إفطار فوق الركام.. عائلة دهشان «تكسر صيامها» على عتبات منزلها المدمر
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
أعمدة إسمنتية قابلة للسقوط لا تزال تحمل ما تبقى من منزل عائلة دهشان فى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تبعد عنها بخطوات قليلة طاولة طعام دائرية صغيرة بنية اللون، استطاعت الأسرة انتشالها من بين الركام بصعوبة، بعدما استهدفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية البناية المكونة من ثلاثة طوابق، وتشرد ساكنوها بين الخيام وطرقات المستشفيات، إلاّ أنّ العائلة، التى فقدت العشرات من أفرادها بين شهداء وأسرى، قررت العودة إلى حيث المنزل المدمر لتناول وجبة إفطار رمضان على عتباته لاسترجاع ذكريات الأعوام الماضية.
أمام الطابق المتبقى وحول الطاولة يتحلق 6 أشخاص يجلسون بشكل دائرى، يتناولون أصنافاً محددة من الطعام الذى طهته إحدى السيدات على الحطب وفى قدر تنقلت به طوال رحلة النزوح، ليذكرها برائحة منزلها، وتقول فوزية الدهشان، 55 عاماً، إنّها حرصت على العودة إلى أنقاض مسكنها لتناول الإفطار، وتتابع: «نزحنا لما اليهود فاتوا برى على وسط غزة، وطول هالوقت وأنا بحكى لحالى هرجع مجرد ما يطلعوا من المنطقة، وشاءت الأقدار إن هذا الأمر يصير فى أول أيام رمضان وهلا أنا هنا مع زوجى وبنتى وأحفادى بنفطر فوق الحجارة وأثاثنا المبعثر فى كل مكان».
لم تعتقد «فوزية» أن تعيش ذلك المشهد حتى فى أسوأ كوابيسها: «إحنا من عيلة ميسورة الحال وكل عام بنجهز مائدة لإفطار الصائمين، بس اللى صار فى هذه الأوضاع إنى من الفجر وأنا بدور على شىء يصلح أطبخه للفطار وما لقيت غير بطاطس وشوية رز وكم حباية طماطم، وهذا اللى فطرنا عليه بعد أيام من الجوع، رغم أن الكمية قليلة جداً وأسعارهم غالية كتير»، وبمزيد من الحزن والأسى، تدافع السيدة الخمسينية دموعها، وتقول: «من يوم ما بلشت الحرب ما تخيلنا للحظة اللى صار حتى الآن، يعنى أنا عشت وحضرت احتلال غزة وبعدين خروج اليهود منها، وطبعاً خلال تلك الفترة بيكون فيه تصعيد من وقت للتانى، بس هيك حياة ومشاهد ومجازر عمرى ما توقعت، وبالنسبة للمجاعة فمش قادرة أحكى ولا أصدق إن فيه ناس بتموت من الجوع وإحنا فى عالم وصل لكل شىء من التقدم والحضارة، اللى صار لنا فوق استيعاب أى أحد من البشر».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة رمضان رمضان غزة الإحتلال التراويح السحور زينة رمضان
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الجوع في غزة بشكل متسارع
المناطق_واس
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل متسارع، نتيجة المنع الشامل الذي تفرضه إسرائيل على دخول السلع الإنسانية والتجارية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق, في المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك: “منذ أواخر أبريل الماضي، اضطر أكثر من 80 مطبخًا إلى الإغلاق بسبب نقص الإمدادات، والعدد في ازدياد مستمر، وهذا يفاقم الجوع على نطاق واسع في غزة، حيث تشكل الوجبات الجاهزة التي تقدمها هذه المطابخ أحد آخر شرايين الحياة المتبقية للسكان”.
أخبار قد تهمك استشهاد أربعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على غزة والنصيرات 9 مايو 2025 - 11:28 صباحًا واشنطن: أصبحنا على بعد خطوات من حل لإدخال المساعدات لغزة 8 مايو 2025 - 10:08 مساءًوأشار إلى أن فرق الأمم المتحدة وشركاءها على الأرض يواصلون التواصل يوميا مع السلطات الإسرائيلية, وأي جهة لها تأثير على الوضع الإنساني في غزة، موضحًا أن تركيزهم ينصب على كيفية رفع الحصار بالكامل وتسهيل العمليات الإنسانية.