إعداد: فرانس24 تابِع |

.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الانتخابات الروسية الحرب في أوكرانيا ريبورتاج سوريا بشار الأسد ثورة ذكرى إدلب إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل الولايات المتحدة السعودية دبلوماسية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا

إقرأ أيضاً:

لغتنا الجديدة

في خضم الثورة التكنولوجية المتسارعة، يشهد عالمنا تحولاً جذرياً في طرق التواصل والكتابة؛ حيث يبدو أن الذكاء الاصطناعي في طريقه لاستبدال الأساليب التقليدية للكتابة؛ لتحل محلها أنظمة تعتمد على الصوت والصورة والكلام المنطوق؛ ما يطرح تساؤلاً مصيرياً حول مصير اللغة العربية، وتحديداً الفجوة العميقة بين لغتها المكتوبة الفصيحة ولهجاتها المحكية أو المنطوقة المتعددة. لطالما شكل هذا الازدواج اللغوي تحدياً كبيراً في الحياة الثقافية والتعليمية حول العالم العربي؛ فاللغة المكتوبة تظل لغة القرآن والأدب والصحافة الرسمية، بينما الحياة اليومية تدور بمائة لهجة محكية تختلف من قطر لآخر، بل ومن منطقة لأخرى داخل البلد الواحد. والسؤال الملح الآن: هل ستكون الثورة القادمة في تحويل الكلام المنطوق إلى نصوص مكتوبة عبر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي فرصة تاريخية لسد هذه الفجوة، أم أنها ستعمق الهوة؟ التوقعات حول هذا السؤال تنقسم إلى اتجاهين رئيسيين؛ يتوقع فريق أن تقنيات التعرف على الصوت وتحويله إلى نص مكتوب خاصة مع تطور النماذج اللغوية الكبيرة، التي قد تخلق شكلاً جديداً من الكتابة؛ فإذا تم تدريب هذه الأنظمة على اللهجات المحكية المحلية المختلفة، فقد تنتج لغة كتابية هجينة تقترب من العامية، ولكن بأسلوب مبسط ومقنن؛ ما قد يخلق جسراً بين العالمين. هذا الشكل الجديد قد يصبح أداة اتصال يومية، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي وفي الرسائل النصية. في المقابل، يرى فريق آخر أن هذه التقنية قد تؤدي إلى نتائج عكسية؛ فبدلاً من محاولة جعل الآلات تفهم اللهجات، قد يضطر المستخدمون إلى تعديل كلامهم ليكون أقرب إلى الفصحى؛ كي تتمكن الأنظمة من فهمهم بدقة. هذا قد يعزز بشكل غير مباشر مكانة العربية الفصحى كلغة تواصل مع الآلة، ويحفز المستخدمين على تعلمها واستخدامها بشكل عملي يومي. بين هذا التوقع وذاك تبرز حقيقة أن التكنولوجيا ليست محايدة؛ بل هي أداة تتشكل وفقاً لقرارات البشر الذين يصممونها. مستقبل العلاقة بين العربية الفصحى واللهجات المحكية المحلية في عصر الذكاء الاصطناعي سيعتمد بشكل كبير على التوجهات، التي تتبناها الشركات التقنية الكبرى، وجهود علماء اللغة العربية في توجيه هذه التطورات. إنها لحظة حاسمة تتطلب تدخلاً واعياً لضمان أن تكون هذه الثورة التقنية جسراً للتواصل والوحدة، وليس عاملاً مزيداً من التفتيت.

مقالات مشابهة

  • رغم مرور 50 عاما.. طلاب يمنيون يفاجئون معلمهم المصري
  • لغتنا الجديدة
  • الداخلية السورية: مقتل عناصر أمن بإطلاق نار
  • مقتل 4 عناصر أمن سوريين بهجوم مسلح في ريف إدلب
  • سوريا.. مقتل 4 من عناصر أمن الطرق إثر هجوم جنوب إدلب
  • عاجل | سانا: استشهاد 4 عناصر من قوى الأمن وإصابة خامس جراء إطلاق مسلحين النار عليهم بمعرة النعمان في ريف إدلب
  • وفاة شخص في حادث مرور بخنشلة
  • مؤكدة الالتزام بدعمهم.. الجامعة العربية تحيي اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • وزارة العدل وحقوق الإنسان تحيي ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء
  • عايدة الأيوبي تحيي حفلا غنائيا فى الشيخ زايد.. 18 ديسمبر