بـ500 مليون عام.. «جيمس ويب» يرصد أقدم مجرة «ميتة» في الكون
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
في عصر من أهم سماته التطور التكنولوجي السريع مازال يكشف لنا التلسكوب جيمس ويب منذ دخوله الخدمة عام 2022 عن مفاجآت عديدة للكون في مراحله المبكرة. والآن، يمكن إضافة مفاجأة أخرى، وهي رصد مجرة كانت "ميتة" بالفعل حينما كان عمر الكون لا يتعدى خمسة بالمئة من عمره الحالي.
وقال خبراء إن التلسكوب رصد مجرة توقفت عن تكوين النجوم بالفعل منذ نحو 13.
وصرح توبياس لوسر عالم الفيزياء الفلكية من معهد كافلي لعلم الكون بجامعة كامبريدج والمعد الرئيسي للدراسة المنشورة في دورية (نيتشر) العلمية "يبدو أن المجرة عاشت حياة سريعة وعنيفة ثم توقفت عن تكوين النجوم بسرعة شديدة".
وأضاف "في أول بضع مئات ملايين الأعوام من تاريخه، كان الكون عنيفًا ونشيطًا، وكان الغاز وفيرًا لتزويد عملية تكوين النجوم بالطاقة في المجرات. وذلك يجعل هذا الاكتشاف محيرًا ومثيرًا للاهتمام للغاية".
وبعد توقف المجرات عن تكوين النجوم، تصبح أشبه قليلًا بمقبرة نجمية.
وقال فرانشيسكو دي يوجينو عالم الفيزياء الفلكية بمعهد كافلي "بمجرد انتهاء تكوين النجوم، تموت النجوم الحالية ولا تُستبدل. يحدث هذا بصورة هرمية، مرتبة حسب الوزن النجمي، لأن النجوم الأكبر كتلة هي الأكثر حرارة والأكثر بريقًا، ونتيجة لذلك تكون الأقصر عمرًا".
وأضاف دي يوجينو "مع أفول النجوم الأكثر حرارة، يتغير لون المجرة من الأزرق، وهو لون النجوم الساخنة، إلى الأصفر ثم الأحمر، وهو لون النجوم الأصغر كتلة".
وتابع "تعيش نجوم بكتلة الشمس نحو عشرة مليارات سنة. إذا توقفت هذه المجرة عن تكوين النجوم في وقت رصدنا إياها، فلن تكون ثمة نجوم شبيهة بالشمس متبقية فيها في اللحظة الحالية. لكن يمكن لنجوم أصغر بكثير من كتلة الشمس أن تعيش لتريليونات السنين، لذا، يتسنى لها مواصلة البريق لوقت طويل بعد توقف تكوين النجوم".
نشاط حاد ثم توقف مفاجئ
وحدد الباحثون أن هذه المجرة مرت بفورة من تكوين النجوم استمرت من 30 إلى 90 مليون سنة ثم توقفت فجأة. ويحاولون اكتشاف السبب.
ويقول الباحثون إن ذلك ربما يكون مرده إلى تأثير ثقب أسود فائق في مركز المجرة أو إلى ظاهرة اسمها "التغذية المرتدة"، وهي دفقات من الطاقة تنبعث من النجوم الحديثة التكوين، دفعت الغاز اللازم لتكوين نجوم جديدة إلى خارج المجرة.
وقال لوسر "وبدلًا عن ذلك، يمكن استهلاك الغاز بسرعة شديدة من خلال تكوين النجوم، من دون التزود الفوري بغاز جديد من محيط المجرة، مما يؤدي إلى موت المجرة".
وفي الدراسة الجديدة، تمكن الباحثون من رصد المجرة الميتة خلال لحظة ما من الزمن. وذكروا أن من المحتمل أنها لاحقًا استأنفت تكوين النجوم.
وقال دي يوجينو "قد تخضع بعض المجرات لعملية تجديد، إذا تمكنت من العثور على غاز جديد لتحويله إلى نجوم جديدة. نحن لا نعرف المصير النهائي لهذه المجرة. وقد يعتمد هذا على الآلية التي تسببت في توقف تكوين النجوم".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التلسكوب جيمس ويب جامعة كامبريدج النجوم مجرة مجرات الكون
إقرأ أيضاً:
تلسكوب روبين يبدأ مهمته.. ملايين المجرات في لقطة واحدة
نشر مرصد "فيرا روبين" الأمريكي في تشيلي أولى صوره الرسمية، كاشفًا عن مشاهد كونية آسرة لأجرام سماوية ومجرات وسدم نجمية، في بداية واعدة لمشروع علمي طموح قد يعيد رسم خريطة فهمنا للكون.
وتعد الصور التي التقطت باستخدام تلسكوب عملاق مزود بكاميرا الأكبر من نوعها في العالم، وأظهرت تفاصيل دقيقة غير مسبوقة، التقطت من موقع فريد يعد من أنقى أماكن الرصد في الكرة الأرضية، بفضل غطاء سحابي منخفض ومناخ جاف يمتد طوال العام.
سديم تريفيد وسديم البحيرة.. حاضنات نجمية تنبض بالألوان
ومن أبرز ما رصده التلسكوب حتى الآن، صورة مركبة لسديمي "تريفيد" و"البحيرة"، الواقعين داخل مجرتنا "درب التبانة"، على بعد آلاف السنين الضوئية من الأرض.
وتكونت الصورة من 678 تعريضًا مختلفًا خلال سبع ساعات، ما أتاح إظهار مشهد كوني بألوان وردية وحمراء نابضة بالحياة، تكشف عن بنى نجمية لم ترصد من قبل.
"صندوق الكنز الكوني": 10 ملايين مجرة في مشهد واحد
وفي عرض مذهل لقوة الكاميرا، نشر فريق المرصد مقطع فيديو يظهر لقطة مقربة لمجرتين، ثم يتسع المشهد تدريجيًا ليعرض نحو 10 ملايين مجرة، ضمن ما وصفه العلماء بـ"صندوق الكنز الكوني"، في إشارة إلى عمق ودقة الرصد التي يتيحها هذا التلسكوب.
رصد كويكبات بدقة قياسية.. 2100 اكتشاف في 10 ساعات
ولم تقتصر إنجازات المرصد على المجرات البعيدة؛ فقد استطاع خلال عشر ساعات فقط رصد أكثر من 2100 كويكب جديد، من بينها سبع كويكبات قريبة من الأرض لكنها غير مهددة.
وللمقارنة، تكتشف المراصد الأخرى مجتمعة قرابة 20 ألف كويكب فقط سنويًا.
LSST.. مسح ليلي شامل للكون
ويتهيأ المرصد، الذي يحمل اسم عالمة الفلك الأمريكية "فيرا روبين"، رائدة دراسة المادة المظلمة، لإطلاق مشروع "المسح الإرثي للمكان والزمان" (LSST) هذا العام، والذي سيجري مسحا بصريا شاملا للسماء كل ليلة لمدة 10 سنوات، لرصد التغيرات الدقيقة في الكون.
بداية لعصر جديد
وقالت المؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكية إن هذه الخطوة تمهّد لفهم أعمق للمادة والطاقة المظلمة، وهما المكونان اللذان يشكلان 95 بالمئة من محتوى الكون، دون أن يملك العلماء حتى الآن تفسيرًا دقيقًا لطبيعتهما.