ناقد فني: فيلم «أوبنهايمر» يناقش قضية استغلال العلماء سياسيا وعسكريا
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
علّق خالد محمود، الناقد الفني، على فوز فيلم الدراما والسيرة الذاتية «أوبنهايمر» بجائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2024 في دورته الـ96 هذا العام، والذي أقيم علي مسرح دولبي في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
رسالة فيلم «أوبنهايمر»وقال الناقد الفني، في مداخلة هاتفية مع الإعلاميين رشا مجدي وأحمد دياب مقدمي برنامج «صباح البلد»، المذاع على قناة «صدى البلد»، إن أحداث الفيلم تدور حول صناعة القنبلة واستغلال العالم روبرت أوبنهايمر سياسيًا وعسكريًا.
وأضاف الناقد الفني، أن الرؤية الشاملة لفيلم أوبنهايمر تتمثل في كيفية استغلال العلماء في الأغراض السياسية والعسكرية، متابعا أن مخرج الفيلم كريستوفر نولان كان رائعًا جدًا في نقل حياة العالم روبرت أوبنهايمر، وليس فقط حياته العلمية والتوترات التي لحقت به في حياته الأخيرة؛ بل أيضا حياته العاطفية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أوبنهايمر جوائز الأوسكار لوس أنجلوس الأمريكية لوس أنجلوس
إقرأ أيضاً:
النقد الغائب.. والنقاء المهدد!
في زمن تطغى عليه الضوضاء، وتتصارع فيه الصور والكلمات بلا هوادة، تكاد تسمع صرخة حادة تبحث عن أذن تسمع: أين هم النقاد؟ ليس أولئك الذين يوزعون الشهادات الرخيصة، بل حماة الذائقة، وحراس الجودة، وضمير المجتمع الحي في شتى المجالات.
لم يعد النقد رفاهية أو ترفاً فكرياً، بل تحول إلى ضرورة حيوية، هو الميزان الذي يمنع انهيار الجودة، والنور الذي يكشف زيف الرديء عن قيمة الأصيل..ومع ذلك فنحن نواجه غياباً مريباً لسلطته، وتراجعاً صارخاً لدوره، في لحظة تاريخية نحتاج فيها إلى صوته أكثر من أي وقت مضى.
لماذا غاب الناقد؟
لأن العالم اليوم يركض خلف السرعة: إنتاج سريع، واستهلاك أسرع، و"إعجابات" تقاس بالثواني..في هذا الزخم، لا مكان للقراءة الهادئة، ولا للتفكير المتعمق، ولا للكلمة الصادقة التي تبحث عن الحقيقة قبل أن تبحث عن الإطراء..لقد ضاقت المساحة حول الناقد، وتحولت كلمته في نظر الكثيرين من دعامة إصلاح إلى تهديد شخصي، فآثروا خطاب المديح الآمن الذي يربت على الأكتاف ولا يبني أفقاً.
النتيجة: غياب النقاء
وبطبيعة الحال مع غياب النقد، يغيب "النقاء" – نقاء التقييم، وصدق الموقف، وصفاء الرؤية..في الفن والإعلام، في التعليم والسياسة، في الاقتصاد والإدارة، يختلط الحابل بالنابل، ويتساوى الجهد العميق مع الادعاء السطحي..حيث يصبح الاحتفاء الحقيقي – المبني على معايير صلبة – هو الخطوة الأولى لأي نهضة تُرجى.
أين نماذجنا التي نفتقدها؟
لطالما كانت الحياة الثقافية العربية تزخر بمن كانوا ضميراً يقظاً..كان طه حسين ناقداً صارم العين، جريء السؤال، قبل أن يكون عميداً..وكان العقاد صاحب القلم الذي يحلل بعمق ولا يجامل..وظهرت أمينة رشيد كنموذج للنقد المنفتح المتوازن..ومارس يوسف إدريس نقداً حياً ينبض بتجربة المبدع وقدرة القاصّ على رصد التفاصيل. .لقد احترموا عقل القارئ، واستفزوا أسئلته، ولم يخشوا سوى التزييف والزيف.
هل من أمل في العودة؟
نعم.. العودة ممكنة.. لكنها تحتاج إلى إدراك جماعي أن النقد الحقيقي ليس هدماً، بل هو بناء..هو محاولة لإقامة ميزان عادل، وفتح باب للحوار الجاد، الناقد الحقيقي لا يكتب ليسقط أحداً ،بل ليرفع السقف، وليضيء الطريق.
عندما نعيد الثقة في الحوار، ونحترم العقل كقيمة عليا، ويعود الاحترام للكلمة الموضوعية، سيعود الناقد إلى مكانه الطبيعي: حارساً للنقاء، وشرطاً لأي تميز، وضرورة لأي حياة فكرية وثقافية حقيقية تستحق أن تحتفى.