انتخابات رئاسية غير مسبوقة تشهدها السنغال يوم 24 مارس/آذار الجاري بعد اضطرابات واحتجاجات إثر قرار الرئيس ماكي سال تأجيل الانتخابات، قبل أن يقضي المجلس الدستوري بعدم قانونية التأجيل، وتحديد يوم الاقتراع. فأتت حملات المرشحين مقتضبة وسريعة، لكنها صاخبة بالمعنى السياسي.

لكن اللافت على المستوى السياسي تحذير زعيم المعارضة عثمان سونوكو من مغبة التلاعب بالانتخابات، وحمّل الرئيس الحالي مسؤولية ضمان سير العملية الانتخابية "بسلاسة وشفافية".

وتتولى الدولة تمويل الأحزاب السياسية في السنغال، لمكافحة التمويل السري وتوفير إمكانية متساوية لتمويل الحملات الانتخابية، لكن الأحزاب تحتفظ بتمويل ذاتي أيضا يتم جمعه عبر رسوم العضوية والأنشطة الاستثمارية. إلا أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة "كوست أوف بوليتيكس" أظهر أن 70% من المشاركين يشككون بوجود تمويل سياسي من جماعات ضغط سياسية.

وتحضر عناوين محددة في الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة، سواء من الائتلاف الحاكم أو المعارض أو المرشحين المنفردين، في مقدمتها البطالة، والصحة والتعليم والهجرة غير النظامية، وتدني المداخيل، وإعادة بناء مرافق الإنتاج، والاستفادة من الثروات الطبيعية، وإصلاح السياسة النقدية.

وأخفقت المعارضة في التوحد وراء منافس واحد لخوض الانتخابات، وهو ما قد يتسبب بتوزع أصوات الناخبين. لكن باسيرو ديوماي فاي يعد مرشحا للانتقال للجولة الثانية. بدوره، يمتلك أمادو با حظوظا كبيرة مستندا إلى دعم الحزب الحاكم، ليبقى الحكم على الحسم وعدد الجولات.

وكانت صحيفة ”جون أفريك“ قد أجرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي استطلاعا عبر الإنترنت شمل عينة من 250 ألف شخص، وأظهر الاستطلاع أن 24% من المشاركين يعتقدون أن إدريس ساك سيتمكن من حسم الانتخابات من الجولة الأولى. لكن هذا الاستطلاع ظل محل تشكيك، خاصة أن الائتلاف المعارض لم يكن قد حسم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي اسم مرشحه بعد.

وفي ما يلي أبرز المرشحين:

المرشح المدعوم من الحزب الحاكم في السنغال أمادو با يخوض تجربته الأولى في الترشح للرئاسيات (رويترز)  أمادو با.. مرشح الائتلاف الحاكم

يتمتع أمادو با -مرشح الائتلاف الحاكم- بخبرة سياسية وإدارية، ويتبنى توجها مقربا للغرب. انتقى لحملته الانتخابية مقاربة موضوع البطالة، وهي القضية الأكثر إلحاحا في مجتمع تغلب عليه الفئة الشابة، فوعد مرشح الائتلاف الحاكم بتوفير مليون فرصة عمل، وتنفيذ برامج مبتكرة لتشغيل الشباب.

وتعد هذه التجربة الأولى له في الترشح للرئاسيات على خلاف عدد من منافسيه.

خليفة سال.. عمدة دكار السابق

شغل منصب عمدة العاصمة ولاحقته تهم بالفساد. ركز سال في حملته على عنواني إصلاح المؤسسات وإعادة بناء الاقتصاد. ويقول في مقابلة له إن "الغاز والنفط مجرد وسائل" تستخدم للنهوض بالاقتصاد، لكن البناء الحقيقي "يجب أن يستند إلى إحياء الزراعة وصيد السمك وتربية الماشية وتأهيل الشباب".

أنتا بابكر أنغوم.. من الاقتصاد للسياسة

السيدة الوحيدة في تاريخ السنغال التي تخوض الانتخابات رسميا، تأتي من القطاع الخاص حيث تدير شركة عائلية. قالت في مقابلة لها إن السنغال "بحاجة إلى استعادة الاستقرار وحل مشكلات الفقر والتعليم والصحة"، وأضافت أن المشكلة الأكبر تتمثل في البطالة، معتبرة أن "الشباب يفضلون الموت في الأطلسي على البقاء في السنغال".

إدريس سيك.. ولاء متقلب

دخل معترك السياسة في تسعينيات القرن الماضي، ويعرف بتبديل حلفائه السياسيين. دعم الرئيس الحالي ثم ترشح منافسا له، ليعود وينضم لإدارة ماكي سال، مما أدى لتراجع نفوذه السياسي. ابتعد مجددا عن الرئيس عندما عارض إقصاء عثمان سونوكو من لائحة مرشحي الرئاسة. يعتمد خطابا تقليديا في حملته، مناديا بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية.

