كاتب إسرائيلي: نتنياهو مستمر في عماه الإستراتيجي مع أميركا
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حوّل إسرائيل من حليف لأميركا إلى أزمة عالية التكلفة تحمل عبئا كبيرا، كما اعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو يصر على خسارة أميركا، ويفعل كل ما هو ممكن للدخول في مواجهة معها.
ونشرت هآرتس مقالا للكاتب ألون بينكاس يقول فيه إن نتنياهو تمكن خلال 15 عاما من الغطرسة والفظاظة من تحويل إسرائيل من حليف للولايات المتحدة إلى أزمة مستمرة عالية التكلفة تتعارض أفعالها مع المصالح الأميركية في المنطقة.
ويضيف بينكاس أن إسرائيل كانت حليفا جديرا بالثقة للولايات المتحدة لأكثر من 50 عاما ويمكن الاعتماد عليها، لكن سجل نتنياهو وسياساته وسلوكه وأسلوبه على مر السنين يؤكد أنه لا يرى نفسه حليفا، ولا يتصرف كحليف، والآن أدركت الولايات المتحدة ذلك.
تراجع صورة إسرائيل في أميركاوأشار الكاتب إلى أن صورة إسرائيل في أميركا أظهرت تراجعا بينا، إذ وجد استطلاع جديد أجرته مؤسسة غالوب يوم الاثنين أن 58% فقط من الأميركيين لديهم وجهة نظر إيجابية "جدا" أو "مواتية في الغالب" لإسرائيل، انخفاضا من 68% العام الماضي، ويمثل هذا أدنى تصنيف إيجابي لإسرائيل منذ أكثر من عقدين.
وقال بينكاس إن اجتماعات بيني غانتس الحالية مع كامالا هاريس نائبة الرئيس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن والمشرعين في الكونغرس ليست اجتماعات عادية، إنها اجتماعات مخصصة لرئيس الوزراء، أو شخص يعتقدون أنه سيكون أو يجب أن يكون رئيسا للوزراء.
سياسات نتنياهو لا تعكس قوة التحالفوتساءل الكاتب عن الكيفية التي يمكن أن يتجلى بها التحالف بين إسرائيل وأميركا الذي كان يوصف منذ ما قبل نهاية التسعينيات وفي القرن الـ21 بأنه "تحالف غير قابل للكسر"؟ وكيف يمكن أن تظل إسرائيل من الأصول "الإستراتيجية" لأميركا؟ وقال إن سياسات نتنياهو لا تشي بذلك.
وذكر أنه قبل نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، تم تصنيف إسرائيل كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهي المستفيدة العالمية الرائدة من الباب 22 من المساعدة الأمنية الأميركية في إطار برنامج التمويل العسكري الأجنبي.
وأضاف أنه وبشكل عام، منذ عام 1948، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل ما يزيد على 150 مليار دولار، مما يجعلها أكبر متلق منفرد بهامش واسع.
وفي العقدين أو الثلاثة الماضية، تم تعريف هدف الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل على أنه لـ"التفوق العسكري النوعي"، مما يضمن لإسرائيل الوصول إلى أحدث منصات الأسلحة الأميركية وتقنيات الدفاع.
نتنياهو وسع الشقوق
وبدلا من إعادة تعريف هذا التحالف وإعادة تغليفه، يقول الكاتب إن نتنياهو فعل العكس تماما "وسع الشقوق، وتدخل باستمرار في السياسة الأميركية، وتغازل بلا هدف، وتهور مع روسيا والصين بقيادة فلاديمير بوتين، وأقنع الرئيس آنذاك دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وكان مشغولا بالتأكد من أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قوية بحيث تكون السلطة الفلسطينية أضعف من أن يتم التفاوض معها".
ولتبيان التباعد بين أميركا وإسرائيل حاليا، قال بينكاس إنه وعقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فسرت الولايات المتحدة هذا الهجوم بأنه نقطة تحول محتملة تتطلب الاهتمام وصياغة سياسة جديدة. وفي غضون ذلك، بدا أن إسرائيل تعتقد أنها يمكن أن تعود إلى مرحلة ما قبل الهجوم بالقصف والقوة العسكرية المحضة.
حان الوقت لمسار سياسي جديد لأميركاوألقى المقال الضوء على نقاط الخلاف بين أميركا وإسرائيل حول التعامل مع هجوم 7 أكتوبر، قائلا إن الطرفين مختلفان في تحديد أهداف الحرب، وفي شدة الهجمات وتناسبها، وفي التعامل مع قضية الرهائن، وفي وقف إطلاق النار والهدنات، وفي الإطار العام لحكم غزة بعد الحرب.
وقال بينكاس إنه وبمجرد أن تقتنع الولايات المتحدة بأن نتنياهو لم يكن متعاونا، ولم يكن حليفا مراعيا، ويتصرف بفظاظة ويركز فقط على بقائه السياسي، يكون الوقت قد حان لها أن تحاول مسارا سياسيا جديدا.
وختم بالقول إن الأميركيين ليسوا متأكدين مما إذا كانوا قد أطلقوا العنان لديناميكية قد تؤدي إلى انتخابات في إسرائيل أو ما إذا كان هذا سيؤدي إلى تذمر. ومع ذلك، هناك شيء واحد واضح: كان لا بد من كسر النمط بعد هجوم السابع من أكتوبر.
نتنياهو يصر على خسارة الدعم الأميركيأما "يديعوت أحرونوت"، فقد نشرت مقالا للكاتب بن درور يميني يقول فيه إن نتنياهو يصر على خسارة الدعم الأميركي برفضه المستمر للمبادرات التي تقترحها واشنطن، على الرغم من الإشارة الواضحة إلى أن العمل العسكري وحده لن يكون كافيا لتفكيك حماس، وإن الجهود الدبلوماسية مطلوبة.
وتحدث الكاتب عن قوة التحالف الأميركي الإسرائيلي. وقال إن الولايات المتحدة أثبتت، فور هجوم حماس أنها لم تكن حليف إسرائيل فحسب، بل منقذها.
وتحدث مطولا عن الاختلافات الحالية بين الجانبين. وقال إن أميركا تضع حاليا علامة تحذير كبيرة أمام إسرائيل، ومع ذلك يستمر نتنياهو في اتباع سياسة "العمى الإستراتيجي" التي اتسمت بها سياسته قبل وبعد هجوم حماس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة إسرائیل من
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يدعو الاحتلال إلى مزيد من التدخلات العسكرية في المنطقة
ما زال التورط الإسرائيلي في سوريا بحجة حماية الدروز، يثير كثيرا من علامات الاستفهام في أوساط الاحتلال الإسرائيلي، رغم محاولة البعض التذرع بتحالفه معهم منذ عقود طويلة.
إيتان أوركيفي الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، زعم أن قرار الاحتلال "بمساعدة الدروز في سوريا أيضا فرصةٌ لإصلاح بعض الأضرار التي ألحقها بنفسه في هذا الشهر تحديدًا، قبل 25 عامًا حين انسحب من الشريط الأمني في جنوب لبنان، وإهماله المُخزي والإجرامي لحلفائه من جنود وضباط جيش لبنان الجنوبي المتعامل معه، حتى أن وصمة العار الأخلاقية التي لحقت به منذ ذلك الحين بات جزءً لا يتجزّأ من هذا الفشل الاستراتيجي".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أن "الحديث لا يتناول بالضرورة أضرار الانسحاب الإقليمي، التي يُمكن مناقشة تكاليفها السياسية والأمنية، لأن الاحتلال لم يظفر بحدود هادئة مقابل هذا "الاستسلام"، بل إنه منح بفراره أعداءه في لبنان وغزة وإيران ميزةً معرفيةً هائلة، وخسر عمقًا استراتيجيًا تتجلى أهميته الحاسمة في وقت لاحق".
