الأنثى العارية المجنحة.. غموض يكتنف مصير تحفة نادرة من آثار اليمن القديم
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
الأنثى العارية المجنحة.. غموض يكتنف مصير تحفة نادرة من آثار اليمن القديم.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
أغلى من الذهب بملايين المرات.. سر قطعة نادرة تم اكتشافها بالصدفة
لم يكن المنقب الأسترالي ديفيد هول يتخيل أن الصخرة الثقيلة التي احتفظ بها لسنوات، معتقدا أنها قد تخفي بعض الذهب، تحمل في جوفها سرا يعود إلى فجر الكون.
حجر أغلي من الذهبفذلك الحجر الغريب الذي قاوم كل محاولات كسره، تبين لاحقا أنه نيزك نادر عمره 4.6 مليارات سنة، أي من بقايا اللحظات الأولى لتكوّن النظام الشمسي.
في أحد الحقول الوعرة جنوب شرق أستراليا، عثر هول على صخرة ذات لون مائل إلى الصدأ وكثافة غير مألوفة. كانت ثقيلة بشكل لافت، وناعمة الملمس، وصلبة إلى حد حطم أدواته واحدة تلو الأخرى.
جرب الرجل كل الوسائل الممكنة، من المناشير والمثاقب إلى الأحماض والمطارق الثقيلة، لكن الصخرة بقيت صامدة دون خدش يُذكر، ما زاد من حيرته وفضوله.
الرحلة إلى متحف ملبورنبعد سنوات من الاحتفاظ بالصخرة دون معرفة حقيقتها، قرر هول أخيرًا عرضها على خبراء متحف ملبورن لم يجد العلماء ذهبا كما كان يتوقع، بل اكتشفوا ما هو أندر وأثمن نيزك يعود عمره إلى 4.6 مليارات سنة، أي من المواد الأصلية التي تكون منها النظام الشمسي.
أطلق العلماء على الاكتشاف اسم «نيزك ماريبورو» نسبة إلى البلدة الأقرب لموقع العثور عليه ويزن النيزك نحو 17 كيلوجرامًا، ليُعد من أكبر وأندر النيازك التي عثر عليها في ولاية فيكتوريا.
وبمجرد فحصه، لاحظ الجيولوجيان ديرموت هنري وبيل بيرش أن سطحه الخارجي مقعّر ومنحوت، وهي سمة مميزة للأجسام التي تخترق الغلاف الجوي بسرعات هائلة.
تحليل علمي يكشف الحقيقةبعد قطع شريحة صغيرة من الصخرة باستخدام منشار ماسي، تبين أنها من نوع الكوندريت H5، وهو أحد أقدم أنواع النيازك الحجرية، ويحتوي على نسبة عالية من الحديد وقطيرات معدنية تعرف بالكوندريولات، وهي من أقدم المواد الصلبة التي تشكلت في بدايات النظام الشمسي.
ندرة لا تُقدر بثمنرغم أن ولاية فيكتوريا اشتهرت تاريخيا باكتشافات الذهب، فإن عدد النيازك الموثقة رسميًا فيها لا يتجاوز 17 نيزكا فقط.
ويعد نيزك ماريبورو ثاني أكبر نيزك كوندريتي يتم العثور عليه في المنطقة، بعد اكتشاف كتلة تزن 55 كيلوجرامًا عام 2003.
وتشير دراسة علمية نشرت عام 2019 إلى أن النيزك يحتوي على مواد محفوظة منذ اللحظات الأولى لتشكل الكواكب، وربما يضم جزيئات عضوية بدائية، مثل الأحماض الأمينية.
رحلة طويلة عبر الفضاءيرجح العلماء أن النيزك نشأ في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، حيث تتصادم الصخور العملاقة منذ مليارات السنين، مطلقة شظايا تجوب الفضاء قبل أن تسقط على الأرض.
وتشير التحاليل الإشعاعية إلى أن هذا النيزك وصل إلى كوكبنا قبل ما بين 100 و1000 عام، وربما ارتبط بمشاهدات لنيازك مضيئة سُجلت في المنطقة خلال القرنين الماضيين، وفقًا لموقع Daily Galaxy.
كنز قد يمر دون أن يلاحظه أحدعندما كُشف عن الكوندريولات المعدنية اللامعة داخل الصخرة، أصبح واضحا أنها ليست مجرد حجر عادي، بل قطعة محفوظة من بدايات الكون.
والمفارقة أن كثيرًا من النيازك المشابهة تمر دون أن يلاحظها أحد، إذ قد تُستخدم كحجارة عادية أو تُترك في الحدائق لسنوات.
حتى ديرموت هنري نفسه، رغم فحصه آلاف الصخور خلال مسيرته العلمية، لم يعثر إلا على حالتين فقط ثبت أنهما نيازك حقيقية، وكان نيزك ماريبورو إحداهما.
من الحقول إلى قاعات العرضاليوم، يعرض نيزك ماريبورو في متاحف فيكتوريا، حيث يجذب اهتمام العلماء والزوار على حد سواء.
ولا تكمن قيمته في ندرته فحسب، بل في ما يحمله من معلومات ثمينة عن المواد التي سبقت تكون الأرض، وما يفتحه من نوافذ لفهم تطور النظام الشمسي المبكر.
إنه ليس مجرد حجر، بل شاهد صامت على ميلاد الكون، قطع ملايين الكيلومترات عبر الزمن والفضاء، لينتهي به المطاف بين يدي رجل كان يظنه قطعة من الذهب.