لجريدة عمان:
2025-05-21@00:03:52 GMT

إدارة الكوارث.. مسار علمي يستحق الاهتمام

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

إدارة الكوارث.. مسار علمي يستحق الاهتمام

لا يمكن وقف الكثير من الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم كل يوم، ولكنّ استخدام الأساليب العلمية يمكّن الإنسان من الحد من مخاطرها وتأثيرها سواء على حياة الإنسان نفسه أم على البنية الأساسية التي بدورها تؤثر على جميع المسارات الحياتية بما في ذلك مسارات الإنقاذ والطوارئ والمسارات الاقتصادية.

وتحتفل سلطنة عمان اليوم بمناسبة اليوم العربي للحد من مخاطر الكوارث تحت شعار «بنية تحتية عربية مرنة ومقاومة للكوارث».

. وإذا كان هذا الموضوع مهم جدا للعالم العربي فإن لسلطنة عُمان أكثر أهمية؛ حيث إنها من أكثر الدول العربية تأثرا بأحد أخطر مسارات الكوارث نموا في العالم.. وهو مسار الأعاصير الذي يشهد تحولا مطردا بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.

ويتحول هذا الموضوع من التأثير على مسارات التنمية ليكون بالغ الأهمية في مجال الأمن الوطني، وقد خبرت سلطنة عمان هذا الأمر مرارا خلال العقد الماضي الأمر الذي جعلها تبني منظومة متميزة في المنطقة تعنى بإدارة الحالات الطارئة، وأثبتت التجارب التقدم الكبير الذي شهدته هذه المنظومة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

إن الجانب المهم في موضوع الحد من مخاطر الكوارث يتمثل في دمج الموضوع ليكون جزءا من الثقافة العامة للسكان، بحيث تكون استراتيجية الحد من المخاطر ضمن وعي الناس الذي يمكن استدعاؤه في أي لحظة تتعرّض فيها البلاد لأي طارئ أو لأي كارثة طبيعية -لا قدّر الله- وهذا بدوره يحد كثيرا من تأثير تلك الكوارث فيما لو كان موضوع بناء الوعي لحظة حدوث الكارثة.

إن أكبر تحد تواجهه أي دولة تتعرض للكوارث الطبيعية أو غيرها من الكوارث التي يمكن أن تحدث نتيجة الثورات التكنولوجية يكمن في حماية آليات حماية الأرواح وكذلك حماية الاقتصاد والبنية الأساسية للدولة؛ لأن تعطّل الأخيرة يعني شللا كاملا في جميع أجزاء المنظومات الأخرى التي تعمل داخل الدولة.

وطورت سلطنة عمان الكثير من الخطط يمكن تفعيلها خلال الحالات الطارئة بما في ذلك أنظمة الإنذار المبكر والبرامج المتعلقة بتثقيف المجتمع وبناء الوعي بخطر الكوارث الطبيعية وآليات العمل لتجنبها أو للتعامل معها.

لكن النقطة المهمة الآن هي اعتماد معايير بناء البنى الأساسية التي تستطيع تحمّل مستوى عال من درجات الكوارث بما في ذلك الكوارث الناتجة عن الأنواء المناخية، وهذه المعايير القاسية من شأنها أن تقلل من مخاطر الكوارث وبذلك تحمي البنية الأساسية والاقتصاد خاصة أن معدلات حدوث الأعاصير المتجهة لسلطنة عمان في تزايد مستمر مع تفاقم التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.

إن المرحلة القادمة تتطلب وجود استراتيجية شاملة للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية أو الكوارث الصناعية يتشارك في تنفيذها الجميع، ومثل هذه الاستراتيجية تحتاج إلى العمل على تعزيز جمع البيانات وتحليلها للتنبؤ والتخطيط بشكل أفضل بالكوارث المرتبطة بالطقس إضافة إلى أهمية الاستثمار في التخطيط الحضري المستدام ومشاريع الإسكان القادرة على الصمود، وخاصة في المناطق الساحلية المعرضة للخطر الأكبر، وضمان مشاركة المجتمع وتعليمه، حتى يكون السكان مستعدين ويمكنهم المساهمة في جهود الحد من مخاطر الكوارث.

تدرك سلطنة عمان وهي تحتفل اليوم بـ«اليوم العربي للحد من مخاطر الكوارث» أن الموضوع أكبر بكثير من مجرد يوم تستذكر فيه المخاطر وآليات تجاوزها؛ فالموضوع بالنسبة لسلطنة عمان أكبر من ذلك بكثير.. إنه يتعلق بأمنها وبسلامة مواطنيها ويتعلق بالاقتصاد ولذلك يحظى هذا المسار باهتمام كبير من قبل الدولة وهي تستثمر فيه بشكل كبير بدءا من بناء المنظومات وليس انتهاء ببناء الدراسات العلمية ودعمها. وعمان مستعدة دائما لمواجهة التحديات وفي كل عام تثبت جميع الأنظمة التي تعمل على مواجهة المخاطر أنها في تطور مستمر وتبني على الخبرة المكتسبة من كل عملية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من مخاطر الکوارث سلطنة عمان الحد من

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم

يُبرز اليوم العالمي للنحل الذي يأتي هذا العام تحت شعار "النحل مُلهم من الطبيعة ليغذينا جميعا"، الأدوار الحاسمة التي يلعبها النحل في السلسلة الغذائية للبشرية، وصحة النظم البيئية لكوكب الأرض، بما يشير إلى أن فقدان النحل سيجعل العام يخسر أكثر بكثير من مجرد العسل.

ويواجه النحل وغيره من المُلقّحات تهديدات متزايدة بسبب فقدان موائلها، والممارسات الزراعية غير المستدامة، وتغير المناخ والتلوث. ويُعرّض تناقص أعدادها إنتاج المحاصيل العالمي للخطر، ويزيد من تكاليفها، ويُفاقم بالتالي انعدام الأمن الغذائي العالمي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تراجع أعداد النحل والملقّحات تهدد مصادر الغذاءlist 2 of 4ماذا يحدث للبيئة والبشر إذا اختفى النحل؟list 3 of 4أعجوبة النحلة الطنانةlist 4 of 4دراسة: جزيئات البلاستيك لها أثر مدمر على النحل والملقّحاتend of list

وحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) هناك أكثر من 200 ألف نوع من الحيوانات تصنف ضمن المُلقّحات غالبيتها العظمى برية، بما في ذلك الفراشات والطيور والخفافيش وأكثر من 20 ألف نوع من النحل، الذي يعتبر "أعظم الملقحات".

ويعدّ التلقيح أساسيا لأنظمة الأغذية الزراعية، إذ يدعم إنتاج أكثر من 75% من محاصيل العالم، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والمكسرات والبذور. بالإضافة إلى زيادة غلة المحاصيل.

كما تُحسّن الملقّحات جودة الغذاء وتنوعه، وتُعزز حماية الملقحات التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية الحيوية، مثل خصوبة التربة، ومكافحة الآفات، وتنظيم الهواء والماء.

النحل يعد من أهم الملقحات التي تخدم النظم البيئية والغذائية على الكوكب (غيتي) الحشرة الدؤوبة

حسب بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يتم الحصول على 90% من إنتاج الغذاء العالمي من 100 نوع نباتي، ويحتاج 70 نوعا منها إلى تلقيح النحل.

إعلان

وأظهرت الدراسات أن الحشرات غير النحل لا تُمثل سوى 38% من تلقيح المحاصيل، مقابل أقل من 5% من تلقيح المحاصيل بالنسبة للفراشات، ويسهم تلقيح الطيور بأقل من 5% من الأنواع المزهرة حول العالم و1% للخفافيش.

وتبلغ تكلفة التلقيح الاصطناعي أعلى بـ10% على الأقل من تكلفة خدمات تلقيح النحل، وفي النهاية لا يمكننا تكرار عمل النحل بنفس الجودة أو الكفاءة لتحقيق نفس الإيرادات.

وعلى سبيل المثال، تتراوح تكلفة تلقيح هكتار واحد من بساتين التفاح في الولايات المتحدة ما بين 5 آلاف و7 آلاف دولار ومع وجود ما يقارب 153 ألفا و375 هكتارا من بساتين التفاح في جميع أنحاء البلاد، ستصل التكلفة إلى نحو 880 مليون دولار سنويا، بالنسبة لحقول التفاح فقط.

