سواليف:
2025-06-27@16:58:58 GMT

اختياري للمهنة العسكرية

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

اختياري للمهنة العسكرية

موسى العدوان

بعد أن اكملت الدراسة الإبتدائية في مدرسة الشونة الجنوبية في أوائل الخمسينات. ولعدم توفر الدراسة الثانوي في ذلك البلد، انتقلت مع عدد من أبناء جيلي لإكمال الدراسة الثانوية في مدرسة هشام بن عبد الملك في أريحا. فرحنا نتنقل بوسائل النقل العامة صباحا ومساء من وإلى المدرسة يوميا لخمسة أيام في الأسبوع خلال أشهر الدوام المدرسي المقررة.

وفي فترة الشباب المبكرة تلك، كنت أفكر كأي شاب في #الدراسة التي تمكنه من الانخراط في العمل وما هي الدراسة التي سيقبل عليها ليشق طريقه العملي في الحياة العامة.

مقالات ذات صلة محنة الأقصى بين الأردن والفلسطينيين 2024/03/20

وبما أننا في مجتمع زراعي وكنت أشاهد المرشدين الزراعيين يقودون دراجاتهم ثلاثية العجلات، ويزورون المزارعين في حقولهم ثم يرشونهم لأفضل السبل في كيفية العناية بمزروعاتهم، استهوتني تلك المهنة وقررت أن أدرس تخصص الزراعة، في كلية خضوري الزراعية في مدينة طولكرم بالضفة الغربية.

ولما كانت الكلية لا تقبل طلابها إلا بعد إنهائهم الدراسة في الصف الثالث الثانوي. فقد كان عام 1956 هو العام الذي بؤهلني لدخول الكلية.

في ذلك العام قام الملك حسين عليه رحمة الله بتعريب قيادة #الجيش وإلغاء #المعاهدة_الأردنية_البريطانية، وطرد قائد الجيش الجنرال ( كلوب )، وإنهاء خدمة معظم الضباط البريطانيين العاملين في الجيش العربي.

في هذه الحالة ولنقض الضباط في الجيش، ولتقييد العمل في تجنيد الضباط المتعلمين من الشباب حسب، سياسة كلوب،فُتح الباب أمام الشباب للانخراط في الخدمة العسكرية بالجيش، بعد تدريبهم في مدرسة المرشحين ليتخرج الشاب منها بعد ستة أشهر برتبة مرشح ضابط يحمل على كتفة شارة ( شحطة ) يُرفع بعدها بفترة إلى رتبة ملازم ثاني.

في أوخر تلك السنة وخلال فترة استراحة الساعة العاشرة في المدرسة، شاهدت عددا من الطلاب ومن مختلف الصفوف يحيطون وقوفا بأحد الأشخاص. فذهبت لأستطلع الأمر. فوجدت أحد الطلاب ممن كانوا أعلى مني بصف اسمه فاروق جودة وبقوامه الرشيق، يرتدي بدلة البوشيرت العسكرية، بأزرارها اللامعة، وسدارتها ذات اللونين الكحلي والخمري ( سدارة الأمن العام حاليا )، ويحمل شارة المرشح على كتفيه. فتصورت أنه رجل قادم من كوكب الفضاء، طبعت صورته في مخيلتي، وقررت أن أصبح مثله.

بعد عودتي في المساء إلى المنزل ، فاجأت والدي عليه رحمة الله عليه، بأنني قررت الالتحاق بالجيش والغيت من فكري دراسة تخصص الزراعة. فحاولا أن يثنياني عن هذا القرار قائلا: هذا الجيش فيه حرب، فأجبته أني أريد الحرب، وقال: الجيش فيه مشقة ومخاطرة بالحياة، فقلت أحب المشقة والمخاطرة بحياتي دفاعا عن وطني. ولما لم يجد مني ترددا في الإقدام على الالتحاق بالجيش، نزل عند رغبتي وساعدني في تحقيقها.

ولكن لم يكتب لي أن احمل رتبة مرشح خلال ستة أشهر، بل التحقت بدورة الضباط الأولى لمدة سنتين بتاريخ 29 / 10 / 1957.

ولهذا أحببت #الخدمة_العسكرية سعيت لها كهواية منذ الصغر، وتنقلت في العديد من المواقع، وواجهت العديد من المخاطر التي كادت أن تودي بحياتي كان منها ان تلقيت جرحان، ولكني تقبلت كل تلك الصعوبات والمخاطر بنفس راضية، ولم أنظر في يوم من الأيام إلى مقدار راتبي، ولم أسع كبعض زملائي للخدمة في دول الخليج.

وأعيش اليوم قانعا بما قدمت وبما قسم الله لي من الرزق، وأنام مرتاح الضمير، حامدا الله على نعمائة، وراجيا منه تعالى حسن الختام.

التاريخ : 20 / 3 / 2024

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الدراسة الجيش الخدمة العسكرية

إقرأ أيضاً:

من الأميري لاي عبد الله خليل إلى كبرون.. لماذا لا يشتكي ضباط الجيش السوداني من التهميش؟

لم تواجه المؤسسة العسكرية السودانية صعوبة في تسمية وزرائها في حكومة الدكتور كامل إدريس، حيث دفعت بالفريق ركن حسن داؤود كبرون وزيرًا للدفاع، والفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى وزيرًا للداخلية. كلاهما، وفقًا لكثير من الشهادات، جاءت به الخبرة والكفاءة لهذا الموقع، وهو تقريبًا المعيار الذي وضعه رئيس مجلس الوزراء كامل إدريس للدخول في تشكيلة حكومته التي وصفها بـ”حكومة الأمل”. لكن المثير في الأمر أن ذلك التعيين حظي بحفاوة لافتة داخل الأوساط العسكرية والاجتماعية، على حدٍ سواء، دون أن يفجر أي أزمة أو يجر الناس للحديث عن التهميش والمحاباة. فما هو السر وراء ذلك؟

القومية النبيلة

ربما لا يزال يرن في أذهان كثير من الناس صوت المساعد الراحل محمد علي عبد المجيد، المعروف بـ”شاعر الجيش”، وهو يجلجل بتلك القصيدة الشهيرة: “ما اتفاخرنا بيها قبيلة، ما فرقتنا رتب.. قائد حامية نوباوي، قائد ثاني حلفاوي، حضرة صول معلاوي. رقيب أول من الفاشر.. دمازين والمدينة عرب”. فمن النادر أن يحتج أحد الضباط، حتى من هم في المعاش، على ترقية أو نقل أو إعادة تعيين زملاءهم في مواقع حكومية، ما يشير الى معايير صارمة ومتعارف عليها داخلياً تحكم تلك القرارات.

تفنيد مزاعم دقلو

سبق أن حاول عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد التمرد، الإيحاء بأن قادة المؤسسة العسكرية ينحدرون من منطقة واحدة، مدعيًا في مقابلة مع سكاي نيوز أن “قادة الجيش كلهم من قرية واحدة”. إلا أن الفريق أول ركن ياسر العطا فند هذا الاتهام مباشرةً، مؤكدًا في رسالة لقادة ميليشيا الدعم السريع أن المؤسسة العسكرية تمثل كل أطياف الشعب السوداني. وأضاف العطا: “رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين من جبل أم علي شمال شندي، بعده في الأقدمية الفريق مجدي إبراهيم من قبيلة التعايشة وقد عاش وترعرع في سنار، ثم يأتي أيضًا الفريق خالد الشامي النائب عمليات من ولاية الجزيرة، كذلك النائب إدارة الفريق الداروتي من ضاحية بحري، أما النائب تدريب فهو الفريق عبد المحمود حماد من بربر العجيمية، بينما الفريق ركن رشاد عبد الحميد قائد القوات البرية فهو من ولاية كسلا، أما قائد الدفاع الجوي الفريق عبد الخير عبد الله ناصر من أبناء كادقلي”.

