هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، قام المستوطنون الإسرائيليون بـ 852 هجومًا في الضفة الغربية، وداهموا 2632 منزلًا فلسطينيًا. كل هذه يحدث في أماكن لا توجد فيها حماس، ولا مقاومة مسلحة.

الذين يقتنعون بدعاية الإرهاب الإسرائيلي يظنون أن كل شيء بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكن الوضع لم يكن مختلفًا قبل ذلك التاريخ، حتى في الأماكن التي لم تكن حماس موجودة فيها.

العجز المستمر وانعدام الحلول في مواجهة الظلم الجاري، سيؤديان بالتأكيد إلى ظهور فاعلين جدد لديهم حلول أخرى.

وعلى الجميع أن يحدد مكانه ويستعد لما سيأتي عندما يظهر هؤلاء الذين يقدمون الحل الذي سينقذ الإنسانية ويعيد إحياءها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ترامب : إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار في غزة ل 60 يوماً

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن إسرائيل قبلت “الشروط اللازمة” لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما في قطاع غزة.

وذكر ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” مساء الثلاثاء، أن ممثليه عقدوا اجتماعاً “مطولاً ومثمراً” مع مسؤولين إسرائيليين.

وأضاف: “إسرائيل قبلت الشروط اللازمة لاستكمال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وخلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب”.

وأشار ترامب إلى أن قطر ومصر اللتين تتوسطان في محادثات وقف إطلاق النار، ستطرحان على حركة حماس “المقترح النهائي”.

وأردف محذرا: “آمل أن تقبل حماس بهذا الاتفاق لمصلحة الشرق الأوسط، (وإلا فإن) فالوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءاً”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 191 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.

ومرارا أعلنت “حماس” استعدادها لإطلاق سراح الأسرى مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، ويرغب فقط بصفقات جزئية تضمن استمرار الحرب.

 

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس بشمال وجنوب قطاع غزة إضافة إلى مجموعات أبو الشباب التي تعمل برفح
  • إسرائيل: جادون في التوصل إلى اتفاق مع حماس لوقف الحرب وإعادة المحتجزين
  • استمرت 24 ساعة..وقفة في البرازيل تطالب بقطع العلاقات مع “إسرائيل” ووقف إبادة غزة
  • ترامب : إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار في غزة ل 60 يوماً
  • حماس: نناقش مقترحات وقف إطلاق النار في غزة التي وصلت من الوسطاء
  • الأورومتوسطي .. منع إسرائيل دخول الوقود إلى مستشفيات غزة أداة قتل وتهجير قسري
  • الحوثيون يعلنون مهاجمة إسرائيل بأربع عمليات عسكرية
  • بلغة الإشارة وطريقة بريل.. تمكين غير مسبوق لذوي الإعاقة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025
  • اتهام بريطانيا بالتواطؤ في إبادة غزة بعد حكم العليا بشأن سلاح إسرائيل
  • صحيفة بريطانية: “إسرائيل” تصعّد وتيرة التهجير القسري في غزة