أظهرت صور أقمار اصطناعية أن الجيش الإسرائيلي شرع ببناء طريق يقسم قطاع غزة إلى قسمين انتهاء بساحل البحر المتوسط، وفقا لتحليل أجرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية.

وقالت الشبكة إن صورة التقطت في الـ 6 من مارس الجاري أظهرت أن الطريق، الذي كان قيد الإنشاء منذ أسابيع، يمتد الآن حوالي ستة كيلومترات من منطقة الحدود بين غزة وإسرائيل عبر القطاع ويقسمه إلى قسمين ويعزل شمال مدينة غزة عن بقية القطاع.

وأضافت أن الطريق يتكون من حوالي 2 كيلومتر كانت طريقا كان قائما في السابق، بينما الباقي جديد، وفقا للتحليل.

وذكرت الشبكة نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن إنشاء الطريق هو جزء من خطة أمنية للسيطرة على المنطقة لأشهر وربما لسنوات قادمة.

وقالت إنه جرى تسمية الطريق باسم "ممر نتساريم" على اسم المستوطنة الإسرائيلية السابقة في غزة، وهو يتقاطع مع شارع صلاح الدين أحد الطريقين الرئيسيين بين الشمال والجنوب في غزة، لإنشاء تقاطع مركزي استراتيجي. 

Israeli road splitting Gaza in two has reached the Mediterranean coast, satellite imagery shows - CNN https://t.co/2AB5lU3AX7

— Joe Brolly (@JoeBrolly1993) March 9, 2024

ويبدو أيضا أن الطريق يتصل بشارع الرشيد الذي يمتد على طول ساحل غزة كما تظهر صور الأقمار الاصطناعية. 

وأبلغ الجيش الإسرائيلي شبكة "سي إن إن" أنه يستخدم الطريق "لإنشاء موطئ قدم عملياتي في المنطقة" والسماح "بمرور القوات وكذلك المعدات اللوجستية". 

وفي رد على سؤال بشأن اكتمال الطريق، قال الجيش الإسرائيلي إن الطريق كان موجودا قبل الحرب ويتم "تجديده"، بسبب تعرضه للأذى نتيجة مرور المركبات المدرعة. 

NEW for @cnn: Israeli road splitting Gaza in two has reached the mediterranean coast, satellite imagery showshttps://t.co/NVLVSIkpCm
with @celinealkhaldi and @ragreenecnn pic.twitter.com/m3c8JnGsbw

— Allegra Goodwin (@goodwinallegra) March 8, 2024

وقال وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي للشبكة إن الطريق الجديد "سيسهل" على الجيش الإسرائيلي شن عمليات شمال مدينة غزة وجنوبها.

وأضاف أن الطريق سيستخدم لمدة عام على الأقل، وسيكون به ثلاثة مسارات: واحد للدبابات الثقيلة والمدرعات، وآخر للمركبات الخفيفة، وثالث للحركة السريعة. 

وأشار إلى أنه سيكون بالإمكان القيادة على "ممر نتساريم" من بئيري، وهو كيبوتس إسرائيلي بالقرب من حدود غزة، إلى البحر الأبيض المتوسط خلال سبع دقائق فقط.

وتُظهر سلسلة من صور الأقمار الاصطناعية قبل وبعد 7 أكتوبر كيف تقوم إسرائيل بتوسيع طريق قائم لبناء "ممر نتساريم".

إحدى هذه الصور التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" في 29 فبراير، واستعرضتها شبكة "سي إن إن"، تظهر أجزاء من الطريق تم تجريفها حديثًا إلى الشرق والغرب من الطريق الحالي. 

وتظهر صورة أخرى التقطت في 6 مارس من قبل شركة بلانت لابز" أن البناء الجديد وصل إلى الساحل.

وتقول إميلي هاردينغ من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن إنشاء "ممر نتساريم يأتي في إطار محاولات السيطرة على حركة السكان" في غزة.

وتضيف أن الطريق الذي يقسم القطاع سيسهل "تدقيق الأشخاص الذين يتنقلون ذهابا وإيابا بين الشمال والجنوب ومحاولة معرفة ما إذا كان أي منهم من مسلحي حماس".

