أين العالم من تكريم الإسلام للمرأة؟
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
جاء اعتماد الثامن من مارس كل عام ، يوماً عالمياً للمرأة ،على إثر إضرابات نسائية اختلفت أهدافها ما بين سياسية وإنسانية ،تطالب بحقوق للنساء، وأياً كانت تلك المطالب وأهداف تلك التظاهرات في العالم الغربي ، إلا أنها استوقفت الباحثين والمفكرين لديهم، فوجدوا أنه من المهم أن يكون للمرأة يوماً يناصرونها ،ويطمئنونها بأنهم معها ،يشدُّون على يدها ،ويقفون بجانبها ،ويدللون بذلك على احترامها، وتقدير جهودها وإنجازاتها ،في مختلف المجالات، وفي بعض الدول ،يعتبر هذا اليوم ،إجازة رسمية للنساء العاملات ، وأصبح هذا التاريخ هاماً لدى مؤسسات عالمية ،ففي عام 1975 ،بدأت الأمم المتحدة،الإحتفال بهذا اليوم،بتاريخ الثامن من مارس كل عام ،وبعد ذلك بعامين وتحديداً عام1977، تبنّت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة ، قراراً بإعلان هذ اليوم ، يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة، ثم أصبح الإحتفال بهذا اليوم عالمياً على مستوى الدول.
لاشك أن المرأة هي نصف المجتمع ، وتلد النصف الآخر، فهي كل المجتمع. ولاشك أن كرامتها حق لها لا ينتزعه منها إلا ظالم ، وأنها تستحق أن تكون تاجاً على رؤوس الرجال ،فهي الأم التي كرَّمها الإسلام ، وهي الزوجة التي حفظت الرجل، وهي الإبنة التي أدخلت والدها الجنة، وهي الأم التي وضُعت الجنة تحت قدميها .
المرأة كيان عظيم ، وعمود تتوازن به البيوت ،وتزداد به أمناً وعزّاً ، ولم يغفل الإسلام عن تكريمها، ورفع شأنها، قبل كل المبادرات الغربية. كان لها أياماً وليس يوماً.
الإسلام أعطى المرأة حياةً نابضة بالعزّ والتقدير ومنتهى الاحترام لذاتها ولمالها ولأمومتها وكل حقوقها ، كلما قرأت الآيات الأخيرة في سورة التحريم انبهرت كيف أن الله عزّ وجلّ ضرب مثلين هامين للمؤمنين والكفار نساءً ورجالاً، مهما عظموا ومهما كانوا ، ضربه لهم بنساء ، إذ قال عزّ من قائل : (ضَرَبَ الله مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ الله شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ(10) وَضَرَبَ الله مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ(12)، لم يجد القرآن في ضرب المثل بالنساء ،غضاضةً ،أو عيباً ،فالمرأة
في أحوال كثيرة ومنها الدين والأخلاق ،قد تتميَّز وتتفوّق على الرجال، أو تكون نداً لهم ،ويكفيها فخراً وشرفاً ، أنها مربية الأجيال ،وقد قيل عنها أنها حين تهز المهد بيمينها ،فهي تهز العالم بيسارها ، وهي مدرسة يستقي منها المجتمع القيّم والمبادئ والفضيلة . ألم يقل فيها الشاعر: ( ولم أر للخلائق من محل يهذبها كحضن الأمهات ، فحضن الأم مدرسة تسامت بتربية البنين أو البنات ) ،وأنا كامرأة مرت بمراحل عدة ، كنت فيها جميعاً شامخة عزيزة ، لم أر ديناً أو وطناً أعزَّ المرأة كما هي عزيزة في الإسلام وتحديداً هنا في السعودية (الحمد لله لم أضطهد يوماً ولم أحرم من شيء فيه خير لي ولم أقهر أو أجبر على شيء أكرهه) ، وهذا ليس حالي فقط ، بل حال السواد الأعظم من السعوديات من جيلي والأجيال من بعدي ، هناك حالات شاذة ، لكنها ليست قاعدة ، ولا ميزان توزن به مكانة المرأة في السعودية، أقولها وبملء الفم وبأعلى صوت المرأة في بلادي: كل الأيام لها، ولها من المكانة مساحة كبيرة لم تكن لغيرها، من خلال مشاهداتي لبعض المسلسلات أو الأفلام ،وكلنا نعرف أن الإعلام هو مرآة الأمم ، والله أشاهد بعض الصور لحياة النساء عند بعض الجماعات في بعض البلدان ، يأتيني سؤال يفرض نفسه: أين حقوق الإنسان في العالم عن مثل هذه الانتهاكات والظلم ؟! كم حذّر الإسلام من إِحزان المرأة ،وكم أمرَ بالرفق بها ،وكم أشار إلى حفظ حقوقها.
خلاصة القول أيها الأعزاء : جميل أن تُخصص أيام لتكريم بعض الشخصيات مثل الأم والأب والمعلم والمعلمة والمرأة وكبار السن والخدم، لكن الأجمل وما يدعو للفخر، أن الإسلام اهتم بكل هؤلاء وغيرهم ،ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وأولاها اهتماماً ، يكرمها ويعزها به منذ بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وتعاليمه وقوانينه تبقى صامدة لاريب فيها ولا ضعف، وكم أتمنى من واضعي القوانين ، أن يخصصوا يوماً للخدم الذين يلقون كل التكريم في السعودية إلا ما ندر، ويفتقرون لذلك في غيرها، ودمتم.
(اللهم زد بلادنا عزّاً ومجداً وزدنا بها عشقاً وفخراً)
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
السفير الكندي بالمنيا: نتطلع لمزيد من التعاون والعمل المشترك لدعم المشروعات التنموية
استقبل اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، صباح اليوم الأحد، السفير أولريك شانون، سفير دولة كندا بجمهورية مصر العربية في مستهل زيارة رسمية يجريها إلى المحافظة، وذلك فى إطار دعم العلاقات الثنائية وبحث سبل التعاون المشترك لتنفيذ المشروعات التنموية الممولة من الحكومة الكندية، المنفذة على أرض المحافظة من خلال منظمات المجتمع المدني.
جاء اللقاء بحضور الدكتور محمد أبو زيد نائب المحافظ والدكتورة رشا المهدى عضو مجلس الشيوخ، والدكتورة نجاح التلاوي مقررة فرع المجلس القومي للمرأة، ماتيو كابروتى مدير هيئة انقاذ الطفولة فى مصر و أسماء عبد الجابر مدير مكتب الهيئة فى المنيا وفريق عمل الهيئة، والدكتورة نادية مكرم وكيل وزارة الصحة، عبد الحميد الطحاوى وكيل وزارة التضامن الاجتماعى، صابر عبد الحميد وكيل وزارة التربية و التعليم، مندى عكاشة وكيل وزارة الشباب و الرياضة، وهيام مصطفى مدير إدارة العلاقات الدولية بالمحافظة، وفريق عمل مشروع OWAP، وعدد من النماذج الناجحة لأصحاب المشروعات.
أكد محافظ المنيا أن هذه الزيارة تعكس العلاقات القوية والمتميزة بين الدولتين المصرية والكندية، في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والتى تتم وفق رؤية واضحة ومتكاملة لتحقيق المصالح المشتركة بين مصر ودول العالم بما يخدم الشعوب ويفتح آفاقا تنموية جديدة يعم نفعها على كافة الأطراف، مشيداً بالدور الهام الذي تضطلع به الحكومة الكندية وشركاؤها في دعم جهود تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا وتعزيز مشاركتها في مختلف المجالات التنموية خاصة في التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي.
