الوطن:
2025-06-13@12:42:49 GMT

الدكتور محمد الجندي الجعفري يكتب: من أسباب الغفلة

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الدكتور محمد الجندي الجعفري يكتب: من أسباب الغفلة

إن مواقع التواصل الاجتماعى تمثل فرصة للتواصل وتبادل التهانى فى رمضان. فيمكن من خلالها مشاركة منشورات وصور تحتوى على الأخلاق والنصائح الرمضانية، ومع ذلك، يمكن أن تكون مواقع التواصل الاجتماعى أيضاً تحدياً أحياناً خلال رمضان، لذلك من المهم أن يكون للأشخاص وعىٌ تجاه استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعى خلال رمضان، ويمكنهم استغلال هذه المنصات للحصول على فوائد إيجابية مثل نشر الفوائد والنصائح والفتاوى حول شهر رمضان.

لذلك كان استخدام التواصل التقنى فى شهر رمضان يحتاج إلى ضبط وتقويم وإلا فسيجسد جملة من معطلات الصعود الإيمانى والنقاء الروحى المرتقب من هذا الشهر الفضيل، فيظل الصائم بين مطرقة قعود روحه وسندان صعود شهواته، فمواقع التواصل الافتراضية يتجلى فيها قول الله تعالى «وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ»، كما يتجلى مع حياتنا الواقعية، ففيها ما فيها من الطيبات والخبائث، فيها من سيئ الأخلاق ما يهز أرض القيم والأخلاق هزة عنيفة تطيح برواسخ الاستقامة وتكدر النقاء فى رمضان، كما أن فيها من الحسنات ما فيها، ويتجلى خطر مواقع التواصل الاجتماعى فى رمضان عند تطويعها فيما يلهى عن ذكر الله وعن الصيام بالاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى، ومن بين هذه الملهيات، إضاعة الوقت فى تتبع العورات والتجسس على الخصوصيات: قد يقضى الكثيرون وقتاً طويلاً على مواقع التواصل الاجتماعى، مما يؤدى إلى إهدار الوقت الثمين الذى يعد فرصة للعبادة والتأمل خلال رمضان، بل التصعيد السلبى ضد الصيام ودقائق رمضان الذهبية فى التجسس التقنى على عورات الناس عبر برامج الاختراق.

والتجسس باستخدام وسائل الاتصال شكل من أشكال تتبع عورات الناس يطفئ نور رمضان فى النفوس، ويضرب حجباً تحول بين القلوب والشعور بلذة الذكر والصيام والقيام، ويكون أحياناً بالاطلاع على مكتوبات الناس ووثائقهم وأسرارهم دون إذن منهم، وقد ألزم الشرع اللسان بالسكوت، فيسكت عن التجسُّس، والسؤال عن أحوال أحد من الناس، وإذا رأى أحداً فى طريق فلا يسأله عن غرضه وحاجته، فربما يثقل عليه، أو يحتاج إلى أن يكذب، ويسكت عن أسراره التى بثها إليه، فلا يبثها إلى غيره، ولا إلى أخص أصدقائه، ولا يكشف شيئاً منها ولو بعد القطيعة، وليسكن عن مماراته ومدافعته فى كلامه. وإن خطورة وحساسية التقنية المعاصرة فى تتبع العورات فى ظل ما نعيشه من ثورة المعلومات والاتصالات وانتشار الإنترنت فى البيوت والمؤسسات والمقاهى؛ جعل هذه الظاهرة تستحق الاهتمام والدراسة لمعرفة آثارها الاجتماعية والنفسية وغيرهما من الجوانب الأخرى العديدة.

ومن جملة الأخطار الأخلاقية والدينية المتطورة بتطور التقنية ووسائل الاتصال والتى تداهم أجواء شهر رمضان الإيمانية والروحية؛ تتبع عورات النساء وترويجها ابتغاء إشاعة الفحشاء وهتك أعراض الناس، بل ومناقشة عورات الناس وتناولها بوضعية انحرافية تؤدى إلى تدهور منظومة المكارم والقيم، ونظراً لاندماج الفرد كلية فى الاتصال مع أشخاص آخرين وتداول خصوصيات الناس وخصوصاً النسائية منها، فإنه بالطبع يشيع من خلال ذلك اتساع دائرة التخلى عن السلوك الحسن، لتحل محله سلوكيات غيرها، ولهذا يحذر المختصون فى الاتصالات الإلكترونية من ضررها على الأطفال والمراهقين ومن إمكانية انحراف سلوكياتهم وأخلاقهم.

كما أن وسائل التواصل الاجتماعى مدعاة للانشغال الذهنى فيما يضر على حساب العبادة: وذلك بالانهماك الذهنى فى مواقع التواصل الاجتماعى وعدم التركيز والتفكير العميق فى العبادة والتأمل، فالمستخدم يجد نفسه مشتتاً بالإشعارات والمحتويات غير المهمة على هذه المنصات، مما يؤثر على تركيزه ويمنعه من تحقيق الفوائد الروحية المرجوة فى شهر رمضان.

والأدهى من ذلك استخدام الطاقات الذهنية أثناء الصيام بحجة تسلية الصيام وإشغال الوقت فى الحديث عن الناس غيبة ونميمة وقد أصبح من السهل جداً ممارسة الغيبة والنميمة والتشهير الإلكترونى، فبمجرد بث معلومات مغرضة على شبكة التواصل يتحول الخبر فى الحال إلى إشاعة يترنم بها الفرد مع الفرد، والفرد مع الجماعة، والجماعة مع الجماعة، بل من الممكن أن يتسع الأمر من حدود الإقليمية إلى العالمية فترويج الإنترنت معروف بأنه عابر للحدود التى تقع على شبكة الإنترنت أو بواسطتها من قبل الشخص ذى الدراية هو الذى يسهل عليه نشر المعلومات وتدويلها بكل سهولة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلم والعلماء التواصل الاجتماعى مواقع التواصل الاجتماعى شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية ينعى الدكتور محمد عبد الحليم الباحث بمرصد الأزهر

بمزيد من الرضا بقضاء الله، ينعى أ.د نَظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور محمد عبد الحليم، عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الأزهر، والباحثَ بوحدة الدراسات والبحوث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الذي ارتقى إلى ربه الكريم ضحيةَ يدٍ غادرة آثمة لا تعرف للرحمة سبيلًا، ولا للدين حرمة.

ويؤكد مفتي الجمهورية، أن الفقيد الراحل كان من خيرة شباب الباحثين، خلقًا وفكرًا، فلقد تميز بسعة الأفق، ونقاء السيرة، وجدية البحث، وصدق الانتماء لقضايا أمته، وكان حضوره العلمي والبحثي بارزًا في مجاله، وجهوده ملموسة في مواجهة الفكر المتطرف، والدفاع عن وسطية الإسلام وسماحته، لقد مثّل رحيله بهذا الفاجعة، خسارة مؤلمة للميدان العلمي والبحثي، ولزملائه الذين عرفوه خلوقًا، مخلصًا، محبًّا للخير، مؤمنًا برسالة العلم في خدمة الدين والوطن، ويتقدَّم فضيلته بخالص العزاء إلى أسرته الكريمة وذويه، سائلًا الله أن يُلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتقبله في عداد الشهداء، وأن يُسكنه فسيح جناته، في زمرة النبيين والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا، {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

مقالات مشابهة

  • عروس الشرقية من الكوشة إلى النيابة .. تفاصيل مهمة
  • إحالة عاطل للجنايات بتهمة حيازة مخدرات وترويجها فى مدينة نصر
  • شبيهة ياسمين صبري تُشعل مواقع التواصل الاجتماعي ..فيديو
  • مفتي الجمهورية ينعى الدكتور محمد عبد الحليم الباحث بمرصد الأزهر
  • بسبب غرامة.. قصة تخريب راكب قطار روسي بالسكة الحديد
  • إصدار علمي جديد للأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة
  • سؤال جريء يربك سعد رمضان.. وزين كرزون تُثير الجدل
  • بإطلالة جريئة.. مي القاضي تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بالكاش مايوه
  • القبض على المتهم بنشر فيديو مزعوم عن قتل قطة فى مصر.. فيديو
  • ابن الشهيد خالد عبد العال: أبويا مستخسرش روحه وعمره علشان الناس