كتبت - نور العمروسي:

علقت لمياء بسيوني مؤسسة حملة "أمهات تصنع المستحيل"، على قانون الأحوال الشخصية ومقترحات تعديله التي يناقشها البرلمان، قائلة إن الجزء المتعلق بالاستضافة في القانون يمثل الرعب والذعر لكل الأمهات الحاضنات لإنه قد يهدد حياة واستقرار وأمان أطفالهن، معبرة عن رفضها ما يسمى بـ "الاستضافة الجبرية" وتخفيض سن الحضانة وتغير ترتيب الحضانة لتصبح للأب بعد الأم.

وأضافت لمياء بسيوني، في تصريحات لمصراوي: "الاستضافة شرعا وقانونا لا تصح أن تكون إجبارية أو بحكم قاضي لأنها سوف تتعارض مع حقوق الطفل الدولية ولأنها تعرض الطفل الصغير للأذي لأنه يعحز عن حماية نفسه، كما أن الأذى النفسي من معاملة زوجة الأب له والتفرقة في معاملتها بينه وبين أطفالها قد يترتب عليه إصابة الطفل باكتئاب وأمراض نفسية بالإضافة للأذى البدني الذي قد يتعرض له".

وأشارت إلى أن هناك حالات لخطف الأطفال أثناء الاستضافة الودية من قبل الأب المطلق لمساومة الأم على التنازل عن القضايا المرفوعة ضده من تبديد قائمة المنقولات ومتجمد النفقة والتمكين من مسكن الحضانة وفي هذه الحالة تقوم الأم برفع دعوى لضم الصغير لحضانة الأم، وعند التنفيذ تتفاجئ بأن الأب غيّر العنوان لكى لا تتمكن الأم من تنفيذ حكم الضم انتقاما منها.

وأوضحت أن هناك أمهات في حملة "أمهات تصنع المستحيل" تعانين من هذه المشكلة، مطالبة بأن يكون تطبيق الاستضافة بإذن الحاضن والمحضون، وأن يكون سن حضانة الأم لأولادها حتي 18 سنة وسن حضانة الأم للبنات حتى الزواج.

وحول مطالبات نقل الحضانة للأب في حالة وفاة أو زواج الأم، قالت مؤسسة حملة "أمهات تصنع المستحيل":"نحن كأمهات معيلات نرفض هذا البند لأن الأب يكون متزوج من زوجة ثانية بعد وفاة الأم في هذه الحالة الجدة أم الأم أحق بالحضانة فهي أحن و تؤتمن على الطفل من زوجة الأب، وفي حالة زواج الأم أحق أيضا بالحضانة أم الأم لأن الأم تكون على قيد الحياة والاهتمام هيصبح بينهما مزدوجًا ولم يشعر الأطفال بغياب الأم، لأن لا يهتم بمصلحة الطفل غير أمه.

واختتمت لمياء بسيوني، برفضها أي تهديد لحياة الأطفال، معبرة عن ثقتها وثقة كل السيدات في الرئيس عبد الفتاح السيسي ودعمه للأمهات المعيلات ومساندته لهن حتى يظل أطفالهن في حضانتهن وفي دفئ وأمان.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي رمضان 2024 طوفان الأقصى الحرب في السودان قانون الأحوال الشخصية طوفان الأقصى المزيد

إقرأ أيضاً:

د. هبة عيد تكتب: دمعة لا تجد سؤالًا صادقًا

في عالمٍ يبدو فيه كل شيء واضحًا للكبار، نجد هناك طفلا صغيرا يعيش داخله صمتًا أكبر من عمره. فالطفل الذي يتعرّض للتحرّش لا يصمت لأنه قوي، أو لأنه لا يشعر بالألم، بل لأنه لم يجد حتى الآن سؤالًا واحدًا صادقًا يطمئنه بأن صوته سيُحتضن لا يُدان. فالصمت عند الطفل ليس ضعفًا، بل هو محاولة فطرية لحماية نفسه عندما يشعر بأن الأمان غير مكتمل، في البيت أو المدرسة أو بداخله.

