حرضت وسائل إعلام أردنية وخليجية خلال الأيام الماضية على المظاهرات التي يشهدها محيط السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمّان منذ 11 يوما.

وتزامنا مع موجة التحريض التي ظهرت بشكل واضح بعد نحو ستة أيام على المظاهرة، اعتقلت الأجهزة الأمنية في الأردن مجموعة من المتظاهرين، وتحدثت عن محاولة إخلال في الأمن من قبل المتظاهرين.



وبالعودة إلى مصدر التحريض الأول على المظاهرة، رصدت "عربي21" الشرارة الأولى لشيطنة المظاهرات، وكيف انطلقت من داخل الإمارات.

ففي ثالث أيام المظاهرات، وبينما كانت وسائل الإعلام في الأردن تقوم بتغطية المظاهرات دون تناولها بشكل سلبي، أو التحريض عليها، خصصت قناة "سكاي نيوز عربية" التابعة للإمارات، برنامجا يتحدث عن أطماع مزعومة لإيران في الأردن.
تظاهرة ضخمة لأردنيين في محيط السفارة الإسرائيلية في عمّان تنديدا بالعدوان المستمر على غزة والانتهاكات في القدس #الأردن #غزة #فلسطين #هنا_المملكة pic.twitter.com/r66fFq3ATH — قناة المملكة (@AlMamlakaTV) March 25, 2024
القناة التي تبث من داخل أبو ظبي، قالت في 26 آذار/ مارس الماضي، إن الأردن بات مستهدفا بشكل رئيسي من قبل إيران، والتي تسعى إلى خلق الفوضى في المملكة، واستخدام أراضيها لتهريب الأسلحة إلى فلسطين.

واللافت أن هذا التحذير الذي أرسلته "سكاي نيوز عربية" تزامن مع زيارة أجراها وفد من قيادة حركة "حماس" إلى إيران، فيما لم يصدر حينها عن الحكومة الأردنية أو الإعلام الأردني أي تحذير من أدوار إيرانية قد تستهدف أمن المملكة.


خطاب مشعل
وبعد ذلك بثلاثة أيام، وتحديدا في 29 آذار/ مارس، بدأت "سكاي نيوز عربية" حملتها بشكل رسمي، إذ نشرت تقريرا بعنوان "خطاب مشعل.. لماذا تسعى حماس لإشعال الفوضى في الأردن؟".

واتهمت القناة الإماراتية حركة حماس بمحاولة باستهداف الأردن، وذلك بعد كلمة ألقاها خالد مشعل عن بعد، في فعالية نسائية للتضامن مع غزة بالعاصمة عمّان.

وبعد أقل من ساعتين، نشرت "سكاي نيوز عربية" تقريرا مصورا بعنوان "حماس تواصل الدعوة للحشد في الأردن وسط مخاوف أمنية".

وكان خالد مشعل قال في الكلمة إن "الأردن بلد عزيز وهو الأقرب إلى فلسطين، وهو الذي يرتجى منه أكثر من غيره في أدوار رجاله ونسائه نحو أرض الحشد والرباط.".

وتابع أن "نزول الملايين من أجل فلسطين إلى الشوارع نريده أن يكون مستداما وهذا يحتاج إلى تنظيم وتحفيز وإدارة وإلى مأسسة".
اقرأ أيضا: حملة سعودية منظمة تهاجم مظاهرات الأردن.. دعوة إلى القمع والإقصاء وردود

إعادة نشر
بدأت الحملة الرسمية في الأردن للتحريض على المظاهرات بحسب ما رصدت "عربي21"، بعد قيام صحيفتي "الرأي" و"الدستور" الحكوميتين بإعادة نشر تقرير "سكاي نيوز عربية" التحريضي على حركة "حماس" والقيادي خالد مشعل.

وواصلت الصحيفتان إضافة إلى موقع "عمون" المقرب من الحكومة، ومنصات أخرى التحريض على مظاهرات "السفارة" من خلال نشر تقارير، أو مقالات لكتاب يهاجمون المتظاهرين، وحركة "حماس".

ولاحظت "عربي21" أن الفترة التي سبقت تقرير "سكاي نيوز عربية" لم تشهد أي مقال تحريضي ضد المتظاهرين من قبل "الرأي" و"الدستور"، إلا أن اليوم التالي للتقرير الذي أعادت الصحيفتان نشره، شهد سيلا من المقالات التي تحرض على المظاهرات.

وابتداء من 30 آذار/ مارس الماضي، أي ثامن أيام المظاهرات، بدأت "الرأي" و"الدستور"، و"عمون" بنشر مقالات تحريضية بشكل مكثف ضد المتظاهرين.

واللافت أن المقالات التي حرضت على المظاهرات اعتمدت بشكل أساسي على نوع الهتافات الذي يمجد المقاومة الفلسطينية وقادتها، وهي هتافات رددها المشاركون منذ اليوم الأول للمظاهرات في 24 آذار/ مارس الماضي.

اقرأ أيضا: تحريض رسمي في الأردن ضد المظاهرات و"حماس".. وزير سابق: اسحبوا الجنسيات

ثلاثة أهداف
بحسب التجمع الشبابي الأردني لدعم المقاومة، فإن هناك ثلاثة أهداف للتجمع اليومي قرب سفارة الاحتلال. أول هذه الأهداف هي المطالبة بوقف تصدير الخضار، والجسر البري للاحتلال، ووقف اتفاقيات الغاز والمياه، وإسقاط معاهدة وادي عربة.

وذكر أن الهدف الثاني هو "إسماع صوتنا لأهلنا في غزة، أننا معهم وسندا لهم، وللمطالبة بكسر الحصار بجسر بري إغاثي أردني مستمر لشمال غزة عبر المؤسسات الدولية".

فيما يتمحور الهدف الثالث هو "استنهاض الساحات العربية في الضفة الغربية، والداخل المحتل، ومصر، وبقية العواصم العربية"، وهو ما تحقق بالفعل بشكل جزئي إذ خرجت مظاهرات في مصر ودول عربية أخرى.


لماذا نحاصر سفارة العدو الصهيوني؟

نحن بتحركنا نريد التأثير بمسار العدوان على غزة للتخفيف من معاناة غزة ولأن استمرار الحرب يزيد تهديد وطننا الأردن بخطر التهجير .. هذا ما يحركنا.

هذه مطالبنا لتحركنا في حصار سفارة العدو الصهيوني.#طوفان_الغضب_الأردني pic.twitter.com/KMZ8QoY9f5

— التجمّع الشبابي الأردني لدعم المقاومة (@tajammo3_jo) March 30, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السفارة الإسرائيلية غزة الاردن غزة السفارة الإسرائيلية الرابية طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سکای نیوز عربیة على المظاهرات فی الأردن

إقرأ أيضاً:

دماء غزة عربية

 

غزّة لا تصرخ وحدها في وجه المجازر، ولا تبكي وحدها على أشلاء الأطفال، ولا تسقط وحدها تحت ركام القصف؛ بل تنزف معها كرامة كلّ عربي، وتنزف معها العروبة من الوريد إلى الوريد.

دماء غزّة ليست فلسطينية فقط، بل هي دماء عربيّة، تسيل على تراب أرض مقدّسة تئنّ تحت وطأة العدوان، وتحمل جراح أمّة بكاملها.

وحدها غزّة قدّمت الشهداء، وحدها حوصرت وقاومت، وحدها خذلتها عواصم، وتآمرت عليها أنظمة، ووقف أمامها العدو ومعه الصمت العربيّ المريب.

لكن في اليمن، كان الصوت مختلفًا، وفي صنعاء كانت البوصلة واضحة. هناك شعب لم يتفرّج، ولم يساوم، هناك موقف خرج من صميم العقيدة، لا من حسابات السياسة.

اليمن لم ينتظر إشارة من عواصم القرار، ولم يختبئ خلف مواقف مبهمة، بل قالها علنًا: “غزّة منّا ونحن منها، وعدوّنا واحد، ومصيرنا مشترك”.

القوات المسلحة اليمنية لم تكتفِ بالبيانات، بل ترجمت الموقف إلى أفعال. ومن البحر الأحمر إلى خليج عدن، وجّه اليمن رسائله بصواريخ ومسيرات، تقول فيها إن غزّة ليست وحدها، وإن زمن الهزيمة قد ولّى.

فرض اليمن معادلات ردع أربكت العدو، وأصابت منظومته بالشلل، وأوصلت للعالم أن هذا الشعب المحاصر يملك قراره، ويعرف أين يقف، ومن يدافع عنه.

فيا عرب، هل رأيتم كيف أن اليمن البسيط في عدّته، العظيم في عزيمته، وقف حيث وجب الوقوف، وقال كلمته دون خوف؟

هل ستلحقون بركب الشرفاء، أم تظلون أسرى الضعف والارتهان؟

غزّة اليوم تسأل: من بقي من الأحرار في هذا العالم؟ هل دماؤنا تستحقّ نصرتكم؟ أم أن قلوبكم ماتت تحت رماد المصالح؟

إن دماء غزّة أمانة في أعناق هذه الأمّة، واليمن وحده – حتى اللحظة – من حمل هذه الأمانة ومشى بها بثبات.

فليشهد التاريخ أن غزّة لم تكن وحدها، تمامًا كما لم يكن اليمن يومًا صامتًا أمام الجراح.

دماء غزّة عربية يا عرب، فهل فيكم من ينهض من غفلته؟

وهل من سامع للنداء قبل أن تصير الكرامة خبرًا منسيًّا في ذاكرة الهزائم؟

 

 

مقالات مشابهة

  • دماء غزة عربية
  • لجنة الانضباط باتحاد الإمارات تُوقف خالد الظنحاني وسلطان عادل وتستبعدهما من المنتخب
  • “ليس من مصر ولا قطر”.. تقرير إسرائيلي عن حل لأزمة الرهائن في غزة يتجاهله نتنياهو
  • ماذا يعني أمر ترامب بنشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس بسبب المظاهرات؟
  • عاجل | ترمب لإن بي سي نيوز: لا أرغب في إصلاح علاقتي بماسك وقد انتهت علاقتي به وسيواجه عواقب إذا مول الديمقراطيين
  • أصوات من الغربة.. شفق نيوز تستطلع أحوال عرب مهاجرين يعيشون العيد بالذكريات
  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني: مقترح “ويتكوف” منحاز بشكل فاضح ضد حماس
  • مراسل إكسترا نيوز: ممشى أهل مصر يتحول لوجهة ترفيهية في العيد
  • بعد تحقيق لشفق نيوز.. العراق يتحرك صوب كنزه المنسي
  • آي 24 نيوز الصهيونية: اليمنيون حطّموا النشوة الأمريكية واستنزفوا الجيش الامريكي