بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يا زعماء العالم الإسلامي المفكك والمقسم إلى طوائف وفرق وأحزاب وكيانات متنافرة: ما هي فاتورة الدم التي ينبغي ان يدفعها الأطفال الجياع حتى تتفقوا على كلمة واحدة وترفعوا عنهم الحصار ؟. ألا ترون اننا نمر الآن بمنزلقات تاريخية مرعبة لم نكن نتوقعها، ولم نكن نتصور انكم سوف تفقدون فيها مروءتكم بالصورة التي لم تشهدها الجاهلية الاولى ؟، فبعد أيام قليلات سوف يتسابق رجال الدين في بلدانكم للبحث عن هلال شهر رمضان.
لقد أنتهكت القطعان عرض الأخلاق في مدينة فُرض عليها الصيام بالقوة منذ الثاني والعشرين من ربيع الاول الماضي. بينما كانت عيون سكانها تراقب رحلات سفنكم المصرية المكلفة بنقل الفواكة والخضروات والرز والبقوليات من موانئ الوجه البحري إلى موانئ القطعان المتوحشة، الذين يخوضون الآن حرب التجويع والتعطيش. وكان سكان غزة يتابعون اخبار قوافلكم الأردنية المكلفة بنقل البطاطا والبندورة والبيض والكنافة إلى أسواق تل ابيب. .
سوف يكون رمضان القادم عنوانا لتمردكم على مبادئ الدين الحنيف في الرحمة والتواد والتلاحم والمشاعر الإنسانية، وفي مد يد العون والمساعدة للمسكين واليتيم والمحاصر والمضطهد. .
والأغرب من ذلك كله ان بعض بنوككم اغلقت نوافذها منذ الآن بوجه كل فلسطيني يعيش بره البلد ويرغب في تحويل المبالغ المالية إلى أهله داخل الارض المحتلة. وهذا يعني ان بلدانكم التي تتغنى هذه الأيام بأنشودة (رمضان جانا) باتت على أتم الاستعداد لممارسة طقوس التجويع ضد غزة قبل حلول الشهر، من دون ان نسمع صوتا معترضا بلسان فقهاء التحريض، الذين كانوا ينفخون في أبواقهم ليل نهار لتشجيع الشباب، وإرسالهم لقتل الناس بلا سبب في ليبيا والعراق وسوريا ولبنان والسودان وافغانستان. ثم جاءت ردود وكيل وزارة الأوقاف المصرية السابق (سعد الفقي) منفعلة ومتشددة ضد جياع غزة، عندما رفض تحويل أموال الحج والعمرة إليهم، وطالب بعدم المساس بأموال الزكاة حتى لو كانت مخصصة لإسعافهم، وابدى اعتراضه على انتشالهم من براثن الموت. .
سوف يشهد الشهر القادم استعراض حزمة جديدة من مسلسلات الخلاعة والتعري والتفاهة والوقاحة تبنتها قناة mbc، وتبنتها أيضاً مدينة الانتاج في مصر. اما البرامج الدينية فسوف تتلقى تعليماتها الفقهية المباشرة من اجهزة المخابرات في التحريض ضد جياع غزة. .
كلمة اخيرة: لا شك ان انتقاد بعض رجال الدين لا يعني التهجم على الدين نفسه، فرجال الدين يمثلون أنفسهم فقط. ثم ان مخالفة المشايخ والاعتراض عليهم، لا تعني مخالفة الخالق جل شأنه، لأن الله وحده هو الذي يحاسبنا على عثراتنا، وليس الشيخ او مجلس الشيوخ. .
اللهم ارحم اهلنا في غزة برحمتك الواسعة. وانصرهم واخذل من خذلهم. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الأضحية عذاب للحيوان.. كيف رد الشرع على المشككين في السنة التي شرعها الله؟
أجاب الباحث خالد شلتوت، بوحدة اللغة الألمانية بمرصد الأزهر، عن سؤال: “لماذا نضحى؟ وما الحكمة من نحر الأضحية في عيد الأضحى المبارك كمظهر أساسي من مظاهره؟ والرد على من يزعمون أن نحر الأضاحي فيه قسوة على هذه الحيوانات”.
لماذا نضحي؟
وقال خالد شلتوت، في تصريح له، إن كل الأديان والثقافات عرفت مفهوم القربان والأضحية بشكل أو بآخر، والإسلام دين رحمة وشفقة، وأخبرنا رسول الله “أن امرأة دخلت النار في هرة” وفي حديث آخر “رجل دخل الجنة لأنه سقى كلبا”.
وأضاف أن الله تعالى بين لنا أن وظائف الأنعام كثيرة، منها أنها تدخل في طعام الإنسان، فيقول الله (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ).
كذلك أن أحد أسباب استمرار الحياة على وجه الأرض هو التنوع البيولوجي فنجد أن بعض الحيوانات تتغذى على بعضها كذلك هناك صناعات متعلقة بلحوم الحيوانات.
كيف رد الشرع علي المشككين في السنة التي شرعها الله؟
وأكد أن طريقة نحر الأضاحي وفقا للشريعة الإسلامية ليس فيها أي عذاب للحيوانات، وأن طريقة النحر تضمن التخلص من الدماء والمخلفات التي من الممكن أن تحتوي على العديد من المخاطر والأمراض.
من جانبها، قالت أسماء مطر، الباحثة بوحدة اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر، إن تقديم الهدى والأضاحي هو نسك وشريعة مقدسة وسنة للنبي إبراهيم عليه السلام، وليس كما يزعم البعض أنها مجزرة جماعية للأنعام.
وأوضحت أن قصة فداء سيدنا إسماعيل بكبش عظيم، هي بمثابة التأكيد على قدسية النفس الإنسانية، وضرب الوالد والولد أروع المثل في الطاعة المطلقة والامتثال لأوامر الله عزوجل.
هل تشعر الأضحية بالألم؟
وذكرت أن النحر بالطريقة الإسلامية لا يشعر فيها الحيوان بأي عذاب أو ألم على الإطلاق، منوهة إلى أن من خلال هذه الطريقة بفصل فيها أربعة عروق وهي: الودجان، والمريء مجرى الطعام، والحلقوم مجرى النفس، والذي يجزئ قطع ثلاثة منها فقط، ولكن بهذه الطريقة لا يشعر الحيوان بأي ألم على الإطلاق لأنه يغيب عن الوعي في جزء من الثانية ويصفى دمه كاملا في دقائق معدودة.
وأشارت إلى أن الأبحاث العلمية تقول إن عدد البكتيريا في اللحم الذي تم على الطريقة الإسلامية يصل في الجرام الواحد إلى 7 آلاف، أما عدد البكتيريا في اللحم الذي تم عن طريق الصعق أو القتل يصل إلى 20 مليونا في الجرام الواحد.