فعندما يمرّ الطفل بتلك التجربة لا يملك من الكلمات القدرة على وصفها. جسده يخبره أن هناك شيئًا خاطئًا، لكن عقله لا يستطيع تفسير ما يحدث. ويشعر بالخوف، بالارتباك، وبالعار الذي لا يعرف مصدره. هذا المزيج من المشاعر يجعله يظن أنه قد يكون جزءًا من الخطأ، فيؤدي ذلك إلى شلل نفسي يمنعه من الكلام. ويبدأ الطفل في مراقبة ردود أفعال الكبار، ويستعيد كل لحظة بكى فيها ولم يُسأل عن السبب، وكل مرة خاف فيها وقيل له “عيب”، وكل مرة حاول أن يحكي فقوبل باللوم أو تجاهل مشاعره. ومع تكرار هذا النمط، يتراجع صوته خطوة…تلو أخرى… حتى تختفي جرأته على البوح والتعبير. 
وتصبح القضية أكثر تعقيدًا. ففي بعض البيوت، تُعامل مشاعر الطفل كأمور بسيطة، ويُنظر إلى خوفه كدلال أو نوع من  المبالغة. وفي المدرسة، قد يشعر الطفل أن الشكوى قد تجلب له عقابًا، أو سخرية من زملائه، أو تشكيكًا من معلمه. وحين يفقد الطفل الثقة بأن الكبار سيصدّقوه أو يفهموه، يصبح السر ثقيلًا على قلبه الصغير، لكنه يفضّل حمله وحده بدلًا من مواجهة عالم غير مستعد لسماعه.

ولأن حماية الطفل لا تبدأ بعد وقوع الأذى، بل قبله، تصبح مسؤولية البيت والمدرسة مشتركة. ففي البيت، يجب أن يكون الحوار جزءًا من الحياة اليومية مثل أسئلة بسيطة، كلمات مطمئنة، مساحة آمنة لكي يحكي دون تهديد أو عقاب. يحتاج الطفل أن يتعلم أن جسده ملكه، وأن اللمس غير المريح ليس سرًا، وأن أهله أقرب إليه من أي خوف. أما في المدرسة، فيجب أن يحمل المعلمون حساسية عالية تجاه الإشارات النفسية التي تظهر على الأطفال مثل الانطواء المفاجئ، الخوف من شخص بعينه، تغيّر السلوك بلا سبب واضح. والسعي لوضع آلية واضحة وسرية للإبلاغ، والعمل على التثقيف المستمر للأطفال بصورة مبسطة ، لكي تنشأ بيئة تعليمية لا تُسكت الخوف بل تعالجه… كل هذا يصنع فرقًا حقيقيًا.

وحين يعمل البيت والمدرسة معًا، يتحوّل صمت الطفل إلى لغة يستطيع التعبير بها. ليصبح الطفل قادرًا على أن يقول “أنا مش كويس”، دون خوف من اللوم، ودون شعور بأنه سيُتّهم أو يُساء فهمه. فهو يحتاج  قلوبًا تسمع قبل أن تحكم،  وتشعره بأن سؤاله مهم، ودمعته ليست شيئًا يتم تجاهله.

ومع ذلك، يبقى هناك  عدد من الأطفال يعيشون ألمهم في الظل… يبكون دون أن يجدوا سؤالًا واحدًا يقترب من دموعهم.
يحملون خوفهم بمفردهم  لأنهم لم يجدوا  أحدًا يسألهم: “إنت كويس؟ إحكي لي… أنا جنبك”. وتتحوّل دموعهم إلى صمتٍ ثقيل، ووجعٍ لا تفسير له.

وفي النهاية، تختصر الحقيقة كلها في جملة واحدة تعرفها كل روح تُنصت لوجع الأطفال أن هناك دائماً دمعة لا تجد سؤالاً صادقاً.

طباعة شارك الطفل الصمت التجربة المشاعر حماية الطفل

مقالات مشابهة

  • أب يقاضي مطلقته لإسقاط الحضانة بعد سفرها بالأطفال 14 شهرا وحرمانه من الرؤية
  • أب يرفع دعوى إسقاط حضانة بعد تبديد النفقة وحرمانه من الرؤية
  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: الرضاع واجب شرعي وفطري وفوائده تتجاوز الطفل إلى الأم
  • من يحمى أولادنا فى المدارس؟
  • "قضايا المرأة" تقدم ندوات توعوية لطلاب و خريجي كليات الحقوق حول قوانين الأحوال الشخصية 
  • تفريغ الطاقة.. خطوات عملية للتعامل مع غضب الأطفال
  • خطوات ورسوم استخراج البطاقة الشخصية 2025 .. دليلك الشامل
  • كيف تحولت براءة الأطفال إلى صـ..ـرخة استـ..ـغاثة داخل مدرسة الإسكندرية الدولية للغات؟
  • د. هبة عيد تكتب: دمعة لا تجد سؤالًا صادقًا
  • المشدد 5 سنوات عقوبة استخدام الأطفال في الأغراض غير المشروعة