الجديد برس:

نجحت حركة أنصار الله الحاكمة في شمال اليمن، في اختبار صاروخ فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب، وصلت سرعته إلى 8 ماخ، وقالت مصادر يمنية لوكالة ريا نوفوستي إن اليمنيين يستعدون لإدخال المنتج الجديد في ترسانتهم العسكرية والبدء في إنتاج كميات كبيرة من هذه الصواريخ لشن هجمات في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، وكذلك ضد أهداف في إسرائيل.

حسناً، ماذا يمكنني أن أقول – إذا استمر الغرب في التصرف بنفس الطريقة، فإن اليمن، بعد كوريا الشمالية، سيكون لديهم برنامجهم الفضائي الخاص بهم، ولا تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها فعل أي شيء حيال اليمنيين، وامتلاك ما لا يقل عن عشرات من الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وعالية الدقة، فإن هؤلاء “الأشخاص المتخبطين” الذين عادة ما يكونون موضع سخرية في المجتمع الغربي، يمكن أن يصبحوا القشة التي تكسر لعبة الغرب بأكملها في الشرق الأوسط.

وستكون العواقب هائلة، وسيتعين تعزيز نظام الدفاع الصاروخي لحلفاء الولايات المتحدة – ولكن لن يكون هناك ما يكفي من “الوطنيين” للجميع، وسيكون تصنيعها مكلفًا ويستغرق وقتًا طويلاً، لهذا سيتعين على الأمريكيين السير في البحر الأحمر والمناطق القريبة منه بحذر شديد، وستواجه أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تهديداً نوعياً جديداً.

لقد تبين الآن أن الصواريخ فرط صوتية هو “معادل عظيم” ليس أسوأ من مسدس الكولونيل كولت. والآن يستطيع اليمن التحدث مع الولايات المتحدة على نفس المستوى العسكري التقني، لأن برنامج تفوق سرعتها سرعة الصوت الأمريكي لن ينطلق – بالمعنى الحرفي للكلمة.

*إيلينا بانينا – صحفية وكاتبة روسية تعمل في معهد روسترات للعلاقات الدولية في موسكو

رابط المقال:

https://russtrat.ru/analytics/14-mart-2024-1839-12409

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط وامتداد الأزمة

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حقَّ الفلسطينيين في التمتّع بالكرامة والعدالة وحقّ تقرير المصير، ودعا إلى إنهاء الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في الاجتماع الخاص المنعقد في نيويورك: إن حقوق الشعب الفلسطيني خلال العامين الماضيين انتُهكت بشدّة. وشدّد على الحقّ غير القابل للإنكار للشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة، وطالب مجدّدًا بإنهاء الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية، مؤكّدًا أنّ «... الوقت قد حان لإنهاء الاحتلال غير القانوني الذي تمارسه إسرائيل».

بالتزامن مع هذا التصريح من الأمين العام للأمم المتحدة، أطلق بنيامين نتنياهو، على الرغم من توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، موجة جديدة من الهجمات العسكرية على الحدود اللبنانية والسورية، ووضع الحدود الجنوبية للبنان بشكل متواصل تحت نيران المدفعية والغارات الجوية الإسرائيلية. وبذلك يجري عمليًّا انتهاك إعلان وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية-السورية مع إسرائيل بصورة مستمرة، فيما يواصل نتنياهو تقويض ترتيبات وقف القصف والهجمات على هذه المناطق الحدودية، ولا سيّما مع لبنان.

المشهد الأمني العام في جنوب لبنان، وكذلك على الشريط الحدودي بين سوريا وإسرائيل، بات بالغ التأزّم، واندلعت موجة جديدة من نزوح المواطنين اللبنانيين والسوريين من المناطق التي تتعرّض لنيران المدفعية أو للقصف الجوي من قِبل الجيش الصهيوني، لتعود المنطقة مرّة أخرى إلى حالة من انعدام الأمن. ورغم اتساع رقعة التظاهرات الاحتجاجية في أغلب المدن الأوروبية وفي الولايات المتحدة ضدّ حكومة نتنياهو وضد استمرار نهجه العسكري في منطقة الشرق الأوسط، فإنّ معظم المحللين السياسيين في أمريكا يعتقدون أنّ الموجة الجديدة من الهجمات العسكرية التي تشنّها حكومة نتنياهو في لبنان وسوريا تتمّ بضوءٍ أخضر من دونالد ترامب لنتنياهو.

ذلك أنّ استراتيجية ترامب حيال الشرق الأوسط لا تقوم على تحقيق أمن مستدام، بل إنّ استمرار الهجمات العسكرية والجوية الإسرائيلية على الحدود السورية واللبنانية يجري في إطار تنسيق بين نتنياهو وترامب. ومن هذه الزاوية، ما دام «ترامب ونتنياهو» يتحرّكان في الاتجاه نفسه وبالتناغم عينه، ستبقى المنطقة واقفة على عتبة أزمات متعاقبة ومتنوّعة، تتوالى مرحلة بعد أخرى.

إنّ المجازر وعمليات القتل الجماعي التي يتعرّض لها الناس في غزة، والتي تحوّلت اليوم إلى أرضٍ مدمَّرة، هي ثمرة التنسيق في تنفيذ مخططات ترامب ونتنياهو، رغم أنّ جزءًا من المجتمع الإسرائيلي يُظهر تبرّمه من هذا الواقع، وقد اضطر بعضهم إلى اللجوء إلى دولٍ محيطة بإسرائيل.

إنّ الاستراتيجية الشرق أوسطية لترامب ونتنياهو تقوم على صناعة اللااستقرار وفرض حالة الطوارئ في عموم المنطقة، بحيث لا يُتَصوَّر بلوغ أيّ مستوى من الثبات والهدوء إلا عبر القبول بالصورة التي يرسمانها هما للشرق الأوسط. وبالنظر إلى مقاربة ترامب ونتنياهو، فإنّ الشرق الأوسط اليوم غارق في أزمةٍ لا يستطيع كثير من المحللين السياسيين في الغرب توقّع نهايتها.

كثيرون يعتقدون أنّه ما دام ترامب ونتنياهو يتوليان دفّة السياسة في الإقليم، فإن دول الشرق الأوسط ستنتقل من أزمة إلى أخرى، وستجد نفسها دائمًا مضطرة للامتثال لشروط الأزمات المتناسلة التي يفرضها نتنياهو وترامب ويمدّدانها. ويرى عدد كبير من الخبراء السياسيين في الغرب أنّ ترامب قد سلّم مفتاح الشرق الأوسط وطريقة إدارة السياسة فيه إلى نتنياهو، وأنّ الأخير لا يرى في الممارسة السياسية في هذه المنطقة إلا إعادة إنتاجٍ لأزمة فوق أخرى، ويواصل ترجمة هذا التصوّر على أرض الواقع.

ويذهب كثير من المحللين السياسيين الغربيين إلى أنّه في المستقبل القريب، ومع استمرار التحالف الوثيق بين ترامب ونتنياهو، لا يمكن التعويل على شرق أوسطٍ مستقرٍّ يسير في طريق النمو والسكينة. فالمنطقة ستبقى، فعليًّا أو بالقوة الكامنة، مركزًا لإنتاج شتّى أشكال الاضطرابات والأزمات. ومن الضروري البحث عن جذور عدم استقرار الشرق الأوسط في هذا الترابط بين ترامب ونتنياهو وفي نظرتيهما إلى مجمل هذه المنطقة؛ إذ إنّ ترامب يرى في نتنياهو شريكَه وحليفه الاستراتيجي في مقاربة قضايا الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعلق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية
  • الشرق الأوسط وامتداد الأزمة
  • ووزير الدفاع في لقاء مع رجل بريطانيا الأول في الأمن الإقليمي: استكمال التحرير يبدأ بتقوية القوات المسلحة ومواجهة الحوثيين.. عاجل
  • الأقوى يكتب رواية الهيمنة بين الأقوياء والضعفاء
  • عمر سلطان العلماء أول قائد دولي من الشرق الأوسط في عضوية إدارة «مجلس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي»
  • واشنطن تطلق أول سرب من الطائرات المسيّرة الهجومية في الشرق الأوسط
  • أمريكا تعلن إنشاء وحدة مسيرات في الشرق الأوسط
  • الرئيس تبون: لا سلم في الشرق الأوسط إلا بحل عادل للشعب الفلسطيني
  • هاني محروس يفوز بجائزة أفضل مهندس صوت في الشرق الأوسط 2025
  • ما العوامل التي قد تحدد نجاح جراحة استبدال الورك قبل إجرائها؟ دراسة جديدة تكشف ذلك