في روايته "بيروبيجان.. أوراق بنيامين"، يقدم الروائي الأردني وائل أحمد مكاحلة، صاحب روايات "المنجمة" و"حارس المقابر" و"المنسي"، عملا روائيا ينهض على سيناريو تخيل فلسطين وقد تحررت إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وترتكز الرواية على سيناريو متخيل يجترحه لنهاية "عملية طوفان الأقصى"، فـ"العالم" بحسب الرواية ومعه العرب -كما جاء على لسان الراوي- ينتفضون على مجازر إسرائيل في غزة، ويضعون حدا للإبادة والاحتلال.

رواية "بيروبيجان" تمست على اسم المقاطعة السوفياتية التي كانت وطنا محتملا ليهود العالم (الجزيرة) بيروبيجان

وبيروبيجيان، عنوان الرواية، هي عاصمة أول مقاطعة قريبة من القطب المتجمد الشمالي على بعد 5 آلاف كلم من موسكو، أسسها الرئيس السوفياتي الراحل جوزيف ستالين عام 1928 لليهود قبل أن يتركها الصهاينة ويتجهون إلى فلسطين عام 1948 بدعوة من رئيس الوكالة اليهودية حاييم وايزمان.

بطل الرواية "إيزاك بن ناحوم"، وهو مهندس برمجيات من الجيل الذي تزامنت ولادته مع إحدى الحروب، يخوض مغامرات خطرة لمنع المخطط الصهيوني وإنقاذ العالم عندما يكتشف أنه فلسطيني اختطفه ضابط إسرائيلي من مستشفى الشفاء بغزة مع بداية العدوان الإسرائيلي في 2023، في إشارة واضحة إلى أطفال فلسطينيين في قطاع غزة لا يزال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة.

لعنة الثمانين

ويعود الروائي إلى النبوءة التي تقول إن عمر دولة الكيان على أرض فلسطين لن تعمر أكثر من 80 عاما، ويتابع على لسان إحدى شخصياته "التاريخ يقول إننا لم نتمكن من الحفاظ على دولة متماسكة لأكثر من هذه الأعوام الثمانين، ربما لعنة فعلا وكأن الأمر من الخوارق التي لا تملك أمامها ما تفعله، وربما ليست خوارق بقدر ما كنا حمقى لدرجة إضاعة كل شيء من بين أيدينا بلا تعقل".

ويتابع "ما زلنا نظلم ونسرق ونغش ونقسم البشر إلى أعراق، حتى السكان المحليون لم يسلموا من تمييزنا العنصري".

ويضيف "جاءت الحرب الأخيرة لتكشف لنا أن قوتنا بالون أجوف.. بالون يحتاج دبوسا صغيرا كي يتحرر ما فيه، حتى أعداؤنا تفاجؤوا بأنهم كانوا مقهورين بقوة عصابة، لا بقوة نظام يفترض به أن يمتلك أبسط مقدرات الدولة: الأمن".

من أين جئت؟

وبلغة بسيطة ودون تكلف من الكاتب، يعاني البطل "إيزاك" من شكوك داخله بأنه ليس يهوديا، ويتساءل على الدوام "من أين جئت؟ لتأتي الإجابة من زوجة أبيه".

تقول زوجة الأب في الرواية لإيزاك "لم أكن أنا من جاء بك، جاء بك معذبي نفسه، والدك الذي تسبب ومن معه بعذابات الأمهات الثكالى والأرامل وصراخ الصغار الذين أمسوا أيتاما، البروفيسور باروخ الذي استبدل العلم ومدرجات الجامعة بمبادئ القتال أحضرك بحقيبة قذرة ممزقة وكأنها جاءت من حظيرة خنازير، في قاعها يرقد طفل وادع الملامح جميل".

وتحضر زوجة أبيه سوارا أزرق اللون كان محفوظا في منمنمات نحاسية، وتقول "هل تقرأ العربية ليفاجأ بأن اسمه المسجل على السوار أحمد ولد فاطمة محمد المنتصر 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023″، ليهمس بصمت "هذا ما حدثت به نفسي".

اكتشاف الهوية

وفي حديثه للجزيرة نت، قال وائل أحمد مكاحلة إنه "بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول (2023)، تلك الأحداث التي أعادت للعربي بعضا من شموخه وعزه بعد عقود الانكسار، أصابني غضب شديد".

ويواصل "كان الغضب يختمر في داخلي ليتحول إلى شعور بالعجز، والعجز يستحيل إلى حزن، والحزن ينقلب إلى دموع، نذرفها -وأبناء جيلي- مطأطئي الرؤوس شاعرين بأننا جئنا في الزمن الخطأ، جئنا في عصر الهزائم التي صنع أسبابها السابقون. من حكم علينا بأن نضرس نحن حصرم الآباء والأجداد؟".

ويتابع "وجهت غضبي للشيء الوحيد الذي أُجيده أي الكتابة، إذا كتبت فلن أدعي أنني قمت بواجبي؛ فواجب الوطن والمقدسات والدم أكبر من مجرد حبر على ورق، لكنني أردت التعبير عن غضبي بالطريقة التي أحبّها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات

إقرأ أيضاً:

المجاهدين الفلسطينية”: المقاومة والوحدة الجهادية هما السبيل لانتزاع كل الأرض والحقوق

 

الثورة نت/

أكدت حركة المجاهدين الفلسطينية، اليوم السبت، الذكرى الـ38 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن المقاومة والوحدة الجهادية هما السبيل لانتزاع كل الارض وكل الحقوق.

وتقدمت حركة المجاهدين الفلسطينية، وجناحها العسكري (كتائب المجاهدين)، في بيان اطلعت عليه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بخالص التهاني والتبريكات القلبية للمجاهدين في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وجناحها العسكري (كتائب القسام) وكافة أطرها القيادية والتنظيمية بمناسبة الذكرى الـ38 لانطلاقتها المباركة.

وقالت الحركة: “في هذه المناسبة المباركة نستذكر السجل الحافل من التضحيات التي قدمتها “حماس” في تاريخ النضال الفلسطيني لا سيما في معركة طوفان الأقصى فقد أضافت زخماً جهادياً وشكلت إضافة نوعية للعمل الإسلامي والمقاوم في فلسطين والأمة”.

وأضافت: “إننا في حركة المجاهدين إذ نعبر عن خالص اعتزازنا بعمق العلاقة المتينة مع إخوان الدرب والسلاح في حركة حماس وكتائب القسام واللحمة الميدانية التي تجسدت في محطات المقاومة والنضال لاسيما انتفاضة الأقصى وماتلاها من جولات نضالية وصولا إلى معركة طوفان الأقصى نؤكد على ان خيار المقاومة والوحدة المبنية على أسس متينة هو الطريق لاستعادة كل ارضنا وحقوقنا”.

ودعت حركة المجاهدين، الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة لمزيد من رص الصف وتعزيز الوحدة الحقيقية للتصدي لكل مؤامرات العدو وأذنابه خاصة في ظل استمرار حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة بصورة مختلفة.

وأكملت: “إن حركة المجاهدين الفلسطينية اذ تعاهد الله ومن ثم شهداء شعبنا على المضي في طريق ذات الشوكة مهما عظمت الجراح وبلغت التضحيات، تدعو الله العلي القدير ان يعود العام القادم وقد تطهرت بلادنا من دنس الاحتلال المجرم وأن نحتفل سوية في ساحات القدس المباركة إنه نعم المولى ونعم النصير”.

مقالات مشابهة

  • عمران.. عرض شعبي لخريجي الدورات العسكرية طوفان الأقصى
  • الشغدري يطلع على سير الأداء في جامعة الضالع وتنفيذ دورات “طوفان الأقصى”
  • مسير وتطبيق قتالي ووقفة لخريجي دورات طوفان الأقصى في نهم
  • المجاهدين الفلسطينية”: المقاومة والوحدة الجهادية هما السبيل لانتزاع كل الأرض والحقوق
  • خليل الحية: طوفان الأقصى كسر الردع الإسرائيلي وأعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة
  • حماس : طوفان الأقصى محطة شامخة في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية دحر الاحتلال ولن نتنازل عن المقاومة
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية حقيقية لدحر الاحتلال
  • تعز .. اجتماع في مديرية صبر الموادم يناقش جهود التحشيد لمواجهة العدو
  • لقاء في الشاهل بحجة يناقش جوانب التحشيد لدورات “طوفان الأقصى”