أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "هل من مات في رمضان يدخل الجنة بغير حساب؟ حيث توفي أحد أقاربي في شهر رمضان وهو صائم، وأثناء دفنه قال أحد الناس لأبنائه بغرض مواساتهم: "إن مَنْ مات في شهر رمضان سيدخل الجنة بغير حساب"، لكن أحد الحاضرين أنكر عليه قوله هذا، بحجة أن ذلك القول مخالف للسنة؛ لأنه لم يرد به نص.

فما حكم الشرع في ذلك؟".

لترد دار الإفتاء موضحة أن العبد المؤمن إذا مات وهو صائم في شهر رمضان فإنه يُرجَى له دخول الجنة كما نصت بذلك الأحاديث النبوية الصحيحة، أما بالنسبة لما يقوله البعض بأن مَنْ مات في شهر رمضان فإنه سيدخل الجنة بغير حساب، فإنه يحمل على الرجاء وإحسان الظن بالورود على الله، وخصوصًا وقد اختار للمتوفى من الأيام ما يوافق حسن الوعد النبوي المذكور في الحديث، حيث إن الجنة قد فتحت وزخرفت لمن مات في شهر رمضان.

خاب وخسر من ضيعها.. أثمن 3 ساعات في رمضان يستجاب فيها الدعاء صلاة تجعل بيتك يشع نورا في رمضان يراه أهل السماء.. لا تتركها طول الشهر هل من مات في رمضان يدخل الجنة بغير حساب؟

أما بالنسبة لما يدور على ألسنة بعض الناس: أن مَنْ مات في شهر رمضان فإنه سيدخل الجنة بغير حساب. فهذا وإن لم يرد به نص، لكنه موافق في معناه للأحاديث التي ذكرناها من كون صيام شهر رمضان سبب في مغفرة الذنوب، وأن العبد إذا مات وهو صائم دخل الجنة.

قال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (4/ 6، ط. دار الوفاء): [قد يكون فتح أبواب الجنة هنا عبارة عما يفتح الله على عباده مِن الطاعات المشروعة فى هذا الشهر الذى ليست فى غيره من الصيام والقيام وفعل الخيرات، وأنَّ ذلك أسباب لدخول الجنة وأبواب لها، وكذلك تغليق أبواب النار] اهـ.

وقال أبو العباس القرطبي في "المفهم" (3/ 136، ط. دار ابن كثير): [وقوله: «فُتِّحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين»، فتحت: بتخفيف التاء، وتشديدها. ويصح حمله على الحقيقة، ويكون معناه: أن الجنة قد فتحت وزخرفت لمن مات في شهر رمضان؛ لفضيلة هذه العبادة الواقعة فيه، وغلقت عنهم أبواب النَّار؛ فلا يدخلها منهم أحدٌ مات فيه] اهـ.

بناءً على ما سبق، فإن العبد المؤمن إذا مات وهو صائم في شهر رمضان فإنه يُرجَى له دخول الجنة كما نصت بذلك الأحاديث النبوية الصحيحة، أما بالنسبة لما يقوله البعض بأن مَنْ مات في شهر رمضان فإنه سيدخل الجنة بغير حساب، فإنه يحمل على الرجاء وإحسان الظن بالورود على الله، وخصوصًا وقد اختار للمتوفى من الأيام ما يوافق حسن الوعد النبوي المذكور في الحديث، حيث إن الجنة قد فتحت وزخرفت لمن مات في شهر رمضان.

فعل كان يكثر منه النبي والصحابة في رمضان .. علي جمعة يوضحه ترك المرأة الصلاة والصوم برمضان لهذا السبب لا ينقص من أجرها شيئا..الإفتاء توضح الموت على طاعة الله تعالى سبب في حصول حسن الخاتمة ودخول الجنة

أنعم الله عزَّ وجلَّ على هذه الأمة بشهر رمضان الكريم، فما مِن مسلم يتقرب إلى مولاه في هذا الشهر بالصيام والقيام والصدقة وقراءة القرآن وغير ذلك من أنواع الطاعات إلا ونال الثواب الجزيل والأجر العظيم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".

وقد جاء في السنة النبوية أحاديث تؤكد أن المسلم إذا أخلص نيته لله في صيام شهر رمضان كان ذلك سببًا لغفران ذنوبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» أخرجه البخاري.

ومعلوم أن غفران الذنوب والموت على طاعة الله تعالى سبب في حصول حسن الخاتمة ودخول العبد المؤمن الجنة؛ فعن حذيفة رضي الله عنه قال: أَسْنَدْتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى صدري فقال: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، وأورده الإمام السيوطي في "شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور" تحت باب "أحسن الأوقات للموت".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: من مات فی وهو صائم فی رمضان ن مات فی فإنه ی

إقرأ أيضاً:

آخر موعد لذبح الأضحية في العيد.. «الإفتاء»: لا تتجاوز أيام التشريق

الأضحية من الشعائر التي يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل، ويحرص المسلمون على ذبح الأضاحي سنة عن النبي محمد، ولكن للأضحية وقت معين، فمتي يبدأ وقت الأضحية؟، لذا نوضح خلال السطور التالية آخر موعد لذبح الأضحية في أيام التشريق، وفقا لما أوردته دار الإفتاء المصرية في حديثها عن ذبح الأضحية.

موعد آخر وقت لذبح الأضحية في أيام التشريق

وذكرت دار الإفتاء المصرية، أنّ آخر موعد لذبح الأضحية ينتهي بنهاية أيام التشريق، والتي توافق غروب شمس الثالث عشر من شهر ذي الحجة، أي في اليوم الرابع من عيد الأضحى المبارك، وهذا رأي عدد من الصحابة والتابعين، اعتمادا على رأي الإمام الشافعي وقول للحنابلة واختيار ابن تيمية، ودليلهم في ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن حبان عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه قال: «كلُّ أيام التشريق ذبح».

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الأفضل أن يعجل المضحي بالذبح قبل غروب شمس الثاني عشر من شهر ذي الحجة، وهو ثاني أيام التشريق، وذلك للخروج من الخلاف الدائر بين الجمهور.

أفضل موعد لذبح الأضحية في أيام التشريق

وأوضحت أنّ أفضل موعد لذبح الأضحية، هو اليوم الأول من أيام العيد، وهو يوم عيد الأضحى المبارك، وذلك بعد أن يفرغ الناس من صلاة العيد، فاليوم الأول هو أفضل من غيره، لأن فيها مسارعة إلى الخير، وعملًا بقوله تعالي: «وسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» [آل عمران: 133]،  والمقصود بالمسارعة هي المسارعة بالأفعال التي تكون سببًا للمغفرة والجنة.

تقسيم الأضحية

وأكدت دار الإفتاء أنه يستحب للمضحي أن يأكل من الأضحية ويطعم غيره منها ويدخر بعضها، لقوله تعالى: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 28]، مشيرة إلى أن أفضل طريقة لتقسيم الأضحية هي أن تقسم الأضحية أثلاثًا، ويعطي منها للفقير والغني، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال في أضحية النبي صلى الله عليه وسلم: «ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤَّال بالثلث».

مقالات مشابهة

  • فضل يوم عرفة.. وهل يجوز صيامه لمن لم يصم الثمانية أيام قبله؟
  • ما حكم صيام أول أيام عيد الأضحى؟.. الإفتاء توضح
  • آخر موعد لذبح الأضحية في العيد.. «الإفتاء»: لا تتجاوز أيام التشريق
  • ما هو يوم الحج الأكبر ولماذا سمي بهذا الاسم؟.. الإفتاء تُجيب
  • المنتخب الفيتنامي يخشى حر العراق.. كاساس: لا نفكر بغير الفوز غداً
  • ماذا يقول الحاج في السعي بين الصفا والمروة؟.. «الإفتاء» تجيب
  • دعاء اليوم الرابع من ذي الحجة.. «اللهم إني أسألك الجنة»
  • حكم صيام يوم عرفة لـ الحاج.. «الإفتاء» تُجيب
  • هل يجوز صيام 7 أيام فقط من ذي الحجة؟.. «الإفتاء» توضح
  • متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى ومتى ينتهي؟