كشف الرئيس الأميركي، جو بايدن، تفاصيل محادثة جمعته برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، دون أن يدرك وجود مايكروفون "مفتوح"، سرب ما قاله بخصوص المكالمة المحمومة.

وجاءت تعليقات بايدن أثناء حديثه، الخميس، مع السناتور الديمقراطي عن كولورادو، مايكل بينيت، في قاعة مجلس النواب الأميركي بواشنطن العاصمة، بعد خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس، دون أن يدرك أن المايكروفون الموجود ليس مغلقا، وقد التقط ما يدور في هذه المحادثة الجانبية.

وبعد الخطاب مباشرة، وقف بايدن مع السناتور بينيت، الذي أبلغه أنه زار إسرائيل مؤخرا، وطلب من الرئيس مواصلة الضغط من أجل تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأجاب بايدن: "لقد أخبرت بيبي (تسمية يشتهر بها نتانياهو).. ولا تكرر هذا (داعيا السناتور للحفاظ على سرية المحادثة)، وقلت ’أنا وأنت سنقوم باجتماع (القدوم إلى يسوع)"، في إشارة إلى مصطلع بالإنكليزية الأميركية، يتم استخدامه للإشارة إلى جدية اجتماع ما.

BIDEN: "I told him, Bibi — don't repeat this — you and I are going to have a come to Jesus meeting."

HANDLER: Sir, you're on a hot mic pic.twitter.com/slevQZPDap

— RNC Research (@RNCResearch) March 8, 2024

واكتسب مصطلح "تعال إلى يسوع" شعبية متزايدة في اللغة الإنكليزية للإشارة إلى اجتماع ما، إذ يؤكد على جدية الاجتماع، أو وجود عواقب قد تترتب على أفعال أحد المشاركين به.

وبعد تصريح بايدن، تحدث أحد مساعديه الذي كان يقف في مكان قريب، بهدوء في أذن الرئيس، ويبدو أنه نبهه إلى أن المايكروفون ظل قيد التشغيل. وقال بايدن بعد تنبيهه: "المايكروفون يعمل هنا.. حسنا هذا جيد".

وسأل الصحفيون بايدن عن الحادثة عندما غادر على متن طائرة الرئاسة إلى فيلادلفيا. وقال في البداية: "لم أقل ذلك"، في إشارة على ما يبدو إلى حقيقة أن التعليق لم يكن في الجزء المتعلق بغزة، من خطابه عن حالة الاتحاد.

لكن عندما سئل عما قاله بعد الخطاب، قال: "لقد تنصتم علي يا رفاق".

وكان بايدن قد انتقد حكومة نتانياهو لعدم تعاملها مع الأزمة الإنسانية في غزة كأولوية، مشددا على أنه يجب على إسرائيل ألا تستخدم المساعدات "كورقة مساومة سياسية".

وتقول الأمم المتحدة إن الأزمة الإنسانية آخذة في الاتساع بقطاع غزة، لافتة إلى أن السيطرة الإسرائيلية المشددة على شاحنات المساعدات "تركت جميع السكان تقريبا يعانون من نقص شديد في الغذاء".

ويحذر المسؤولون منذ أشهر من أن الحصار والهجوم الإسرائيلي يدفعان الأراضي الفلسطينية إلى المجاعة.

وتعمل الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى اتفاق على هدنة في غزة قبل رمضان، لكن المفاوضات التي جرت هذا الأسبوع في القاهرة لم تؤد إلى أي نتيجة ملموسة.

كذلك، تعمل الولايات المتحدة على إنزال إمدادات إغاثية بمظلات في القطاع منذ أسبوع. 

