فقد منعت إسرائيل مؤخرا شاحنة مساعدات من الوصول إلى القطاع بسبب وجود مقصات طبية قالت إنها تمثل تهديدا لأنها "ذات استخدام مزدوج".

وحتى لو كانت هذه المقصات تمثل تهديدا فإن المنطقي أن يمنع إدخالها وحدها لا أن تمنع شحنة المساعدات كلها كما تفعل إسرائيل.

وفي الوقت الراهن، يعتمد سكان القطاع على المساعدات الإنسانية التي قد تصلهم من أجل البقاء على قيد الحياة وهي أساسا قليلة جدا بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على وصولها.

تحذيرات متتالية

وفي حين تتوالى التحذيرات الأممية بشأن خطر المجاعة الوشيكة في القطاع؛ بدأ عدد الموتى بالجوع أو الأمراض المرتبطة بها يتزايد فعليا.

وقد أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حاجته لدخول 300 شاحنة يوميا من المواد الغذائية للقطاع، بينما تواصل إسرائيل التفنن في منع إدخالها حتى لو بحجّة وجود مقص طبي كما قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) على حسابه في منصة "إكس".

فقد كتب لازاريني: "لقد أعيدت للتو شاحنة محملة بالمساعدات، لأنها كانت تحتوي على مقصات تستخدم في مجموعات الأدوات الطبية للأطفال"، مضيفا: "يتم الآن إضافة المقص الطبي إلى قائمة طويلة من المواد المحظورة التي تصنفها السلطات الإسرائيلية على أنها "ذات استخدام مزدوج".

في المقابل، اتهمت الوكالة الإسرائيلية التي تشرف على وصول المساعدات إلى غزة المسؤول الأممي بالكذب، وقالت إنها على اتصال دائم مع الأمم المتحدة، وإنه لم يتم إخطارها بالرفض، وفق ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.

قائمة ممنوعات طويلة

وعموما، لا تقف قائمة الأشياء التي تحظر إسرائيل دخولها إلى القطاع عند المقصات الطبية لكنها تشمل أيضا العديد من الأمور التي تعتبر منقذة للحياة ومنها: أدوية التخدير، الأضواء التي تعمل بالطاقة الشمسية، أسطوانات الأكسجين، أجهزة التنفس الاصطناعي، أقراص تنظيف المياه، أدوية السرطان، ومستلزمات الأمومة.

وإلى جانب ما سبق، قالت ميريام مرمور -المسؤولة في جمعية "جيشا" الإسرائيلية التي تعمل على حماية حركة الفلسطينيين- إن القائمة الإسرائيلية تتضمن فئات واسعة يمكن أن تشمل آلاف العناصر، وهو ما يجعل من الصعب معرفة ما هو محظور.

وأكدت مرمور أن العديد من العناصر التي تم رفضها "لم يتم إدراجها بشكل صريح".

وعلى مواقع التواصل، تفاعل العديد من المغردين مع واقعة منع إدخال الشاحنة بسبب المقص الطبي، والتي اعتبرها كثيرون دليلا على ما وصفوه بـ"حالة الخذلان المستمر".

فقد كتبت نور الهدى: "عجبا على الزمن لما تخلي إسرائيل تمنع وتتحكم فينا ويبقى الصمت والخذلان مستمر"، في حين كتبت رشيدة: "يعني غزة لن يصبح من حق سكانها امتلاك مقص؟ مهزلة وغزة على حدود الأهل والأقارب ماذا لو كانت بين الأعداء".

أما سليم فقال: "مين (من) هي اسرائيل لتمنع وتسمح بس احنا الي مخلين هيك أشكال يتحكموا بالعالم"، في حين قال عبد العزيز إن "إسرائيل المجرمة تحاول بكل الطرق إيقاف المساعدات الإنسانية والتعنت".

وقد أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أن إسرائيل أعادت الكثير من البضائع لكونها ذات استخدام مزدوج، بما في ذلك العناصر الضرورية طبيا.

