الصيام.. فرصة ذهبية للهدوء والراحة النفسية
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
تتكرر بعض مواقف الانفعالات والمشاجرات خلال ساعات الصوم، وكثيرًا ما يشعر الناس أنهم أسهل انفعالًا وتوترًا فى شهر رمضان خلال وقت الصيام، خاصة أنه يأتى بالتزامن مع بدء ارتفاع درجات الحرارة وبداية فصل الصيف، ونشاهد كثيرًا من الخلافات والمشادات بين بعض الناس، وتصل إلى السب والاهانة والاشتباك بالايدي، لاسباب بسيطة أو لا تستدعى حدوث مشاحنات، وقد يتعلل بعض الافراد أن هذا التوتر والعصبية الزائدة تعود إلى الصيام، أو أفتقاد المنبهات اليومية المعتادة مثل الشاى والقهوة والتدخين، والمؤكد أن الصيام برىء من كل ذلك، بل يعد الصيام فرصة ذهبية للهدوء والراحة النفسية، واستعادة التوازن النفسى المفقود طوال العام.
ويمثل شهر رمضان فرصة جيدة للكثير من الناس من أجل التخلى عن بعض العادات السيئة مثل التدخين أو السيطرة على التوتر والغضب، ويرى أطباء الصحة النفسية أن التخلص من تلك العادات يعتمد على الشخص نفسه، وعلى تصميمه الداخلى للإقلاع عن كل ما يضر صحته النفسية، ولكن ما تأثير ذلك على الصيام وكيف يضبط الصائم انفعالاته.
يجيب على ذلك الدكتور محمد خالد حسن، استشارى الأعصاب والطب النفسي، موضحًا عندما يكون الإنسان صائمًا فإنه يكون لديه شعور داخلى بأنه يقوم بشعيرة من أعظم شعائر الإسلام، ألا وهى فريضة الصيام، وأى شخص يستحضر ويستشعر هذا الإحساس النفسى الخاص، بروحانيه وشعوره بالقرب من الله سبحانه وتعالي، ينعكس على تصرفاته وسلوكياته، فنجد أنه أكثر هدوءًا وطمأنينة، وردود أفعاله غير عصبية، أما ما نراه من بعض الاشخاص وحدوث الإثارة والاندفاع والعصبية بسهولة ولأبسط الاسباب، وتحدث منهم مشاكل نراها فى الطرق وفى المواصلات، وعند البيع والشراء، فإن هؤلاء لم يستحضروا هذا الشعور العظيم، المتزايد فى هذا الشهر الكريم.
ويشير الدكتور محمد خالد حسن، الصيام يُعطى للإنسان إحساسًا بالطمأنينة، ويقترب به من الله سبحانه وتعالى، ممّا يُحقق له الإحساس بالهدوء النفسى والقرب من الخالق عزوجل، كما يقوى من تحمل الظروف الصعبة التى تواجهه فى الدنيا، مما يعطيه الراحة النفسية والهدوء والصبر على الابتلاء، إضافةً إلى ذلك فهو يساهم فى التخلص من مشاعر القلق والتوتر.
ويضيف الدكتور محمد خالد حسن، أن الصيام يجعل الشخص يتحكم فى أقوى غريزتين لدى الإنسان، ألا وهما الجوع والجنس، وعندما يتغلب الانسان على هذين الدافعين، وهما من أقوى الدوافع الإنسانية، ومن أقوى الغرائز البشرية، وعندها يتحكم ويسيطر الإنسان الصائم لمدة شهر كامل فى هذه الغرائز والدوافع الأقل قوة والأضعف شدة داخل الإنسان، ومما يؤكد هذا الكلام أن أعظم الانتصارات فى التاريخ الإسلامي، حدثت خلال شهر رمضان، وكان المقاتلون المسلمون صائمين، وهذا يؤكد أن رمضان شهر عمل وجهاد، وليس شهر كسل وخمول.
ويؤكد الدكتور محمد خالد حسن، على أن البحوث الحديثة أثبتت أن بعد صيام شهر كامل، يحدث تغيير لجميع خلايا الجسم، أى أنه اكتسب خلايا جديدة تغير من حالته النفسية، ومن تحمله للمصاعب والضغوط النفسية اليومية، التى يتعرض لها كل إنسان، ومن الناحية النفسية نعتبر أن شهر رمضان، يقوم فيه الشخص العادى بشحن بطارياته النفسية، ليستطيع أن يواجه ضغوط الحياة فى باقى العام.
وأشار الدكتور محمد خالد حسن، إلى أنه من الملاحظ أيضًا تحسن واستقرار حالات المرضى النفسيين، خلال شهر الصيام، وذلك لأن الصيام والقرب من الله يعطى الاطمئنان النفسي، وهو علاج أساسى لجميع الأمراض النفسية، مصداقًا لقول الله تعالى «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، ولذلك ننصح الصائمين باستحضار عظمة هذا الشهر الفضيل، وعظمة هذه الشعيرة التى تؤدى فيه، كى ينعكس ذلك على سلوك الإنسان فى التعامل مع الناس.
ويختتم الدكتور محمد خالد حسن، يمثل شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للكثير من الناس، للتخلص من بعض العادات السيئة مثل التدخين أو السيطرة على التوتر والغضب، وأن التخلى عن تلك العادات يعتمد على الشخص نفسه، وعلى إرادته وتصميمه واقتناعه للإقلاع عن كل ما يضر صحته النفسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
حوار الوفد مع الدكتور مبروك عطية عن ما لايذكرمن السيرة المطهرة وسبب ذلك
جعل الله سبحانه سيرة نبيه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم واله وصحبه وتابعيه بإحسان وسلم تسليما هداية للمؤمنين وقال الله فى سورة الاحزاب لقد كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً.
وفي حوار الوفد مع الدكتور مبروك عطية عن ما لايذكرمن السيرة المطهرة وسبب ذلك وقال السيرة النبوية هي الترجمة العملية للقرآن الكريم الذى كان خلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
وقد لاحظت ان هناك امورا لايعرفها كثير من الناس من سيرته صلي الله عليه وسلم ومن ذلك
عام الفرح
و كثير من الناس يعرف عام الحزن وهو العام الذى ماتت فيه السيدة خديجة رضي الله عنها وكانت سكنه ومؤازرته بمالها في نشر دعوته امنت به اذ كفر الناس وصدقته اذ كذبه الناس واعطته اذ منعه الناس ومات فيه عمه ابو طالب الذى مانالت منه قريش منالا يكرهه حتي مات لكن كثيرا من الناس ان هناك عاما اخر في حياة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم اسمه عام الفرح وهوالعام الذى فتح الله عز وجل مكة لرسوله صلي الله عليه وسلم حيث حطم صلي الله عليه وسلم الاصنام ودخل الناس في دين الله أفواجا.
وتعدد مواقف الفرح في حياة سيدنا محمد كفرحه بإسلام الغلام اليهودي واهم فرحه صلي الله عليه وسلم فرحه بالنعمة وان دقت ذكر السهيلي في كتابه الروض الانف ان اعرابيا اهداه صلي الله عليه وسلم قثاء صغيرة ففرح بها واكل منها ليريه انها تحفة وارسل منها الي زوجه ام سلمة وكانت معه في سفره ففرحت رضي الله عنها واكلت منها وسبب عدم ذكر ذلك اننا في الاعم الاغلب عشاق النكد نذيع من اخباره ما يحزننا ونكتم علي الاخبار المفرحة.
ولعلنا نلاحظ ان فرحنا بدقيق النعمة كاد يختفي وشاع علي ألسنة الكثير منا حين يهدي اليه شىء ماهذا وماذا قدم استقلالا لما جاءه واستخفافا بما قدم اليه.
والاسلام يدعو الي الفرح لادني ملابسه ولك ان تتأمل في ذلك قول الله ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله أي يوم ان يغلب الروم الفرس يفرح المؤمنون وذلك لان الروم اصحاب كتاب كالمؤمنين بخلاف الفرس الذين لا كتاب لهم يفرح المؤمنون بنصر من شابههم لا يفرحون بنصر الله تعالي اياهم.
كذلك يذكر من السيرة النبوية كثيرا من مواقف الجود والعطاء ومنها ان النبي صلي الله عليه وسلم اعطي رجلا ثمانين شاة لانه ضربه بقدح كان في يده الشريفة قائلا لعلنا اوجعناك مع ان الرجل لم يشتك وجعا فكيف يكر هذا من هو جريص شحيح.
ان الرجل يضرب اخاه ويكسر له عضوا من اعضائه ولا يعطيه شىء الا اذا حكت به المحكمة وقد يستأنف حتي يعفي من دفع شىء.
وذكر ذلك يدعو الناس الي جبر الخواطر من ضربوه وهم لايحبون جبر الخاطر لا كلاما دون العطاء.
اننا في حاجة الى ذكر مايدعونا الي خير من السعادة والفرح والجود و العطاء من سيرة خير من صلي وصام وعاش الحياة صلي الله عليه وسلم.