صحيفة البلاد:
2025-06-25@03:41:17 GMT

التسامح.. كيف تسامح دون أن تنسي؟

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

التسامح.. كيف تسامح دون أن تنسي؟

الغضب هو شعور بأحداث ماضية سلبية تجاه شخص ما أو شيء ما.
أمّا التسامح فهو مشاعر تجاوز لتلك الصدمات أو المشاعر السلبية المؤذية.
التسامح له مميزات للصحة العقلية ،حيث مشاعر التسامح ، تسمح بالمزيد من تدفق مشاعر السعادة وتقّليل مشاعر الغضب والحزن ، كما أنه يساعد على التخّفيف من القلق والإكتئاب ،ويحسِّن علاقاتك مع الآخرين ،ويجعلك أكثر وعيًا بذاتك وقيمتك، ولكن المسامحة لا تعني بالضرورة النسيان ، فقد يمكنك أن تسامح شخصًا ما وتزيله من حياتك، دون أن تنسي ما فعله ، حتي تجعل هناك دائماً حدوداً له تقيم علاقتكما فيما بعد ،ومن المهم أن لا يعرف بالضرورة الشخص المسئ أنك سامحته ،بل يمكنك فقط أن تسامحه من أجلك ،ومن أجل أن تستمر في حياتك.

المغزى من هذا ،هو القول بأن المغفرة عملية نفسية بحتة ، ليست بالضرورة أن تكون لها أي تداعيات داخلك أو مع علاقاتك مع الآخرين فالبشر لا تتشابه، وبالتالي عندما تحمل داخلك الإستياء وتتمسّك بالغضب تجاه نفسك وتجاه الآخرين طوال الوقت ، فإن ذلك يثقل كاهلك مثل سلسلة معلّقة على كتفيك تستنزف طاقتك، وتزيد من حدِّة التوتر النفسي داخلك وعلي علاقاتك بالمحيطين بك، ولذلك فإن تطوير القدرة على التخلُّص من الإستياء والتسامح ،هو أداة أساسية لأدوات سلامة العقل، فمشكلة الإستياء هي : أنه يجبرك على العيش في الماضي أغلب الوقت، وبنفس الطريقة يتسبّب الندم في جعلك عالقاً في تلك اللحظة المؤلمة التي حدث فيها الشيء الفظيع، وهنا عدم القدرة على مسامحة نفسك أو الآخرين ، يؤدي إلى تدّمير ذاتك بشكل دائم منذ تلك اللحظة الماضية.

لقد سامحت من قبل بعض الأشخاص في الماضي، لكن لا يزال بإمكاني الشعور من وقت لآخر بعدم الارتياح والغضب عند التعامل معهم، ولكن بالنسبة للأمور الصغيرة المتعلِّقة بالعلاقات، فإن القدرة على المسامحة ، والمضي قدمًا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على علاقة صحية وسعيدة مع الأشخاص الذين نهتم بهم، حتى لو كنا غاضبين والغضب بداخلنا لا يزال قائمًا ، ما يهم هو ألا نسمح لأنفسنا أو لتلك اللحظة بتحديد علاقتنا بالآخرين، لأننا إذا قمنا بذلك، فهذا بمثابة القطار السريع الذي يوصلنا إلي أرض الذكريات والعلاقات السامة.

أعلم أن التسامح يمكن أن يكون أمرًا صعبًا خاصة لمن يحمل طبيعة عاطفية ،فمن السهل أن تقول يجب أن أسامح أحداً ،ولكن عندما تحاول تطبيق الأمر ،وعندما يحين الوقت الفعلي للشعور بالتخلي أو المسامحة ، تجد الغضب متحكِّماً ويبدو الأمر مستحيلاً ، وهنا يجب أن تفصل الفعل عن الشخص، فليس الجميع بنفس الصورة المؤذية ،مع فهم دوافع هؤلاء للإساءة ،وإبعادهم مع وضع حدود للتعامل، والتخلص من التعلق بهم.

NevenAbbass@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

صحيفة الجيش: اللحظة مواتية لاستكمال تحرير اليمن من مليشيا إيران

أكدت القوات الحكومية أن اللحظة السياسية الراهنة تمثل فرصة ثمينة لتحرير ما تبقى من الأراضي التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية بقوة السلاح، داعية إلى عدم تكرار سيناريو إضاعة الفرص السابقة.

وذكرت صحيفة "26 سبتمبر"، الناطقة باسم الجيش في افتتاحيتها أن اليمن لا علاقة له بالحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران إلا من باب استغلال الظروف الإقليمية لتحقيق أهدافه الوطنية، مؤكدة جاهزيتها للمعركة الوطنية.

الصحيفة دعت إلى اصطفاف وطني شامل وحقيقي للتغلب على الصراعات البينية، التي عطّلت مسار التحرير وسمحت باستمرار معاناة الشعب اليمني وتغول المليشيا، مطالبة القيادات السياسية بالتحرك الجاد وعدم الوقوع في فخ الأعذار التي وصفتها بالواهية، والتي لم تثمر سوى إطالة أمد الحرب وتضخيم فاتورة التضحيات.

مقالات مشابهة

  • مشهد قاسٍ في شارع تركي يشعل الغضب
  • ماذا قال مدرب بورتو بعد التعادل مع الأهلي في كأس العالم للأندية؟
  • الرسائل وصلت إلى لبنان لا تتورّطوا بحروب الآخرين
  • إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل استمرت حتى اللحظة الأخيرة
  • محمد نور: أنا الوحيد في هذه المهنة لا أشغل بالي بالتفكير في حياة الآخرين
  • ليس بالضرورة أن تكون مؤيداً لدكتور جبريل أو مناوي حتي تقول رأيك في مناوراتهم الحالية علي مسرح حكومة كامل إدريس
  • صحيفة الجيش: اللحظة مواتية لاستكمال تحرير اليمن من مليشيا إيران
  • رئاسة شؤون الحرمين تطلق مبادرة «مشاعر من أروقة الحرمين» لرصد مشاعر الحجاج والزائرين
  • الرئيس الأرميني يستقبل أمين عام لجنة الأخوة الإنسانية
  • إعلان أسماء الفائزين بمسابقة «مدار التسامح»