جريمة رداع.. غضب يمني وحقوقي وتبرير حوثي.. كيف تفاعل اليمنيون معها؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
أثارت جريمة تفجير جماعة الحوثي لمنازل مواطنين في محافظة البيضاء (وسط اليمن)، على رؤوس ساكنيها، تنديدا واسعا، في جريمة بشعة هزت أرجاء اليمن، فيما تقول الجماعة إن العملية فردية، وستعمل على إحالة مرتكبيها للتحقيق.
وفجر أمس الثلاثاء، أقدمت جماعة الحوثي، بعد تسييرها حملة عسكرية من العاصمة صنعاء على تفجير منازل على رؤوس ساكنيها في حارة الحفرة وسط مدينة رداع، في جريمة مروعة راح ضحيتها أكثر من 10 مواطنين من أسرة واحدة وهي عائلة المواطن محمد سعد اليريمي حيث قتلت الأسرة بالكامل (الأب والأم والأطفال)، فيما أصيب آخرون تحت انقاض المنازل، وفق مصادر محلية.
وأفاد ناشطون بأن الممثل الشخصي لعبدالملك الحوثي في البيضاء المدعو (حمود شثان) هو من وجّه وأشرف على جريمة تفجير البيوت فوق رؤوس ساكنيها في رداع.
ومساء الثلاثاء، شهدت مدينة رداع احتجاجات شعبية تنديدا بالمجزرة المروعة، حيث قطع مواطنون غاضبون الشوارع وأغلقت المحلات، مع اندلاع اشتباكات.
ويأتي تفجير المنازل على خلفية قيام شاب من آل "الزيلعي" بنصب كمين، مساء لأحد، لأطقم حوثية وسط مدينة رداع وقتل شقيق المشرف الأمني الحوثي المدعو "أبو حسين الهرمان" واثنين آخرين كانا معه على متن الطقم، فيما أصيب اثنان آخران؛ وذلك على خلفية مقتل شقيقه قبل حوالي عام برصاص مرافقي المشرف الحوثي الهرمان في سوق عريب للقات برداع.
وفي السياق أدانت الحكومة اليمنية الجريمة النكراء التي ارتكبتها جماعة الحوثي، في جريمة قالت إنها تعيد للأذهان مشاهد تفجير الاحتلال الإسرائيلي لمنازل الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، في تصريح صحفي، نقلته وكالة سبأ الرسمية، أن هذه الجريمة تكشف حقيقة الحوثيين، التي تدعي كذباً وزوراً حميتها وانسانيتها وتحركها لنصرة "غزة"، بينما تهدم مع اطلالة كل يوم بدم بارد منازل اليمنيين فوق رؤوس ساكنيها من النساء والاطفال، في مشهد لا يقل إجراما وبشاعة عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشار الارياني الى أن الجماعة صعدت جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين من قتل وتهجير وتفجير للمنازل، واعتدت على القرى والعزل في مختلف المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، في استنساخ لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وامتداد لمسلسل الارهاب المتجذر الذي تمارسه منذ الانقلاب، ضمن محاولاتها كسر إرادة اليمنيين واخضاعهم لمشروعها الانقلابي وافكارها المتطرفة المستوردة من إيران.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظمات حقوق الانسان، بإدانة صريحة لهذه الجريمة النكراء التي تندرج ضمن سياسات التهجير القسري للمدنيين وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، والشروع الفوري في تصنيف الجماعة "منظمة إرهابية"، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية.
وفي السياق اعترفت جماعة الحوثي، بارتكابها مجزرة رداع، وقالت على لسان المتحدث باسم داخليتها (غير المعترف بها) عبدالخالق العجري، إنها حدثت "نتيجة خطأ من قبل بعض رجال الأمن".
وفي محاولة لتبرئه قيادات الجماعة زعم المتحدث الحوثي أنه "وأثناء قيام الأمن بملاحقة المخربين قام بعض الأفراد كردة فعل غير مسؤولة باستخدام القوة بشكل مفرط وغير قانوني بدون العودة وأخذ التوجيهات من القيادة الأمنية او علم وزارة الداخلية".
كما تحدث عن "تشكيل لجان ميدانية مستعجلة للتحقيق في تفاصيل الحادثة، والتوجيه بضبط الجناة المتورطين في الحادثة وإحالتهم للعدالة"، وفق زعمه.
كذلك عضو المكتب السياسي للجماعة، حسين العزي، اعتبر ما حصل بالخطأ الفردي، وقال في تغريدة على منصة (إكس) "قد يكون جندي أحمق بسبب مقتل زملاءه وقد يكون عنصرا مدسوسا يتبع من وصفهم بالمرتزقة المتصهينين للاصطياد بالماء العكر"، الأمر الذي لاقت تغريدة العزي نقدا واسعا كما اعتبروها مغالطة وتدليس في محاولة تبرئة قيادة الجماعة وتنصلها من المسؤولية.
من جانبه أدان التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية، بأشد العبارات قيام جماعة الحوثي بتفجير منازل مواطنين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء على رؤوس ساكنيها.
وقال تحالف الأحزاب في -بيان- إن "هذه الجريمة المروعة ما هي إلا سلسلة وامتداد لنهج وسلوك المليشيا الحوثية الدموي المألوف والممتد على مدى السنوات الماضية وفي كل ربوع اليمن دون أدنى اكتراث لحرمة الزمان في شهر رمضان الفضيل، وهي تجسيد حقيقي لطبيعة المليشيا وبيان وجهها الكالح دون مواربة".
وأضاف بأن هذه الجريمة النكراء مثال واضح يكشف حقيقة جماعة الحوثي التي ما فتئت تدّعي حرصها وتعاطفها ومناصرتها للشعب الفلسطيني بينما تمارس بحق اليمنيين السلوك ذاته الذي يمارسه الاحتلال الصهيونى بحق الشعب الفلسطيني وبنفس الوحشية والغطرسة والاستكبار "وكأنهما ينهلان من نفس المورد ويتعلمان من بعضهما فنون التنكيل والإجرام والإبادة".
وعبر التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية عن رفضه وبشدة الصمت الأممي إزاء جرائم الحوثيين بحق الشعب اليمني، داعيا مجلس القيادة الرئاسي والحكومة للتحرك لإنجاز مشروع استعادة الدولة وانهاء الانقلاب والتمرد الحوثي بكل السبل المتاحة ووسائل النضال الوطني الإنساني الشامل.
من جهته أدانت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود"، الجريمة المروعة، وقالت إن جماعة الحوثي أقدمت على تفجير منزلين على رؤوس ساكنيها في حارة الحفرة بمدينة رداع بمحافظة البيضاء، وتسببت في وفاة تسعة أشخاص من أسرة واحدة، فيما لايزال عدد كبير من السكان تحت الأنقاض.
وأضافت المنظمة في بيان لها إن جماعة الحوثي دأبت منذ أكثر من عقدين من الزمن على إعتماد جريمة تفجير المنازل كأداة رئيسية لإرهاب المجتمع والتنكيل به، وتهجير السكان بهدف كتم أنفاس المواطنين وتهجير أكبر عدد ممكن من السكان غير الموالين لها، مشيرا إلى أن "هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وغير قابلة للنسيان".
البرلماني علي العمراني كتب "عدد المنازل التي فجرها الحوثي في اليمن 704 منزلا وقد نالت البيضاء النصيب الأكبر 118 منزلاً، لو كان الحوثي في فلسطين لفعل الشيء ذاته".
وأكد العمراني أن الفاشية الحوثية والصهيونية تتشابهان!
الكاتب التركي إسماعيل ياشا غرد بالقول "الجريمة المروعة التي ارتكبها الحوثي الإرهابي اليوم في محافظة البيضاء اليمنية تسجل أيضا كوصمة عار في جبين "المثقفين" الذين يقيمون في لندن والدوحة وإسطنبول ويلمعون الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران بحجة أنها تدعم غزة".
الإعلامي بشير الحارثي رد على تغريدة العزي بالقول "تخرج حملة بكامل عتادها وعدتها من أطقم ومدرعات وسلاح خفيف ومتوسط وثقيل مع فرقها الهندسية وأفرادها العسكرية وتقولوا هذا عمل فردي".
وأضاف الحارثي "لم يعد هناك أي حيلة أو كذبة تسوقوها للناس لقد استنفدتم كل قواميس الدجل والكذب والتظليل ولم يعد لديكم ماتظللوا به على الناس".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البيضاء مليشيا الحوثي تفجير المنازل على رؤوس ساکنیها جماعة الحوثی هذه الجریمة مدینة رداع
إقرأ أيضاً:
قطع رؤوس واغتصاب.. شهود يروون فظائع "فيلق إفريقيا" في مالي
قال عشرات من المدنيين الذين فروا من القتال لوكالة "أسوشيتد برس" إن وحدة عسكرية روسية جديدة حلت محل جماعة "فاغنر" ترتكب انتهاكات تشمل الاغتصاب وقطع الرؤوس، أثناء تعاونها مع جيش مالي لملاحقة المتطرفين.
وأفاد اللاجئون بأن "فيلق إفريقيا" يستخدم الأساليب نفسها التي كانت تتبعها "فاغنر"، في روايات لم تنشر في وسائل الإعلام الدولية حتى الآن.
وعرض لاجئان مقاطع فيديو لقرى أُحرقت على يد "الرجال البيض".
وقال اثنان آخران إنهما عثرا على جثث أقارب مع فقدان الكبد والكليتين، وهي إساءة سبق أن ذكرت الوكالة حدوثها في مناطق ارتبطت بـ "فاغنر".
وقال أحد زعماء القرى في مالي، الذي فر من المنطقة: "إنها سياسة الأرض المحروقة. الجنود لا يتحدثون إلى أحد. يطلقون النار على أي شخص يرونه. لا أسئلة ولا تحذير. لا يعرف الأشخاص حتى لماذا يتم قتلهم".
وأصبحت منطقة الساحل الشاسعة في غرب إفريقيا المكان الأكثر دموية في العالم من حيث نشاط الجماعات المتطرفة، مع مقتل آلاف الأشخاص.
وتحولت الحكومات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر من التحالف مع الغرب إلى روسيا طلبا للمساعدة في قتال المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة أو تنظيم "داعش".
وعندما حل "فيلق إفريقيا" محل "فاغنر" قبل ستة أشهر، كان المدنيون المنهكون يأملون بقدر أقل من الوحشية.
وتقول الأمم المتحدة إن جميع أطراف النزاع ارتكبت انتهاكات بحقهم.
لكن اللاجئين وصفوا موجة رعب جديدة على يد "فيلق إفريقيا" في هذه الأراضي الشاسعة والخارجة إلى حد كبير عن سلطة القانون، فيما قال محللون قانونيون إن موسكو تتحمل المسؤولية المباشرة.
وحققت وكالة أسوشيتد برس وصولا نادر إلى الحدود الموريتانية، حيث فر آلاف الماليين خلال الأشهر الأخيرة مع تصاعد القتال.
وتحدثت الوكالة مع 34 لاجئا وصفوا عمليات قتل عشوائية وعمليات خطف واعتداءات جنسية.
وتحدث معظمهم شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفا من الانتقام.
وقال زعيم القرية: "إنهم نفس الرجال ، يتقاضون رواتب من الحكومة، ويواصلون المجازر. لا فرق بين فاغنر وفيلق إفريقيا".
قصة من الميدان
كانت الساعة مبكرة في الصباح عندما كانت موجالوا تعد الشاي الأسود الحلو، حين سمعت أصوات إطلاق نار.
وبعد ثوان، توقفت سيارتان أمام خيمتها، وكانتا مليئتين برجال بيض ملثمين يصرخون بلغة أجنبية.
موجالوا، وهي راعية ماشية من شمال مالي، قالت إنها شهدت نصيبها من الفظائع خلال عقد من العنف، لكنها أكدت أن أحدا لم يكن بوحشية هؤلاء الرجال.
وقالت إن مسلحين كانوا يأتون من قبل، وكان أفراد الأسرة يفرون عادة عند سماعهم قدومهم. لكن قبل ثلاثة أشهر، تمّت محاصرتهم.
وأوضحت أن الرجال وصلوا برفقة جنود ماليين وأمسكوا بابنها البالغ 20 عاما، كوبادي. وسأله الجنود الماليون عما إذا كان قد رأى مسلحين. وعندما أجاب بالنفي، قاموا بضربه حتى فقد الوعي.
ثم قام الرجال بذبحه أمام عيني موجالوا، وهي عاجزة عن التدخل.
وأضافت أن الأسرة فرت، لكن المسلحين عثروا عليهم مرة أخرى في أواخر أكتوبر.
وفي هذه المرة، لم يطرحوا أسئلة. كانوا يرتدون أقنعة وملابس عسكرية. أخذوا كل ما تملكه الأسرة، من الحيوانات إلى الحلي.
وقالت إنهم جروا ابنتها أخادية البالغة 16 عاما، عندما حاولت المقاومة. ثم لاحظوا ابنتها الكبرى، فاطمة، فصرفوا النظر عن أخادية.
وأخذوا فاطمة إلى خيمتها. ومن دون تفكير، أمسكت موجالوا بيد أخادية وبدأتا الهرب، تاركتين فاطمة خلفهما. ومنذ ذلك الحين، لم يسمعوا عنها شيئا.
وقالت موجالوا وهي ترتجف: "كنا خائفين جدا. نحن نأمل أن تصل إلى هنا في وقت ما".
ويقول خبراء إنه من المستحيل معرفة عدد الأشخاص الذين يقتلون أو يتعرضون للاعتداء في مالي، خصوصا في المناطق النائية، في ظل القيود المتزايدة على وصول الصحفيين وعمال الإغاثة إلى البلاد.
وقال سوكرو جانسيز أوغلو، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في موريتانيا: "هناك الكثير من الأشخاص يتعرضون للاغتصاب والاعتداء والقتل. العائلات تتفكك، ولا شك في ذلك".
لكنه أضاف أنه "من الصعب أحيانا تحديد الجناة على وجه الدقة".
تساؤلات حول "فيلق إفريقيا"
قال إدواردو جونزاليس كويفا، الخبير المستقل للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في مالي، لوكالة أسوشيتد برس إنه طلب مرتين هذا العام من السلطات العسكرية في البلاد الإذن بزيارة، وأرسل إليهم استبيانا، لكنهم لم يردوا.
وأضاف أن حكومة مالي تعتبر التحقيقات في الانتهاكات المزعومة "غير مناسبة ومضرة بمعنويات القوات"، وذلك في أحدث تقرير قدمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس، مشيرا إلى أن "تصاعد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات من قبل جميع الأطراف يتسارع بسبب الإفلات من العقاب".