وأضاف اللواء كدوانى أن محافظة المنيا جادة في منح الفرص الاستثمارية بكافة القطاعات فضلاً عن تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة لتنفيذ البرامج التي تستهدف تحسين الحالة الاقتصادية للمرأة، وفقا لرؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة والتي تتضمن تطوير قدرات المرأة واشراكها فى سوق العمل ودعم ريادة الأعمال وتحقيق تكافؤ الفرص فى جميع القطاعات، لافتاً إلى أن المحافظة تتطلع إلى مزيد من التعاون نحو إقامة مشروعات منتجة سعياً نحو توفير المزيد من فرص العمل للشباب والسيدات من أبناء المحافظة.
كما استعرض محافظ المنيا مع السفير الكندي أهم وأبرز المقومات التي تتميز بها «عروس الصعيد»، من حيث موقعها الجغرافي المتميز والمواقع السياحية وفرص الاستثمار المتاحة، مؤكداً حرص الدولة المصرية على تحقيق التنمية الشاملة فى كل ربوع الوطن.
من جانبه، وجه السفير الكندي، شكره لمحافظ المنيا على حفاوة الاستقبال خلال زيارته الأولى للمحافظة، مشيرًا إلى أهمية هذه الزيارة التي تأتي ضمن جولة ميدانية تستهدف متابعة نتائج برنامج "OWAP "، مؤكدًا أن كندا ومصر تربطهما شراكة وثيقة، وصداقة ممتدة، وعلاقات قوية تتجلى في التعاون المثمر بين البلدين في العديد من المجالات، مبديًا تطلعه إلى مزيد من التعاون والتواصل والعمل المشترك مع الحكومة المصرية من خلال دعم المبادرات التي تستهدف التمكين الاقتصادي للمرأة، وتحسين جودة الخدمات في القرى الأكثر احتياجًا، وخلق فرص عمل مستدامة لأبناء المحافظة.
وأكد السفير الكندى أن مشروع تعزيز فرص المرأة فى التصنيع الزراعي"OWAP " يعمل على تعزيز فرص العمل وريادة الأعمال للمرأة وتعزيز ملكيتها الاقتصادية وتمكينها اقتصاديا فى مجال التصنيع الزراعي وتحسين بيئة العمل للسيدات داخل شركات التصنيع الزراعى مع تحسين البيئة الداعمة من حيث السياسات ولوائحها والاستراتيجيات الوطنية لكى تعزز التمكين الاقتصادى للمرأة وتقليل العوائق التى تحول دون توظيف المرأة وريادة الأعمال.
من جانبه، استعرض ماتيو كابروتى مدير هيئة انقاذ الطفولة فى مصر، أبرز إنجازات الهيئة وتسليط الضوء على الفاعليات المنفذة في الفترة الماضية في محافظة المنيا إلى جانب المشروعات التنموية المختلفة التي ستقوم بها الهيئة بالمحافظة خلال عام 2025، مقدماً الشكر والتقدير لمحافظ المنيا على تذليل كافة العقبات لإنجاح تلك المشروعات والتوجيه للجهاز التنفيذى بالعمل بروح الفريق الواحد مما ساعد فى تطوير العمل الفترة الحالية.
وعلى هامش الزيارة، افتتح محافظ المنيا والسفير الكندي معرض منتجات رائدات الأعمال لمشروع تعزيز فرص المرأة فى التصنيع الزراعى، حيث ضم المعرض منتجات سيدات التعاونيات الانتاجية النسائية لرائدات الأعمال خريجات المشروع (منتجات فول الصويا - عسل النحل - النباتات الطبية والعطرية - توابل).
تتضمن الزيارة الميدانية للسفير الكندي تفقد عدد من المشروعات التنموية، منها مشروع “فرص النساء في الأعمال التجارية الزراعية” بقرية كوم المحرص بمركز أبوقرقاص، والذي تنفذه مؤسسة International بدعم كندي، إلى جانب زيارة مبادرة “إنقاذ صحة الأطفال والتمكين الاقتصادي”، فضلًا عن جولة سياحية بجبل الطير، أحد أبرز المقاصد الدينية والسياحية بالمحافظة.