انتخابات تركيا المحلية.. هل يُستعمل اللاجئون كورقة دعائية؟
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
إسطنبول- عاد ملف اللاجئين السوريين إلى دائرة الضوء في تركيا مجددا مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية المقررة نهاية مارس/آذار الجاري، في وقت لا تزال فيه المعارضة التركية تجد في هذا الملف مادة للدعاية الانتخابية والتجاذب السياسي مع الحكومة، مما يعرض البلاد لمخاطر تتعلق بالأمن والسلم المجتمعي، حسب معلقين.
وأثار التحليل الذي قدمه الصحفي ذو التوجهات المعارضة يلماز أوزديل حول الانتخابات المحلية القادمة جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ يرى أوزديل أن الانتخابات المرتقبة لا تقتصر على اختيار رؤساء البلديات فحسب، بل تمثل أيضا استفتاء حاسما حول بقاء اللاجئين أو رحيلهم.
من جهته، افتتح رئيس بلدية بولو الحالي تانجو أوزجان، المرشح عن حزب الشعب الجمهوري والمعروف بموقفه المتشدد تجاه اللاجئين، حملته الانتخابية بوعد صريح، إذ أعلن التزامه بالقضاء الكامل على وجود اللاجئين في المدينة، مشيرا إلى تراجع ملحوظ في أعدادهم.
???? مرشح حزب "CHP" لبلدية منطقة ماماك في أنقرة "والي غوندوز شاهين" يوجه عبارات عنصرية لأطفال عراقيين وسط ترحيب المحيطين به. pic.twitter.com/kxqEcyF5AD
— TR99 (@TR99media) February 23, 2024
كما أعرب رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو -خلال مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي- عن قلقه بشأن سياسة اللاجئين، إذ يرى أن الإجراءات المتبعة بشأن اللاجئين وطالبي اللجوء في العقد الأخير قد تتحول إلى أبرز المعضلات التي ستواجهها تركيا خلال العقود الثلاثة أو الأربعة المقبلة.
وفي حادثة أثارت الرأي العام التركي، ظهر مرشح حزب الشعب الجمهوري لبلدية منطقة ماماك في أنقرة وهو يوجه عبارات عنصرية لأطفال عراقيين متوعدا بترحيلهم، في حين ظهر بعدها رئيس جناح الشباب لحزب العدالة والتنمية في أنقرة وهو يلعب الكرة مع الأطفال نفسهم ويقدّم لهم الحليب.
من جانبه، أكد الصحفي التركي المقرب من الحكومة التركية بيلغن أوزتورك أن الخطابات التي تعتمد على النزعة العنصرية، والتي تروجها بعض أطياف المعارضة بخصوص اللاجئين المقيمين في تركيا، ليست إلا جزءا من الحملات الانتخابية، مستشهدا بالانتخابات الرئاسية لعام 2023، ومشيرا إلى أن هذه الخطابات لم يكن لها أثر يُذكر في توجيه تفضيلات الناخبين، باستثناء تلك الشريحة التي تعتبر وجود اللاجئين تهديدا مباشرا لمستقبل البلاد.
وشدد أوزتورك -في حديث للجزيرة نت- على أن فرصة المعارضة في تنفيذ وعودها بترحيل اللاجئين في حال نجاحها بالسيطرة على البلديات في الانتخابات المحلية المقبلة ضئيلة للغاية، مرجعا ذلك إلى الالتزامات الدولية والحقوقية التي أقرتها تركيا، والتي تعوق اتباع سياسات تتعارض مع المنهجية الحالية.
وحذر أوزتورك من احتمال تصاعد الحملات السلبية ضد السوريين واللاجئين العرب الآخرين في تركيا، وذلك في حال لم تتمكن المعارضة من الفوز في المدن الكبرى، إذ قد تُستخدم كوسيلة لتوجيه إحباط وغضب الناخبين نحو اللاجئين.
ورقة ضغط
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد المحلل السياسي والباحث بمركز تركيا للأبحاث مراد تورال أن ملف اللاجئين تحول إلى ورقة ضغط سياسية بين يدي المعارضة التركية، وذلك عقب تمكنها من استثمار الأزمة.
واعتبر أن المعارضة "اقتبست منهج الحكومة في استغلال الأزمة ضمن مفاوضاتها الدولية، مما يعكس تعلمها فن التلاعب بملفات الأزمات".
كما أشار إلى أن التدهور الاقتصادي الذي تشهده تركيا أسهم في تصاعد موجات الاستياء بين الأوساط الشعبية، مع توجيه أصابع الاتهام نحو اللاجئين كسبب للأزمات القائمة، مؤكدا أن مثل هذه القضايا قد تختفي مع تحقيق الوعود الحكومية بتحسين الأوضاع الاقتصادية للبلاد.
وفي السياق نفسه، اعتبر الرئيس السابق لقسم الشباب في حزب الشعب الجمهوري جوكشان عولو كوش أن تدابير حزبه حيال مسألة اللاجئين "تتخطى حدود الحملات الانتخابية لتلقي الضوء على أزمة معمقة ومستمرة منذ سنوات من دون العثور على حلول جذرية".
ولفت عولو كوش -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أن الإشكالية ليست مقتصرة على اللاجئين السوريين فحسب، مبينا أن "الوجود غير المنظم للاجئين في تركيا يؤثر سلبا على البنية الاجتماعية، النفسية والاقتصادية للمواطنين الأتراك، وهو ما يتطلب خططا عاجلة لترحيل اللاجئين".
ونفى بشكل قاطع استخدام حزبه قضية اللاجئين أداة دعائية لنفسه، مشيرا إلى أن القضية موجودة فعليا وتعد من بين المطالب الرئيسية التي يرغب الناخبون في معالجتها. ودعا الحكومة التركية إلى التوقف عن استغلال وضع اللاجئين لتحقيق مكاسب سواء في السياق الانتخابي أو في غيره من المجالات، مشددا على أن "الإجراءات النصفية والحلول المؤقتة لم تعد كافية لمواجهة تداعيات هذه الأزمة التي تفاقمت بمرور الزمن".
أما الحكومة التركية فقد أعلنت تمسكها بنهجها القائم على معالجة أزمة اللاجئين، معتبرة أنهم يقيمون في البلاد بشكل مؤقت، وأنهم سيعودون بمجرد عودة الأمن إلى بلادهم.
وشدد مراد كوروم، مرشح تحالف الشعب لرئاسة بلدية إسطنبول، على ضرورة التعامل مع وضع المهاجرين في إسطنبول. وأشار إلى أن هؤلاء الأفراد هم لاجئون فروا إلى تركيا هربا من النزاعات في بلدانهم ويقيمون فيها بصورة مؤقتة.
كما أكد أنهم سيعودون إلى ديارهم بمجرد استقرار الأوضاع هناك، مثمنا في الوقت ذاته دورهم الإيجابي في الاقتصاد التركي، خاصة في مدينة إسطنبول.
في السياق، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا إطلاق عمليات تفتيش ورصد بهدف الحد من الهجرة غير المشروعة وترحيل الأفراد الذين يقيمون في تركيا بطريقة غير قانونية، موضحا أنه تم إنشاء "مراكز الهجرة المتنقلة" في 30 مدينة تركية، تضم 162 مركز تفتيش تعمل على التأكد من شرعية إقامة الأجانب في البلاد من خلال استخدام أجهزة التعرف ببصمات الأصابع.
من جهته، أعلن عزة الله سادات، رئيس اتحاد الجمعيات الأفغانية، الحاصل على الجنسية التركية ترشحه لرئاسة بلدية بيليك دوزو في إسطنبول، وذلك مع التزامه بحل مشاكل المهاجرين في تركيا، بدءا من الجالية الأفغانية التي ينتمي إليها.
وقد وعد سادات بتقديم الدعم اللازم للمهاجرين، ومن ذلك توفير المساعدة القانونية والاجتماعية، وتوفير الفرص الاقتصادية التي تساعدهم على الاندماج بشكل أفضل في المجتمع التركي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی ترکیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحكومة توافق على تعديلات قانون انتخابات مجلس النواب
كتب- نشأت علي:
أعلن المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، موافقة الحكومة على مشروع القانون المقدم من النائب عبد الهادي القصبي ومجموعة من أعضاء مجلس النواب لتعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب الصادر بالقانون رقم (٤٦) لسنة ٢٠١٤ والقانون رقم (١٧٤) لسنة ٢٠٢٠ بشأن تقسيم دوائر انتخابات مجلس النواب.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة بحضور وزير الشؤون النيابية والقانونية، والدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، مقدم مشروع القانون.
وأوضح الوزير أن مشروع القانون جاء بعد تواصل مع رئيس مجلس الوزراء، وتم التوافق عليه، مؤكدًا أن تعديلات تقسيم الدوائر تعتمد على بيانات إحصائية دقيقة، وتُعد تحديثًا للمكونات الإدارية مع بقاء عدد المقاعد دون تغيير.
وأشار إلى أن المشروع يعيد التوازن في توزيع المقاعد الانتخابية بين المحافظات، موجهاً الشكر للأغلبية البرلمانية التي تقدمت بمشروع القانون، ولفريق العمل في اللجنة التشريعية، برئاسة المستشار إبراهيم الهنيدي، الذي أعدّ تقسيم الدوائر السابق في 2015.
اقرأ أيضًا:
بيان مهم من محافظة القاهرة بشأن تأثير زلزال كريت
قبل الافتتاح الرسمي.. أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير
إجراءات عاجلة من الهلال الأحمر وتعليمات مهمة للمواطنين بشأن زلزال اليوم
البحوث الفلكية: زلزال بقوة 6.24 على بعد 499 كيلومتر شمال مرسى مطروح
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مجلس النواب قانون انتخابات مجلس النواب محمود فوزيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: "تشريعية النواب" تبدأ مناقشة قوانين الانتخابات الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
الحكومة توافق على تعديلات قانون انتخابات مجلس النواب
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك