احتفل العالم كله يوم ٨ مارس باليوم العالمي للمرأة، ويعتبر هذا اليوم هو بمثابة الدليل على احترام وتقدير وحب المرأة وأيضًا يعد بمثابة الاعتراف بأهمية المرأة في جميع أنحاء العالم وفي جميع مجالات الحياة.
جاء الاحتفال بيوم المرأة العالمي إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام ١٩٤٥، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي، كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة.
جاءت أهمية المرأة لأنها جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع، هي حجر أساس الأسرة، وهي الحاضنة لجميع الأفراد الذين ينتمون إليها، ولا يمكن أن يحدث استقرار اجتماعي ودفء أسري إلا من خلال الأمن النفسي للمرأة وتلاحمها واستثمار الأوقات التي تحدث نوعًا من الألفة معها، وذلك عبر تجديد وتوطيد العلاقة بين جميع الأطراف، وللعلماء المشاهير آراء وأقوال كثيرة عن المرأة حيث يقول «شكسبير» المرأة كوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام، ويقول توفيق الحكيم، إن عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأمة كلها، ومات وأيضًا يقول «سقراط» إن المرأة مصدر كل شيء.
وفي الواقع أن الاهتمام بالمرأة علي مستوى العالم لا يُعد من الرفاهية، بل يعتبر أمرًا حتميًا وضرورة من ضروريات الحياة، وأيضًا يُعد شيئًا هامًا لرقي وازدهار العالم بأكمله، وذلك لعدد من الأسباب نذكر منها.
إن التعداد السكاني وفقًا لعام ٢٠٢٣ يوضح أن نسبة المرأة في العالم مقارنة بنسبة الرجال تعد ٤٩.٦٪، فعندما نتحدث عن المرأة نتحدث عن نصف العالم. لذا فأي رقي في العالم وأي رفعة للعالم كله لا يتم بمنأى عن الرقي بجميع فئات المجتمع، وخاصةً المرأة لأنها نصف المجتمع.
فإذا نظرنا إلى جميع مجالات الحياة نجد المرأة عنصرًا أساسيًا به، فالمرأة تلعب دورًا كبيرًا في الرعاية والدعم المجتمعي في العديد من المجالات، حيث إنها تبذل أقصى طاقتها في رعاية الأطفال وذوي الهمم وكبار السن من المسنين.
واذا نظرنا في الحضر نجد أن المرأة تسهم بشكل كبير في تطوير الأسس التعليمية المختلفة في دول العالم، وذلك من خلال التدريس الأساسي المتضمن لقواعد ومفاهيم القراءة والكتابة في البيت والمؤسسات التعليمية المتنوعة.
وأيضًا نجدها تلعب دورًا كبيرًا وعالميًا في تطوير سُبل العمل في المجالات والقطاعات العملية المختلفة، كما أنها تُسهم أيضًا في بث التأثيرات الإيجابية والقيم الأصيلة لدى الأبناء لخلق جيل قوي ذو أخلاقيات عالية لرقي المجتمع بأكمله.
وأيضًا في الريف فنجدها نسبة كبيرة في القوى العاملة الزراعية، بما في ذلك العمل غير الرسمي، حيث يتحملن المسئولية الكبرى في تقديم الرعاية المجانية وأداء مهام العمل المنزلي في منازلهن. كما أنهم يقدمن مساهمات كبيرة في الإنتاج الزراعي، والأمن الغذائي والتغذية، وإدارة الأراضي والموارد الطبيعية، وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ.
أما المرأة البدوية فهي لها دور بارز من خلال مشاركتها بمجموعة من المهام، والتي تضمنت ركوب الخيل، الأنشطة المنزلية، إقامة وإنزال الخيام، تربية وتدريب أطفالهم علي الحياة البدوية. كما احتفظوا بمكانة قيمة معترف بها في إدارة القضايا الخاصة بالمنزل مثل بيع أو شراء ماشية الأسرة.
وأيضًا في المواقع القيادية والمناصب التشريعية والتنفيذية نجد المرأة ضربت أروع مثال لذلك حيث نجدها، في جميع المناصب القيادية بدأ من التمثيل تحت قبة البرلمان مرورا بالوظائف التنفيذية كالوزراء والمحافظين ونواب المحافظين انتهاء بالتواجد في القضاء وسفراء والتمثيل الفعال أمام محكمة العدل الدولية.
ومن ناحية الاقتصاد فنجد أن المرأة تؤثر في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، فهي تعمل جنبًا إلى جنب الرجال في كافة المجالات، فنجدها في المصانع وفي كافة المشروعات الصغيرة والكبيرة التي تُدر دخلًا علي الأسرة والمجتمع بكامله. حيث أن التمكين الاقتصادي للمرأة له توابع تؤثر علي التنميةِ الاجتماعية بأكملها، ولا تكتفي المرأة بالعمل في الاقتصاد بحسب بل أصبحت قيادية في هذا المجال، حيث إنها تترأس ٣ مؤسسات اقتصادية دولية كبرى، وإحدى أهم وزارات الخزانة على مستوى العالم، وهو ما يعزز من زيادة دور المرأة في المناصب الاقتصادية العليا على مستوى عالم المال والأعمال.
وهي قيادة صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، والبنك المركزي الأوروبي، ووزارة الخزانة الأمريكية، حيث تدل مؤشر المرأة في الاقتصاد لعام ٢٠٢٢، الذي أظهر أن المرأة تمثل من ١٠٪ إلى ٢٤٪ من المناصب العالمية العليا في الاقتصاد، بما في ذلك الأوساط الأكاديمية والقطاعين الخاص والعام، وواحدة من كل ١٠ محافظين في البنوك المركزية هي امرأة و١٥٪ من وزراء المالية هي امرأة، في الواقع انه علي الرغم من هذه المؤشرات التي تعتبر جيدة إلى حد ما إلا انه لا زالت تمثل نسبة ضئيلة مما يجب أن تكون علية المرأة في العالم في كافة المجالات.
وأخيرًا فإن وصول المرأة الي هذه المكانة في العالم يوضح أنها تتمتع بعدد من الصفات الشخصية التي تؤهلها من إكمال دورها ببراعة ويسر، فهي قوية الشخصية، تتحمل المسئولية، قادرة علي إثبات نفسها في أعمالها التي تقوم بها، قادرة على إقامة علاقات اجتماعية متشعبة، قادرة على إنجاز المهام بفعالية ودقة وقادرة على إنجاز عدد من المهام في وقت واحد حيث إنها تتمتع بحسن إدارة وقتها بطريقة مثلى، هذا غير أنها تتمتع بالنزاهة والشفافية، لذا يجب انتباه العالم كله إلى أهمية دور المرأة وإنها عنصر هام لو لم يتم الاستفادة منه سوف يصبح قوة معطلة تصبح عائلًا على نصف المجتمع الآخر، فالارتقاء بالمرأة هو ازدهار بالعالم كله.
نجلاء باخوم: نائبة بمجلس النواب عن محافظة قنا
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ٨ مارس اليوم العالمي للمرأة المرأة يوم المرأة العالمي المرأة فی فی العالم وأیض ا
إقرأ أيضاً:
عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
بعد عام على العملية العسكرية الإسرائيلية التي اجتاحت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لا تزال المدينة شاهدة على حجم الكارثة الإنسانية والدمار الهائل، حيث تحولت الأحياء إلى أطلال صامتة تروي وجع الناجين، وسط صمت دولي وتجاهل مستمر لمعاناة السكان.
وبحسب تقرير إعلامي، فبعد مرور عام على العملية العسكرية الإسرائيلية على مدينة رفح جنوب غزة، تحولت المدينة التي كانت تعج بالحياة إلى ساحة قاحلة، حيث أصبحت الأحياء أطلالاً تروي حكاية معاناة لم تنتهِ بعد، وتظهر الصور الجوية اختفاء كل معالم المدينة، فيما ظل ركام المباني المدمرة شاهداً على حملة عسكرية وصفتها منظمات حقوقية بـ”التدمير الممنهج”.
ووفق تقرير لقناة روسيا اليوم، ففي 7 مايو 2024، انطلقت حملة رقمية على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “كل العيون على رفح”، لكن بعد عام لم تنجح الحملة في لفت انتباه المجتمع الدولي لوقف الهجوم الإسرائيلي، وسط استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة.
وتابع التقرير: “اليوم، لم تعد رفح كما كانت، فلا يُسمع في شوارعها سوى هدير جنازير الآليات ودوي المدافع الإسرائيلية، وأبناؤها يحملون ذكريات الماضي بين أنقاض الحاضر، في انتظار مستقبل يبدو بعيد المنال.”
الجدير ذكره، أن الحكومة الإسرائيلية هددت مناطق أخرى في قطاع غزة، من شماله وحتى جنوبه، بمصير مماثل لمصير مدينة رفح، فيما يظل السؤال الوحيد الذي يراود أهالي القطاع: “إلى أين نذهب؟”، وسط تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باحتلال المناطق التي يدخل إليها جيشه.
ولا يزال قطاع غزة يتعرض لحرب إسرائيلية تسببت بتشريد نحو مليون و900 ألف فلسطيني، ومقتل ما يزيد على 50 ألفاً، وتدمير ما يقارب 450 ألف وحدة سكنية، كما تضررت 84% من المرافق الصحية وخرج 34 مستشفى عن الخدمة، وبات 620 ألف طالب بلا مدارس، بينما وصلت نسبة البطالة إلى 79%، وانخفض الناتج المحلي الإجمالي للقطاع بنسبة تجاوزت 83%.
هذا وبدأت العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح في مايو 2024، ضمن حملة أوسع شملت أنحاء قطاع غزة، بذريعة استهداف بنى تحتية لفصائل فلسطينية، ورغم الإدانات الدولية والتحذيرات الحقوقية من كارثة إنسانية، واصلت إسرائيل عملياتها في ظل غياب موقف دولي فاعل، وهو ما أجج الأزمة الإنسانية في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.