وأوضح أن الاحتلال "تحمّل أضرارًا كبيرة، ودفع أثمانًا باهظة، حين قرر بقيادة إيهود باراك ذلك الانسحاب، معتقداً أنه أفضل من استمرار تورط الجيش في "الوحل" اللبناني، ولعل أحداث الآونة الأخيرة، منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، بات من الضروري إعادة التفاوض على هذا الإجماع بشأن الانسحاب من جنوب لبنان، تمامًا كما يُسمح الآن بالاعتراف علنًا بأن فك الارتباط عن غزة في 2005 كان خطأً".
وأشار أن الاحتلال "بانسحاباته هذه أعلن صراحة عن تخلّيه الواضح، وبسبب ذلك فقد مُني بأضرار استراتيجية كان من الممكن تلافيه، من خلال تجنّبه الانسحاب من جنوب لبنان قبل 25 عامًا، لأنه في هذه الحالة تخلّى بصورة متعمّدة عن حلفائه، مما شكّل خيانة فظيعة للحلفاء الذين سُفكت دماؤهم في القتال، جنبًا إلى جنب، مع مقاتلي جيش الاحتلال، وفي ظل النشوة الإعلامية لصور آخر جندي يغادر جنوب لبنان بعد 18 عامًا، بدا صعبا تمييز من دفع، ومن سيظل يدفع الثمن الحقيقي".
وأوضح أن "حلفاء الاحتلال في لبنان كانوا رفاق سلاح تخلّى عنهم جيش والحكومة، وهذه المرة كان تخليًا واضحًا، ليس تخلّياً فقط، بل خيانة للحلفاء؛ أكثر من ذلك، بل كان ضررًا استراتيجيًا، وقد أظهر الاحتلال للقوى المعتدلة في الدول المجاورة أنه لا جدوى من التحالف معها والتعاون وبناء محور معها، والثقة بها، بعد عقود من تعاونهما الوثيق، لكن ببساطة انهار هذا التعاون، وانقطعت الاتصالات، وأغلقت الباب خلفها، وتتخلّى عنها حتى الموت، ولم يعد بالإمكان التكفير عن الجريمة الأخلاقية لهذا التخلّي".
وأكد أن الاحتلال "مطالب بإصلاح بعض الأضرار الاستراتيجية الناجمة عن إهمال حلفائه من خلال إثبات جدارته في التحدي الذي ينتظره لتقديم المساعدات للدروز في سوريا، والضغط السياسي، والإمدادات، والإنقاذ الإنساني، والغارات الجوية، إذا لزم الأمر".
وأوضح أن الاحتلال "يعيش التاريخ مرتين، الأولى في لبنان حين تخلى عن حلفائه بالانسحاب منه، والثانية اليوم مع الدروز في سوريا، صحيح أنهم ليسوا بالضرورة حلفاء لنا، وهم موالون للأنظمة التي يعيشون في ظلها، أما أشقاؤهم في دولة الاحتلال، فهم يُظهرون ولاءً لا حدود له وغير مشروط لها ولجيشها، وبالتالي فنحن لسنا أمام مجرد التزام أخلاقي تجاه الدروز، بل عمل ذو أهمية استراتيجية".
وأشار إلى أن الاحتلال "مطالب بالتصرف كقوة إقليمية تمارس نفوذها خارج حدودها، والتوقف عن كونها "فيلّا في غابة"، لأن الظروف تراكمت ووصلت إلى حرب السيوف الحديدية، التي مثّلت انقلابا في العقيدة الاستراتيجية لدولة الاحتلال، وهو تحول يجهله الكثير من المعلقين لأهميته التاريخية، أو يتجاهلونه عمدًا، رغم أن هذه الحرب جعلت الاحتلال قوة نفوذ متعددة الأقاليم؛ فاعلة متعددة التسليح، تُشكّل البيئة الاستراتيجية، ولا تكتفي بـ"معرفة كيفية الاستجابة" للتغيرات التي تحدث فيها، ويجب ألا يتوقف هذا الزخم، وبالتأكيد ليس الآن".