تحديا ظروف الحرب المأساوية.. فلسطينيان يحتفلان بزفافهما في خيمة برفح
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية، أقام الشاب الفلسطيني عبد اللطيف أبو طعيمة (27 عاما) حفل زفاف بسيط ومتواضع في مخيم للنزوح بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وأصر أبو طعيمة على إقامة حفل زفافه على عروسه وعد أبو جامع، داخل خيمة صغيرة بحضور عائلتيهما، رغم أشهر من الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
ويقول العريس النازح من بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع "كنا نأمل أن تنتهي الحرب وأن تعود الحياة أفضل مما كانت عليه وأن نتمم حفل زفافنا، لكن الحرب أخذت وقتا طويلا".
وكان العروسان عقدا قرانهما في 13 أغسطس/آب الماضي، حيث خططا لإقامة حفل زفافهما في 6 أو 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن اندلاع الحرب الإسرائيلية وسقوط آلاف الشهداء أجبرهما على تأجيل الحفل وتنظيمه بشكل متواضع مراعاة لمشاعر أهالي الضحايا.
وأضاف أبو طعيمة "مرت 6 أشهر ولم تتح لنا الفرصة لتنظيم حفل زفاف، لكن قررنا إقامة فرح بسيط رغم الحرب".
أحلام وأوهاموتحولت أحلام العروسين إلى أوهام بعدما خططا للعيش في بيت سعيد يجهزانه بالأثاث اللازم، حيث قال أبو طعيمة "حلم أي عريس أن يسكن في شقة يملكها، ولكن الحرب لم تترك بيتا أو مكانا أو أثاثا على حاله، لم تترك شيئا صالحا للحياة".
ومشيرا إلى إنشاء خيمة صغيرة لا تزيد مساحتها عن 6 أمتار مربعة، تمنى العريس أن يكون الفرج قريبا بوقف الحرب وعودة النازحين إلى بيوتهم والبدء بإعادة الإعمار وعودة الأفراح.
وأوضح أنه وعروسته "لا يمتلكان ملابس كافية أو فراشا، وحتى إن وجدت في الأسواق "فالأسعار باهظة جدًا، دفعتهم لتدبر أمورهم بما هو متوفر".
وأكد العريس أن "الجميع يمر بظروف صعبة، من أزمة نقص في الغذاء والمياه وتحديات وعقبات فرضتها الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي".
الحياة داخل خيمةويواجه الفلسطينيون في قطاع غزة خطر الجوع والعطش، وخاصة الأطفال، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات بشكل كاف، في إطار حرب "إبادة جماعية" تشنها على القطاع.
العروس أيضا كانت تحلم بارتداء فستان زفاف أبيض وسط صديقاتها والمهنئين، لكن الحرب حرمتها ذلك، وتقول وعد "كنت أحلم بكل التجهيزات لعرسي كأي فتاة، وكنت أحلم بالزواج في شقة مستقلة وليس بخيمة".
وتأمل العروسة في أن تتوقف الحرب الإسرائيلية "بأسرع وقت ممكن والبدء الفوري بإعادة إعمار ما دمره الجيش الإسرائيلي".
وخلال الأشهر الماضية، شهدت العديد من المدارس في مناطق مختلفة بقطاع غزة إقامة مراسم زواج لنازحين فلسطينيين، حيث أجبرهم استمرار الحرب لفترة طويلة على اللجوء إلى هذه الخطوة.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحرب الإسرائیلیة أبو طعیمة
إقرأ أيضاً:
إعلام الأسرى يكشف ظروفًا قاسية بحق أسرى غزة داخل سجن الرملة
رام الله - صفا
قال مكتب إعلام الأسرى، إن إفادات جديدة من داخل سجن الرملة تكشف عن ظروف اعتقال قاسية يمرّ بها أسرى غزة، حيث تتكرر الانتهاكات منذ لحظة الاعتقال وتستمر من دون أي تحسينات تُذكر، في بيئة توصف بأنها غير إنسانية بالكامل.
وأضاف المكتب إلى أن الشهادات تشير إلى أن الأسرى اعتُقلوا خلال الحرب على غزة، وأصيب بعضهم أثناء الاعتقال قبل نقلهم إلى مراكز تحقيق مختلفة، وخضعوا لتحقيقات طويلة تخللها تعذيب ترك آثارًا جسدية وآلامًا مزمنة.
وأشار إلى أن الإفادات تبيّن أن إدارة السجن، وخاصة في قسم “ركيفت”، تعتمد سياسة تنكيل يومية تشمل سحب الفرشات لفترات طويلة وحرمان الأسرى من الملابس الشتوية، إضافة إلى تقديم طعام قليل ورديء لا يلبّي الحد الأدنى من احتياجاتهم.
ولفت إلى أن الشهادات توضح أن الغرف تعاني من اكتظاظ شديد، ولا يُسمح للأسرى بالخروج إلى “الفورة” سوى لمدة قصيرة يوميًا، فيما يجري الاستحمام داخل الغرف في ظروف غير مناسبة مع نقص كبير في مواد النظافة الأساسية.
وتابع "ترصد الإفادات تدهورًا صحيًا واضحًا لدى عدد من الأسرى، ظهر في انخفاض ملحوظ في الوزن نتيجة التجويع والضغط النفسي، إلى جانب آثار نفسية صعبة بسبب التعذيب والتنقل المتكرر بين السجون دون وضوح قانوني".
وأكد المكتب استمرار حرمان الأسرى من الزيارات العائلية وصعوبة التواصل مع ذويهم، إضافة إلى تأخر زيارات المحامين رغم مطالبتهم المتواصلة بمتابعة ملفاتهم القانونية بعد انتهاء التحقيق.
ولفت المكتب إلى أن الشهادات تخلص إلى أن الأوضاع داخل سجن الرملة ما تزال بالغة القسوة، وأن سياسات التضييق والحرمان بحق أسرى غزة مستمرة دون أي مؤشرات على تحسّن قريب.