وأردف العطا أيضًا بأن قائد البحرية الفريق محجوب بشرى من أبناء بورتسودان، والفريق صبير رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية من العيلفون شرق النيل، والفريق محمد الغالي الأمين العام لمجلس السيادة من دارفور، ووزير الدفاع السابق يس إبراهيم من الرهد أبو دكنة. وتساءل العطا: “هل كل هؤلاء من قرية واحدة أو قريتين يا عبد الرحيم دقلو؟”.

بطل معركة الكرامة

بعد تسمية الفريق كبرون وزيرًا للدفاع، كتب مبارك أردول، رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، على صفحته بالفيسبوك: “ألف مبروك الفريق حسن داؤود كبرون، لقد قلتها بأنك ستدافع عن السودان بدمك وروحك وأصبحت حاليًا وزيرًا للدفاع في السودان، ألف مبروك للسودان بك وزيرًا لدفاعه”. وقد رصد موقع “المحقق” تداول مقطع فيديو للفريق كبرون من مباني القيادة العامة وهو يتحدى الحصار، ووصفه البعض بأنه أحد أبطال معركة الكرامة، وقد جسد بثباته وفدائيته روح المؤسسة العسكرية التي تمثل النواة الصلبة للشعب السوداني.

من جانبه، وصف الكاتب الصحفي محمد عثمان إبراهيم وزير الداخلية الجديد الفريق شرطة بابكر سمرة بأنه “رجل محترم أتى به إلى وزارة الداخلية سجله المهني الممتاز في جميع أنحاء السودان، وهو السجل الخالي من الشبهات”، مضيفًا: “ترفع الفريق بابكر سمرة على السلطة فجاءته محمولة حملاً، وهذا درس للمتهافتين والطبالين والداخلين الخارجين من مكاتب الحكام”.

معايير قومية صارمة

في المشهد السياسي السوداني، تتصاعد غالبًا أصوات السياسيين المتذمرين من تجاوز قطار التوزير لهم، متهمين بعضهم البعض بالعمل على أساس الانتماءات القبلية أو الإقليمية. ولكن في المقابل، قلما نسمع شكاوى مماثلة من داخل المؤسسة العسكرية السودانية. فهل يعكس ذلك صورة مختلفة للجيش السوداني؟

يكمن جزء كبير من الإجابة في الطبيعة القومية المتجذرة للمؤسسة العسكرية السودانية. فمنذ تأسيسها، حرص الجيش على بناء هيكل يرتكز على الولاء للوطن أولًا وأخيرًا، بعيدًا عن الانتماءات الضيقة. تتجلى هذه القومية في مجموعة من المعايير والقوانين الصارمة التي تحكم عمليات التوظيف والترقيات وإسناد الأدوار القيادية داخل القوات المسلحة.

يؤكد اللواء ركن معاش عادل كارلوس أن المؤسسة العسكرية محكومة بمعايير قومية صارمة، مشيرًا إلى أن معايير الاختيار والتعيين في القوات المسلحة هي شروط واجبة وفرض عين لأي وصف وظيفي.

وشدد كارلوس في حديثه لـ”المحقق” على أن ضباط الجيش يكافحون للحفاظ على التقاليد العسكرية السامية، ودافعهم في أي تحرك هو حب الوطن والولاء للأرض، والدفاع عنها بالأرواح. ولذلك، “لا مجال أبدًا للحديث عن التهميش والتجاهل، فالجميع سواسية ورفاق خنادق”، حد وصفه.

