خبير أثري لـ صدى البلد: كشف دهشور الأخير يرد على مزاعم إسرائيل|تفاصيل
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية التابعة للمعهد الألماني للآثار، مؤخرا برئاسة الدكتور ستيفان زايدلماير في الكشف عن مصطبة تعود إلى عصر الدولة القديمة، وذلك أثناء أعمالها بمنطقة دهشور الأثرية.
وأشار الدكتور ستيفان زايدلماير مدير المعهد الألماني للآثار السابق ورئيس البعثة، إلى أن المصطبة مبنية من الطوب اللبن وتخص شخص يدعي "سنب-نب- أف" وزوجته إيدوت، ويعود تاريخها إلى نهاية الأسرة الخامسة وبداية الأسرة السادسة (حوالي 2300 قبل الميلاد).
وأوضح أنه من خلال نقوش المقبرة تبين أن صاحبها شغل عدة مناصب في القصر الملكي في إدارة المستأجرين (خنتيو-شي)، كما حملت زوجته ألقاب كاهنة حتحور، وسيدة الجميز.
وعن أهمية هذا الكشف يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أنه يرد على دعاوى مشاركة بنى إسرائيل في بناء الحضارة المصرية على أساس براعتهم في البناء بالطوب اللبن كما يدعى بعض الباحثين.
ويرصد الدكتور ريحان براعة المصرى القديم في البناء بالطوب اللبن من خلال دراسة أثرية جديدة للباحث على محمد أحمد على الباحث الآثارى بكلية الآثار جامعة جنوب الوادى تحت عنوان "عمارة الطوب اللبن في مصر القديمة".
وتشير الدراسة إلى أن المصرى القديم عرف البناء بالطوب اللبن منذ عصر الأسرة الأولى اعتبارًا من سقارة ونقادة ومقابر أبيدوس وفي سقارة نرى هندسة معمارية متطورة للغاية تستخدم في البناء المقابر والمصاطب من الطوب اللبن بنفس نبوغه فى البناء بالأحجار وشيد مسكنه من الطين وشيدت أيضا قصور العظماء من الطوب اللبن كما شيدت البنية الفوقية لمقابر عصور بداية الأسرات من الطين كما هو الحال بمقابر سقارة بالرغم من كل هذا التقدم في عمارة الأحجار الإ أن المصري القديم لم يفشل في الهندسة المعمارية في بناء الطوب فلقد أستخدم الطوب اللبن أيضا في العمارة المحلية والدينية والجنائزية لذا يمكننا القول بأن هندسة الاستيطان في مصر القديمة لعبت دورًا مهمًا وعمليًا للغاية.
ونوه الدكتور ريحان بأن استخدام الطوب اللبن أسهل وأقل تكلفة من البناء بالحجر لأنه يمثل إنتاج محلي حيث كان يُصنع من طمي النيل، وتكونت المدينة من عدة مستوطنات يحيط بها سور ضخم من الطوب اللبن، وكان تربطهم عادات مثل الزواج والحرب والعلاقات التجارية، وكان للمدينة سيطرة سياسية علي المناطق الريفية علي المناطق المجاورة وأن سبب قلة اكتشاف المستوطنات المصرية القديمة بالطوب اللبن إلى أن المدن كانت تتطور في الأزمنة المتأخرة (الألفية الرابعة قبل الميلاد) ومن المحتمل أن تكون هذه "البلدان" عبارة عن مراكز عبادة متطورة بها معابد أو مزارات ومستوطنات ومواد عضوية والتي يصعب اكتشافها من الناحية الأثرية حتى الآن ولكن تم اكتشاف أفضل البقايا المحفوظة في موقع هيراكونبوليس (الكوم الأحمر).
منازل الطبقات الوسطىويشير الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى منازل الطبقات الوسطى من الطوب اللبن وكانت تحتوي على عدة غرف وكان بعضها مرتفعًا مكونًا من طابقين أو ثلاثة وفناء المنزل الذى استخدم للعمل في الهواء الطلق وللحيوانات، كذلك تم استخدام الجزء السفلي من المنزل للتخزين وكانت الغرف العلوية هي أماكن للمعيشة، وكان الباب يقع فوق مستوى سطح الأرض متجنبًا الغبار المستمر الذي يدخل إلى أماكن المعيشة، غالبًا ما كان السقف يحتوي على ملجأ خفيف للظل، وكانت هذه المنطقة تستخدم للنوم أثناء الطقس الحار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بالطوب اللبن إلى أن
إقرأ أيضاً:
كشف أثري جديد في أسوان.. "مقابر رومانية ومومياوات أطفال"
في إنجاز أثري جديد يُضاف إلى سجل الاكتشافات المهمة التي تشهدها محافظة أسوان، اكتشفت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة ميلانو عن عدد من المقابر المنحوتة في الصخر من العصرين اليوناني والروماني، وتحتوي على نقوش هيروغليفية بحالة جيدة من الحفظ، وذلك في الجبانة المحيطة بمنطقة ضريح الآغاخان في البر الغربي لأسوان.
وأسفرت أعمال الحفائر أيضًا، خلال موسم الحفائر لهذا العام، عن اكتشاف المقبرة رقم (38)، والتي تُعد من أبرز المقابر المكتشفة حتى الآن من حيث التصميم والحالة الإنشائية، حيث تقع على عمق يزيد عن مترين تحت الأرض، ويؤدي إليها سلم حجري مكون من تسع درجات محاطة بمصاطب من الطوب اللبن، كانت تُستخدم لوضع القرابين الجنائزية.
وفي داخل المقبرة، عُثر على تابوت من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعه نحو مترين، موضوع فوق منصة صخرية نُحتت مباشرة في الجبل، ويتميز بغطاء على هيئة آدمية يحمل ملامح واضحة لوجه إنسان مزين بباروكة وزخارف مذهلة، بالإضافة إلى عمودين من النصوص الهيروغليفية التي تسجل أدعية للآلهة المحلية بمنطقة أسوان، واسم صاحب المقبرة "كا-مِسيو"، وهو أحد كبار المسؤولين في عصره، إلى جانب أسماء أفراد من أسرته.
كما تم العثور على مومياوات بعضها لأطفال.
ووصف شريف فتحي وزير السياحة والآثار، الكشف بالإضافة النوعية في محافظة أسوان، والذي يعكس تنوع وثراء الحضارة المصرية القديمة عبر العصور.
كما يؤكد أهمية التعاون العلمي الدولي في دعم جهود الاكتشافات الأثرية حيث إن المقابر المكتشفة تفتح آفاقًا جديدة لفهم طبيعة المجتمع المحلي في أسوان خلال العصرين البطلمي والروماني، وتُبرز المكانة التاريخية للمنطقة كأحد المراكز الحضارية المهمة في جنوب مصر.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الكشف بعد دليلًا واضحًا على استمرار الاستخدام الجنائزي للمنطقة من قبل مختلف الطبقات الاجتماعية، بدءًا من النخبة التي دُفنت في المقابر العلوية على الهضبة، ووصولًا إلى الطبقة المتوسطة التي استقرت في سفوح الجبانة. كما أن النقوش واللقى المكتشفة ستوفر مادة علمية غنية للباحثين في مجال علم المصريات، خصوصًا في ما يتعلق بالتقاليد الجنائزية والرمزية الدينية خلال الفترات المتأخرة من الحضارة المصرية.
وأضاف أن المومياوات المكتشفة داخل هذه المقابر، والتي تشمل عددًا من الأطفال، سيتم إخضاعها لفحوصات بالأشعة المقطعية والتحاليل البيولوجية خلال موسم الخريف المقبل، مما سيسهم في فهم أدق لهوية هؤلاء الأفراد وظروف حياتهم وأسباب وفاتهم.
وأشار محمد عبد البديع رئيس قطاع الأثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أنه على الهضبة الواقعة في أعلى التل، توجد مقابر ضخمة تحت الأرض تعود للعصر البطلمي خُصصت لعائلات النخبة الثرية، وقد أُعيد استخدامها خلال العصر الروماني.
كما كشفت البعثة في مواسم سابقة عددًا من المصاطب الجنائزية والمقابر المنحوتة في صخور جبال سيدي عثمان، بالمنطقة والتي تكشف عن نمط معماري متميز يعكس تفاعل الإنسان مع التضاريس الطبيعية للموقع.
جاء هذا الاكتشاف ضمن أعمال البعثة الأثرية بالموقع هذا العام والتي تعمل به منذ عام 2019، برئاسة الدكتورة باتريتسيا بياشنتيني، أستاذ علم المصريات بجامعة ميلانو، والأستاذ فهمي الأمين مدير عام آثار أسوان.
وتُعد هذه الاكتشافات المتتالية في جبانة بمنطقة ضريح الآغاخان دليلًا ملموسًا على الأهمية الأثرية للمنطقة، وإحدى ركائز المشهد الأثري في أسوان.
WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.55 PM (1) WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.55 PM WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.56 PM (1) WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.56 PM (2) WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.56 PM (3) WhatsApp Image 2025-07-05 at 12.46.56 PM