واشنطن و13 حليفا تفتت دولة بأكملها و"تحقن" أجيالا من شعبها باليورانيوم
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
بدأ حلف شمال الأطلسي في 24 مارس عام 1999 في قصف جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية بعد تمهيد طويل كان عمليا بمثابة تجربة لكيفية تفتيت دولة كبيرة متعددة الأعراق والأديان.
إقرأ المزيدفي ذلك اليوم أقلعت ست قاذفات أمريكية ثقيلة من طراز "بي – 52" ترافقها عدة طائرات مقاتلة وأخرى للاستطلاع اللاسلكي وناقلات للتزود بالوقود من قاعدة "أفيانو" الجوية الواقعة شمال شرق إيطاليا.
انتهكت الطائرات المغيرة المجال الجوي اليوغوسلافي، وبدأت حوالي الساعة السابعة مساء أولى القنابل تسقط على منشآت رادار تابعة للجيش اليوغوسلافي على ساحل منطقة الجبل الأسود. لاحقا تبين أن الغارة الجوية تسببت في مقتل نساء وأطفال وأفراد من أسر العسكريين اليوغوسلاف الذين كانوا يقطنون قرب المنشآت العسكرية.
في تلك الحملة الجوية لحلف الناتو، التي جرت خلف ظهر مجلس الأمن، اخترقت القاذفات المجال الجوي لصربيا من جميع الدول المجاورة، بما في ذلك هنغاريا التي لم يمض على قبولها في صفوف الحلف حينها أكثر من أسبوع، وكذلك كرواتيا وبلغاريا ومقدونيا التي لم تضمن بعد في ذلك الوقت للناتو.
بعد القصف الجوي، جاء دور الضربات الصاروخية، وتم إطلاق صواريخ توماهوك من السفن والغواصات التابعة للأسطول السادس الأمريكي المتمركزة في البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني، ولم يتمكن الدفاع الجوي اليوغوسلافي من صد جحيم النار الذي استهدف منشآت حيوية بما في ذلك المطار بالقرب من العاصمة بلغراد والمصانع في مدينة بانتشيفو الواقعة شمال شرق صربيا، بما في ذلك اكبر مصفاة في البلاد لتكرير النفط.
لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، تعرضت بلغراد والعديد من مدن صربيا الأخرى إلى غارات جوية عنيفة، وأصبحت صفارات الإنذار تدوي بشكل مألوف في ذلك الوقت، وبقي شبح الرعب ماثلا هناك طيلة 78 يوما، المدة التي استغرقتها حملة القصف التي نفذتها الولايات المتحدة وثلاثة عشر حليفا.
حلف شمال الأطلسي كان طالب بسحب قوات الجيش والوحدات الأخرى من كوسوفو، وذلك لنشر قوات للناتو هناك، مع حرية الحركة في جميع أرجاء يوغوسلافيا. رفضت بلغراد بطبيعة الحال مثل هذا الإنذار المتعجرف الذي ينتهك سيادتها الوطنية.
بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها الحرب بواسطة الغارات الجوية والقصف الصاروخي. خلال تلك الغارات الجوية، استخدمت أكثر من 1100 طائرة مقاتلة، كان معظمها متمركزا في إيطاليا. كما تم استخدام 3 حاملات طائرات وصواريخ كروز البحرية.
في تلك الحملة الجوية العنيفة، نفذت طائرات حلف الناتو أكثر من 35 ألف طلعة جوية، وأطلقت على أهداف في صربيا أكثر من 23 ألف قنبلة ثقيلة وصاروخ، و37 ألف قنبلة عنقودية، بعضها مزود باليورانيوم المستنفد، ما أدى إلى تلوث إشعاعي في بعض المناطق. الخسائر الاقتصادية تقدر بمليارات الدولارات، علاوة على مقتل وإصابة الكثير من المدنيين الصرب.
وزيرة الصحة في صربيا في ذلك الوقت ليبوسافا ميليسيفيتش أدلت بتصريح قالت فيه: "حتى هتلر لم يقصف مصانعنا الكيماوية! يقوم الناتو بذلك بهدوء، ويدمر الأنهار، ويسمم الهواء، ويقتل الناس، والبلد. تجري تجربة وحشية على شعبنا باستخدام أحدث الأسلحة".
رئيس جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية اضطر في 3 يونيو 1999 على الموافقة على خطة لتسوية النزاع، وتوقف القصف الجوي في 9 يونيو بعد توقيع ممثلين عن الجيش اليوغوسلافي وحلف شمال الأطلسي على اتفاقية عسكرية فنية في مدينة كومانوفو بمقدونيا بشأن انسحاب وحدات الجيش والشرطة من كوسوفو ونشر قوات دولية في هذه المقاطعة. مجلس الأمن اعتمد في 10 يونيو 1999 القرار رقم 1244 وبموجبه تم إرسال قوة دولية بقيادة الناتو إلى كوسوفو.
خبراء يعتقدون أن الناتو ساهم بنشاط وبأسلوب عنيف في تفتيت يوغوسلافيا لأنه لم يعد بحاجة إليها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، علاوة على أن الولايات المتحدة التي كانت تأمل حينها في أن تبقى الدولة العظمى الوحيدة المهيمنة وضعت هذا السيناريو لتسهيل "هضم" يوغوسلافيا والاستيلاء على أسواقها بتفتيتها عرقيا ودينيا وأيضا لتسهيل دمجها في منظومتها الأوروبية.
الحملة الجوية العنيفة التي وصفتها الوزيرة الصربية بـ "التجربة الوحشية"، يرى البعض أيضا أنها كانت بمثابة اختبار لكيفية التعامل مع دول كبيرة متعددة الأعراق والأديان لتفتيتها والقضاء عليها. ربما يكون هذا الأمر بالفعل تجربة مسبقة لعمليات مشابهة مقبلة.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الاتحاد السوفييتي يوغوسلافيا السابقة أکثر من فی ذلک
إقرأ أيضاً:
نجحت في الحفاظ على انسيابية حركة الطيران والمسارات الجوية في ظل الأزمة.. أجواء المملكة تُسجل عبور 1330 رحلة طيران كمتوسط يومي خلال الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرًا بزيادة تقدر بنحو 95%
القاهرة ـ أحمد حماد
فتحت المملكة العربية السعودية مجالها الجوي للحفاظ على انسيابية حركة الطيران والمسارات الجوية في ظل الأحداث المتأزمة التي مرت بها بالمنطقة مؤخرًا، مجندة الطاقات البشرية والمادية كافة والاستعدادات اللازمة لاستيعاب زيادة أعداد الرحلات العابرة.
وسجلت أجواء المملكة عبور أكثر من (1330) رحلة كمتوسط يومي بمعدل نمو يتجاوز الـ (95%) مقارنة بما قبل الأزمة، وأُدِيرَت بأمان وسلاسة من خلال أجواء المملكة، وسط تجهيزات تقنية وإجراءات أمنية محكمة في تطبيق متطلبات تسهيل حركة الطائرات مع الالتزام الدقيق بمعايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO).
أخبار قد تهمك المملكة تحافظ على انسيابية حركة الطيران عبر استخدام مجالاتها الجوية في ظل التوترات المتصاعدة 26 يونيو 2025 - 11:39 مساءً المملكة ممثلة بوزارة الداخلية تُسهم في إحباط محاولة تهريب أكثر 200 ألف قرص إمفيتامين بالتنسيق مع “الداخلية السورية” 26 يونيو 2025 - 3:35 صباحًاوبذلت الهيئة العامة للطيران المدني (GACA) جهودها خلال فترة التوترات، في فتح مسارات جوية إضافية، لاستيعاب الضغط الكبير على الأجواء السعودية، وعُززت سعة المجال الجوي، واختُصر زمن الرحلات، وفق إجراءات وأنظمة ملاحية متقدمة تضمن حماية أجواء المملكة وسلامة حركة الطائرات.
وشهدت أجواء المملكة عبور أكثر من (220) ناقلًا جويًّا خلال الفترة، مما استلزم تفعيل إجراءات توسعة المجال الجوي السعودي المعدة مسبقًا، فيما جرى تطبيق إجراءات أمنية دقيقة في المطارات والمجال الجوي، وتوظيف القدرات المتقدمة لأنظمة المراقبة الجوية والبنية التقنية المعنية بها، إلى جانب تفعيل خطط المخاطر المعدة مسبقًا، مما عزز سرعة التعامل مع الأزمة وضمان استمرارية الملاحة الجوية بأعلى معايير السلامة.
ودُعمت فرق إدارة الأزمات بتقنيات متقدمة لتسريع تحليل ومعالجة البيانات بشكل مباشر ودعم المشغلين والجهات المعنية محليًا وإقليميًا بالبيانات اللازمة للتخطيط بشكل فعال وفوري في إدارة الحركة والرحلات، بفضل الاستعدادات المسبقة، إضافة إلى استيعاب الرحلات العابرة بنجاح؛ مما عزز مكانة المملكة كمجال جوي آمن للتعامل مع الرحلات ونموها المطرد في المنطقة.
وتضم منظومة الملاحة الجوية في المملكة العربية السعودية أحدث أنظمة المراقبة والاتصالات على مستوى العالم، وتعمل عبر (20) برج مراقبة، ومركزين للمراقبة الجوية الإقليمية تتضمن (15) قطاع مراقبة منطقة، و (10) مراكز اقتراب، وأكثر من (1200) جهاز ملاحة موزعة في مختلف مناطق المملكة، تدعمها جهود أكثر من (1900) موظف مختص بينهم أكثر من (700) مراقبة ومراقب جوي يعملون وفقًا لأحدث المنهجيات المتقدمة والمتطورة بالتوافق مع رؤية المملكة لتطوير قطاع الطيران إلى مراكز تنافسية عالميًا.