وعموما، تمثل الملقحات الحشرية ما يقارب 35% من إجمالي الإنتاج الغذائي العالمي، ويتولى نحل العسل 90% من عبء هذا العمل.

البيانات الحديثة تظهر أن فكرة انهيار أعداد النحل عالميا ليست دقيقة تماما (بيكاسبي) خطر الانقراض

يتعرض النحل والملقحات الأخرى فعليا لتهديد متزايد جراء الأنشطة البشرية مثل استخدام مبيدات الآفات، والتلوث البيئي الذي يشمل جزيئات البلاستيك والتلوث الكهرومغناطيسي (ذبذبات أبراج الاتصالات والهواتف المحمولة وخطوط الكهرباء)، والأنواع الغازية لموائله، والتغير المناخي. ورغم أن الصورة البارزة تشير إلى وضع كارثي يتعلق بتعداد النحل العالمي.

لكن تحليل البيانات التي وردت في نشرة منظمة الفاو تظهر أن فكرة انهيار أعداد النحل عالميا ليست دقيقة تماما، لكن مع ذلك يبقى مستقبل أعداد النحل العالمية غير مؤكد تماما.

وتشير البيانات إلى أن أعداد النحل في بعض الدول الآسيوية تشهد تزايدا مطردا، بينما تواجه في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية بشكل عام تحديات كبيرة في العقود الأخيرة، بسبب تدمير الموائل، والتعرض للمبيدات الحشرية، وتغير المناخ، والأمراض، والطفيليات.

إعلان

ويعود تزايد أعداد النحل في آسيا إلى التنوع الطبيعي في القارة، والمناخ المعتدل، وتقاليد تربية النحل العريقة، وازدهار تربية النحل التجارية، وعلى سبيل المثال عززت الصين، أكبر منتج للعسل في العالم، أعداد نحل العسل لديها بشكل كبير لتلبية الطلب العالمي.

وإذا اعتمدت المناطق التي تواجه تدهورا سياسات أكثر صرامة للحفاظ على النحل وممارسات زراعية مستدامة، فقد تُسهم في استقرار أعداد النحل، بل وتعزيزها، في السنوات القادمة. في الوقت نفسه، يجب على الدول التي تشهد تزايدا في أعداد النحل أن تظلّ متيقظة للتهديدات الناشئة لحماية إنجازاتها.

ويعتمد مستقبل النحل -الذي خصص في 20 مايو/أيار سنويا كيوم عالمي له- على قدرة البشر على التكيف والابتكار وحماية موائله. فبدلا من التركيز فقط على حالات التناقص، ينبغي دراسة ومحاكاة قصص تكاثره وانتعاش موائله في مناطق مختلفة من العالم.

وتُساعد الممارسات الزراعية الصديقة للبيئة، مثل الزراعة البينية، والزراعة الحراجية، والإدارة المتكاملة للآفات، وحماية الموائل الطبيعية، وتوفير مصدر غذائي ثابت ووفير للنحل في استدامة الملقحات، مما يضمن استقرار توفر المحاصيل وتنوعها، ويُقلل من نقص الغذاء والآثار البيئية.

وتعزز الجهود المدروسة لحماية الملقحات في نهاية المطاف الحفاظ على مكونات أخرى من التنوع البيولوجي، مثل مكافحة الآفات، وخصوبة التربة، وتنظيم الهواء والماء. وإنشاء أنظمة زراعية غذائية مستدامة، يلعب النحل دورا بارزا فيها.

مقالات مشابهة

  • هل يستحق الهلال الحصول على دعم إضافي قبل مشاركته في كأس العالم للأندية
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها
  • 20 اتفاقية لتنفيذ البنية الأساسية لمشاريع صروح ضمن مؤتمر عمان العقاري
  • اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم
  •  الإبراهيم يستعرض رحلة التحول الاقتصادي للمملكة مع رئيس مجموعة HSBC
  • مستشفيات جامعة بنها تنظم ندوة حول مخاطر الحريق وطرق الإخلاء الآمن للعاملين
  • ريال مدريد يبحث عن بديل مودريتش.. ونجم ميلان يدخل دائرة الاهتمام
  • انطلاق المرحلة الثانية من أسواق اليوم الواحد بـ19 سوقًا لتوفير السلع الأساسية بالجيزة
  • سعر الذهب في عمان اليوم الأحد 18 مايو 2025