أساس الترقيات

تعتمد المؤسسة العسكرية على نظام دقيق لانتقاء كوادرها، بدءًا من مراحل التجنيد وحتى اختيار الضباط، إذ يتم التركيز على الكفاءة والقدرات الفردية والولاء الوطني، بعيدًا عن أي اعتبارات جهوية أو قبلية، أو حتى سياسية، فيما تخضع عمليات الترقي في الرتب العسكرية _وفقًا لقانون القوات المسلحة_ لمعايير واضحة تعتمد على الأداء، الخبرة، الدورات التدريبية المكتملة، والقدرة على القيادة، وتضمن هذه المعايير الموحدة تكافؤ الفرص نسبيًا بين الضباط من مختلف الوحدات، مما يقلل من الشعور بالتهميش أو الظلم.

أشهر وزراء الدفاع

ثمة قائمة شهيرة لضباط تقلدوا وزارة الدفاع في السودان، ويبدو أن السمة التي تجمع بينهم هى التخرج من الكلية الحربية، مصنع الرجال وعرين الأبطال، التي صهرت معدنهم في قالب سوداني واحد، وأبرزهم الأمير لأي عبد الله خليل الذي تولى حقيبة الدفاع في الفترة ما بين العام (1956 _ 1958)، وهو من مواليد العاصمة القديمة أم درمان، وأيضاً الفريق إبراهيم عبود الذي ولد بمنطقه محمد قول على ساحل البحر الأحمر، وآدم موسي مادبو الذي عمل وزيرًا للدفاع في الفترة من ( 1967_ 1968) وهو ابن ناظر الرزيقات في دارفور. كذلك اللواء خالد حسن عباس، والفريق أول ركن عبد الماجد حامد خليل الذي شغل هذا الموقع لفترتين تقريبًا، والمشير عبد الرحمن سوار الذهب، الذي ينحدر من ولاية شمال كردفان، والفريق مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين، الذي ينحدر من منطقة دنقلا، والفريق جمال الدين عمر أول وزير دفاع في الحكومة الانتقالية بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، فهو من ولاية نهر النيل. وآخر الشخصيات التي تقلدت هذه الوزارة اللواء يس إبراهيم من شمال كردفان، لتنتقل الآن إلى جنوب كردفان. وقد تنقلت هذه الوزارة المهمة عبر حقب تاريخية مختلفة، وشغلها وزراء من شرق السودان إلى أقصى الغرب، ومن شماله ووسطه وجنوبه، والراجح أن هذا التوزيع الجغرافي لم يكن مقصودًا بذاته، بل غالبًا ما جاءت هذه الشخصيات إلى مناصبها بحكم التراتبية العسكرية.

مؤكد أن القوات المسلحة السودانية تحاول بطرق مختلفة تنحية كافة الانحيازات السياسية والقبلية، وحتى وإن كانت حاضرة في بعض الحقب التاريخية، فمن الواضح أن آليات وقوانين الجيش تهدف إلى التقليل منها قدر الإمكان، وفقًا لآراء خبراء عسكريين استطلعهم موقع “المحقق”، حيث تتبع منهجًا صارمًا يعتمد على الكفاءة والخبرة الطويلة والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، وهذا بالضرورة يتطلب دراسة ومتابعة دقيقة لسجلات الضباط ومسيرتهم المهنية.

المحقق – عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزارة الدفاع السورية تكشف عن إستراتيجيتها لإعادة هيكلة الجيش
  • أدرعي: الجيش الإسرائيلي لم يستهدف اي مبنى مدني في جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يقصف بجنوب لبنان ويعلن استهداف موقع لحزب الله
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مقر استخباري لحزب الله في جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قياديين من حزب الله جنوب لبنان
  • الجيش الإيراني: استهداف المراكز العسكرية والاستراتيجية والبحثية لإسرائيل
  • من الأميري لاي عبد الله خليل إلى كبرون.. لماذا لا يشتكي ضباط الجيش السوداني من التهميش؟
  • الأكاديمية العسكرية بمكناس تُخرّج 41 من الضباط الموريتانيين
  • عن حزب الله.... ماذا أعلن الجيش الإسرائيلي؟
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية