بوابة الوفد:
2025-10-13@14:43:02 GMT

البلادة الإجتماعية

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

كُلنا يعرف «الذكاء الاجتماعى» فهو القدرة على الانسجام والتآلف مع المحيط الذى نحيا فيه ونكسب حُب وتعاطف الجميع، وهو ذكاء يتجاوز الذكاء العقلى أو المعرفى ويُقابل هذا النوع من الذكاء الاجتماعى «البلادة الاجتماعية» التى تفرضها ظروف الحال التى يحيا فيها الإنسان والتى يعجز فيها الشخص عن التفاعل مع المحيط الذى يحيا فيه، لذلك نجد هؤلاء البلهاء يرمون الدنيا خلف ظهورهم وتموت داخلهم كل الانفعالات من حزن أو فرح أو يأس أو فرج، الكل لديه سواء، هؤلاء البلهاء يقضون سنوات عمرهم فى العمل ويُطلق عليهم لدى أهل الريف «حمير العنب» يُقصد من هذا التعبير أن الفلاح يستخدم الحمير فى جمع العنب وحمله دون أن يأكل منه.

. شايل العنب على ظهره ومحروم من أكله، فيستطيع أى أحد أن يسحبه ويركبه ويمشى به دون أى اعتراض منه، هؤلاء حمير العنب من البشر يقضون أعمالهم بتفانٍ وإخلاص وطاعة وقناعة، رغم أهمية ما يقوم به من عمل، فلم يحدث يوماً أن تقهقر أو امتنع عن القيام بعمله، إنجازاته ونجاحاته لا تُسجل باسمه إنما تُسجل باسم سيده، حتى يُصاب هذا الشخص بالبلادة، ويقولون له إن هذا أفضل له لأن الشخص البليد لا تفكير لديه ولا مشاعر فلا يَحزن، لذلك يعيش عُمرا أطول من الإنسان الطبيعى، هذا قول لو تعلمون ظالم للإنسان الصابر الذى يخاف من ظُلم الأيام.
لم نقصد أحدًا!!  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسين حلمى

إقرأ أيضاً:

أدونيس وجائزة نوبل فى الأدب

حاضناً سنبلة الوقت ورأسى برج نار:

ما الدم الضارب فى الرمل، وما هذا الأفول؟

أدونيس

التقيت أدونيس مرتين؛ الأولى فى مونتريال حين كنت طالب دراسات عليا، والثانية فى الإمارات حيث كنت أدرس فى جامعة مرموقة. وفى المرتين بدا لى رجلاً مهيباً، واسع الثقافة، جريئاً فى آرائه، لا يخشى الاصطدام بالتيار، ولا يهادن فى الفكر أو الدين أو السياسة. لكنه، حين يقرأ شعره، يتحول إلى لغز شعرى مغلق؛ كأن كلماته تتصاعد من برج لغوى شاهق لا تصل أصداؤه إلا إلى القلة المتمرسة فى التأويل. أدونيس المفكر قريب من الناس بوضوح منطقه ونصاعة لغته، أما أدونيس الشاعر فيبدو متعالياً، غارقاً فى الرموز والأساطير والاشتقاقات الفكرية التى تربك المتلقى وتقصيه.

كل خريف يتكرر المشهد نفسه: العرب ينتظرون جائزة نوبل للأدب، ويعلو اسم أدونيس ثم يخفت، كأن القدر يأبى أن يمنحه التتويج الذى يليق به. وأكثر من ثلاثة عقود واسمه فى القوائم، كأنه مكتوب بحبر سرى فى أرشيف الأكاديمية السويدية: يقرأ ولا يعلن. والسؤال يتجدد: لماذا لا يفوز أدونيس؟

قد يقول البعض إن أدونيس تجاوز الجائزة، أو أن نوبل ليست مقياس العبقرية. لكن وراء تجاهله أسباب تتجاوز الذوق الأدبى وحده. فقصيدته، رغم عمقها الجمالى واتساع أفقها الفلسفى، تفتقر إلى الجسر الإنسانى الذى يربط الفن بالوجدان العام. هل كان من الممكن أن نسمع أشعار أدونيس تدوى فى مظاهرات الربيع العربى كما كانت أشعار الشابى ونجم والأبنودى؟

يكتب أدونيس من علٍ، من فضاء ذهنى مغلق يتطلب أدوات نقدية لفك شيفراته. إنه شاعر النخبة بامتياز، يستدعى الأساطير والرموز والمرجعيات الغربية والصوفية فى بناء لغوى معقد يبهر العقل لكنه يرهق القلب.

المفارقة أن أدونيس فى أحاديثه ومحاضراته أكثر وضوحاً وبساطة. فى اللقاءات العامة يبدو متحدثاً فذاً، صادق الحضور، قادراً على تقريب المعنى من الناس، فيما شعره يبنى بينه وبينهم جداراً من البلور السميك: يرى ولا يمس.

فى المقابل، فاز هذا العام الروائى المجرى لازلو كرازناهوركاى “عن أعماله الرؤيوية التى تؤكد فى خضم الرعب المروع قوة الفن”. يكتب كرازناهوركاى عن الإنسان الضعيف أمام عبث الوجود، عن البحث عن المعنى فى الظلام. أدبه قاتم لكنه دافئ، معقد لكنه مشبع بالعاطفة. إنه الكاتب الذى يعانق القارئ فى خوفه، بينما أدونيس كثيراً ما يبدو كمن يوبخ القارئ على ضعفه.

ربما هنا تكمن المعضلة: أدونيس أراد أن يخلص الشعر من عاطفته ليجعله فلسفة، فخسر التواصل مع جمهوره. حمل مشروع الحداثة إلى أقصى حدوده، لكنه لم ينزلها إلى الناس. ظل حداثياً أكثر مما ينبغى، وفيلسوفاً أكثر مما يحتمل الشعر. وهكذا سيبقى اسمه يتردد كل خريف، بين الأمل والخذلان، كشاعر عظيم لم يمنحه العالم جائزة، لأنه كتب للعقل ونسى أن القلب هو من يصوت أخيراً.

 

مقالات مشابهة

  • مفيدة شيحة عن إيناس الدغيدي: لقت الشخص اللي يحبها إيه اللي مزعلكم
  • هل يأثم الشخص لعدم الاستيقاظ لصلاة الفجر؟.. اعرف حكم الشرع
  • تحذير.. هؤلاء الأشخاص ممنوعون من تناول ماء الليمون.. هل أنت منهم؟
  • مصر.. العنوان الأبدى للسلام
  • أدونيس وجائزة نوبل فى الأدب
  • العناني.. و"نهضة سياحية"
  • كف يوازن الإنسان بين الفضفضة واحترام طاقة الآخرين؟.. معالجة نفسية توضح
  • وانتصرت لأأأأت مصر
  • هزائم إسرائيل!!
  • لولاكم ما وجدنا شيئا