منى واصف تبكي المشاهدين بمشهد يلعن أبو الغربة
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
"يلعن أبو الغربة"، هكذا اختزلت النجمة السورية منى واصف مشاعر القهر والحزن والألم على فراق أبنائها المغتربين ضمن مشهد مؤثر ومبكي من مسلسل "ما اختلفنا".
اقرأ ايضاًفي المشهد الذي جرى تداوله على نطاق واسع، تجلس السنديانة الدمشقية هي وزوجها، الذي يجسد دوره الفنان جرجس جبارة، على طاولة الطعام لتناول الغذاء الذي أعدته بكلتا يديها، فيما وضعت ثلاث هواتف على كل كرسي كبديل عن أبنائها المغتربين في الخارج، الذين شاركوا معهما افتراضيًا تناول الطعام.
بدا كل واحد من هؤلاء الأبناء التعبير عن اشتياقه لوالدته وكم أن الغربة صعبة وقاسية، معربين عن اشتياقهم لتناول طعامها اللذيذ الذي لطالما كانوا يحبونه، حينها ودون سابق إنذار تنطفئ الكهرباء، فتفقد منى التواصل مع أبنائها.
مشهد جدًا مؤثر ???? الغربة بتقتل مش بس بتبعِّد
شاهدوا الفيديو #منى_واصف
pic.twitter.com/HeEjGZT54H
تبكي منى بحرقة على فقدان الاتصال بأبنائها، ورغم محاولات زوجها على تهدئتها، تجيبه بحرقة: "مشتهية بوسهم، شمهم، ضمهم، لك مشتهية ألمسهم بس لمس، مشتهية كل هالموبايلات يختفوا وشوف ولادي حولي هن وأحفادي عم يسرحوا، عم يغنوا، عن يمرحوا، عم يتخانقوا، بس يدفى بيتنا".
وبعيون باكية، تكشف منى سبب شعورهم بالبرد الذي لا علاقة له بانطفاء الكهرباء على حد تعبيرها، بل يعود إلى الغربة، إذ قالت: "لأنه العربة من جوا بتبرد يا أبو طارق، يلعن أبوها، لك يلعن أبو الغربة مين بحبها؟ تعبنا يا ربي تعبنا..تعبنا كتير".
"يلعن أبوك يا غربة"???? #منى_واصف #عيد_الأم # @Abedelshoubaki @boudy_sheref @El6sham @jayden5fr @KevinElissa @Tweets_Radar pic.twitter.com/JD8Wcier3l
— Black Sky (@SKYBLACKEVER) March 19, 2024المصدر: البوابة
كلمات دلالية: منى واصف ما اختلفنا دراما رمضان 2024 رمضان 2024 منى واصف
إقرأ أيضاً:
السؤال الذي ينقذك حين لا ينقذك أحد
هناك لحظة يا صديقي يتوقف فيها الإنسان أمام نفسه كما لو أنه يراها لأول مرة؛ لحظة لا تعود فيها الإجابات القديمة قادرة على تهدئة القلق الذي يتحرك تحت الجلد. في تلك اللحظة لا نبحث عن يقين جديد بقدر ما نبحث عن مساحة نتنفس فيها، مساحة تقول لنا إن الضياع ليس خطيئة، وإن السؤال ليس علامة ضعف بل بداية فهم أعمق لما يحدث داخلنا.
وما يجعل السؤال خلاصًا في أوقات كهذه هو أنه يوقظ شيئًا في أعماقنا كان نائمًا لسنوات طويلة. عزيزي القارئ، المجتمع يحب الإجابات لأنها تمنح شعورًا بالبقاء في منطقة آمنة، لكن الفلسفة – ذلك الفن القديم الذي يعلّمنا كيف ننظر للعالم – تخبرنا أن السؤال هو الخطوة الأولى للخروج من الظلام. السؤال حركة، والروح التي تتحرك تبدأ في التعافي مهما كان الألم الذي تحمله.
والحقيقة أن أغلب أسئلتنا ليست موجهة إلى العالم، بل إلينا نحن. نحن نسأل كي نفهم ما الذي جرحنا، وما الذي لم نعد قادرين على احتماله، ولماذا فقدت أشياء كثيرة قيمتها في أعيننا دون أن نفهم السبب. السؤال هنا لا يهدد استقرارنا بل يكشف هشاشته، يزيل الطبقات التي غطينا بها خوفنا، ويجعلنا نرى الحقيقة كما هي لا كما تعلمنا أن نقولها.
يا صديقي، السؤال ليس محاولة للهرب من الواقع، بل جرأة على مواجهته. لأن الإنسان حين يصبح أسيرًا لإجابات لم يخترها بنفسه، يعيش كأن حياته مُدارة من بعيد، بينما السؤال يعيد إليه مركزه، يعيد إليه صوته الذي نسيه وسط الضجيج. والسؤال الجيد لا يقدم خلاصًا سريعًا، لكنه يفتح بابًا كان مغلقًا في الداخل، بابًا لو فُتح تتغيّر طريقة رؤيتك لكل شيء.
ولأن الفلسفة بطبيعتها لا تفرض عليك طريقًا بل تكشف لك طرقًا جديدة، فإن السؤال الفلسفي يمنحك مساحة تُعيد فيها ترتيب فوضاك الداخلية. قد لا تجد جوابًا فورًا، وقد يظل السؤال معلقًا وسط الحياة مثل علامة استفهام كبيرة، لكنه رغم ذلك يمنحك قوة؛ قوة أن تعترف بأنك تبحث، وأنك لست متفرجًا على وجودك بل مشاركًا فيه.
عزيزي القارئ، نحن لا ننجو بالإجابات السهلة، ولا بالطرق التي سار فيها الجميع قبلنا. نحن ننجو حين نمتلك شجاعة أن نسأل: ماذا يحدث لي؟ ولماذا؟ وإلى أين أمضي؟ وهذه الأسئلة ليست دليل ضياع… بل دليل حياة. فالمياه الراكدة قد تبدو هادئة، لكنها بلا نبض. أما السؤال فهو الموج الذي يحرك الروح، يزعج سكونها، لكنه يوقظها في الوقت نفسه.
وفي النهاية، حين يصبح السؤال خلاصًا، فهذا يعني أنك بدأت ترى نفسك بصدق، وأن الرحلة الحقيقية قد بدأت. لا تخف من السؤال يا صديقي، لأن السؤال – وحده – يعرف الطريق إلى الباب الذي تنتظره روحك منذ زمن طويل.
كاتب في السرديات الثقافية وقضايا الشرق الأوسط
[email protected]