وقال عضو في البرلمان البريطاني إن إسرائيل أعادت 1350 مرشّحا للمياه، و2650 مصباحا تعمل بالطاقة الشمسية قدمتها الحكومة البريطانية، لأنها اعتبرتها تهديدا، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

14/3/2024المزيد من نفس البرنامجفيديو لطفل غزي يتسلق أسلاك الكهرباء لإنزال طائرته.. ومغردون: فكيف بأرضه؟play-arrowمدة الفيديو 04 minutes 04 seconds 04:04المنصات تشتغل غضبا بعد قنص الاحتلال الطفل رامي الحلحولي شرق القدسplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 38 seconds 03:38كاريكاتير صحيفة فرنسية يسيء لجوعى غزة وغضب بالمنصاتplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 17 seconds 03:17"تيك توك".. كيف تفاعل نشطاء مع تغير موقف ترامب من حظر التطبيق الصيني؟play-arrowمدة الفيديو 02 minutes 31 seconds 02:31لماذا طالب إسرائيليون نتنياهو بالكشف عن تقاريره الصحية وكيف علق مغردون؟play-arrowمدة الفيديو 03 minutes 04 seconds 03:04المقاتل الأنيق يقضي شهيدا بغزة.. كيف تفاعل رواد منصات التواصل؟play-arrowمدة الفيديو 03 minutes 08 seconds 03:08بعد أن قتلت 5 أشخاص شمال غزة.. كيف يرى النشطاء إنزال المساعدات الإنسانية جوا؟play-arrowمدة الفيديو 05 minutes 18 seconds 05:18من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

مصائد موت.. هكذا ينظر الغزيون لتوزيع المساعدات الأميركية وسط العسكرة

غزة- مع ساعات الفجر الأولى انطلقت الأم جيهان عبد السلام سيرا من مدينة غزة إلى مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، حيث مركز توزيع مساعدات إغاثية تديره "مؤسسة غزة الإنسانية"، غير أن تعبها ضاع هدرا وعادت أدراجها خاوية الوفاض.

تركت هذه المرأة (35 عاما) أطفالها الأربعة وحدهم بخيمة في حي الرمال بمدينتها، يحدوهم الأمل أن تعود إليهم بما يسكّن قرصات الجوع التي تسلبهم النوم، وتقول للجزيرة نت "والله ما جابني هنا إلا جوع أطفالي، وها أنا أعود إليهم بخيبة الأمل".

كانت جيهان عبد السلام تقف أمام مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، تتملكها الحيرة، ولا تمتلك أجرة الطريق، وقد استنفدت كل طاقتها في قدومها سيرا لمسافة تناهز 30 كيلومترا، وتبرع صحفيون ومتطوعون بمنحها بعض المال لتتمكن من العودة إلى أطفالها ببعض الطعام.

جيهان عبد السلام قطعت 30 كيلومترا سيرا إلى رفح ولم تحصل على مساعدة المؤسسة الأميركية لإطعام أطفالها (الجزيرة) مساعدات محفوفة بالموت

"لم أحصل على كرتونة المساعدات ونجوت من الموت بأعجوبة"، تقول عبد السلام والخوف يطل من عينيها وهي تتحدث عما تصفها بـ"مشاهد مرعبة، كان الناس يتساقطون حولي من كثافة إطلاق النار".

تعيش هذه الأم -المصرية الجنسية- مع أطفالها، فيما زوجها مريض بالسرطان ويقيم مع عائلته بعيدا عنهم، وكانت في حالة ذهول شديدة عندما التقتها الجزيرة نت، وتساءلت "من لأطفالي لو استشهدت؟ جئت لهنا من أجل إطعامهم وكدت أن أموت وأتركهم يواجهون مصيرهم في ظل الحرب المرعبة والمجاعة القاسية".

وفقدت المؤسسة الأميركية سيطرتها على مركز توزيع المساعدات، الذي افتتحته الثلاثاء الماضي، نتيجة تدافع حشود غفيرة ممن فتكت بهم المجاعة، وحدثت فوضى عارمة. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن جيش الاحتلال أطلق النار في الهواء واستدعى مروحيات إلى المنطقة بزعم إنقاذ أفراد هذه المؤسسة.

إعلان

بيد أن عبد السلام تؤكد أن إطلاق النار كان مباشرا على آلاف الفلسطينيين، رجالا ونساء وأطفالا، وتقول إنها شاهدت بعينيها تساقط الجرحى والشهداء حولها، وركضت من غير وعي لمسافة طويلة هربا من الموت.

ونتيجة ذلك، يوثق المكتب الإعلامي الحكومي استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 62 آخرين، عند مراكز توزيع المساعدات في مدينة رفح خلال اليومين الماضيين.

ولم تعترض طريقها الطويلة أي حواجز زعمت إسرائيل والمؤسسة الأميركية أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وضعتها لمنع وصول الفلسطينيين إلى مراكز توزيع المساعدات، وتقول "نحن نموت من الجوع، جئت للحصول على مساعدة لأطفالي، سمعت تحذيرات من الفصائل وحتى من جيران، لكن ماذا أفعل؟".

النازح إيهاب طباسي: هذه مساعدات مغموسة بالدم والذل ولولا جوع أطفالنا ما ذهبنا إليها (الجزيرة) وعي وتكافل

من جانبه، أصيب الشاب أحمد حرب (21 عاما) بشظايا في ساقه، ويقول للجزيرة نت "خاطرت بنفسي من أجل إطعام أسرتي". ويقيم مع أسرته (9 أفراد) في خيمة بمنطقة ساحلية قريبة من مدينة دير البلح وسط القطاع، ويؤكد أنه مستعد للتضحية بحياته من أجل عائلته وأشقائه الصغار.

تحامل أحمد على جروحه بمساعدة آخرين حتى وصل لأقرب سيارة إسعاف نقلته لمستشفى ميداني تابع لهيئة دولية، من دون أن يحصل على ما يسد به جوع أسرته، غير أنه كان محظوظا بصديقه محمد مطر، الذي تمسك بـ"كرتونة" حصل عليها وسط الفوضى، وهرب بها تحت النار، وتقاسم معه السكر والطحين وبعض الأغذية المعلبة.

ويقول إيهاب طباسي (32 عاما) للجزيرة نت إن "أصغر طفل في غزة يعرف أن الأميركان شركاء الاحتلال في قتلنا، وهذه المساعدات مشبوهة، ولولا جوع أطفالي ما ذهبت".

"إنها مساعدات مغمسة بالخطر والذل"، هكذا يصفها طباسي الذي قطع مسافة حوالي 5 كيلومترات، وعاد بيدين فارغتين لأطفاله الثلاثة، وأكبرهم (6 أعوام) يقول إنه خسر 7 كيلوغرامات من وزنه في الشهور الأخيرة بسبب المجاعة وسوء التغذية.

إعلان

ووقف طباسي بين الحشود في "حلابات"، وهي ممرات حديدية تؤدي إلى مركز التوزيع في منطقة "العلم" غرب مدينة رفح، ويوضح "يوجد 5 حلابات، 4 منها للرجال وواحدة للنساء، وبوابات تؤدي إلى مركز التوزيع المحاط بأسلاك ورمال كأنه ثكنة عسكرية".

ولم تفلح هذه الإجراءات في منع الناس من الهجوم على المركز، ويضيف طباسي "كمية المساعدات قليلة، والناس جوعى حطموا البوابات والحلابات ونزعوا الأسلاك من مكانها".

ويتابع "تراجع الموظفون وتقدمت الدبابات وأطلقت قذيفة أو أكثر، وشاهدت قناصة إسرائيليين فوق مستشفى حمد القريب (قيد الإنشاء وممول من دولة قطر) يطلقون النار باتجاهنا، وقع جرحى وشهداء، وهربتُ وسط الحشود ولم أحصل على شيء".

