عمرو خالد: صدق اللحظات تعويض رباني عن كفاح السنين
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن كيفية إدراك ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، التي يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تحروها في الليالي الوترية".
وقال خالد في الحلقة الثانية والعشرين من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله – الجزء الثاني"، إن الله تعالى يعطي في هذه الليلة خيرًا مما يعطي في ألف شهر، من العطايا، من الجنة، من الرحمة، والرضا، ويغرس فى القلب تقوى، وحبًا، ويفتح رزقًا.
معانى رائعة فى ليلة القدر
وأضاف: "في ليلة القدر يتجلى الله عليك بأربع معان: (عفوه، ورضاه، وحبه، ووده)، عفوه لأنها ليلة عفو، ورضاه، لأنه لو عفا رضي، وحبه، لأنه لو لم يحبك ما جعلك تعبده في هذه الليلة، ووده لك، يضع في قلبك من حبه ما لم تتذوقه طوال عمرك".
وأوضح أنه "في ليلة القدر تجميع خير ألف شهر في ليلة واحدة، تصل فيها إلى قمة الإحسان "أن تعبد الله كأنك تراه"، لأن كل العطايا لو كانت في هذه الليلة هدفها أن يعلى الإحساس لتصل للإحسان".
لحظات سارع لاغتنامها
وتابع: "صدق اللحظات ثمنه غال عند الله؛ فالدنيا إما سنوات طويلة من العمل والديمومة والاستمرارية، أو لحظات حاسمة غير عادية، والنبي صلى الله عليه وسلم جمع الاثنين؟ فتح مفاجىء وفتح طويل الأجل، يقول: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"، وهذا هو معنى الديمومة، وفي حديث آخر يقول: "ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات "فرص" ألا فاغتنموها وتعرضوا لها"، لحظات سارع لاغتنامها، بحاجة إلى اليقظة والتركيز والإحساس العالي".
وأبان خالد عن كيفية الجمع بين المعنيين، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، لافتًا إلى أن هناك "أربع مقاعد محجوزة للأعمال الدائمة، وثلاث للحظات الحاسمة".
وحدد هؤلاء السبعة على النحو التالي:
"إمام عادل"، أعمال دائمة
"شاب نشأ فى طاعة الله"، أعمال دائمة
"رجل قلبه معلق بالمساجد"، أعمال دائمة
"رجلان تحابا في الله"، أعمال دائمة
"رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله"، لحظة حاسمة
"رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه"، لحظة حاسمة
"رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه"، لحظة حاسمة.
اللحظات الحاسمة
وأدرج خالد ليلة القدر في النوعية الثانية: اللحظات الحاسمة، داعيًا إلى العمل على اغتنامها، مشددًا على ضرورة الجمع بين الأعمال الدائمة واللحظات الحاسمة، إذ لا بد أن يجمع الإنسان بين الاثنين، بين التعب والجد والاستمرار في العمل الدائم، واقتناص اللحظات الحاسمة، فقد تأتي لحظة قد تغير حياتك.
وضرب مثلًا بسيدنا يوسف – عليه السلام – فقد كان من المداومين على إحسان العمل، كلما يراه أحد يقول له: "إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"، في السجن قالوا له: "إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"، إخوته الذين رموه في البئر صغيرًا، قالوا له من غيرأن يعرفوه: "إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ".
وأشار إلى أنه عندما جاءت اللحظة الحاسمة في رؤية الملك، كان مستعدًا لها، لأنه عندما كان في بيت العزيز لم يقل: أنا عبد، أنا انتهت حياتي، بل تعلم من العزيز أصول الاقتصاد فلما حانت اللحظة الحاسمة" قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ".
لذا، قال خالد: "إذا واظبت على الاستمرارية، وركزت في اللحظات الحاسمة، ستنجح في الحياة بالجمع بين الاثنين، داعيًا إلى التركيز بشدة على العشر الأواخر من خلال استدعاء كل تركيزك وطاقتك لتحقق صدق اللحظات.
ولاحظ خالد، أنه في القرآن كلما كان الهدف أسمى كانت الحركة أسرع "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"، ولما كانت الصلاة قال اسعوا: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".
وأوضح خالد أنه عندما كان الهدف الجنة: "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ". قال وسارعوا إلى الجنة، وعندما يكون الهدف هو الله قال: "فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ".
وبين أن "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه.. ليس رؤية عين.. وإنما رؤية قلب"، داعيًا إلى اتخاذ "كأنك تراه" شعارًا في كل ليلة باقية من رمضان، عندها تستحق رؤية الله يوم القيامة، لأن الجزاء من صنف العمل "لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ"، والمعنى النظر إلى وجه الله الكريم.
