كفيف يشارك في إفطار المطرية الشهير بقلبه.. «مش شايف بس حاسس بالفرحة»
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
وسط الاحتفالات وأجواء الفرحة التي تملأ شوارع عزبة حمادة في المطرية، ومع آلاف المتواجدين في حفل الإفطار السنوي الذي ينظمه أبناء هذا الحي، يجلس الجيران بجوار بعضهم البعض على مائدة واحدة يوما واحدا في السنة، يُعيدهم جميعًا إلى لحظات خالية من الهموم، لا يحملون سوى الفرحة في قلوبهم، وتتحدث أعينهم عما يشعرون به، ووسط هذا الحشد يجلس جمعة أمين، صاحب الـ55 عامًا، على مائدة إفطار المطرية قبل أذان المغرب بساعتين، يتأمل ببصيرته ما يحدث حوله بعد أن تخلى البصر عنه قبل 30 سنة.
يجلس «عم جمعة» مرتديًا نظارة شمس سوداء على مائدة إفطار المطرية، تتخفى وراءها عيناه اللتان لا تستطيعان رؤية ما يحدث حوله، وبابتسامة تسيطر عليها الرضا بالحال يلفت انتباه كل من يمر من أمام وجهه البشوش، إذ يتساءلون جميعًا كيف تظهر عليه الفرحة بهذا الشكل وهو فاقد للبصر، ولا يستطيع أن يكوّن صورة حقيقية عن الاحتفالات التي تحدث أمامه، إلا أنّ «عم جمعة» يرى ببصيرته ما يحدث ويشعر بكل شيء ربما أكثر بكثير من جميع المتواجدين في المكان.
«أنا مش شايف حاجة بس حاسس بالفرحة» هكذا عبَّر «عم جمعة» عن فرحته النابعة من قلبه، خاصة وأنّها المرة الثانية التي يحضر فيها مائدة إفطار المطرية الأطول في مصر، يبحث فيها عن الفرحة والأمل، ويجد نفسه وسط أهالي عزبة حمادة يرقصون ويغنون في كل أرجاء المكان، يجتمعون في صورة معينة لا يراها أحد سواه، ولهذا السبب يرى أنّه الأكثر حظًا في هذا الجمع لأنه يرى ما لا يراه أصحاب النظر.
«عم جمعة» يحرص على الحضور بمفرده«بحب اللمة وأقعد مع الناس» هذا سبب رئيسي في حضور «عم جمعة» وحده في مائدة إفطار المطرية السنوي، على الرغم من أنّه متزوج ولديه 3 بنات، إلا أنّه لا يشعر بالوحدة، إذ يفضل الحضور بمفرده كي يعود طفلًا ولو بمجرد الإحساس، كما أنّه يشعر بالبهجة عند حضور المشاهير الذين يحرص على التقاط الصور معهم، كي يخلد الذكرى في قلبه دون أن يشاركها معه أحد.
ورغم الفرحة والبهجة التي يعيشها في هذه اللحظات، إلا أنّ حياة الرجل الخمسيني مليئة بالصعوبات والتحدي، بعدما لعب القدر لعبته وجمعه برفيقة دربه التي تعاني من فقدانها للبصر مثله، رافعين شعار الحب المستحيل، إذ يستند كل منهما على الآخر حتى أنجبا 3 بنات ليصبحن فيما بعد نظرهن الذي يرين به الدنيا كما لم يروها من قبل: «في الحقيقة أنا بيرد علي نظري مرة واحدة في السنة لما بحضر إفطار المطرية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مائدة إفطار المطرية إفطار المطرية إفطار عزبة حمادة عزبة حمادة مائدة إفطار المطریة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الأعياد لم تشرع لتكون فارغة بل لتقوية الأواصر الاجتماعية وصلة الرحم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان من الطاعات والقربات التي دعا الإسلام إليها في هذه الأيام زيادة الأواصر الاجتماعية; إذ حث الإسلام فيها على بر الوالدين وصلة الأقارب ومودة الأصدقاء وزيارتهم، فتتزين المجالس بالحب والتراحم والتواد، وتزول الأحقاد والمشاحنات والنفرة من النفوس.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الأعياد لم تشرع لتكون مناسبات فارغة المحتوى والمضمون من الدلالات الأخلاقية والإنسانية، وإنما جاءت لتكون مظاهر لقيم الإسلام وآدابه وجمالياته المعنوية والحسية، فالأعياد تجدد الروابط الإنسانية، حيث يتجلى السلوك الطيب والأخلاق الحميدة، وتشيع التهاني والقول الحسن بين الناس، ويظهر المسلمون بصفة الرحمة التي هي قوام دينهم، فتتجدد العلاقات الإنسانية وتقوى الروابط الاجتماعية وتنمو القيم الأخلاقية، ويصبح المسلم دعوة مفتوحة لهذا الدين، ونبراسا هاديا لنفوس الحائرين، وبردا وسلاما على العالمين.
واشار الى انه في أيام التشريق يقوم المسلم بالذكر والصلة والمودة ؛نفحات تتوالى عليه وهدى من الله ورضوان; فينبغي على المسلم أن يصطحب هذه النفحات معه في سائر أيامه بعد أيام التشريق ؛واصطحابها يكون بالإتيان بأسبابها من الذكر لله تعالى في كل حال وصلة الأقارب والمودة والرحمة بإخوانه ومواطنيه والامتثال بأوامر الله سبحانه في كل حين لتكون نفحات هذه الأيام نعمة منه تعالى على المجتمع الإسلامي بأسره وهداية منه تعالى لعباده ورحمة منه ورضوان.
فاللهم تقبل منا صالح الأعمال، واجعلها خالصة لوجهك الكريم، وانشر بيننا وحولنا السعادة والحب والطمأنينة والسلام.. وكل عام وكل المصريين والعالم العربي والإسلامي بل كل إنسان بخير ويمن وبركات.