«مجزرة الطحين» والسودان وليبيا
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
نعيش شهر رمضان الكريم فى ظل استمرار الوضع المأساوى فى قطاع غزة، دون أى تحرك عالمى تجاه القضية التى تزداد تعقيدًا يومًا بعد الآخر، وفى ظل عدم احترام الكيان الصهوينى لعقلية المشاهدين والمتابعين للمجازر المستمرة وسقوط الشهداء بالمئات يوميًا.
ولعل التصريحات الإسرائيلية الأخيرة تجاه ما عرف إعلاميًا بـ»مجزرة الطحين» التى سقط وأصيب فيها أكثر من 800 شهيد ومصاب عند «دوار النابلسي»، تؤكد أن إسرائيل لا تحترم أى حلول أو مفاوضات، ولا تعترف سوى بوجود الوحشية والقوة على الأرض فقط، بعد إطلاق النار على الفلسطينيين العزل أثناء الحصول على المواد الغذائية ثم زعمت بأنهم سقطوا ضحايا نتيجة التدافع، مرورًا بعدم التمكن من توصيل المساعدات بالشكل الكاف بريًا داخل القطاع.
والحقيقة أن دور مصر الواضح فى إدخال المساعدات عن طريق الجو بالطائرات، وعن طريق البحر بالسفن يؤكد بلاشك أن مصر كانت وستظل تحمل القضية الفلسطينية على عاتقها، وتقدم كل ما يمكن تقديمه من دعم متواصل، سواء على طاولة المفاوضات، أو استضافة أطراف النزاع، أو إدخال المساعدات، لكنها فى نفس الوقت لا تستطيع الحسم الجذرى للقضية وحدها فى ظل تخاذل الكثيرين.
وفى ظل هذه الأجواء تواصل مصر دورها فى استضافة قيادات سودانية للوصول إلى حل شامل من أجل استقرار الأوضاع فى السودان باعتباره يمثل أحد أهم أركان الأمن القومى المصري، خاصة بعد زيارة عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السودانى السابق، ورئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية والتى تعرف بـ "تقدم"، كذلك استقبال الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى ، وتأكيد مصر على أن استمرار وتصاعد الأحداث مؤخراً فى السودان لن يكون فى مصلحة أحد ولن يتم حسمه بالحرب والرصاص والمدافع على أرض السودان.
ومن السودان إلى ليبيا، كانت جهود مصر فى استقبال الأطراف الليبية، كذلك الاجتماع الذى عقده أحمد أبو الغيط ، الأمين العام لجامعة الدول العربية فى القاهرة مع قيادات الأطراف الليبية للوصول إلى حل نهائى لإعادة الاستقرار فى ليبيا، وحتمية التأكيد على وضع مسار سياسى يضمن أمن وسلامة المواطن الليبى والأراضى الليبية.
فى كل هذه الأجواء الحدودية الملتهبة، والتى بلاشك يأتى تصاعد الأحداث فيها مؤخرًا لإشغال مصر عن دورها فى كل منطقة، تبقى مصر الكبيرة التى لا تتخاذل عن مساندة ودعم الأشقاء برغم كل الظروف السياسية العالمية، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التى كان لها أثرها البالغ على المواطن المصرى وتحمله لأعباء لم تكن فى الحسبان.
خلاصة القول: إن مصر كتب عليها أن تكون كبيرة فى محيطها الإقليمى والدولى مهما حاول راغبو السيطرة على القوة الناعمة المصرية، أو إيهام الشعب المصرى بأن الأموال هى كل شيء وتستطيع شراء كل شيء، ومهما حاول أعداء مصر محاصرتها حدوديًا لتحقيق أهداف خبيثة ودنيئة، فهى مصر الكبيرة بجيشها وأبنائها المخلصين، شاء من شاء وأبى من أبى..حفظ الله مصر وجيشها من كل سوء وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المواطن المصرى الأمن القومى المصرى شهر رمضان الكريم
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا بعد انسحاب الجيش السوداني
تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
أعلنت قوات الدعم السريع، الأربعاء، سيطرتها على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، في تطور ميداني جديد ضمن المواجهات المستمرة مع الجيش السوداني، الذي أكد بدوره انسحابه من المنطقة ضمن ما وصفها بـ"ترتيبات دفاعية".
وأفادت قوات الدعم السريع، في بيان رسمي، بأنها تمكنت من "تحرير منطقة المثلث الاستراتيجية، التي تمثل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر"، ووصفت الخطوة بأنها "نقلة نوعية" على الصعيد العسكري.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش السوداني إن قواته "أخلت منطقة المثلث المطلة على الحدود الثلاثية، في إطار ترتيباتها الدفاعية لصد العدوان"، دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن طبيعة الانسحاب أو توقيته.
وتقع منطقة المثلث قرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي واحدة من أبرز جبهات القتال في النزاع المحتدم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب بين الطرفين في أبريل 2023.