الطيب دخان: آه لو تنزل قليلا… من برجك العاجي
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
الطيب دخان ياسيدي…المحترم…. لترى الناس ماذا يجري لهم….. وتطوف على الشوارع والمنازل… والقرى والبوادي والصحاري… فترى ماتخفيه تلك الخيم…. من آهات.. ومآس… وألم… وترى الناس ….. بعضهم يقتات خبزا يابسا…. والبعض يحيا بالعدم…. ومن حولك يفترشون الحرير…. والآخر في العراء ينم…. يحيط بك الفارهون في مراكبهم… وملابسهم.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
الجهل بالذات
قد يعيش الإنسان عمره كاملاً، ويتقن كل شيء حوله.. العمل والعلاقات الواجبة، لكنه يعجز عن فهم نفسه. يركض خلف الإنجاز. يرضي الجميع، ويتكيّف مع الضغوط، لكنه لا يسأل من أنا؟ وماذا أريد حقًا؟ الجهل بالذات ليس نقصًا في المعرفة؛ بل غياب عن الذات وانفصال مؤلم عن الجذور.
الجهل بالذات يجعلنا نُعيد نفس الأخطاء، ونقع في نفس العلاقات، ونختار ما لا يناسبنا، ثم نتساءل.. لماذا نتعثر كل مرة؟ لأننا ببساطة لا نعرف من نحن، وكيف نُحب دون أن نفهم احتياجاتنا؟ كيف ننجح دون أن نُدرك قدراتنا؟ وكيف نعيش بسلام دون أن نصادق أنفسنا أولًا؟
حين نجهل ذواتنا؛ نصير فرائس سهلة لصوت الآخرين، نعتمد على تقييماتهم ونقيس قيمتنا برضاهم، نخاف من الرفض؛ لأننا لم نمنح أنفسنا القبول أولاً، نُرهق بمحاولة التشبه فنفقد أصالتنا شيئًا فشيئًا؛ حتى نصبح غرباء حتى عن أنفسنا.
ومع كل هذا، لا يُعد الجهل بالذات حكمًا مؤبدًا بل دعوة للاستيقاظ. رحلة المعرفة تبدأ حين نتوقف عن الهرب ونواجه أسئلتنا بصدق لماذا أغضب؟ لماذا أُرضي؟ لماذا أهرب من الوحدة؟ ومن أين يأتي هذا الحزن العالق في صدري؟ تلك الأسئلة تفتح أبواب النور، وتعيد الإنسان إلى نفسه.
ويجب أن لا يخفى علينا أن لا شيء أكثر تحررًا من أن تعرف من تكون. أن تمشي في الحياة بثبات لأنك صادق مع ذاتك؛ فمعرفة النفس ليست رفاهية؛ بل ضرورة وهي أول خطوة نحو حياة مليئة بالمعنى، والسلام والاختيار الواعي.
fatimah_nahar@