إيران تحت القصف.. غضب شعبي وتخوّف من مستقبل مجهول
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
أثارت الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل على مواقع داخل إيران، فجر الجمعة، حالة من الغضب والذعر بين الإيرانيين، الذين انقسمت ردود أفعالهم بين الدعوة إلى الانتقام الفوري والخشية من انزلاق البلاد إلى مزيد من الأزمات التي أنهكتها لعقود. اعلان
وتحدث سكان في طهران ومدن أخرى عن ليلة مرعبة هزّتها الانفجارات، في وقت لمّحت فيه إسرائيل إلى نيتها مواصلة العمليات "لأي عدد من الأيام يتطلبه الأمر"، في ما وصفته بمحاولة لمنع طهران من تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران باستمرار، مؤكدة سلمية برنامجها النووي.
في مدينة نطنز، حيث يقع أحد أبرز المواقع النووية الإيرانية، قالت مرضية (39 عامًا) لوكالة رويترز: "استيقظت على دوي انفجار يصمّ الآذان. خرج الناس من بيوتهم في حالة من الهلع، الجميع كان خائفًا". وأضافت، وهي أم لطفلين: "أفكر جديًا بمغادرة البلاد، لا أريد أن يعيش أطفالي في هذا الرعب".
Relatedما هي خيارات طهران للرد على الهجوم الإسرائيلي؟كيف تناول الإعلام الإسرائيلي الهجمات على إيران؟هدوء حذر في تل أبيب بعد ضرب إيران ومخاوف من تصعيد شاملوبينما تواترت أنباء عن استهداف منشآت نووية ومصانع صواريخ ومواقع عسكرية، سارع البعض إلى البنوك لسحب أموالهم، فيما شهدت مكاتب الصرافة ازدحامًا كبيرًا لشراء العملات الأجنبية، تحسبًا لتدهور إضافي في الأوضاع.
يقول مسعود موسوي، موظف مصرفي متقاعد من شيراز: "أنتظر فتح الصرافة لشراء الليرة التركية ونقل عائلتي برًا إلى تركيا، بما أن الطيران متوقف. لا أؤيد أي حرب، وسأبقى هناك حتى تهدأ الأمور".
بين الأمل والسخطومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، مرّ الإيرانيون بسلسلة من الأزمات الكبرى، من الحرب المدمرة مع العراق في الثمانينيات، إلى العقوبات الغربية والاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويبدو أن الضربات الأخيرة أضافت عبئًا جديدًا إلى كاهل المجتمع المثقل أصلًا.
بعض المعارضين للنظام الديني الإيراني رأوا في الهجوم الإسرائيلي فرصة قد تؤدي إلى إضعاف أو حتى إسقاط السلطة القائمة. بينما عبّر آخرون عن تأييد الرد، رغم انتقادهم للقيادة السياسية.
وقال أحد سكان طهران لرويترز: "إما أن نرد، أو نستسلم وتُنتزع قدراتنا الدفاعية. لا خيار ثالثا".
في المقابل، تساءلت فريبا بشارتي، وهي معلمة متقاعدة من تبريز، تعيش مع أبنائها وأحفادها: "حتى لو كان الرد مبررًا... ماذا عن الشعب؟ ألم نعانِ بما يكفي؟".
الواقع المعيشي يطفو على السطحتعاني إيران من أزمات اقتصادية متفاقمة، أبرزها انهيار العملة، ونقص المياه والطاقة، وارتفاع معدلات البطالة، فضلاً عن تراجع ثقة الشارع بالحكومة، خصوصًا بعد احتجاجات 2022 التي أشعلها مقتل الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
وتقول مصادر محلية إن قوى الأمن والشرطة بالزي المدني انتشرت في شوارع عدة مدن منذ صباح الجمعة، في إجراء احترازي تحسبًا لأي احتجاجات شعبية.
محمدرضا (29 عامًا)، وهو معلم من مدينة چالوس، يرى أن ثمن برنامج إيران النووي بات باهظًا: "دفعنا الكثير حتى الآن، والآن تُقصف البلاد؟ لا أريد مزيدًا من البؤس".
"سأقاتل وأموت"رغم كل ذلك، لا تزال شريحة من المواطنين متمسكة بالدفاع عن النظام، ومن بينهم علي، الذي قال لرويترز في اتصال من مدينة قم: "أنا عضو في قوات البسيج، مستعد أن أقاتل وأموت من أجل حقنا في امتلاك برنامج نووي. لن تُجبرنا إسرائيل وأمريكا على التراجع".
ويعتمد النظام الإيراني على ولاء هذه المجموعات، خاصة في أوقات التوتر، لتثبيت قبضته الداخلية رغم الضغوط الهائلة التي يواجهها من الخارج.
وبين انقسام المواقف الداخلية وتصاعد التوتر الإقليمي، تبقى إيران أمام مفترق طرق خطير، وسط تساؤلات داخلية متزايدة حول ما إذا كانت كلفة هذا الصراع تستحق الثمن المدفوع، أم أن البلاد تسير نحو موجة جديدة من الاضطراب، قد تكون الأعنف منذ سنوات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل البرنامج الايراني النووي إيران الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل البرنامج الايراني النووي إيران الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي طهران علي خامنئي إسرائيل البرنامج الايراني النووي إيران الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي فرنسا هجمات عسكرية علي خامنئي بنيامين نتنياهو ضحايا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل "مرعوبة" من تجدد القصف الإيراني.. وتستنجد بدول للضغط على طهران
الرؤية- غرفة الأخبار
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن من المتوقع تجدُّد الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل مساء اليوم السبت.
وقال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري إن إسرائيل بدأت ترسل طلبات عبر عدة دول تطلب وقف الضربات الإيرانية ضدها.
تبادلت إيران وإسرائيل إطلاق الصواريخ وشن ضربات جوية اليوم السبت بعد يوم من تنفيذ إسرائيل عدوانًا جويًا، أسفر عن اغتيال قادة عسكريين وعلماء وقصف مواقع نووية في محاولة لمنع إيران من صنع سلاح نووي.
وفي طهران، تحدث التلفزيون الإيراني الرسمي عن مقتل نحو 60 شخصا، بينهم 20 طفلا، في هجوم على مجمع سكني، مع ورود أنباء عن المزيد من الضربات في جميع أنحاء البلاد. وقالت إسرائيل إنها هاجمت أكثر من 150 هدفا.
ودوت صفارات الإنذار في إسرائيل مما دفع السكان إلى الملاجئ مع وصول موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية إلى السماء وانطلاق صواريخ لاعتراضها في هجمات أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل الليلة الماضية. وقال مسؤول إسرائيلي إن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باليستي على أربع دفعات.
وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضربات الإسرائيلية وحذر من أن ما هو أسوأ بكثير سيأتي ما لم تقبل إيران بسرعة التقليص الحاد لبرنامجها النووي الذي طالبتها به واشنطن خلال المحادثات التي كان من المقرر أن تستأنف غدا الأحد.
لكن مع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، وحثها الشعب الإيراني على الانتفاض على حكامه، تزايدت المخاوف من تصعيد في المنطقة يجذب إليه قوى خارجية.
وقال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ساعدت في إسقاط صواريخ إيرانية.
وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان "إذا استمر (الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي) خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فستحترق طهران".
وتوعدت إيران بالانتقام بعد الهجوم الإسرائيلي الذي وقع فجر الجمعة والذي أدى إلى مقتل قيادات عسكرية وعلماء في البرنامج النووي وإلحاق أضرار بمحطات نووية وقواعد عسكرية.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن طهران حذرت حلفاء إسرائيل من أن قواعدهم العسكرية في المنطقة ستتعرض للقصف أيضا إذا ساعدوا في إسقاط الصواريخ الإيرانية.
لكن الحرب المستمرة منذ 20 شهرا في غزة والأعمال القتالية في لبنان العام الماضي تسببا في إضعاف أقوى حليفين لطهران، وهما حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، مما قلص خيارات الرد المتاحة أمام إيران.
وحثت دول الخليج العربية على التهدئة، في حين أدت مخاوف من تعطل صادرات النفط في منطقة الخليج إلى ارتفاع سعر النفط بنحو 7 بالمئة أمس الجمعة.