لجريدة عمان:
2025-11-20@12:58:20 GMT

يتأخر الوعي..

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

تعيش كل الشعوب في مأزق حضاري بامتياز، وعلى امتداد عمر الإنسانية، وكما يبدو، فإن هذا المأزق يتمثل في تأخر الوعي، ولذلك فهناك الكثير ممن كتب وقارن بين تأخُّر الوعي، وتقدُّم العلم، وهو تقدم كبير، وفارق واسع، ويبدو أنه لا تلاقي بين الطرفين، ولا توازي، فما ينتجه العلم لا يعمق في ذات مستواه الوعي، وهما -أي العلم والوعي- في هذه الصورة لا يعيشان صراعا جدليا، فقواسمهما ليست مشتركة، وإن التقيا عند هذا الإنسان؛ لأنه الفاعل الحقيقي لكليهما، هل هناك تعمُّد من قبل هذا الإنسان فيعمل على تقدم أحدهما وتأخر الثاني أم أن المسألة تعيش في سياقاتها الطبيعية؟ مع أن هذا البون الشاسع بين الطرفين في تقدم أحدهما وتأخر الثاني؛ يُحدثان مفارقات كثيرة في النتائج، وهذه النتائج مهمة جدا، وتسبب أرقًا غير منكور، لوجود خلل بنيوي في تشكيل تفاعلات الصورة الإنسانية فيما بينها، وهذا الخلل واقع، وبدرجة وضوح ساطعة لا يمكن تجاوزها، أو عدم إدراكها، ولكنها تسبب إشكاليات كثيرة.

فالإنتاج العلمي كميا ونوعيا يشمل كل أوجه الحياة، ولأن الوعي يحتاج إلى رصيد زمني، فإن التعامل مع هذا الكمي والنوعي للإنتاج العلمي يشوبه الكثير من الترهل، وعدم القدرة على السيطرة عليه، أو التوافق معه، ولنضرب مثالا بسيطا على حياتنا اليومية، ولتكن المركبة التي يمتلكها الجميع منا، إلا الاستثناء؛ فهذه المركبة هي أحد المنتجات العلمية الكمية والنوعية، فهل توظيفنا في استعمالاتها المختلفة يعبر عن وعي كمي لدينا، فضلا عن الوعي النوعي؟ ومن خلال تجربة شخصية لا أرى أن توظيفنا في استخداماتها الكثيرة معبرة عن أي درجة من الوعي، إلا الاستثناء، وهذا الاستثناء يحتاج إلى كثير من الاستحقاقات المادية والمعنوية، من حيث تجربة الحياة، وتحقق العمر التراكمي، والوعي الكامل بأهمية هذه المركبة، واستحضار المسافة الفاصلة بين من يمتلك مركبة، وبين من لا يمتلكها على الإطلاق، وبين من يفتقدها في لحظة زمنية؛ تكاد تكون لحظة من شأنها أن تصنع فارقا مهما لإنجاز أي شأن من شؤون الحياة اليومية.

ولعل لنا أن نقرأ في أحداث الصورة المتهورة عند حدوث ظاهرة «التفحيط» عند فئة المراهقين، والتداعيات المتوقعة من نتائج هذا السلوك، ومن خلالها يمكن استيعاب المسافة الفاصلة بين الوعي والتقدم العلمي، فمركبة بعشرات الآلاف من الريالات يمكن أن يخرجها صاحبها من الخدمة، وتصبح في قيمة «الخردة» نتيجة سلوك طائش؛ يقينا؛ لا يعكس وعيا، بقدر ما يعكس تهورا، وسوء تقدير للموقف، وهدر للمالين العام والخاص على حد سواء، وهذه الصورة المبسطة للمقارنة بين تأخر الوعي، وتقدم العلم، هي الصورة ذاتها التي يقف فيها الإنسان بجبروته، ونرجسيته، وتسلطه بقوة المادة فيبيد شعبا بأكمله، بمجرد ضغطة زر بأصبعه السبابة، فليتخيل أحدنا الموقف، بهذه الإصبع البسيطة يستطيع أن يزهق أرواحا كان لها حق الحياة، كحال حق الحياة لهذه الإصبع لأن تكون مؤازرة لأصابع اليد الأخرى، حتى تؤدي اليد وظيفتها الكاملة لهذا الإنسان المتمرد بجهله، وبعنجهيته المعتادة.

فتأخر الوعي إلى درجة تعمق الجهل، وتضخمه في مختلف السلوكيات، تظل مهينة للتاريخ الإنساني، وهي بلا شك، تعكس تباينا نوعيا عميقا، مع المنجز العلمي، والذي هو لم يقدم بديلا لتهذيب النفس الإنسانية وجعلها متوافقه مع تقدمه، هل لأن العلم حالة ميكانيكية يمكن السيطرة عليها، ومأسستها، بينما الوعي حالة نفسية يصعب مأسسة إدارتها؟

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مصر تُطلق IRC EXPO 2025: منصة عالمية لربط البحث العلمي بالصناعة بمشاركة 25 دولة

تنطلق فعاليات المعرض الدولي لتسويق الأبحاث IRC EXPO 2025 في نسخته الأولى بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذي تنظمه أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، خلال الفترة من 7-8 ديسمبر المقبل، ويعد منصة مصرية عالمية رائدة في تسويق مخرجات البحث العلمي وتعزيز الابتكار.

يأتي ذلك على هامش فعاليات الجمعية العمومية والمؤتمر الثلاثي السنوي للشراكة بين الأكاديميات، التي تستضيفها مصر في ديسمبر المقبل، برعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي.

وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن تنظيم هذا المعرض الدولي يأتي امتدادًا لجهود الدولة في دعم الربط بين البحث العلمي والصناعة، وتعزيز منظومة الابتكار الوطني، مشيرًا إلى أن إقامة المعرض بالتزامن مع حدث علمي دولي بهذا الحجم يعكس التوجه المصري نحو تحويل المعرفة إلى قوة اقتصادية حقيقية تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، فضلًا عن ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي للبحث العلمي والتعاون الصناعي، مع التركيز على الحلول المستدامة المبتكرة للتحديات العالمية.

وأكد الدكتور أيمن عاشور أن المعرض يمثل فرصة مهمة للباحثين لاستكشاف أحدث حلول الابتكار، وبناء شراكات دولية، وتقديم نماذج ناجحة للتعاون بين الأكاديميا والصناعة، كما يمثل منصة استراتيجية للحكومات والمؤسسات لتبني التقنيات الجديدة ورفع القدرة التنافسية ودفع الناتج المحلي الإجمالي، في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتطبيق توجه الدولة نحو اقتصاد أكثر إبداعًا واستدامة.

ومن جانبها، أوضحت الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن معرض IRC EXPO 2025 يأتي في نسخته الأولى كخطوة متقدمة بعد النجاحات المتتالية لمعرض القاهرة الدولي للابتكار.

وتستمر فعالياته على مدار يومين كاملين، ويهدف لإبراز أفضل التقنيات والمبادرات، وأحدث التجارب التفاعلية والتطبيقات الذكية، ويمثل ملتقى للتعاون والتواصل، ومنصة عالمية تجمع الباحثين والمبتكرين والمستثمرين وصناع القرار من مختلف الدول.

ويشارك في المعرض أكثر من 25 دولة، وألف زائر، وعروض ديناميكية لأكثر من 250 ابتكارًا عالميًا، كما تتضمن الفعاليات 20 جلسة نقاشية، و50 اجتماعًا لعقد صفقات إنتاجية وتسويقية فعالة، لربط المبتكرين والباحثين بالشركاء الصناعيين، ويعرض الباحثون نتائج مشاريعهم من خلال 30 منتدى وجلسة مخصصة بمشاركة المستثمرين المحتملين والشركاء المؤسسين، بالإضافة إلى جلسات وورش عمل متخصصة تناقش التعلم التعاوني الذي يقود للاكتشاف، وتركز على التطبيقات العلمية للبحث بما يتماشى مع احتياجات الصناعة، وسبل نقل التكنولوجيا، وتدعم تحويل الأبحاث الجامعية إلى مشروعات تطبيقية ذات جدوى اقتصادية.

وأضافت الدكتورة جينا الفقي أن تنظيم المعرض بالتزامن مع اجتماع الجمعية العمومية للشراكة بين الأكاديميات، يفتح المجال لشراكات واسعة بين المؤسسات البحثية العالمية والقطاع الصناعي المحلي والدولي، ويمنح الباحثين فرصة لعرض ابتكاراتهم أمام مستثمرين محتملين، الأمر الذي يعزز دور البحث العلمي في دعم الاقتصاد القائم على المعرفة.

مقالات مشابهة

  • «قطر للبحوث» يدعم قدرات مجتمع البحث العلمي
  • حكم استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى العلمي ثم نسبته إلى النفس
  • هل يمكن أن تستمر أوروبا المُجَزَّأة في الازدهار
  • تفاهم بين «تريندز» و«الإمارات للفضاء» لتعزيز البحث العلمي
  • حزب الوعي: حديث الرئيس في أكاديمية الشرطة تجديد لرسائل الوعي وبناء الإنسان
  • كيف يمكن الحفاظ على صحة الأمعاء؟
  • المذنب الضيف 3آي/أطلس.. لم لا يمكن اعتباره مركبة فضائية؟
  • مصر تُطلق IRC EXPO 2025: منصة عالمية لربط البحث العلمي بالصناعة بمشاركة 25 دولة
  • منتخب مصر يتأخر بهدف الشوط الأول أمام كاب فيردي في بطولة العين الدولية
  • انطلاقة دورة تدريبية متخصصة في عدن لتعزيز الوعي بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية