دراسة علمية حديثة تحذر: التهديد الوبائي القادم قد يأتي من البشر
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
#سواليف
وجدت #دراسة_علمية حديثة أن #البشر ينقلون #فيروسات إلى #الحيوانات الأليفة والبرية أكثر مما نلتقطها منها، وفقًا لتحليل جديد رئيسي للجينومات الفيروسية أجراه باحثون في جامعة كاليفورنيا.
ولطالما حذر العلماء من أن التهديد الوبائي القادم يمكن أن ينجم عن #انتقال #العدوى من #الحيوانات إلى البشر، لكن دراسة جديدة تزعم أن العكس قد يحدث في الواقع.
وأشارت الدراسة العلمية التي نشرتها مجلة Nature Ecology & Evolution إلى أن فريقاً من العلماء قاموا بتحليل جميع تسلسلات الجينوم الفيروسي المتاحة للجمهور، لإعادة بناء المكان الذي قفزت فيه الفيروسات من مضيف واحد لتصيب أنواعًا فقارية أخرى.
الأمراض الحيوانية المنشأ
وتبين أن معظم #الأمراض المعدية الناشئة تنجم عن فيروسات منتشرة في الحيوانات. عندما تنتقل هذه الفيروسات من الحيوانات إلى البشر، وهي عملية تُعرف باسم الأمراض الحيوانية المنشأ، وهي يمكن أن تسبب تفشي الأمراض والأوبئة مثل الإيبولا أو الأنفلونزا أو كوفيد-19.
ونظرا للتأثير الهائل الذي تخلفه الأمراض الحيوانية المنشأ على الصحة العامة، كان يُنظر إلى البشر بشكل عام على أنهم “بالوعة” للفيروسات وليس مصدراً لها، مع حصول انتقال الفيروسات من الإنسان إلى الحيوان على قدر أقل بكثير من الاهتمام.
وقام فريق البحث بتطوير وتطبيق أدوات منهجية لتحليل ما يقرب من 12 مليون جينوم فيروسي تم إيداعها في قواعد البيانات العامة حتى الآن.
وبالاستفادة من هذه البيانات، أعادوا بناء التاريخ التطوري والقفزات السابقة للفيروسات عبر 32 عائلة فيروسية، وبحثوا عن أجزاء الجينوم الفيروسي التي اكتسبت طفرات أثناء قفزات المضيف.
ووفق الدراسة التي نشرها موقع phys وجد العلماء أن ما يقرب من ضعف عدد قفزات المضيف تم استنتاجها من البشر إلى الحيوانات الأخرى (المعروفة باسم الأنثروبونوز) وليس العكس.
وكان هذا النمط ثابتًا في معظم العائلات الفيروسية التي تم النظر فيها. بالإضافة إلى ذلك، وجدوا المزيد من القفزات المضيفة من حيوان إلى آخر، والتي لم تشمل البشر.
وسلط عمل الفريق الضوء على الحقيقة الكبيرة والتي لا تحظى بالتقدير إلى حد كبير، وهي أن الفيروسات البشرية تنتشر بشكل متكرر من البشر إلى الحيوانات البرية والمنزلية.
مجرد عقدة واحدة
وقال المؤلف المشارك البروفيسور فرانسوا بالوكس من معهد علم الوراثة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “يجب أن نعتبر البشر مجرد عقدة واحدة في شبكة واسعة من المضيفين الذين يتبادلون مسببات الأمراض إلى ما لا نهاية.”
وتظهر النتائج أيضًا أن قفزات المضيف الفيروسي، في المتوسط، ترتبط بزيادة في التغيرات الجينية، أو الطفرات في الفيروسات، مقارنة بتطورها المستمر جنباً إلى جنب مع حيوان مضيف واحد فقط، مما يعكس كيف يجب أن تتكيف الفيروسات لاستغلال مضيفيها الجدد بشكل أفضل.
علاوة على ذلك، فإن الفيروسات التي تصيب بالفعل العديد من الحيوانات المختلفة تظهر إشارات أضعف لهذه العملية التكيفية. مما يشير إلى أن الفيروسات ذات نطاقات المضيف الأوسع قد تمتلك سمات تجعلها بطبيعتها أكثر قدرة على إصابة مجموعة متنوعة من المضيفين.
في حين أن الفيروسات الأخرى قد تتطلب تكيفات أكثر شمولاً لـ تصيب الأنواع المضيفة الجديدة.
وقال الطالب سيدريك تان من معهد علم الوراثة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومعهد فرانسيس كريك: “عندما تلتقط الحيوانات الفيروسات من البشر، فإن ذلك لا يمكن أن يؤذي الحيوان فحسب ويحتمل أن يشكل تهديدًا للحفاظ على الأنواع، ولكنه قد يسبب أيضا مشاكل جديدة للبشر من خلال التأثير على الحيوانات”.
بالإضافة إلى ذلك، إذا أصاب فيروس يحمله البشر نوعا حيوانيا جديدا، فقد يستمر الفيروس في الازدهار حتى لو تم القضاء عليه بين البشر، أو حتى يطور تكيفات جديدة قبل أن ينتهي الأمر بإصابة البشر مرة أخرى.
ويُنظر إلى دخول الخلية عمومًا على أنه الخطوة الأولى لإصابة الفيروس بالمضيف. ومع ذلك، وجد الفريق أن العديد من التعديلات المرتبطة بقفزات المضيف لم يتم العثور عليها في البروتينات الفيروسية التي تمكنها من الارتباط بالخلايا المضيفة والدخول إليها. مما يشير إلى أن تكيف المضيف الفيروسي هو عملية معقدة لا يزال يتعين فهمها بالكامل.
وقالت المؤلفة المشاركة الدكتورة “لوسي فان دورب” من معهد علم الوراثة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “لم يكن بحثنا ممكناً إلا من خلال فرق البحث التي لا تعد ولا تحصى والتي شاركت بياناتها بشكل مفتوح عبر قواعد البيانات العامة.
وأضافت أن “التحدي الرئيسي، للمضي قدمًا، هو دمج المعرفة وأدوات من تخصصات متنوعة بما في ذلك علم الجينوم وعلم الأوبئة والبيئة لتعزيز فهمنا لقفزات المضيف.”
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف دراسة علمية البشر فيروسات الحيوانات انتقال العدوى الحيوانات الأمراض الفیروسات من من البشر
إقرأ أيضاً:
قانون
لن يفك تشابك المصالح بين الأفراد إلا عامل قوي، له قدرة على قول كلمة الفصل؛ التي تؤدي في نهاية المطاف إلى فك هذا التشابك، بغض النظر إن كان ذلك سوف يؤدي إلى عدالة مطلقة، أو نسبية، أو مساواة -على أقل تقدير- فالمهم هنا أن يستحضر الناس دائما أن هناك ما يمكن العودة إليه لفك التشابكات التي تحدث بين البشر في اختلافاتهم، وفي اتفاقاتهم أيضا، وفي ذلك إحياء مستمر لما يسمى «الأمل» لأنه وبدون ذلك لا يمكن لهذا الأمل الذي يعقد عليه الناس مشاريعهم القادمة، ويجدون فيه المخرج من كثير من إشكالياتهم المستعصية في الحياة، أن تستمر حياتهم بالصورة التي يريدونها، أو يستحضرون شيئا مما يحلمون به، وذلك بسبب بسيط؛ وهو أن الناس فوق أنهم مخيرون، فإنهم كذلك لا يدركون ما خفي عنهم، أي أنهم مسيرون.
من هنا يأتي بما يسمى بـ «القانون» ليفك شيفرة هذا التعقيد، أو هذه الصورة العائمة التي ترتسم أمام المشهد الإنساني؛ على وجه الخصوص فالقانون في الفهم البشري هو حقيقة غير منكورة الوجود، وغير منكورة التأثير، أما هل ينصف القانون الجميع بصورة متكافئة؛ فهذه مسألة أخرى؛ ليس هذا الحديث محل مناقشتها، فالمهم أكثر أن القانون هو ما يعزز وجود الأمل في حياة الناس، وأن الحق المسلوب، أو التعدي المؤلم، أو الوقوف عند نقطة معينة لحالة اللاسلم، أو اللاحرب، لن ينهي ذلك كله إلا الحقيقة الوجودية لما يذهب العمل إليه وهو القانون، ولأن القانون أمر حتمي لاطمئنان الحالة البشرية، فإن الله سبحانه وتعالى أوجده في شرعه، وأكد عليه في نصوص كتبه المقدسة، وأمر عباده بالامتثال لما تمليه نصوصه وفق القانون الشرعي، وانعكاسا لذلك أيضا اجتهدت البشرية للمساهمة في تعزيز ذلك من خلال مجموعة القوانين البشرية، وهي مستلهمة ومستوحاة أيضا من القانون الشرعي الذي وضعه خالق الكون، وهو العارف بحقيقة البشر، وما يجب أن يكونوا عليه من تسيير حياتهم اليومية وفق القانون الإلهي.
تذهب المناقشة هنا أيضا؛ إلى الفهم الآتي: مع أن كلا القانونين يمثلان عاملي الردع الذاتي والمادي لطموحات الإنسان، واستفزازاته؛ فإنه في ظرف ما يكون القانون الشرعي هو الرادع، وفي ظرف آخر، يكون القانون البشري هو الرادع، ولكن ما تغلبه النفس الصادقة هو ردع القانون الشرعي؛ كقناعة ذاتية، أما ردع القانون البشري فهو ملزم بالضرورة، وإن تجاوز القناعة الذاتية، ولكن ما هو ملاحظ أن الإنسان يمكن أن يتحايل على القانون البشري، في مواضع ومواقف كثيرة، فهو قابل للاختراق أكثر من القانون الشرعي المنزل والمحكم من قبل الله عز وجل، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك علاقة عضوية بين البشر، وبين القانون الإلهي، هذه العلاقة تحكمها درجة القرب أو البعد من الله عز وجل، ولذلك يسهل كثيرا وفق هذا القرب أو البعد قبول أو رفض حكم القانون الشرعي من قبل الإنسان نفسه، ولذلك يطغى القانون البشري بأغلبية كبيرة؛ لأن البشر- وبحكم ضعفهم- لا يميلون إلى الأحكام الشرعية المطلقة، ويرون فيها الكثير من الغلظة والألم، مع أنها لو اعتمدت اعتمادا مطلقا لتقلصت المشاكل، والقضايا التي تعصف بالبشرية في كل زمان ومكان.
ولأن الحالة الإنسانية غير مكتملة النمو، مهما أنجز الإنسان في حياته من تراكم معرفي وخبرة في الحياة، إلا أنه يظل أسير عواطفه ومشاعره، وبقدر ما يرى القانون في بعديه الشرعي والبشري أملا في الخروج من مأزق الظلم أو تجدد الأمل، يرى فيه أيضا أن المعيق لما تسعى إليه نفسه من طموح لا تحده حدود القانون.