وفي خطاب حالة الاتحاد، قال بايدن إن القوات الأميركية ستُنشئ ميناء مؤقتا في غزة، لنقل المساعدات الإنسانية بحرا إلى القطاع المحاصر.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تهاجم الأمم المتحدة بعد رفضها التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية

هاجمت إسرائيل الأمم المتحدة واتهمتها بمحاولة "عرقلة" توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، في وقت شددت المنظمة الدولية على أنها تبذل كل جهد ممكن لتوزيع الكميات المحدودة التي تسمح إسرائيل بإدخالها إلى القطاع المحاصر.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون -أمام مجلس الأمن أمس الأربعاء- إن المنظمة الدولية "تنشر الذعر" عبر تصريحات "منعزلة عن الواقع" وادعى أن إسرائيل "تسهل باستمرار" إدخال المساعدات عن طريق معبر كرم أبو سالم وما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية.

وأشار دانون إلى أن هذه الوسائل "ستستمر بشكل متزامن" منتقدا ما وصفه بفشل الأمم المتحدة في التعامل بمرونة مع الأوضاع الجديدة.

الأمم المتحدة ترفض التعاون مع مؤسسة بديلة

في المقابل، جدد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، التأكيد على أن المنظمة ترفض التعاون مع "مؤسسة غزة الإنسانية" لأنها لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية الدولية.

وشدد دوجاريك على أنه لا يوجد فرق بين قائمة المستفيدين الذين تتعامل معهم المنظمة الجديدة وتلك التي وافقت عليها الأمم المتحدة سابقا، مضيفا "لن نشارك في عمليات لا تحترم مبادئنا الإنسانية".

كما أوضح أن الأمم المتحدة تبذل جهودا مكثفة لتسلم المساعدات التي تمر عبر معبر كرم أبو سالم وتوزيعها على المحتاجين، مؤكدا أن أي تأخير أو عرقلة لا تعود إلى تقاعس أممي بل إلى القيود المفروضة من قبل إسرائيل نفسها.

إعلان

وقال دوجاريك أيضا "إذا لم نتمكن من استلام هذه البضائع، فأقول لكم شيئًا واحدًا: هذا ليس لأننا لا نحاول".

وتفاقمت الانتقادات بعد إصابة 47 شخصا نتيجة تدافع وفوضى داخل أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية في القطاع أول أمس.

و"مؤسسة غزة الإنسانية" شركة أميركية مقرها الرئيسي جنيف بسويسرا وتأسست في فبراير/شباط 2025 بدعوى أنها تهدف إلى "تخفيف الجوع في قطاع غزة" عبر إيصال المساعدات للغزيين مع "ضمان عدم وقوعها بأيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)" وبدأت تنشط أواخر مايو/أيار من العام نفسه.

وأنشئت هذه المؤسسة كمبادرة بديلة لتوزيع المساعدات بعيدا عن الأمم المتحدة، بعد اتهامات إسرائيلية بـ"التواطؤ" مع حماس، وهي اتهامات تنفيها المنظمة الأممية بشدة وتتهم بدورها مع دول ومنظمات كثيرة إسرائيل وحصارها الذي تفرضه على قطاع غزة.

ويأتي هذا الجدل في وقت تشير فيه تقارير الأمم المتحدة إلى أن سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة الحقيقية، وأن العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب الحصار، أدت إلى انهيار شبه تام للبنية التحتية والخدمات الصحية والإنسانية.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي سابق يتحدث بشأن "مؤسسة غزة الإنسانية"
  • الأونروا: مساعدات غزة لا تتناسب مع حجم المأساة الإنسانية
  • الأمم تصف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بالأسوأ منذ بدء الحرب
  • أول تعليق من بايدن حول إصابته بالسرطان
  • "مؤسسة غزة الإنسانية" تحت المجهر الإسرائيلي.. من يُموّلها؟
  • لغز محير حتى في إسرائيل.. من يُموّل مؤسسة غزة الإنسانية؟
  • لدولة أجنبية صديقة.. كشف تفاصيل فخ نصب وقبض فيه على موظف استخباراتي أمريكي بقضية تسريب وثائق حساسة
  • البيت الأبيض يدعو زوجة بايدن للكشف تفاصيل مرض زوجها أثناء توليه منصبه
  • مؤسسة غزة الإنسانية: افتتاح الموقع الثالث لتوزيع المساعدات في غزة
  • إسرائيل تهاجم الأمم المتحدة بعد رفضها التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية