صدى البلد:
2025-07-03@12:13:19 GMT

منال الشرقاوي تكتب: صاحب مفتاح الشقة

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

في لحظةٍ من الصمت، تقف أمام بابٍ مغلق، تمسك مفتاحَه بين أناملك، وتشعر بثقل المسؤولية وهو يغمرك. إنه ليس مجرد قطعة معدنية، بل هو رمزٌ لأمور أعمق، تمثل بدايةً جديدة، ونهايةً لفصلٍ ما.


"صاحب مفتاح الشقة" قد يبدو عنوان لقصة ،بدايتها عند باب منزلك.
المنزل، ليس مجرد مكان للمأوى، بل هو عالم متكامل تحيا فيه كل تلك اللحظات التي تبني هويتك.

المفتاح في يدك يشبه إلى حد كبير قلماً يدوّن قصة حياتك، كل دوران له في القفل يفتح فصلاً جديداً، يمكن أن يكون مليئاً بالأمل، التحدي، الحب، أو حتى الغموض.
إن مسؤولية امتلاك هذا المفتاح ليست بسيطة، فبينما تملك القدرة على فتح بابك كل يوم، تحمل أيضاً عبء اختياراتك وقراراتك التي ستحدد مسار حياتك. هذا المفتاح، الذي قد يبدو بسيطاً، هو أداة قوية تفتح لك مسارات الحياة وتغلق أخرى.
المفتاح، ليس مجرد قطعة معدنية تفتح بابًا ماديًا؛ بل هو أيضًا رمز للفرص، البدايات الجديدة، والأسرار التي تنتظر أن تُكشف. هذا المفتاح يمكن أن يمثل القوة والمسؤولية التي تأتي مع امتلاك مكان يُسمى بالمنزل، ولكنه أيضًا يفتح الباب للتفكير في معنى الانتماء والخصوصية.
مفتاح الشقة يُعتبر دعوة للتأمل في ما يعنيه أن تمتلك مكانًا تُسميه منزلك. في عالم يزداد اتساعًا وتعقيدًا، يُصبح المنزل ملاذًا شخصيًا يعكس هويتنا، أحلامنا، وأحيانًا تحدياتنا. من خلال مفتاح بسيط، ندخل إلى عالمنا الخاص، حيث الأمان والراحة والذكريات.
امتلاك مفتاح لشقة يحمل في طياته قوة كبيرة - قوة الدخول والخروج بحرية، وتحديد من يشاركنا هذا المكان. لكن مع هذه القوة تأتي المسؤولية أيضًا؛ المسؤولية عن صيانة هذا المكان، حمايته، وجعله مساحة ترحيب لأولئك الذين نختار مشاركتهم إياه. هذه الديناميكية تدعونا للتفكير في كيفية إدارة قوتنا ومسؤولياتنا في علاقاتنا مع الآخرين ومع المساحات التي نعيش فيها.
على نطاق أوسع، يمكن اعتبار كل مفتاح نحمله كرمز لجزء من حياتنا. مفاتيح العمل، السيارة، المكتب، كلها تفتح أبوابًا لجوانب مختلفة من وجودنا. في هذا السياق، يصبح مفتاح لأكثر من مجرد فتح الأبواب؛ إنها تُفتح أيضًا أبواب التأمل والفهم حول مسارات حياتنا. هذه الرمزية تدفعنا لاستكشاف وفهم الدروس والفرص التي تُقدمها كل مرحلة من مراحل حياتنا.
في كل مرة نغلق بابًا أو نتخلى عن مفتاح، نواجه نهاية لفصل ما في حياتنا. لكن، مثلما يقول المثل، "عندما تُغلق باباً، يفتح آخر". الأبواب المغلقة، على قدر ما قد تبدو نهائية، غالبًا ما تُمهد الطريق لبدايات جديدة وفرص غير متوقعة. هذا التأمل يُشجعنا على التفاؤل والانفتاح على التغييرات التي تجلبها الحياة.
"صاحب مفتاح الشقة" يدعونا لاستكشاف القيمة والمعنى في أبسط تفاصيل حياتنا اليومية. كل موقف، كل لحظة، تحمل إمكانية للتأمل والاكتشاف. من خلال النظر إلى ما وراء السطح والتساؤل عن القصص والمواقف التي تشكل تجاربنا، نُمكن أنفسنا من تقدير المزايا والنعم الموجودة في الروتين اليومي.
"صاحب مفتاح الشقة" يُمكن أن يكون بداية رحلة استكشافية تُعلمنا التأمل في الفرص والتغييرات التي تُقدمها الحياة. يذكرنا بأنه في كل مرة نفتح بابًا، نحن نختار التوجه نحو المجهول، المفتاح قد يكون بسيطاً بالمظهر، لكنه عميق بمعانيه، يفتح لنا بوابات الأمان والأحلام، ويرسم مسارات حياتنا بلمساته. في هذه الحياة المعقدة، يُعتبر المنزل ليس مجرد جدران تؤوينا، بل هو عالم يحمل بين طياته كل ما نحب، نخاف، ونحلم به. 
امتلاك المفتاح يُمثل لحظة اختيار؛ اختيار كيف نعيش، مع من نشارك حياتنا، وأي أبواب نختار فتحها أو إغلاقها.
لا تفقد أملك عندما تصادف باب مغلق، فقد يكون هذا الباب ينتظر مفتاح أنت صاحبه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لیس مجرد التی ت

إقرأ أيضاً:

«حياتنا في الإمارات» في حملة تعريفية بعجمان

عجمان (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة» تستبدل إنارة 500 مسجد «الاقتصادي العالمي» يطلق تقرير أفضل 10 تقنيات ناشئة لعام 2025 عام المجتمع تابع التغطية كاملة

نظمت وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع مركز شباب عجمان وجامعة عجمان، أمس، حملة تعريفية للترويج لمسابقة «حياتنا في الإمارات»، التي أطلقتها الوزارة بالشراكة مع صندوق الوطن ضمن مبادرات «عام المجتمع».
واستهدفت الحملة التي نظمت في المبنى الرئيسي لجامعة عجمان تشجيع فئات المجتمع كافة على توثيق تجاربهم الحياتية في الدولة عبر الكتابة الإبداعية لترسيخ قيم التسامح والتنوع الثقافي.
واستعرض راشد إبراهيم النعيمي، مستشار التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء المؤسسي في الوزارة شروط المشاركة وأنواع النصوص المقبولة، والتي تشمل القصة القصيرة والمقال والرسالة والخاطرة والشعر باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى المنصة الإلكترونية المخصصة لتقديم المشاركات وتوزيع كتيبات تعريفية توضح آلية التقديم.
وأكد أن الجائزة تسعى إلى إشراك الشباب في إبراز مفاهيم التسامح من خلال أعمالهم الإبداعية، بما يعزز من مكانة الدولة كأنموذج عالمي للتسامح، ويجسّد التزامها ببناء مجتمع متماسك ومتعدد الثقافات، موضحاً أن باب المشاركة في المسابقة سيظل مفتوحاً حتى نهاية شهر نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أن موضوع الدورة الحالية خصص لمفهوم التسامح في دولة الإمارات.
وتدعو المسابقة كافة الفئات إلى المساهمة بكتاباتهم حول حياتهم في الإمارات ويعبّرون من خلالها عن رؤيتهم لهذه الدولة الغالية، وعن اعتزازهم بالحياة في مجتمع قوي ومتلاحم له إنجازات هائلة ومتواصلة في كل المجالات.

مقالات مشابهة

  • هل يحق لشركات التطوير العقاري سحب الشقة وفسخ العقد؟ ..خبير يوضح
  • شاب يطعن زوجته وشقيقها ويضرم النار في شقتهما بسبب خلافات زوجية
  • جمال شعبان: من يمتلك الغذاء والدواء يكون صاحب قرار
  • عمرو دياب يعود إلى أورنچ.. القصة التي بدأت منذ 1999
  • د. منال إمام تكتب: المرأة المصرية.. حارسة القيم ومصدر التوازن الأسري في زمن التحولات
  • نادية صبرة تكتب: خدعة القرن فى الشرق الأوسط
  • بعد الطلاق.. كيف توزع الممتلكات بين الزوجين؟
  • حملة تعريفية في عجمان لمسابقة «حياتنا في الإمارات»
  • «حياتنا في الإمارات» في حملة تعريفية بعجمان
  • حياتنا مرةٌ صعبةٌ وعيشنا كئيبٌ حزينٌ