ستعاود "اللجنة الخماسية" نشاطها، في ضوء ما انتهت اليه جولات تكتل «الاعتدال الوطني» على الكتل النيابية على اختلافها، عبر طلب لقاءات جديدة مع كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
وكشفت مصادر ديبلوماسية ل" نداء الوطن"عن احتمال زيارة وزراء خارجية اللجنة الخماسية الى بيروت نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل.

وقالت إنّ من بين الاحتمالات المطروحة أن يعقد الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية في بيروت، لأنه ليس معقولاً أن تستضيف اجتماعهم المقبل دولة غير لبنان، وهو البلد المعني بمناقشة استحقاق الرئاسة.
وأضافت المصادر ان من بين الصيغ المتداولة أن يُعقد اجتماع تشاوري بين وزراء «الخماسية» وممثلي الكتل النيابية في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رحب بفكرة استضافتهم في البرلمان. وتابعت المصادر أنّ الهدف هو التوصل الى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية بعد ما يزيد على عام من الفراغ. 
ولهذه الغاية تستعد اللجنة الخماسية لجولة جديدة على المسؤولين تبدأها بزيارة عين التينة للتشاور مع بري في مستجدات الموضوع الرئاسي. وقالت المصادر الديبلوماسية إنّ اللجنة لم تقترح أسماء مرشحين، بل تبحث في إمكانية المساعدة لإزالة العقد التي تؤخّر عملية انتخاب الرئيس. يأتي ذلك في وقت كشفت معلومات موثوق فيها أنّ قطر وجهت دعوة لأكثر من رئيس حزب لبناني لزيارتها بهدف التشاور في الشأن الرئاسي، ومحاولة استغلال الوقت في حال التوصل الى هدنة للحرب الدائرة في غزة، معربة عن أملها في اتفاق قريب على هذه الهدنة التي ستسري مفاعيلها على جبهة الجنوب اللبناني حكماً.

وبحسب معلومات أوساط نيابية مواكبة للاستحقاق الرئاسي تحدثت اليها «نداء الوطن»، تبيّن أنّ تكتل «الاعتدال» الذي جرى البناء على مبادرته في الاسبوعَين الماضيَين، انطلق في مهمته بدفع من الرئيس سعد الحريري الذي بعدما تشاور معه أمين سر «الاعتدال» النائب السابق هادي حبيش طلب منه التواصل مع عين التينة، قائلاً: «روح شوف بري».وهكذا كان. وبدأت رحلة التكتل التي رافقتها تقديرات مختلفة بلغت ذروتها السبت الماضي عندما ظهر الدخان الأسود بعد اجتماع بري بوفد «الاعتدال». وبين تأكيد فشل مبادرة التكتل وبين القول إنها لا تزال على قيد الحياة، أطل بري متفائلاً على شاشة «أو تي في» التابعة لـ»التيار الوطني الحر». ولم يكتفِ بري باختيار المحطة البرتقالية منصّة لتفاؤله، إنما بعث برسالة مشفّرة الى «التيار» لم يَخفَ مضمونها على الراسخين في معرفة بري، وذلك عندما قال: «هلأ ناطر العونيين».
 بري حاول إخفاء ما هو أبعد من التظاهر بـ»الانتظار»، لأنه فعلياً قطع شوطاً على طريق التقاطع مع رئيس «التيار» النائب جبران باسيل من أجل اعتماد العميد السابق في الجيش جورج خوري كي يكون «المرشح الثالث»، بدلاً من رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وأتى هذا التقاطع، وفق معلومات الأوساط نفسها، بعدما اقتنع بري بأنّ فرنجية لم يعد المرشح الذي يمكن اعتماده خارج القرار المسيحي. كما صار أيضاً على اقتناع بأنّ خوري هو الحصان المفضل الذي يمكن المراهنة على تخطيه الشوط الأخير (favori)، وهو سفير لبنان السابق لدى الفاتيكان .
لكل ما سبق، كان لا بدّ من إخراج ما، فكانت الحبكة في مبادرة «الاعتدال». وفي الحسابات الأولية لما جرى، سيكون بري مطمئناً، إذا كانت هناك فرصة لإجراء انتخابات رئاسية، الى أنّ هناك أكثرية مضمونة لانتخاب خوري بعد تقاطع نواب «التيار» و»الاعتدال» مع معسكر الممانعة.
وفي انتظار جلاء الخيط الأبيض الرئاسي من الخيط الأسود لهذا التقاطع الجديد، هناك «حزب الله» الذي عليه أن يتدبر أمر حليفه الزغرتاوي و»وعده الصادق» له بأنه مرشح «الحزب» ولا أحد غيره. كما سيكون على عاتق عين التينة اقناع بنشعي بهذه الاستدارة. وهناك أيضاً افرقاء آخرون سيأتي الوقت لمعرفة مواقفهم من هذه التحولات.

ووفق معلومات «البناء» فإن كتلة الاعتدال ستجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة لتقييم الوضع وحسم الموقف حيال المبادرة ومدى مقبوليّتها من الكتل النيابية وذلك للبناء على الشيء مقتضاه. لكن أوساطاً سياسياً أقرّت بصعوبة التوافق على مبادرة كتلة الاعتدال الرئاسيّة، في ظل خريطة المواقف والتحالفات القائمة والتي لم تتزحزح قيد أنملة منذ بدء الشغور الرئاسي حتى الآن، متسائلة: إذا كانت اللجنة الخماسية والقوى الدوليّة والاقليميّة الكبرى لم تستطع حل الأزمة الرئاسيّة رغم كل الجولات التي قام بها الموفدون الفرنسيّون وأعضاء وسفراء الخماسية، فهل سينجح نواب الاعتدال بذلك؟ ما يوحي بأن الملف الرئاسي مؤجل ولا رئيس للجمهورية لأشهر وربما للعام المقبل.
وعلمت «البناء» أن الثنائي حركة أمل وحزب الله غير متحمّس لمبادرة الاعتدال في ظل الغموض الذي يعتري آليات المبادرة. كما أن القوات اللبنانيّة أبلغت كتلة الاعتدال بعض الملاحظات حول المبادرة، فيما لا يزال موقف التيار الوطني الحر غامضاً حيال المبادرة.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اللجنة الخماسیة

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء الصين: قمة آسيان والخليج والصين استجابة لنداء العصر

كوالالمبور "أ ف ب": أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ اليوم بأن أول قمة على الإطلاق بين بلاده وقادة جنوب شرق آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي هي "استجابة لنداء العصر" في عالم يعاني من الضبابية الجيوسياسية.

تسعى الاقتصادات المعتمدة على التجارة لحماية نفسها لا سيما بعدما نسف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قواعد التجارة العالمية عبر الإعلان عن مجموعة من الرسوم الجمركية التي تستهدف مختلف دول العالم.

ورغم أنه قرر بعد ذلك تعليق تطبيقها مدة 90 يوما بالنسبة لمعظم الدول المعنية، إلا أن التجربة دفعت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لتسريع الجهود الرامية لتنويع شبكاتها التجارية.

وتستضيف العاصمة الماليزية أول قمة بين آسيان والصين ومجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأكد لي أثناء الاجتماع بأنه "على وقع وضع دولي متقلّب"، تعد القمة خطوة "رائدة في التعاون الاقتصادي الإقليمي".

وفي مستهل المحادثات، أعرب رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم عن ثقته بشأن قدرة الأطراف الثلاثة على "تشكيل مستقبل أكثر ترابطا وأكثر صمودا وأكثر ازدهارا لأجيال قادمة"، بعدما حذّر الاثنين من أن "النظام الجيوسياسي يشهد تحولا".

ولطالما لعبت آسيان دور "الوسيط" نوعا ما بين الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة، والصين، بحسب ما أفاد تشونغ جا إيان من جامعة سنغافورة الوطنية.

وقال إنه في وقت يبدو أنه لا يمكن الاعتماد على واشنطن حاليا، فإن "الدول الأعضاء في آسيان تسعى للتنويع .. وتسهيل المبادلات بين الخليج وجمهورية الصين الشعبية هو أحد جوانب هذا التنويع".

ويشير تشونغ إلى أن ماليزيا التي تتولى الرئاسة الدورية لآسيان هي القوة الرئيسية وراء المبادرة.

وتحمّلت بكين العبء الأكبر من رسوم ترامب وتسعى حاليا لكسب أسواق أخرى.

وتعد الصين وآسيان أكبر شريكين تجاريين. وارتفعت الصادرات الصينية إلى تايلاند وإندونيسيا وفيتنام بأرقام عشرية في أبريل، بفضل إعادة تحويل مسارات سلع مخصصة للولايات المتحدة.

وقالت خو بينغ هووي من "جامعة مالايا" لفرانس برس إن مشاركة رئيس الوزراء لي كانت "محسوبة وفي الوقت المناسب".

وأضافت بأن "الصين ترى فرصة هنا لتعزيز صورتها كشريك اقتصادي يمكن الاعتماد عليه، خصوصا في مواجهة الجهود الغربية لفك الارتباط".

وانخرطت بكين وواشنطن في فرض رسوم متبادلة إلى أن تم التوصل في سويسرا إلى اتفاق لخفضها على مدى 90 يوما.

وما زالت السلع الصينية تخضع لرسوم أعلى من غيرها.

وفي مسودة بيان القمة التي اطلعت عليها فرانس برس، تعرب دول آسيان عن "القلق العميق.. حيال فرض رسوم جمركية أحادية الجانب".

ولكن الرابطة لفتت في وقت سابق هذا العام إلى أنها لن ترد بفرض رسوم من جانبها.

ولطالما تجنّبت آسيان الاختيار بين الولايات المتحدة والصين.

والصين هي رابع أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة في جنوب شرق آسيا، بعد الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، بحسب تشونغ.

وأفاد أنور الاثنين بأنه بعث رسالة إلى الجانب الأمريكي طلب فيها عقد قمة بين آسيان والولايات المتحدة هذا العام، فيما أفاد وزير خارجيته بأن واشنطن لم ترد بعد.

لكن أي تقارب مع بكين سيكون مصدرا للمتاعب أيضا رغم إصرار أنور ليل الاثنين على أنه "بغض النظر عمّا يقال.. نحن هنا بصفتنا أصدقاء للصين".

أكد الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس لنظرائه الإقليميين "الحاجة الملحة" لتبني مدوّنة قواعد سلوك ملزمة قانونا في بحر الصين الجنوبي.

وتتنازع بكين السيطرة على المنطقة مع خمس من دول آسيان، علما أن مواجهات تدور بين الصين والفيليبين منذ أشهر في المنطقة البحرية المتنازع عليها.

وأثار أنور مسألة بحر الصين الجنوبي مع لي، بحسب ما أفاد رئيس الوزراء الماليزي في منشور على فيسبوك الثلاثاء أعلن فيه عن الاجتماع الثنائي.

وقال تشونغ إن "أطرافا أخرى في النزاع.. مستعدة ربما لترك الفيليبين تتحمل عبء الضغط".

وأضاف أن التوتر بين مانيلا وبكين "يعني بأن هذه القضايا لن تختفي، وإن كانت بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا ترغب بالتركيز على المسائل الاقتصادية".

بقلم ريبيكا بيلي وإيزابيل ليونغ

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء إسبانيا: لن نتوقف وسنرفع أصواتنا لإنهاء معاناة غزة
  • زيدان رئيساً لبلدية بيروت وطعن في نتائج انتخابات نائب رئيس اتحاد المتن الشمالي
  • رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يجري أول زيارة إلى موسكو
  • رئيس وزراء الصين: قمة آسيان والخليج والصين استجابة لنداء العصر
  • الإمام الأكبر يستقبل رئيس وزراء لبنان ويؤكِّد دعم الأزهر للشعب اللبناني
  • خلاف على نائب رئيس بلدية بيروت... والمطران عودة غاضب من الخونة
  • رئيس وزراء ماليزيا: خاطبت ترامب شخصيا للتفاوض حول الرسوم الأمريكية
  • وزير الخارجية يعقد لقاءات ثنائية مع وزراء خارجية سلوفينيا والبرازيل وبريطانيا
  • رئيس وزراء اليابان يهدف إلى دفع المحادثات حول الرسوم الجمركية الأميركية
  • مرصد الأزهر يستقبل وفدًا إندونيسيًا رفيعًا لبحث اتفاقية التعاون مع جامعة مالانج