وتبين هاردينغ أن "التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل منذ أن بدأت العملية في غزة هو محاولة استئصال مسلحي حماس المختبئين بين السكان المدنيين".

وتشير إلى أن "الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي من خلال اتباع تكتيكات استخباراتية جيدة على الأرض، ثم منعهم من التحرك فعليا في أرجاء المنطقة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی أن الطریق فی غزة

إقرأ أيضاً:

من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟

غزة- أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم السبت اغتيال رائد سعد القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، باستهداف سيارة مدنية على الطريق الساحلي جنوب غرب مدينة غزة.

وزعم الاحتلال أن اغتيال سعد جاء ردا على خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، بتفجير عبوة ناسفة في وقت سابق بقوة من الجيش الإسرائيلي داخل غزة، لكن القناة الـ 12 العبرية قالت إنه "تم استغلال الظروف المواتية لاغتياله دون أي علاقة بأي انتهاك للتهدئة".

وأطلق الجيش الإسرائيلي على عملية اغتيال سعد اسم "وجبة سريعة"، حيث سنحت له الفرصة لاغتيال الرجل الثاني حاليا في الجناح العسكري لحركة حماس، بعد القيادي عز الدين الحداد الذي يقود كتائب القسام.

وباغتيال رائد سعد تكون إسرائيل قد نجحت في الوصول إليه بعد أكثر من 35 عاما من المطاردة، تعرض خلالها للكثير من محاولات الاغتيال.

مسيرة قيادية

ولد رائد حسين سعد في الخامس عشر من أغسطس/آب عام 1972 في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، والتحق مبكرا بصفوف حركة حماس، وبدأ الاحتلال يطارده في بداية الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987.وعتقلته قوات الاحتلال أكثر من مرة.

حصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية أثناء وجوده في السجن عام 1993، حيث كان نشطا حينها في الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، وحصل سعد على شهادة الماجستير في الشريعة من الجامعة نفسها عام 2008.

وبحسب المعلومات الخاصة التي حصلت عليها الجزيرة نت، التحق سعد بالعمل العسكري مبكرا، وعمل مع قدامى المطاردين من كتائب القسام أمثال سعد العرابيد، ويعتبر من أواخر جيل المطاردين في مرحلة انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000.

وتولى سعد منصب لواء غزة الشمالي في  كتائب القسام عام 2007، وكان ممن أشرفوا على تأسيس وتأهيل القوة البحرية للكتائب في غزة.

إعلان

وفي عام 2015 ترأس ركن العمليات، وكان عضوا ضمن مجلس عسكري مصغر مكون من قيادة كتائب القسام في قطاع غزة، إلى جانب القياديين محمد الضيف ومروان عيسى، وذلك في الفترة الواقعة بين عامي 2012 و 2021.

كيف تناول الإعلام الإسرائيلي عملية اغتيال رائد سعد في غزة؟.. التفاصيل مع مراسلة #الجزيرة فاطمة خمايسي#الأخبار pic.twitter.com/gLL2nMKLsc

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 13, 2025

تقول إسرائيل إن سعد كان مسؤولًا عن الخطط العملياتية للحرب، حيث أشرف على خطوتين استراتيجيتين شكّلتا أساس الاستعداد التنفيذي لعملية طوفان الأقصى: الأولى إنشاء كتائب النخبة، والثانية إعداد خطة "سور أريحا"، الهادفة إلى حسم المعركة ضد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.

وزعم الاحتلال -خلال الحرب الأخيرة على غزة- اعتقاله أثناء اقتحام مجمع الشفاء الطبي في مارس/آذار 2024، ونشر صورته حينها ضمن مجموعة ممن تم اعتقالهم، قبل أن يعترف بأنها وردت بالخطأ مما يشير إلى ضعف المعلومات الاستخبارية المتوفرة عنه لدى الاحتلال الإسرائيلي.

وتعرض سعد أيضا خلال الحرب لعدة محاولات اغتيال، كان أبرزها في شهر مايو/ أيار عام 2024، بقصف منطقة سكنية بمخيم الشاطئ، وعرض الجيش الإسرائيلي مكافأة مالية قيمتها 800 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للوصول إليه بعد فشل اغتياله.

ونقلت إذاعة الجيش أن إسرائيل بحثت عن رائد سعد لفترة طويلة جدا، وسعت إلى اغتياله مرتان في الأسبوعين الماضيين، لكن الفرصة لم تكتمل، وبمجرد أن تم التعرف عليه مساء السبت وهو يستقل مركبة برفقة حراسه الشخصيين، نفذت الغارة على الفور.

واقع أمني جديد

وأمام اغتيال إسرائيل الشخصية العسكرية الأبرز في المقاومة الفلسطينية منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعتقد الباحث في الشأن الأمني رامي أبو زبيدة أن "الاحتلال لا يتعامل مع التهدئة في قطاع غزة بوصفها حالة توقف عن الحرب، بل كمرحلة عملياتية مختلفة تُدار فيها المعركة بأدوات أقل ضجيجا وأكثر دقة".

وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن الاغتيالات والاستهدافات الانتقائية التي نُفذت مؤخرا تكشف بوضوح أن الحرب لم تنتهِ، بل أُعيد تدويرها ضمن نمط جديد يقوم على الضرب المتقطع، وإدارة الصراع بدل حسمه.

ولفت إلى أن الاحتلال يحرص على اختلاق مبررات ميدانية لتسويق عدوانه باعتباره ردا دفاعيا، "غير أن هذا الخطاب لا يخرج عن كونه محاولة مكشوفة لإعادة تعريف مفهوم الخرق نفسه، بحيث يصبح أي حادث أمني أو اشتباك محدود أو اختلاق أحداث غير موجودة -في عمق سيطرته داخل الخط الأصفر- ذريعة كافية لتنفيذ عملية اغتيال".

ويرى أبو زبيدة أن الاحتلال يسعى لفرض معادلة جديدة قوامها "أن التهدئة لا تعني الأمان"، وأنه يحتفظ بحق الضرب متى شاء، ويسعى من خلال هذا السلوك إلى فرض قواعد اشتباك أحادية الجانب، تمنحه حرية العمل الجوي والاستخباراتي داخل القطاع دون التزامات سياسية أو قانونية.

وأشار إلى أن الضربات المحدودة لا تهدف فقط إلى إيقاع خسائر مباشرة، بل إلى الحفاظ على زمام المبادرة، ومنع المقاومة من الانتقال من مرحلة الصمود إلى مرحلة التعافي وإعادة التنظيم، وإبقاء البنية التنظيمية للمقاومة في حالة استنزاف دائم.

إعلان

وفي البعد الأمني لفت أبو زبيدة إلى أن كثافة العمل الاستخباراتي تشير إلى أن الاحتلال يستغل فترة الهدوء لتحديث بنك أهدافه استعدادًا لجولات قادمة، وهو ما يفسر عدم تسريح وحدات سلاح الجو والطيران المسيّر، واستمرار عمل شعبة الاستخبارات العسكرية بكامل طاقتها.

ويعتقد الباحث في الشأن الأمني أن "السيناريو الأخطر يكمن في تطبيع هذا النمط من الاستباحة، بحيث تتحول الضربات الخاطفة إلى حالة دائمة، تُنفّذ على مدار الوقت، وإن كانت أقل كثافة من الحرب الشاملة، وهذا يعني عمليًا تكريس واقع أمني جديد في قطاع غزة، تُنتهك فيه التهدئة بشكل مستمر، ويُفتح الباب أمام نزيف دم متواصل بلا سقف زمني أو ضمانات حقيقية".

مقالات مشابهة

  • التحريات تكشف ملابسات مصرع طفل سقط من أعلى الطريق الدائري في الجيزة
  • قتيل بغارة جوية جنوبي لبنان والجيش الإسرائيلي يحدد الأهداف
  • مشاهد جوية تكشف لحظة مقتل مسلح وإصابة آخر في هجوم سيدني
  • من رجل القسام الثاني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟
  • برودة ليلية وشبورة صباحية..الأرصاد تكشف ملامح الطقس وتحذر المواطنين
  • سبورت تكشف ملامح صراع خفي حول حمزة عبدالكريم.. برشلونة يضغط والأهلي يتمسك بالموهبة الأغلى
  • دراسة تقترح أن ثورانًا بركانيًا مهد الطريق لوباء الطاعون الذي فتك بأوروبا
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز