لحظة وقوع حرب لبنان إن حصلت.. هذه أول خطوة تريدها إسرائيل!
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
إستمرارُ معارك جنوب لبنان بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي رغم بدء شهر رمضان إنّما يؤسّس لمرحلةٍ جديدة عنوانها "ترتيبات أمنية" جديدة قائمة على "شدّ الحبال تكتيكياً".
العبارةُ هذه هي عنوان جديد لمسار التصعيد الذي قد لا يهدأ بتاتاً، في وقتٍ ازدادت فيها الأصوات الإسرائيلية التي حذرت من إمكانية إنهمار آلاف الصواريخ التابعة لـ"الحزب" على المستوطنات الإسرائيلية المختلفة، سواء تلك المحاذية للبنان أو البعيدة عن خط الصراع.
ما يُقال يمكن أن يجعل السيناريوهات الميدانية مكشوفة على مفاجآت غير متوقعة، علماً أن أول خطوة تريدها إسرائيل بحسب ما يقول محللوها، هي تدمير نسبة كبيرة من صواريخ الحزب.. فهل يمكن حصول هذا الأمر بسهولة؟ وماذا توفر القراءة العسكريّة من معطيات عما قد يجري في أرض المعركة التي يلوح الإسرائيليون بإطلاقها ضدّ لبنان؟
تقولُ مصادر معنية بالشؤون العسكرية تحدّثت عبر "لبنان24" إنَّ "حزب الله" بات يعتمدُ حالياً على منطقين أساسيين في القتال، الأول يرتبطُ بتكثيف الضربات الصاروخية بناء على طبيعة كل إستهداف إسرائيليّ يطالُ جنوب لبنان أو أي منطقة أخرى خصوصاً بعلبك التي طالها قصف إسرائيلي عنيف للمرة الثانية في أقل من شهر، ليل أمس الإثنين. فمن جهة، إن كانت هناك من ضربات إسرائيلية قاسية، عندها سيقوم الحزب بإسداء ردود متنوعة تختلف قوّتها بحسب المواقع المستهدفة، لكن الأساس كما يظهر، بحسب المصادر، هو أنّ الحزب يعتمد بشكل أكبر على الرشقات الصاروخية المُكثفة والتي يمكن أن تساهم في إرباكِ العدو أكثر من جهة، وإذكاء لعبة الحرب النفسية من جهةٍ أخرى.
على صعيد المنطق الثاني الذي يعتمدُه الحزب في القتال، فإنه يتصلُ بتثبيت فاعلية أنظمته للدفاع الجويّ، والسبب الأساسي في هذا الأمر لا يتصلُ فقط بمحاولات الحزب شرذمة سلاح الجو الإسرائيلي في حال حصول أي هجوم، بل يرتبطُ أكثر بحماية قواعده الصاروخية سواءً من سلاح الجو أو من الطائرات المُسيّرة التي تعتبرُ سلاحاً فتاكاً يطال الحزب وعناصره في مختلف النقاط.
المسألة التي يعمل الحزب عليها ضرورية جداً، وتقول المصادر إنّ الأخير وضع سيناريوهات حرب تموز عام 2006 في عين الإعتبار وأسقطها مُجدداً على الميدان الجنوبي لدراسة أمر واحد، وهو كيفية التعامل مع أي ضرباتٍ جوية إسرائيلية قد تستهدف مقرات الحزب الصاروخية.. فهل الأمرُ سيكون سهلاً؟ ما هي الخسائر المرتقبة؟ هل سيتمكن الجيش الإسرائيلي من إسداء ضربات كبرى على هذا الصعيد؟
تلفت المصادر إلى أنّ الحزب يعي تماماً خطورة النيران الإسرائيلية على القواعد الصاورخية، إلا أن تجربة الحرب المحدودة على مدى 5 أشهر جعلتهُ يدرك تماماً مكامن القوة والضعف في الجنوب واستغلالها في أي معركة مقبلة يُلوح الإسرائيليون بشنّها ضد لبنان. الأساس في كل ذلك هو أن الحزب يستفيد أيضاً من مساحات واسعة جداً في جنوب لبنان وأيضاً من مناطق أخرى بعيدة عن الحدود لتسديد ضربات صاروخية، الأمر الذي قد يجعل سلاح الجو الإسرائيليّ مُشتتاً بين أكثر من منطقة، علماً أن منصات الصواريخ التابعة للحزب لن تكون ظاهرة بشكلٍ كامل، وهو الأمر الذي يعتبره العدو الإسرائيليّ بمثابة ثغرة يصعب التعامل معها بسهولة جوياً.
بحسب المصادر، فإنّ عملية رصد كافة المنصات من قبل إسرائيل تحتاجُ إلى سلاح جوي كثيف، في حين أن معظم المحللين الإسرائيليين يتحدثون عن صعوبة في تغطية المجال الجوي اللبناني بالكامل عبر سلاح الطائرات المختلفة، الأمر الذي سيجعل من قدرة تل أبيب على ضرب كافة أسلحة الحزب خطوة شبه مستحيلة خلال وقتٍ قصير، إن تم الوصول في الأساس إلى تلك المرحلة.
إذاً، وبحسب المصادر، فإنّ المسألة المرتبطة بإحباط السلاح الصاروخي ستكون منتفية إلى حد كبير، ما يعني أنّ أنظمة الدفاع الجوي ستكون فعالة فيما ستبقى الضربات الصاروخية متواصلة باتجاه إسرائيل.. وهنا، يأتي السؤال الأساسي: ماذا يعني ذلك إستراتيجياً؟
من الناحية الإستراتيجية والتأثيرية، فإن أول أمرٍ سيطرح نفسه هنا هو أنّ الحرب، وفي حال اندلاعها، ستكون مستمرة ولن تتوقف باعتبار أنّ مسألة إنكسار الحزب بسهولة ليست واردة بتاتاً حتى وإن صعّدت إسرائيل من عملياتها. السبب هنا، بحسب المصادر، هو أن القوة الصاروخية قد لا تتأثر، الأمر الذي قد يُمهد الطريق نحو تهدئة سريعة وذلك في حال وجدت إسرائيل الضربات التي طالتها كثيفة ومؤثرة جداً.
في خلاصة القول، فإنّ مسألة المواجهة ليست عادية، لكن السيناريوهات المرتبطة بها ستفتحُ المجال أمام التفكير كثيراً بأي خطوة ميدانية.. فما المفاجآت التي قد نشهدها؟ وما الذي سيحصل في الميدان أكثر من ذلك؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بحسب المصادر الأمر الذی
إقرأ أيضاً:
أمين عام حزب الله: سلاح المقاومة لن يُنزع تحقيقاً لهدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا
الثورة نت/وكالات أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم السبت، أن سلاح المقاومة لن ينزع أبداً لتحقيق هدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان. وقال الشيخ قاسم، خلال التجمع الفاطمي الذي تقيمه وحدة العمل النسائي في حزب الله بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام: “فلتعلم أمريكا، سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض، لن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف إسرائيل ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان”. وأضاف: “افهموا جيدًا، الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة متماسكة، أي واحد تريدون نزعه أو تمسون به يعني أنكم تمسون بالثلاثة وتريدون نزعها، وهذا إعدام لوجودنا، ولن نسمح لكم، ولن يكون هذا”، بحسب موقع المنار. وشدد قائلاً: “لن نتزحزح عن موقفنا، وهذا الموقف هو أشرف موقف وطني لا يحتاج إلى شهادة من أصحاب التاريخ الإجرامي الأسود، أو التاريخ الفتنوي، أو تاريخ الفساد”. ولفت إلى أن المقاومة حققت أربعة إنجازات عظيمة “حررت الأرض وصمدت وردعت العدو وأوقفت اجتياح لبنان في معركة أولي البأس”. وتابع: “إذا قتلونا تنبت دماؤنا، وإذا استسلم لبنان ينتهي أثره ويُمحى تاريخه ويُصبح بلا مستقبل، مع إسرائيل لا مكان للمسلمين في لبنان ولا مكان للمسيحيين في لبنان”. وحذّر قائلًا: “انتبهوا، المشروع خطير جدًا ويمكن أن لا يبقى لبنان، يريدون إضعاف المقاومة ويبقون الجيش يتسلح بمقدار بسيط حتى يكون لبنان بلا قوة”. وأردف: “فلتتوقف الدولة عن التنازلات، ألم تسمعوا السفير الأمريكي يقول إن المفاوضات شيء واستمرار العدوان شيء آخر؟ هناك منطق واضح يقول المفاوضات مسار مستقل، يعني العدوان سيستمر، يعني ما هي فائدة المفاوضات؟”. ودعا الدولة اللبنانية إلى “التراجع وأن تعيد حساباتها”، وقال: “طبّقوا الاتفاق وبعد ذلك ناقشوا في الاستراتيجية الدفاعية، لا تطلبوا منا أن لا ندافع عن أنفسنا والدولة عاجزة عن حماية مواطنيها، فلتؤمّن الدولة الحماية والسيادة، وعندها نضع كل شيء على طاولة حوار الاستراتيجية الدفاعية ونصل إلى النتيجة”. وأكد أمين عام حزب الله أن “مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح للنهوض بهذا البلد، حصرية السلاح بالصيغة التي تُطرح الآن في البلد هو مطلب أمريكي إسرائيلي”، معتبرًا أن حصرية السلاح “بالمنطق الأمريكي الإسرائيلي إعدامٌ لقوة لبنان”. ولفت إلى أن المشكلة الحقيقية للدولة اللبنانية “هي مشكلة بالعقوبات المفروضة عليها وبالفساد المستشري”، مضيفًا أن “كل هذا من عمل أمريكا منذ سنة 2019، وهي تعمل على تخريب البلد وإيجاد الفوضى فيه حتى لا يبقى قادرًا على التحرك وحده”. واستطرد: “بعض المتصدّين للمطلب الإسرائيلي الأمريكي بحصرية السلاح هم من أصحاب الفتن وروّاد الفساد، لا يحق لهم الكلام”، لافتًا إلى أن “الكيان الإسرائيلي يهدد، والطريق الوحيد بالنسبة له هو الاستسلام حتى يكون لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية المباشرة”. وقال الشيخ قاسم: “مع الاستسلام لن يبقى لبنان، وهذه سوريا أمامنا، لا تفكّروا أن سوريا تنتعش، وكل هذا زيف، الاستسلام يؤدّي إلى زوال لبنان”. وتساءل: “إذا كانوا يهدّدوننا ماذا نفعل؟ لا نخضع لتهديداتهم، إذا هددونا نخاف ونجلس جانبًا؟ نقول لن نرد على هذه التهديدات؟” ليجيب: “نقول نحن ندافع ونصمد ونقف، مع الاستسلام لا يبقى شيء، ومع الدفاع تُفتح الآفاق إلى احتمالات كبيرة”. وأكد أن “خطة العدو كانت بعد اغتيال سماحة السيد نصر الله وكل الشهداء وضرب القدرة التي كانت لدينا بنسبة معينة، كل هدفها إزالة حزب الله من الوجود”. وأوضح: “خضنا معركة أولي البأس واستطعنا أن نمنع العدو من تحقيق هذا الهدف”. وأضاف أن “الإسرائيلي اليوم يقول إن نتائج حربه على لبنان تتآكل، وهذا طبيعي، هو لم ينتصر بتحقيق أهدافه، إضافة إلى أن وجود المقاومة يعني وجود الحياة”. وتابع: “مع وحدتنا وثباتنا قد لا تحصل الحرب، خدام إسرائيل في لبنان يشجعونها على بلدهم وأولاد بلدهم، وعلى كل حال إذا حصلت الحرب لن تحقق أهدافها”. واعتبر الشيخ قاسم أنه “إذا كانت أمريكا تعمل لمصالحها في لبنان، تأكدوا أنها ستبحث عن حل، وإذا كانت لا تهتم بوجود لبنان لمصلحة إسرائيل لن يكون للبنان حياة، استسلم أم واجه وقاتل”، مشدداً على أن “الإسرائيلي لن يذهب إلى الحرب من دون قرار أميركي”. وأكد الأمين العام لحزب الله أن لبنان دخل منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، في “مرحلة جديدة” تجبُّ ما سبقها وما قبلها. وأوضح أن هذه المرحلة تفترض أداءً مختلفًا، إذ أصبحت الدولة مسؤولة عن السيادة وحماية لبنان وطرد الاحتلال ونشر الجيش، مشيرًا إلى أن “المقاومة قامت بكل ما عليها في تطبيق هذا الاتفاق ومساعدة الدولة اللبنانية”. وشدد الشيخ قاسم على أن “كل نقاش يعيدنا إلى ما قبل الاتفاق واتخاذ أدلة مما قبل الاتفاق لا قيمة له، لأننا أمام مرحلة جديدة، وبالتالي نريد أن نحاكم المرحلة الجديدة”. وأشار إلى أن تطبيق الاتفاق من الجهة اللبنانية يتم “بشكل كامل”، في حين أنه “من جهة إسرائيل لا يوجد أي خطوة على طريق الاتفاق”. وأكد أن حزب الله ينظر، بعد الاتفاق، إلى كل ما يقوم به الكيان الإسرائيلي على أنه استمرار للعدوان، معتبرًا أن “هذا العدوان خطرٌ على لبنان وخطرٌ علينا”. ولفت إلى أن المقاومة “تُطالَب بإيمانها وباستعدادها للتضحية وتُطالَب باستمراريتها، ولكن لا تُطالَب بمنع العدوان”، مبيناً أن الردع الذي يعني منع العدوان ووضع حدّ للحماية من أن يُقدِم العدو على عمل معيّن “ليس وظيفة المقاومة، بل هو وظيفة الدولة والجيش”. وذكر أن وظيفة المقاومة هي “المساندة للدولة والجيش والتحرير والتصدّي عندما لا تتصدّى الدولة وعندما لا يتصدّى الجيش”، مؤكدًا أن دورها أن “تساند وتمنع استقرار العدو وتساعد على التحرير”، في حين أن حماية لبنان “هي مسؤولية السلطة السياسية وليس مسؤولية المقاومة ابتداءً”. وأضاف الشيخ قاسم متسائلًا: “إذا كان الجيش غير قادر على الحماية، هل نطالب بنزع سلاحه؟ لا، إذا لم يكن قادرًا على الحماية نطالب بتعزيز وجود السلاح لديه”. وأضاف: “إذا كانت المقاومة لم تحقق الحماية ويتوغّل الإسرائيلي، هل نطالب بنزع القوة؟ أم أننا نستفيد من هذه القوة لمساندة الجيش ومساندة الدولة لمواجهة المحتل؟”. وأكد أن “المقاومة مستعدّة لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني”، وقد ساعدته على بسط السلطة، وهي “موافقة على استراتيجية دفاعية للاستفادة من قوة لبنان ومقاومته”. وشدد في المقابل على أن “المقاومة ليست مستعدة لأي إطار يؤدي إلى الاستسلام للكيان الإسرائيلي والطاغوت الأميركي”.