أعمدة إسمنتية قابلة للسقوط لا تزال تحمل ما تبقى من منزل عائلة دهشان فى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تبعد عنها بخطوات قليلة طاولة طعام دائرية صغيرة بنية اللون، استطاعت الأسرة انتشالها من بين الركام بصعوبة، بعدما استهدفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية البناية المكونة من ثلاثة طوابق، وتشرد ساكنوها بين الخيام وطرقات المستشفيات، إلاّ أنّ العائلة، التى فقدت العشرات من أفرادها بين شهداء وأسرى، قررت العودة إلى حيث المنزل المدمر لتناول وجبة إفطار رمضان على عتباته لاسترجاع ذكريات الأعوام الماضية.

أمام الطابق المتبقى وحول الطاولة يتحلق 6 أشخاص يجلسون بشكل دائرى، يتناولون أصنافاً محددة من الطعام الذى طهته إحدى السيدات على الحطب وفى قدر تنقلت به طوال رحلة النزوح، ليذكرها برائحة منزلها، وتقول فوزية الدهشان، 55 عاماً، إنّها حرصت على العودة إلى أنقاض مسكنها لتناول الإفطار، وتتابع: «نزحنا لما اليهود فاتوا برى على وسط غزة، وطول هالوقت وأنا بحكى لحالى هرجع مجرد ما يطلعوا من المنطقة، وشاءت الأقدار إن هذا الأمر يصير فى أول أيام رمضان وهلا أنا هنا مع زوجى وبنتى وأحفادى بنفطر فوق الحجارة وأثاثنا المبعثر فى كل مكان».

لم تعتقد «فوزية» أن تعيش ذلك المشهد حتى فى أسوأ كوابيسها: «إحنا من عيلة ميسورة الحال وكل عام بنجهز مائدة لإفطار الصائمين، بس اللى صار فى هذه الأوضاع إنى من الفجر وأنا بدور على شىء يصلح أطبخه للفطار وما لقيت غير بطاطس وشوية رز وكم حباية طماطم، وهذا اللى فطرنا عليه بعد أيام من الجوع، رغم أن الكمية قليلة جداً وأسعارهم غالية كتير»، وبمزيد من الحزن والأسى، تدافع السيدة الخمسينية دموعها، وتقول: «من يوم ما بلشت الحرب ما تخيلنا للحظة اللى صار حتى الآن، يعنى أنا عشت وحضرت احتلال غزة وبعدين خروج اليهود منها، وطبعاً خلال تلك الفترة بيكون فيه تصعيد من وقت للتانى، بس هيك حياة ومشاهد ومجازر عمرى ما توقعت، وبالنسبة للمجاعة فمش قادرة أحكى ولا أصدق إن فيه ناس بتموت من الجوع وإحنا فى عالم وصل لكل شىء من التقدم والحضارة، اللى صار لنا فوق استيعاب أى أحد من البشر».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة رمضان رمضان غزة الإحتلال التراويح السحور زينة رمضان

إقرأ أيضاً:

استشهاد امرأة برصاص قناص حوثي غربي تعز

استشهدت امرأة خمسينية، الأربعاء، برصاص قناص تابع لمليشيا الحوثي الإرهابية، أثناء وجودها داخل منزلها في ضواحي محافظة تعز، جنوب غربي اليمن.

وأوضحت مصادر حقوقية، أن الضحية تُدعى سعيدة محمد أحمد عبد الله، وتعرضت لإصابة مباشرة في الرأس، أطلقها قناص حوثي متمركز في إحدى التلال المحيطة، أثناء وجودها داخل منزلها في قرية "الطرة"، التابعة لقبيلة آل سيلان في عزلة القحيفة، بمديرية مقبنة.

وقالت المصادر، إن هذه الجريمة تندرج ضمن سلسلة من الانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها المليشيا المدعومة إيرانياً بحق المدنيين في مناطق التماس بالمحافظة، حيث تُعد أعمال القنص والاستهداف العشوائي للمنازل من أبرز أدوات الترهيب الحوثي بحق سكان الأرياف.

وتشهد تعز منذ سنوات تصعيدًا حوثيًا ممنهجًا يستهدف الأحياء السكنية والقرى النائية، في ظل صمت دولي يثير استياء المنظمات الحقوقية والإنسانية.

مقالات مشابهة

  • رئيس القومي للمرأة تلتقي وزير التنمية ومكافحة الجوع في البرازيل
  • إيرادات فيلم «في عز الضهر» تكسر حاجز 319 ألف جنيه في السينمات بالأمس
  • «العظمى تكسر 35».. درجات الحرارة اليوم الخميس في القاهرة والمحافظات
  • ليال غادرت منزلها ولم تعد.. هل من يعلم عنها شيئاً؟
  • استشهاد امرأة برصاص قناص حوثي غربي تعز
  • بين الركام والانهيار المالي.. كيف أثقلت الحرب ضد إيران كاهل الاقتصاد الإسرائيلي؟
  • أول موسم عاشوراء دون نصرالله.. شيعة لبنان يستعدون لإحياء المناسبة بتحدّ وخيام وسط الركام
  • أصوات الجوع في زمن الهدنة .. غزة تحت وطأة الانتظار| تفاصيل
  • حبس سيدة ومتهمين آخرين بالتنقيب عن الآثار داخل منزلها بأوسيم 4 أيام
  • فوق الركام: الطالبة سارة تحوّل أنقاض منزلها في خان يونس إلى صف دراسي