قمة السعادة والحب
واعتبر أن "قمة السعادة والحب.. أن تنظر إلى من خلقك.. إلى من صنعك.. ورزقك وسترك، وأوجدك.. "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ"، من كثرة نظرها إليه نزل عليها جمال أضعاف أضعاف أضعاف خلقتها الأصلية".
قاعد اليوم:
وختم خالد بذكر القاعدة الثانية والعشرين، قائلًا: "من عجيب حب الله لعباده أن جعل صدق اللحظات تعويضًا ربانيًا عن كفاح السنين... فيعطيك في ليلة ما لا يعطيك في ألف شهر... فاسعَ في الحياة واغتنم اللحظات الحاسمة".
شاهد الحلقة:
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدكتور عمرو خالد ليلة القدر برنامج عمرو خالد اللحظات الحاسمة أعمال دائمة لیلة القدر اللحظات ا فی لیلة
إقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي: هذه أفضل الفروض وأنواعها
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المولى عز وجل جعل في العبادات نوعًا من التفاضل، فهناك فروض تختلف في أجرها ودرجاتها، وكذلك السنن، مشيرًا إلى أن أفضل الفروض هي الصلاة لله سبحانه وتعالى، وأفضل أنواع الصلاة التي بيّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي قيام الليل.
خالد الجندي: هذه أفضل أنواع الصيام بعد رمضانوأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن أفضل الصيام هو صيام رمضان، وبعده صيام شهر الله المحرم، مستشهداً بالحديث الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم"، وكذلك "أفضل الصلاة بعد الصلاة المفروضة قيام الليل".
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن هذا التفاضل في العبادات يُبيّن لنا أن الإنسان يستطيع أن يتقرب إلى الله عز وجل في أي وقت، وأن يستدرك ما فات من حسناته في حياته السابقة، مشيرًا إلى قوله تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".
وأكد الشيخ خالد الجندي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على صيام شهر محرم بشكل منتظم ودائم، وقد لاحظ الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ذلك، مما يدل على أهمية هذا الشهر وفضل العبادة فيه.
ما الفرق بين عبارة إن شاء الله و بإذن الله؟قدم الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، توضيحًا دقيقًا حول الفرق بين عبارتي "إن شاء الله" و"بإذن الله"، مشيرا إلى أن لكل منهما استخدامه الصحيح بحسب طبيعة الفعل المرتبط به.
خالد الجندي: قصة قاتل الـ100 نفس درس في هجرة التائبين
خالد الجندي يوضح الفارق بين الفقيه والعابد والراهب
خالد الجندي: آية "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا" تتضمن أبعادا خطيرة
متى نقول إن شاء الله أو بإذن الله؟.. خالد الجندي يوضح الفرق
الشيخ خالد الجندي: حب الوطن فطرة داخل كل إنسان
الشيخ خالد الجندي: النبي عبّر عن حب الوطن في لحظات الهجرة بكلمات خالدة
وأوضح الشيخ خالد الجندي، في تصريحات تلفزيونية، أن عبارة إن شاء الله تُقال في حال كان المتحدث هو من سيقوم بالفعل بنفسه ويملك القدرة على تنفيذه، أما "إذن الله فهي تستخدم عندما يكون الأمر خارج إرادة الإنسان ويتعلق بقدرة الله وحده.
وضرب الشيخ خالد الجندي، مثالا على ذلك بقوله: "إذا كنت سأذهب بنفسي للمطار لأستقبل والدي، أقول: رايح إن شاء الله، لأنني سأقوم بالفعل. أما إذا كان والدي هو من سيأتي من الخارج، فأقول: هييجي بإذن الله، لأنه أمر لا أملك تحقيقه بنفسي".
وأضاف أن الخطأ الشائع هو استخدام "إن شاء الله" مع أحداث لا يتحكم فيها الإنسان، مثل: "بكرة الخميس إن شاء الله"، مشيرا إلى أن الصيغة الأدق هي "بكرة الخميس بإذن الله"، لأن توقيت الأيام ليس للإنسان فيه دخل.
وأكد الشيخ خالد الجندي أن العبارتين تتعلقان بالمستقبل، لكن الفرق الجوهري بينهما يكمن في فاعل الحدث، مشيرا إلى أن مراعاة هذا الفرق هو من "أدب الاستثناء بالله"، كما ورد في قوله تعالى: (إلا أن يشاء الله)، وهو مبدأ عقائدي يظهر خضوع الإنسان لإرادة الله في كل ما يخطط له أو يتحدث عنه مستقبلا.