إمام مسجد السيدة نفيسة: زهدت الدنيا ودعمت الإمام الشافعي ماديا ومعنويا
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
عرض برنامج «باب رزق»، المذاع على قناة «DMC»، مع الإعلامي يسري الفخراني، حلقة خاصة من داخل دار ومسجد نفيسة العلوم.
وقال الدكتور على الله الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة، «الإمام الشافعي كان يرجع إلى السيدة نفيسة رضى الله عنها في عظائم الأمور، وكانت تدعمه معنويًا وماديًا، وقمت بالبحث أكثر في الجزئية المتعلقة بمساعدته ماديًا، فقد كانت تأتيها الأموال والهدايا وكانت توزع كل هذه الهدايا، فقد كانت زاهدة».
وأضاف قائلًا: «الأمام الشافعى كان يتعرض لبعض الاضطهاد من المالكية المعاصرين له، فوقفت بجانبه السيدة نفيسة رضي الله عنها، وكان عنده داء في بطنه، وعندما يمرض كان يأتي الرسول من الإمام الشافعي، فتقول يرحم الله الشافعي أو شفي الله الشافعي، وفي آخر مرة هينتقل فيها الإمام الشافعي الى جوار الله، قالت السيدة نفيسة هذه العبارة لرسول الشافعي: «يرحم الله الشافعي ومتعه الله بالنظر الى وجهه الكريم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسجد السيدة نفيسة الإمام الشافعي باب رزق الإمام الشافعی السیدة نفیسة
إقرأ أيضاً:
البيان الختامي في غدير خم
لم يكن يوم الغدير لحظة عابرة في التاريخ، بل لحظة فاصلة، على صعيدٍ رملي بين مكة والمدينة، اختار المصطفى محمد صلوات الله عليه وعلى آله مكانًا لم يُعرف من قبل بغير كونه مفترق طرق، فجعل منه مفترقًا للمواقف والولاءات، حين رفع يد الإمام علي -عليه السلام- أمام آلاف الحجاج، وأعلن، بأمر من السماء، نهاية مرحلة النبوة وبداية امتدادها.
في غدير خم، لم يُلقِ المصطفى خطبة وداعية فقط، بل بلّغ أمرًا إلهيًا بحجم الرسالة نفسها، الكلمات التي نطقها كانت فاصلة، لم تكن مجرد وصية، بل تفويض إلهي يُتمم الرسالة، ويوصل الأمانة إلى من يستحقها، ويؤسس لمفهوم القيادة المستمرة بعد النبوة، قيادة للحق والعدل، لا للملك والوراثة.
كانت السماء شاهدة، والجموع شاهدة، والأرض التي عانقت أقدام الحجاج كانت تحفظ صدى ذلك الإعلان الإلهي. لم يكن ذلك يومًا من أيام الفخر، بل يومًا من أيام المحنة للقلوب التي لم تطق سماع اسم الإمام علي مرفوعًا فوق رؤوسهم، فبدأت منذ لحظتها محاولات الطمس، ومحاولات التجهيل، وتدوير النصوص لخدمة الحكم لا للدين.
ومع ذلك، ظل صوت الغدير يتردد في قلوب المؤمنين. في اليمن، هذا الصوت لا يزال حيًّا، يُردَّد في المدارس، في المساجد، في البيوت، وفي جبهات القتال، يرفرف رايةً وولاءً، ويرفع الإمام علي إمامًا كما رفعه المصطفى بيده الشريفة. فكل عام، يجدد اليمنيون عهدهم معه، لا لذكرى فقط، بل كهوية، كقضية، كعقيدة لا تموت.
في المقابل، يقف الأعراب في خندقٍ معاكس، تائهين بين موائد التطبيع، ومبادرات الذل، يسلّمون لفكرة “الوليّ” الجديد الذي يسكن تل أبيب، ويجعلون من أمريكا ربًّا أعلى في قراراتهم، سقطت عنهم آخر أوراق الادّعاء، بينما يرفع اليمنيون راية الغدير سيفًا بوجه العدوان، وموقفًا مع فلسطين، وتجسيدًا لمعنى الولاية التي لا تنفصل عن قضايا الأمة.
غدير خم ليس ماضياً يُروى، بل ضميرٌ حي، ونداءٌ يتجدد، من يزعم محبة المصطفى محمد صلوات الله عليه وعلى آله ثم يعرض عن وصاياه، فقد خان العهد، ومن يتمسك بآل بيته، فقد تمسك بحبل الله المتين.
إنه البيان الختامي، لكنه في وجدان الأوفياء بداية لا تنتهي.