محمد بن عبد الله ديون.. رجل الاقتصاد

شغل منصب رئيس الوزراء خلال عهدة ماكي سال الأولى، ويتمتع بشخصية لها ثقلها الإقليمي والدولي، سبق أن تولى منصب رئيس البنك المركزي لدول غرب أفريقيا ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية. انفض عن معسكر سال بعد تبني الأخير ترشيح أمادو با. ووعد في حملته أن يكون "رئيسا يحقق المصالحة، ويعمل لسيادة البلاد اقتصاديا".

المرشح المدعوم من الائتلاف المعارض باسيرو ديوماي يطالب بتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية لصالح رئيس الحكومة (رويترز) باسيرو ديوماي فاي.. صوت المعارضة

يعد رأس حربة المعارضة من بين المرشحين الرئاسيين. يدعمه زعيم الائتلاف المعارض عثمان سونوكو. أطلق حملته بخطابات اعتبرت انعكاسا لنهج سونوكو المناوئ لفرنسا، بالحديث عن "استعادة السيادة النقدية". يمتاز خطابه بالابتعاد عن العناوين الفضفاضة، ويطالب "بتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية لصالح رئيس الحكومة، وضمان الفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الائتلاف الحاکم

إقرأ أيضاً:

أطفالنا يحترقون.. من بكاء المندوب الفلسطيني إلى طرد سفير الاحتلال في السنغال

في مشهد هزّ أروقة مجلس الأمن الدولي، انهار رياض منصور، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، باكياً وهو يلقي كلمة مؤثرة خلال جلسة عقدت، مساء الأربعاء، لبحث تطورات الحرب في قطاع غزة.

وقال منصور بصوت مرتجف: “صور الأمهات وهن يحضن أجساد أطفالهن الساكنة، يمسحن رؤوسهم، يعتذرن لهم… هذه صور لا تُحتمل”.

وأضاف: “لدي أطفال وأعلم ماذا يعني الأحفاد لعائلاتهم. أن نرى هذا الوضع يُفرض على الفلسطينيين دون أن تتحرك القلوب، هذا يفوق قدرة البشر على التحمل”.

وأشار إلى أن أكثر من 14 مليون فلسطيني حول العالم يعانون، مؤكداً أن “النار والجوع يلتهمان أطفال فلسطين”، ومعبّراً عن رفضه للمأساة التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون، قائلاً: “لا نريد أن يعيش أطفالنا هذه الوحشية من قِبل من يدّعون أنهم يحاربون الهمجية”.

وتأتي هذه الكلمات وسط تصاعد العمليات العسكرية، بعد أن استأنفت إسرائيل قصفها على قطاع غزة في 18 مارس 2025، منهية هدنة استمرت قرابة شهرين بدأت مع اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير، والذي لم يُمدَّد بعد تعثر المفاوضات مع حركة “حماس”.

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل نحو 54 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 120 ألفاً، مع تدمير شبه كامل للبنية التحتية في القطاع، وتعطيل واسع للخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الطبية.

ولم تكن تصريحات منصور، مجرد كلمات دبلوماسية، بل صرخة إنسانية وسط عجز العالم، وصورة مكثّفة لمعاناة شعب بأكمله يواجه المجاعة والدمار، والعالم يشاهد.

4 دول أوروبية تطالب بعضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة: “خطوة ضرورية للسلام”

في موقف أوروبي متقدم، دعت أربع دول هي إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا والنرويج، إلى منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، معتبرة أن الوقت قد حان لتحرك جاد نحو تنفيذ حل الدولتين.

وجاء في بيان مشترك صدر، عن الدول الأربع خلال اجتماع مجموعة “مدريد+”، أن الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لم يعد مجرد موقف أخلاقي، بل “ضرورة سياسية ودبلوماسية” لإنهاء الجمود الطويل في عملية السلام وتحقيق الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

وأكدت الدول الأوروبية أن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتصلة جغرافيًا هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مشددة على أهمية مؤتمر السلام الدولي المقرر عقده في يونيو2025، برعاية الأمم المتحدة وفرنسا والسعودية، كفرصة حقيقية لإعادة إطلاق مفاوضات جدية.

ويأتي هذا التحرك ضمن موجة متصاعدة من الاعترافات الدولية، حيث باتت 147 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة تعترف رسميًا بدولة فلسطين، ومع ذلك، لا تزال قوى دولية رئيسية، من بينها الولايات المتحدة وعدد من دول مجموعة السبع، ترفض الاعتراف الرسمي، ما يعرقل تقدم الفلسطينيين نحو نيل العضوية الكاملة في المنظمة الدولية.

وتعكس الدعوة الأوروبية تحولًا في المواقف الغربية تجاه القضية الفلسطينية، في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وانسداد أفق العملية السلمية منذ سنوات.

طرد السفير الإسرائيلي من جامعة في السنغال يشعل موجة تضامن عربي وإفريقي مع طلاب دكار

شهدت جامعة الشيخ أنتا ديوب في العاصمة السنغالية دكار، أمس الأربعاء، حادثة أثارت تفاعلاً واسعاً محلياً وعربياً، بعدما طُرد السفير الإسرائيلي لدى السنغال، يوفال واكس، من ندوة أكاديمية كان يُشارك فيها حول العلاقات الدولية، وسط احتجاجات طلابية حاشدة.

ورفع الطلاب شعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية، ومنددة بالوجود الإسرائيلي في الفضاء الأكاديمي السنغالي، ما اضطر السفير إلى مغادرة القاعة تحت ضغط الهتافات، من أبرزها: “قاتل!” و”فلسطين حرة!”، ووصفت وسائل إعلام محلية الحادثة بأنها “صفعة دبلوماسية رمزية” تعكس تنامي الوعي السياسي بين الطلاب السنغاليين.

وتداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة على “إكس”، مقاطع فيديو من الواقعة، مشيدين بشجاعة الطلاب.

وكتب أحدهم: “جاء لمؤتمر عن العلاقات الدولية، ففرّ هارباً وسط الهتافات.. إنه يوم رمزي شجاع”. فيما تساءل آخر: “من دعا هذا السفير؟ وجوده لم يكن صدفة بل استفزازاً مقصوداً”.

ويوفال واكس هو دبلوماسي إسرائيلي يشغل منصب سفير إسرائيل لدى السنغال منذ عام 2022، وهو معتمد أيضاً كممثل غير مقيم في عدد من دول غرب إفريقيا، وقد عمل سابقاً في عدة مناصب بوزارة الخارجية الإسرائيلية، من بينها مدير قسم الشؤون الإفريقية، ويُعرف بدفعه باتجاه تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين تل أبيب ودول إفريقية، في إطار جهود إسرائيل لتوسيع نفوذها في القارة.

ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر عام 2023، واجهت إسرائيل موجة متصاعدة من الرفض الشعبي في الدول الإفريقية ذات الغالبية المسلمة، من بينها السنغال، التي تُعد من أبرز الداعمين التقليديين للقضية الفلسطينية على المستوى الشعبي.:

والاحتجاج الطلابي لم يكن معزولاً، بل يعكس اتجاهاً شعبياً واسعاً في السنغال والعالم العربي والإفريقي، يرفض التطبيع مع إسرائيل في ظل استمرار الحرب على غزة، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، كما تأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه الجامعات حول العالم حراكاً طلابياً متزايداً للمطالبة بمقاطعة إسرائيل أكاديمياً وثقافياً.

قد تتفاجئ من الخبر

من السنغال !!!

طرد السفير الإسرائيلي في السنغال أمس خلال زيارة لجامعة في داكار.

الطلاب كانوا يهتفوا لفلسطين وغزة pic.twitter.com/2q9BtgNfTh

— Mohmd Saad ???????? محمد سعد (@MhmmedSd) May 28, 2025

مقالات مشابهة

  • الهلال يسعى لضم نجم أستون فيلا قبل مونديال الأندية
  • بالإنفوجراف .. أبرز أنشطة رئيس مجلس الوزراء في أسبوع
  • تدشين خدمة الإسعاف البحري لأول مرة.. أبرز أنشطة رئيس الوزراء هذا الأسبوع
  • رئيس حزب الإصلاح والنهضة يجتمع بلجنة إدارة الانتخابات لمتابعة الاستعدادات البرلمانية
  • خلفًا لـ ماركو روزه.. فيرنر أبرز المرشحين لتدريب لايبزج
  • أردوغان يترأس لجنة الدستور الجديد في الحزب الحاكم
  • مصطفى بكري: إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يضمن الاستقرار في ليبيا
  • أطفالنا يحترقون.. من بكاء المندوب الفلسطيني إلى طرد سفير الاحتلال في السنغال
  • بالفيديو .. مشهد طرد السفير الإسرائيلي من جامعة بالسنغال يلقى تفاعلاً واسعاً
  • مشهد طرد السفير الإسرائيلي من جامعة بالسنغال يلقى تفاعلا عربيا واسعا