الانتخابات الإسبانية.. هل تُحدد مستقبل العلاقات بين المغرب واسبانيا؟.. مراقبون يرون أن “الشراكة” بين الرباط ومدريد قد تصبح نموذجا للتعاون في المنطقة.. سيناريوهات متعددة لما بعد الاستحقاق
تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT
الرباط ـ “رأي اليوم” ـ نبيل بكاني: يحتل المغرب وعلاقاته مع إسبانيا أحد موضوعات الصدارة في التنافس السياسي الجاري حاليا في إسبانيا، بين اليمينيين والاشتراكيين ومن يدور في فلكهما. ويعود ذلك إلى أن العلاقات بين مدريد والرباط حاضرة بقوة، لا سيما في ما يتعلق بقضايا الأمن والهجرة غير الشرعية، ومقترح الحكم الذاتي، ومدينتي سبتة ومليلية، واتفاقية الصيد البحري ورسم الحدود البحرية وغيرها.
وعلى الرغم من أن العلاقات بين البلدين شهدت بعض التوتر في السنوات الأخيرة، إلا أنها عادت إلى التحسن في الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن قام المغرب بفتح معبر باب سبتة في وجه البضائع والمواطنين المغاربة، وذلك بعد أن ظل مغلقا لمدة عامين بسبب جائحة كورونا. ويرى مراقبون مغاربة أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد مرحلة جديدة من التعاون والشراكة، وذلك في ظل وجود رغبة مشتركة لدى البلدين في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. ويرى بعض المراقبين أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا قد تصبح نموذجا للتعاون بين دول المنطقة، وذلك في ظل وجود العديد من التحديات التي تواجه المنطقة، مثل الإرهاب وهجرة غير شرعية. وفي هذا الصدد، أجمع عدد من المحللين المغاربة على “إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تسير في الاتجاه الصحيح، وذلك بعد أن تم تجاوز الخلافات التي كانت قائمة بين البلدين في السنوات الأخيرة”. ويرى هؤلاء، أن المغرب وإسبانيا لديهما العديد من المصالح المشتركة، وأنهما يسعيان إلى تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. الانتخابات العامة الإسبانية أفرزت توازنا رفيعا في القوة، حيث حصل الحزب الشعبي على 136 مقعدا، والحزب الاشتراكي على 122 مقعدا، وحزب فوكس اليميني على 33 مقعدا، وحزب سومار على 31 مقعدا. ورغم حصول الحزب الشعبي على أكبر عدد من المقاعد، إلا أنه لم يحصل على الأغلبية المطلقة، والتي تبلغ 176 مقعدا. وهذا يعني أنه سيحتاج إلى الحصول على دعم الأحزاب الأخرى لتشكيل الحكومة. وهناك العديد من الاحتمالات بشأن ما سيحدث بعد الانتخابات. فمن الممكن أن يتمكن الحزب الشعبي من الحصول على دعم الأحزاب الصغيرة، مثل حزب خونتس وحزب اسكويرا وحزب بيلدو، لتشكيل الحكومة. ومن الممكن أيضا أن يتمكن الحزب الاشتراكي من الحصول على دعم هذه الأحزاب لتشكيل الحكومة. ومن الممكن أيضا أن تؤدي الانتخابات إلى سيناريو جديد، حيث يضطر الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي إلى الدخول في مفاوضات مع الأحزاب الصغيرة لتشكيل ائتلاف حكومي. كما يمكن أن تؤدي الانتخابات إلى سيناريو آخر، حيث تضطر الأحزاب السياسية إلى الذهاب إلى انتخابات جديدة، إذا لم يتمكن أي حزب من تشكيل حكومة. وعلى الرغم من أن الانتخابات أفرزت توازنا رفيعا في القوة، إلا أن الأمر سيتضح في الأيام القادمة ما إذا كان الحزب الشعبي سيتمكن من تشكيل الحكومة، أم أن الأحزاب السياسية ستضطر إلى الذهاب إلى انتخابات جديدة. ويواجه ألبرتو نونيز فيخو، زعيم “الحزب الشعبي” اليميني، تحديات كبيرة في حال فوزه بالانتخابات العامة الإسبانية التي تجري الأحد. من أبرز التحديات التي سيواجهها فيخو الدفاع عن مصالح إسبانيا داخل الاتحاد الأوروبي. الا أن هناك العديد من القضايا الخلافية بين إسبانيا والاتحاد الأوروبي، مثل قضية الهجرة والميزانية الأوروبية. وسيواجه فيخو أيضاً تحدي العلاقات الدقيقة مع المغرب. فإسبانيا والمغرب هما جيران، ويشتركان في العديد من القضايا المشتركة، مثل الهجرة والاقتصاد. إلا أن العلاقات بين البلدين شهدت بعض التوتر في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب قضية الصحراء. على الرغم من هذه التحديات، إلا أن فيخو يتمتع بشعبية كبيرة في إسبانيا. فقد فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الشعبي، وحصل على دعم العديد من الناخبين. وإذا فاز في الانتخابات العامة، فمن المتوقع أن يشكل حكومة يمينية في إسبانيا. ويرى المحلل السياسي الإسباني خافيير نونيز أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد مرحلة جديدة من التعاون والشراكة، وذلك في ظل وجود رغبة مشتركة لدى البلدين في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. وأضاف نونيز أن المغرب وإسبانيا يواجهان العديد من التحديات المشتركة، مثل الإرهاب وهجرة غير شرعية، وأنهما يسعيان إلى التعاون من أجل مواجهة هذه التحديات. وقال الخبير في الشأن الدولي محمد تاج الدين الحسيني إن التطور الإيجابي للعلاقات بين المغرب وإسبانيا لن يتوقف، وذلك بغض النظر عن نتائج الانتخابات الإسبانية. وأوضح أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، أن الحزب الشعبي الذي فاز في الانتخابات لن يكون قادراً على تشكيل حكومة بمفرده، وسيحتاج إلى الحصول على دعم الأحزاب الأخرى. وأضاف أن هذه الأحزاب لن تدعم الحزب الشعبي إذا لم يتعهد بتحسين العلاقات مع المغرب. وأكد الحسيني أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وذلك بعد أن تجاوزت الخلافات التي كانت قائمة بين البلدين في قضية الصحراء.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
مستقبل وطن يستقبل وفداً من السفارة الصينية لتعزيز الدبلوماسية الحزبية
شهد مقر الأمانة المركزية لحزب مستقبل وطن، زيارة وفد من السفارة الصينية بالقاهرة، بهدف تعزيز دور الدبلوماسية الحزبية وبناء جسور التواصل بين قيادات وأعضاء الحزب مع القوى السياسية والحزبية الدولية.
كان في استقبال الوفد، النائب كريم درويش، الأمين العام المساعد للحزب، والنائب عاطف ناصر، الأمين العام المساعد للحزب، والنائبة سحر البزار، أمين العلاقات الخارجية المركزي بالحزب، والنائب محمد زكي الوحش، أمين الصحة المركزي بالحزب، والنائب كريم بدر، أمين البيئة المركزي بالحزب.
وضم وفد السفارة الصينية بالقاهرة، السيدة Wang Zijuan، الوزيرة المستشارة للعلاقات مع الأحزاب السياسية المصرية، والسيدة Lu Chenxi المستشارة للشؤون البرلمانية.
وقدم وفد حزب مستقبل وطن شرحا تفصيليا حول تاريخ تأسيس الحزب واستراتيجيته وأهدافه العامة، فضلا عن أهم المحطات التنظيمية والنيابية التي مر بها وصولا لتكوينه الأغلبية النيابية، وضخ دماء جديدة داخل الهيكل التنظيمي والقيادات، معتمدا على كوادر نسائية وشبابية مميزة، مع تعزيز قنوات التواصل بين الأمانة المركزية وكوادر الحزب في كافة محافظات الجمهورية، لتنفيذ عدد هائل من المبادرات والمؤتمرات الجماهيرية واللقاءات الدورية مع أعضاء الحكومة.
كما جدد الحزب خلال اللقاء موقفه الرافض لأي محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، مؤكداً دعمه التام لجهود القيادة السياسية للحفاظ على الأمن القومية فضلا عن التأكيد على دعم مصر وقف إطلاق النار وعدم التصعيد في الشرق الأوسط ، والتحذير من اتساع رقعة النزاع، والالتزام بكافة قواعد القانون الدولي والحل السياسي السلمي.
من جانبه، أكد وفد السفارة الصينية، اعتزازه بتطور العلاقات المصرية الصينية في كافة المجالات خلال السنوات العشر الماضية بفضل الثقة المتبادلة والصداقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينج ، بحيث أصبحت نموذجا يحتذى به في دعم الأمن والسلام والتنمية.
وأعرب الوفد الصيني عن تقدير بكين لمكانة ودور مصر المحوري في الشرق الأوسط وأفريقي، ولجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق التنمية الشاملة والتقدم والازدهار.
وثمن وفد السفارة الصينية بالقاهرة، مبادرات حزب مستقبل وطن والتي ظهرت بشكل قوي في الشارع، وتعبر عن تطور أداء الحزب الملحوظ خلال العامين الماضيين من خلال إطلاق فعاليات ومبادرات مؤثرة وملموسة في الشارع المصري في كافة المحافظات.
ووجه وفد السفارة الصينية بالقاهرة، دعوة رسمية لحزب مستقبل وطن، لزيارة الصين والتعرف علي تجربة الحزب الشيوعي الصيني، بهدف تعزيز الدبلوماسية الحزبية وتبادل الخبرات بين الطرفين في مجالات متعددة.
وشهد اللقاء تبادلاً للخبرات الحزبية والنقاش حول التجربة الديمقراطية المصرية التي أصبحت بمثابة نموذج عالمي يُقتدى به، فضلًا عن مناقشة قضايا دولية وإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
الجدير بالذكر أن الحزب استضاف سابقاً وفداً من السفارة الأمريكية بالقاهرة يوم 29 مايو بهدف بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والعلاقات الثنائية بين البلدين والتعامل مع التحديات الإقليمية.