تجلس مانديسيري مبيرينيو 70 عاما وحفيدها تينوتندا 13 عاما، تحت أشعة الشمس الحارقة ويقصفان كميات الذرة القليلة التي تمكنا من استعادتها من الأراضي التي جفها الجفاف الذي يجتاح جنوب أفريقيا.

 جنوب أفريقيا

 قالت مبيرينيو لرويترز في مزرعتها في شامفا ، على بعد 90 كيلومترا (56 ميلا) شمال عاصمة زيمبابوي هراري "الحبوب التي لدي تكفي فقط للشهرين المقبلين.

سيكون الجوع من الآن فصاعدا .

تعتبر مبيرينيو نفسها محظوظة. تمكنت على الأقل من حصاد بضعة أكياس من الذرة من قطعة أرضها المروية بشكل ضئيل  كانت معظم المحاصيل حول هذه المنطقة مشطوبة.

يعاني الجنوب الأفريقي من أسوأ جفاف منذ سنوات، بسبب مزيج من ظاهرة النينيو التي تحدث بشكل طبيعي  عندما يؤدي ارتفاع درجة حرارة المياه غير الطبيعية في شرق المحيط الهادئ إلى إشعاع الحرارة في الهواء مما يؤدي إلى طقس أكثر سخونة في جميع أنحاء العالم  وارتفاع متوسط درجات الحرارة الناتجة عن انبعاثات غازات الدفيئة.

أدى الطقس، في جميع أنحاء العالم إلى تطرف قياسي في عام 2023 حيث أدى تغير المناخ إلى تضخيم آثار ظاهرة النينو.

حتى أن دراسة أجريت في أكتوبر من العام الماضي أشارت إلى أن تغير المناخ قد يكون الآن عاملا مهما في إثارة ظروف النينيو مثل الأسباب الطبيعية مثل أشعة الشمس.

منظمة أوكسفام للإغاثة وفي الأسبوع الماضي، يواجه أكثر من 24 مليون شخص في الجنوب الأفريقي الجوع وسوء التغذية وندرة المياه بسبب الجفاف.

وفي الموسم الماضي، حصد مبيرينيو 14 طنا من الذرة وباع بعضها لشركة الحبوب الوطنية. هذا العام تتساءل عما إذا كان هناك ما يكفي لإطعام أسرتها.

وفي ملاوي المجاورة، أصبحت سرقة المحاصيل مشكلة مع نضوب مصادر الغذاء. في قرية كونتاجا، بالقرب من مطار العاصمة التجارية بلانتاير، يكسب أوستن جيمس لقمة العيش لأسرته المكونة من خمسة أفراد من خلال حراسة حدائق الذرة الخاصة بأشخاص آخرين، بعد أن أحرقت الحرارة حديقته.

قال جيمس: "يحاول المالكون إنقاذ الذرة الصغيرة التي نجت من حرارة اللصوص".

وأعلنت كل من زامبيا وملاوي وزيمبابوي حالة الكوارث.

"لقد فشلت الذرة"، قالت أولاليا رادسون، وهي مزارعة من ملاوي. وأضافت: "في العام الماضي حصدت 10 أكياس، وكما ترون في هذا الحقل، لن أتمكن حتى من إدارة نصف ذلك"، مشيرة إلى رقعة جافة

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

بانو مشتاق.. صوت من الجنوب الهندي يعبر إلى العالم

في زوايا الجنوب الهندي، وبين الأزقة الضيقة لمدينة "حسن" في ولاية كارناتاكا، وُلد صوتٌ روائي اختزن في سطوره وجع النساء، وحرائق المجتمعات الهامشية، ونبض الأرض التي لا يُكتب عنها إلا نادرًا، هي بانو مشتاق، الكاتبة التي اختارت أن تكون مرآةً لنساءٍ طمست حكاياتهن في ظلال الصمت، فانفجرت بالكلمات، وكتبت لتُرى، وتسمع، وتخلد.

في مايو 2025، دخلت بانو التاريخ كأول كاتبة تكتب بلغة "الكانادية" وتحصد جائزة البوكر العالمية، عن مجموعتها القصصية "مصباح القلب"، لتصبح أول مجموعة قصصية قصيرة تفوز بهذه الجائزة العالمية منذ تأسيسها، وقد ترجم العمل إلى الإنجليزية بجهد المترجمة ديبا بهاستي، التي التقطت من بين أكثر من خمسين قصة، اثنتي عشرة حكاية تنبض بالوجع والأمل.

ولدت بانو في عام 1948 وسط أسرة مسلمة بسيطة، لوالد يعمل موظفًا حكوميًا، آمن بموهبة ابنته وشجعها على التعلم في مدرسة تبشيرية، ومنذ نعومة أظافرها، كانت الكلمة سلاحها، واللغة الكانادية وطنًا تكتب فيه ومنه، تحدّت التقاليد بالحب، والزواج عن اختيار، ودخلت غمار الكتابة مدفوعة باكتئاب ما بعد الولادة، لتتحوّل معاناتها الشخصية إلى مشروع أدبي كبير.

انخرطت بانو في حركة "بانديا سهتيه" التي ظهرت في السبعينات والثمانينات، والتي كانت بمثابة صرخة ضد التمييز الطبقي والديني، ومنصة للأدب الاحتجاجي، كتبت القصة والشعر، واشتغلت في الصحافة والإذاعة، وخلقت عالمًا موازياً لنساء الجنوب، حيث العنف الأسري، والتهميش، والتناقضات التي تعيشها المرأة المسلمة في مجتمع يرزح تحت أثقال الماضي والدين والسلطة. 

"مصباح القلب" هو عمل عن النساء، ولكنه في جوهره عمل عن الإنسان، عن الروح التي تنكسر ثم تلمّ شتاتها وتضيء. 

هذا ما أكده رئيس لجنة تحكيم البوكر ماكس بورتر حين وصف الكتاب بأنه "ترجمة جذرية" وتجربة أدبية لم يسبق لها مثيل.

احتفلت عائلة بانو في حي "بنشين محلة" بفوزها، وعبّر زوجها عن فخره رغم عدم تمكنه من مرافقتها إلى لندن بسبب تأشيرة السفر. 

وفي قاعة متحف "تيت مودرن"، وقفت بانو بين أعمدة الأدب العالمي، لتقول بكل تواضع: "الأدب هو المساحة الوحيدة التي يمكننا أن نحيا فيها داخل عقول بعضنا البعض".

إن بانو مشتاق لم تفز بجائزة، بل فتحت نافذة تطل منها اللغات الإقليمية على العالم، ورفعت صوت الجنوب ليُسمَع في الشمال.

كتبت بلغة غير مرئية عالميًا، لكنها كتبت بصدق، وكان الصدق وحده كفيلًا بأن يُترجم ويُحتفى به ويُخلّد.

طباعة شارك بانو مشتاق جائزة البوكر العالمية مصباح القلب مجموعة قصصية قصيرة بانديا سهتيه

مقالات مشابهة

  • طقس السبت: أجواء حارة نسبيا بعدد من الجهات
  • قبيل دقائق من فتح صناديق الاقتراع.. ما هي البلديات التي فازت بالتزكية؟
  • الأونروا: المساعدات التي تصل لغزة أشبه بإبرة في كومة قش
  • ولد الرشيد: مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي سيمثل أطول منصة لوجستية طاقية في العالم
  • بانو مشتاق.. صوت من الجنوب الهندي يعبر إلى العالم
  • جيش الاحتلال: 5 بالمئة فقط من الحريديم استجابوا لأوامر التجنيد العام الماضي
  • السودان يشارك في الحوار البرازيلي الأفريقي حول الأمن الغذائي
  • اقتصادي: الاستثمارات الخاصة ارتفعت بنسبة 35% خلال العام الماضي
  • صادرات العراق النفطية إلى كوريا الجنوبية بلغت 9 مليارات دولار خلال العام الماضي
  • تراجع كميات الأمطار سيؤثر سلبًا على المحاصيل في الأردن