سقوط شهداء بنيران الاحتلال خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الأميركية في رفح (الجزيرة) هندسة الجوع

وفي مقابل تدافع حشود المجوَّعين، سجلت الجزيرة نت شعورا لدى كثيرين منهم بالخجل، وبينهم من يرفض بشكل قاطع الذهاب لمراكز المساعدات الأميركية، أو يحرصون على إخفاء ذهابهم إليها.

وفي "مشرحة" مجمع ناصر الطبي، تجمع أقارب حول جثة شهيد، أكدت جيهان عبد السلام وشهود آخرون للجزيرة نت أنه ارتقى أمامهم بنيران قوات الاحتلال أثناء توجهه مع آخرين لمركز التوزيع في رفح، غير أن نجله أنكر ذلك ورفض الحديث إلينا وطالبنا بمغادرة المكان.

يقول نادر أبو شرخ للجزيرة نت "هذا شعور عام لدى أهل غزة، جميعنا يعلم أن مساعدات الأميركان لها أهداف أخرى خبيثة، إذا كانت أميركا لا تريد المجاعة في غزة فعليها أن تضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال المساعدات ووقف الحرب".

بدوره، يقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي الدكتور إسماعيل الثوابتة للجزيرة نت: إن مراكز المؤسسة الأميركية تحولت لـ "مصائد موت"، وتندرج ضمن "مشروع هندسي مشبوه"، تديره هذه المؤسسة التي تعمل تحت إشراف الاحتلال وإدارته المباشرة، وتفتقد لمبادئ العمل الإنساني المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية.

إعلان

وإزاء تكرر إطلاق النار وسقوط جرحى وشهداء، أكد الثوابتة أن "هذه الجرائم تجسد انهيارا أخلاقيا وإنسانيا غير مسبوق، وتعد دليلا قاطعا على أن ما تسمى مناطق توزيع المساعدات ليست سوى غطاء إنساني زائف لمخططات أمنية عنصرية تهدف إلى إذلال الفلسطينيين وتجويعهم، بل وقتلهم".

وحول مزاعم إقامة حماس حواجز تمنع الغزيين من الوصول لمراكز توزيع المساعدات، يؤكد الثوابتة أن الجهات الحكومية في غزة لم تعرقل أبدا أي جهد إغاثي، غير أنه في الوقت نفسه يقول "نجدد رفضنا لأي مساعدات تكون تحت مظلة الاحتلال".

ويجزم الثوابتة أن تجربة الأيام الماضية تثبت "فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني الذي خلقه متعمدا من خلال سياسة التجويع والحصار والقصف"، ويضيف أن "إقامة غيتوهات عازلة لتوزيع مساعدات محدودة وسط خطر الموت والرصاص والجوع، لا تعكس نية حقيقية للمعالجة، بل تجسد هندسة سياسية ممنهجة لإدامة التجويع وتفكيك المجتمع الفلسطيني".

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترفض دخول وزراء خارجية عرب إلى رام الله وتعرقل اجتماعاً لدعم فلسطين
  • لغز محير حتى في إسرائيل.. من يُموّل مؤسسة غزة الإنسانية؟
  • إسرائيل تواجه إدانة دولية متصاعدة بسبب فوضى توزيع المساعدات
  • المقرر الأممي: إسرائيل تمنع الأمم المتحدة من إيصال المساعدات إلى غزة
  • ناشطون يعلقون على قصف إسرائيل طائرة كانت ستنقل حجاجا يمنيين للمناسك
  • مصائد موت.. هكذا ينظر الغزيون لتوزيع المساعدات الأميركية وسط العسكرة
  • محكمة أميركية تمنع رسوم يوم التحرير التي فرضها ترامب
  • حكومة الجزيرة تمنع حرمان الطلاب من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية بسبب الرسوم
  • ضحايا مساعدات رفح.. مفقودون وشهداء ومصابون
  • فلسطينيون يعلقون على آلية توزيع المساعدات الجديدة في غزة.. “تحذيرات وسخرية”